سياد كولاشيناتس... مدافع قادر على جعل آرسنال أكثر صلابة

مدربوه السابقون وصفوه بـ«الشجرة» لما يتمتع به من قوة تحمل غير عادية

سبق لكولاشيناتس اللعب لمنتخبات ألمانيا للناشئين قبل أن يختار تمثيل البوسنة ويشارك في كأس العالم 2014 (أ.ب)
سبق لكولاشيناتس اللعب لمنتخبات ألمانيا للناشئين قبل أن يختار تمثيل البوسنة ويشارك في كأس العالم 2014 (أ.ب)
TT

سياد كولاشيناتس... مدافع قادر على جعل آرسنال أكثر صلابة

سبق لكولاشيناتس اللعب لمنتخبات ألمانيا للناشئين قبل أن يختار تمثيل البوسنة ويشارك في كأس العالم 2014 (أ.ب)
سبق لكولاشيناتس اللعب لمنتخبات ألمانيا للناشئين قبل أن يختار تمثيل البوسنة ويشارك في كأس العالم 2014 (أ.ب)

شهدت صفوف آرسنال بعض التغيير خلال الفترة الأخيرة، ويبقى التساؤل هنا: هل يمكن بالفعل أن ينجح التحول إلى الاعتماد على ثلاثة لاعبين بخط الدفاع، بعد كل هذه السنوات، في تقديم النتائج المأمولة؟ حتى هذه اللحظة، من غير الواضح بعد ما إذا كان آرسين فينغر على استعداد للتشبث بطريقة لعب سبق وإن أبدى علانية ازدراءه لها. ويعني ذلك ببساطة أن كل صفقة ضم لاعب جديد لآرسنال، بل وكل شائعة تظهر على السطح، سيجري تحليلها بدقة ليس فقط من أجل التعرف على ما يتعلق باللاعبين، وإنما أيضاً لسبر أغوار رؤية فينغر للمستقبل.
وتأتي صفقة الانتقال الحر المبرمة هذا الأسبوع من جانب الظهير الأيسر المنتمي إلى البوسنة والهرسك سياد كولاشيناتس قادماً من شالكة لمدة خمس سنوات لتجعل الصورة أوضح قليلاً، لكن المؤكد أن اللاعب الجديد سيضيف قدرا كبيرا من المرونة والصلابة في الوقت ذاته إلى صفوف آرسنال وهما عنصران افتقر إليهما النادي الإنجليزي أغلب الوقت. ورغم أن كولاشيناتس لم يشارك بانتظام بمركز الجناح - المدافع في شالكة أو في بلده، وبنى سمعة له كمدافع قوي وصلب، ثمة ما يدعو للاعتقاد بأنه من الممكن الدفع به في مركز قلب الدفاع من الجانب الأيسر أو كجناح مدافع علاوة على دوره المألوف كظهير. وقد شارك كولاشيناتس في 19 مباراة في صفوف شالكة في مركز خط وسط يلعب على الأجناب (وأربع مباريات أخرى في قلب خط الوسط)، مع أن المهارات الأكثر وضوحاً لديه تحمل طابعاً دفاعياً.
أما مسألة ما إذا كان يملك القدرة الفنية على العمل كجناح مدافع فيشوبها بعض الشك، لكن المؤكد أن كولاشيناتس قادر على التقدم نحو الأمام ولم يسبق قط أن شكك أحد في مستوى أدائه أو تفانيه. جدير بالذكر أن كولاشيناتس أحرز ثلاثة أهداف وساعد في تسجيل خمسة أخرى في إطار منافسات الدوري الألماني الممتاز الموسم الماضي. ولم يسبق لأي مدافع تحقيق هذا العدد الكبير من الأهداف التي عاون في إحرازها (وإن كان ينبغي التنويه هنا إلى أن بعض هذه الأهداف تحققت في وقت كان يشارك بوسط الملعب).
إلا أنه لا ينبغي التعامل مع هذا الأمر باعتباره يوحي بأنه يملك قدرة رائعة على تمرير الكرات، ما يجعله اختياراً غير ملائم تماماً لآرسنال مع أن هذا بالتأكيد ليس بالأمر السيئ. بوجه عام، يتميز كولاشيناتس بقوته وحماسه واستمتاعه الواضح بخوض تحديات جسدية. يذكر أن مدرب شالكة السابق، جينز كيلر صرح من قبل بأن: «سياد أشبه بشجرة، فربما يصاب بضربة في الرأس، ومع هذا يتجاوز الأمر ببساطة كأنه لم يحدث ويمضي في اللعب على نحو رائع».
يذكر أن كولاشيناتس ولد في مدينة كارلسروه الألمانية، ويعمل والده، فائق، في مصنع شركة «مرسيدس». أما فائق، فينتمي إلى عرق المونتينيغرو (الجبل الأسود) بمدينة نيكشيتش، وانتقل عام 1969 عندما كان في الـ10 من عمره إلى البوسنة والهرسك. ومارس الأب كرة القدم للهواة هناك، ويتمتع ببنيان قوي على غرار نجله. وعن ذلك، قال الأب: «يعود الأمر برمته إلى التركيب الجيني. وعندما رآنا الهولندي هوب ستيفينز، مدرب شالكة آنذاك، نجلس بجوار بعضنا البعض، قال إنه من الواضح من أين ورث ابني هذا البنيان الجسدي القوي».
ورغم أن كولاشيناتس لعب بمستوى الناشئين داخل ألمانيا، فإنه دائماً ما نسب نفسه إلى البوسنة. كما يستمع اللاعب إلى موسيقى بوسنية، بل ويحرص على تناول الطعام البوسني التقليدي الذي تعده والدته على فترات متقاربة، حتى وإن تطلب الأمر السفر من مدينة لأخرى. وحتى بداية ممارسته اللعب، كان كولاشيناتس ينضم إلى الجماهير التي تتابع مباريات المنتخب البوسني عبر شاشة ضخمة داخل المسجد المحلي. والواضح أن الدين لعب دورا مهما في تنشئته. وأشار والده إلى أن ابنه أحياناً كان يتغيب عن المدرسة ليحضر دروسا دينية بالمسجد، وأحياناً أخرى كان يفضل أن يتضور جوعاً على أن يتناول لحم الخنزير.
من المنظور الدولي، ربما أكثر ما يعلق بالأذهان بخصوص كولاشيناتس الهدف المبكر الذي سجله بمرمى الأرجنتين خلال مباراة البوسنة الأولى في بطولة كأس العالم عام 2014. واتبع المنتخب البوسني بعد ذلك خطة استغنى في إطارها عن مركز الظهير الأيسر أمام نيجيريا، لكن كولاشيناتس عاد للفوز أمام إيران. وبعد ثلاثة سنوات، كان أكثر ما يلفت الأنظار بخصوص كولاشيناتس أن الهدف التاريخي الذي سجله في شباك الأرجنتين لم يكن له تأثير سلبي على مسيرته. في الواقع، كان من السهل أن ترتبك مسيرة أي لاعب لا يتجاوز عمره 20 عاماً يسجل هدفاً لصالح منتخب بلاده خلال أول مشاركة له ببطولة كأس العالم، بل وفي غضون ثلاث دقائق فحسب، لكن كولاشيناتس مضى قدماً بصلابة وثبات يثيران الإبهار.
وبالنظر إلى ميل آرسنال للتداعي أمام أول لحظة ضغط، فإن هذه الصلابة تبدو إضافة قيمة للغاية إلى الفريق. ويوحي ذلك بأن فينغر أدرك أخيراً أن المشكلات التي يعانيها الفريق يمكن حلها عبر العود لأسلوب العب الذي يتمتع بالصلابة والقوة.
ونشر آرسنال بموقعه على الإنترنت صورة لكولاشيناتس بقميص النادي وكتب أنه سينضم للمعسكر التدريبي الشهر المقبل بعقد طويل المدى بشرط أن يستكمل الإجراءات المعتادة للتعاقد. وأكد شالكة في بيان انتقال لاعبه إلى آرسنال بعقد حتى 2022. وسيتنافس كولاشيناتس، الذي شارك في 17 مباراة مع البوسنة، على اللعب في مركز الظهير الأيسر لآرسنال مع ناتشو مونريال وكيران جيبس.



بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.