المغرب: وزير حقوق الإنسان يقاطع مناظرة عن احتجاجات الحسيمة

رداً على تحميل الحكومة مسؤولية الاحتقان في المنطقة

المغرب: وزير حقوق الإنسان يقاطع مناظرة عن احتجاجات الحسيمة
TT

المغرب: وزير حقوق الإنسان يقاطع مناظرة عن احتجاجات الحسيمة

المغرب: وزير حقوق الإنسان يقاطع مناظرة عن احتجاجات الحسيمة

أعلن مصطفى الرميد، وزير الدولة المغربي المكلف بحقوق الإنسان، مقاطعته لمناظرة حول احتجاجات الحسيمة تنظم غداً الجمعة بمدينة طنجة، دعا إليها إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة المعارض، الذي يشغل منصب رئيس جهة طنجة - تطوان - الحسيمة.
وجاء موقف الرميد المنتمي لحزب العدالة والتنمية، ذي المرجعية الإسلامية، ردا على الانتقادات التي وجهها العماري للحكومة ورئيسها الحالي والسابق المنتميين للحزب ذاته، وتحميل الجميع مسؤولية الاحتجاجات التي اندلعت في المنطقة، وذلك خلال استضافته في برنامج حواري تلفزيوني بث الليلة قبل الماضية.
وقال الرميد إن الخروج الإعلامي «المدبر» للعماري لم يكن موفقا بعدما «اختار الخروج قبل يومين من تاريخ المناظرة التي دعي إليها جميع الفرقاء»، موضحا في تدوينة نشرها أمس أن العماري «قرر أن يحسم النقاش قبل أن يبدأ في مناظرته، ويتهم الحكومة وكل المؤسسات بكل النعوت التي أمكنه إطلاقها، ويقوم بتبخيس كل شيء، في محاولة يائسة لرد الاعتبار لشخصه وحزبه ولو على حساب كل شيء»، متسائلا: «ما الجدوى من حضور مناظرته؟».
وخاطب الرميد العماري قائلا: «بعد الذي سمعت منك في برنامج ضيف الأولى، سجلني غائبا عن مناظرتك»، وزاد قائلا: «إن القصف العشوائي للجميع وبكل الاتهامات التي تتوعد بها من تريد أن تناظرهم بالسجن فإنه أمر يحسنه كل ضعيف، ولا حاجة بعده لأي مناظرة».
وكان العماري قد أعلن أن مجلس الجهة سينظم مناظرة وطنية حول الوضع في الحسيمة، التي تعرف موجة من الاحتجاجات منذ ثمانية أشهر. وتهدف هذه المناظرة إلى جمع كل الأطراف، من سلطات عمومية ومؤسسات وطنية، ونشطاء وفاعلين في الاحتجاجات، وأحزاب سياسية، ونقابات، ومجتمع مدني ومثقفين حول مائدة الحوار؛ قصد استكشاف سبل تجاوز الوضع الحالي ووضع أسس بناء الثقة فيما بينها.
وحمّل العماري في حواره التلفزيوني عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة السابق وخصمه السياسي الأول، مسؤولية الأوضاع المتأزمة التي تعيشها البلاد، وقال إن ابن كيران «تحدث كثيرا وخلف وراءه مصيبة ورثها خلفه سعد الدين العثماني، الذي لم يعرف كيف يتعامل معها».
وحسب متتبعين، فإن العماري استبق المناظرة بإطلاق تصريحات ضد الحكومة، سعيا لجلب التأييد لمبادرته، بعدما تراجع دور حزبه بشكل كبير في المشهد السياسي المغربي بعد انتخابات 7 أكتوبر (تشرين الأول) الذي فشل في تصدرها وفاز بها خصمه «العدالة والتنمية». كما جرت مؤاخذته على عدم قيامه بدور فعال منذ اندلاع الاحتجاجات. إلا أنه أقر بذلك وقال في حواره: «نحن السياسيون جبناء لأنه لم تكن لدينا الشجاعة للنزول إلى الشارع لمواجهة الأزمة الواقعة في مدن الريف».
وسبق لسعد الدين العثماني رئيس الحكومة أن حمّل حزب الأصالة والمعاصرة مسؤولية اندلاع الاحتجاجات في الريف أمام البرلمان لأنه هو من يتولى رئاسة جهة طنجة - تطوان - الحسيمة، ويسير منتخبوه الجماعات القروية بالحسيمة، بيد أن العماري عزا إخفاقه لكون «صلاحيات رئيس الجهة لا تزال محدودة، وهو ما يحول دون تنفيذها لمهامها المسطرة في القانون المنظم لعمل الجهات، والحكومة لم تصادق على المراسيم (القوانين) العادية إلا أخيراً، أي بعد مرور سنتين من صدور قانون الجهات».
وقال العماري أيضا إنه «أسوة ببعض زملائنا في رئاسة الجهات نتجه للخارج لنبحث عن موارد لمساعدة جهتنا»، مشيرا إلى أن الحكومة لا تمد جهة طنجة - تطوان - الحسيمة سوى بـ40 مليون درهم (4 ملايين دولار) سنوياً تخصص للاستثمار والتسيير، و«أنه لا مجال مطلقا لتحميل المسؤولية للمنتخبين (رؤساء الجماعات)، في ظل الصلاحيات المحدودة التي تقيد عملهم وضعف الإمكانيات المالية الموضوعة رهن إشارتهم».
في غضون ذلك، نوهت أمينة ماء العينين، القيادية في حزب العدالة والتنمية، بموقف الرميد ومقاطعته المناظرة، واعتبرت أن حضور وزراء وقادة من حزبها المناظرة خيانة للحزب، وكتبت أمس: «كم كان سيكون مؤلما أن نشاهد الرميد يحضر مبادرة «الفرصة الأخيرة» لإلياس... كان ذلك سيكون إمدادا بالأوكسجين لمشروع سياسي سلطوي أعلنت وفاته».
وحذرت ماء العينين الوزراء وقادة حزبها من أن «كل حضور لمناظرة إلياس الملغومة... وكل مد لمقومات الحياة لمشروع سياسي كلف الشعب والوطن والديمقراطية الشيء الكثير، سيكون خيانة معلنة لحزبنا».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.