تعديلات تنظيمية ترجح ارتفاع أسعار الشقق في عمان

مختصون يدعون إلى دراسة النظام المعدل بالشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني المعنية بالقطاع العقاري

أسعار الأراضي في الأردن باتت تستحوذ على النسبة الأكبر من تكلفة البناء وتشكل نحو 60 % من إجمالي التكلفة («الشرق الأوسط»)
أسعار الأراضي في الأردن باتت تستحوذ على النسبة الأكبر من تكلفة البناء وتشكل نحو 60 % من إجمالي التكلفة («الشرق الأوسط»)
TT

تعديلات تنظيمية ترجح ارتفاع أسعار الشقق في عمان

أسعار الأراضي في الأردن باتت تستحوذ على النسبة الأكبر من تكلفة البناء وتشكل نحو 60 % من إجمالي التكلفة («الشرق الأوسط»)
أسعار الأراضي في الأردن باتت تستحوذ على النسبة الأكبر من تكلفة البناء وتشكل نحو 60 % من إجمالي التكلفة («الشرق الأوسط»)

تجري مؤسسات الأعمال والاقتصاد والمتعلقة بالإسكان، مناقشات مع أمانة عمان حول التعديلات التي أدخلت على نظام الأبنية والتنظيم لمدينة عمان، وتقديم ملاحظات حول الأضرار التي قد تنجم عن هذه التعديلات في حال إقرارها من قبل مجلس الوزراء الأردني.
واستهجن مختصون في الشأن العقاري والإسكاني تعديلات بنود المشروع المعدل لنظام الأبنية والتنظيم لمدينة عمان، الذي تعتزم لجنة أمانة عمان رفعه لمجلس الوزراء لإقراره.
ودعا المختصون، إلى دراسة النظام المعدل لنظام الأبنية والتنظيم لمدينة عمان، بالشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني المعنية بالقطاع العقاري، من جمعيات ونقابات، للخروج بنظام أبنية عصري يواكب التطورات الكبيرة التي حصلت على مدينة عمان منذ عام 2005. وبهدف معالجة الاختلالات الهائلة في معادلة أسعار العقار والقدرة الشرائية للغالبية العظمى من المواطنين الأردنيين، ليساهم في حل مشكلات المدينة من جميع النواحي، لتصبح قابلة للحياة وجاذبة للاستثمار.
ويبين المختصون أن التعديلات الواردة في المشروع المعدل ستعمل على رفع كلفة البناء وبالتالي ارتفاع أسعار الشقق بنسبة كبيرة، مما سيجعل من الصعوبة تأمين السكن الملائم، بالإضافة إلى صعوبة الاستثمار فيها.
ويرى أن اشتراط توفير موقفين لكل مسكن تزيد مساحته على 200 متر مربع، تعني قيام من يرغب في البناء سواء المواطن أو المستثمر بإنشاء طابقين لمواقف السيارات مما يرفع كلفة الشقة الواحدة بما لا يقل عن 16 ألف دينار (22.4 ألف دولار)، بالإضافة إلى مشكلات انهيار التربة وتعرض الأبنية المجاورة للمخاطر وصعوبة تصريف مياه الأمطار والفيضانات الناجمة عن ذلك في فصل الشتاء.
وتطرق النظام إلى معالجة قضايا السكن لفئة ذوي الدخل المرتفع، والتي لا تزيد على 5 في المائة من سكان عمان، فيما لم يتطرق إلى احتياجات النسبة الأعظم من المواطنين والتي تشكل 95 في المائة من سكان العاصمة، وهم من ذوي الدخل المحدود والمتوسط.
وحرم النظام المعدل قطع الأراضي ذات الميول الخفيفة والمنخفضة عن الشارع من الاستفادة من طابق التسوية، بالإضافة إلى فرض غرامات بدلا لمواقف السيارات على من يرغب في البناء على قطع الأراضي التي تقع على الدخلات أو مخدومة بأدراج، مما يعدم الاستفادة منها.
أما فيما يتعلق بأسس تحديد عدد الشقق السكنية في المبنى، أو ما يعرف بالكثافة السكنية، فلم تأخذ بالاعتبار اختلاف مناطق التنظيم مثل (أ، ب، ج، د) ولم تراع اختلاف المستوى المعيشي في مناطق، ولم تراع حاجة المواطن من خلال توفير مسكن ملائم له، سواء بالتملك أو بالإيجار.
كما أعطى النظام الصلاحية لمجلس الأمانة لتحديد عدد الشقق ومساحة كل شقة في المباني السكنية، مع إمكانية التعديل المستمر كما تشاء اللجنة، مما يعني عدم ثبات التشريعات وعدم وضوحها للمستثمر، مما يؤدي إلى الاستثمار المحلي والأجنبي.
ومن الملاحظ أن أسعار الأراضي باتت تستحوذ على النسبة الأكبر من تكلفة البناء، حيث تصل حاليا إلى ما يقارب 60 في المائة من إجمالي التكلفة، الأمر الذي يستدعي ضرورة تعديل التشريعات المتعلقة باستخدام الأراضي بهدف استغلالها بالشكل الأمثل وزياد عدد الطوابق إلى 6 أو 8 أو 10، لتخفيض كلفة الشقق بعد ارتفاع أسعار الأراضي، والتي لم يولها النظام المعدل الاهتمام الكافي.
ويحظر النظام إقامة أبنية في «فئة التجاري المحلي» بمنطقة السكن، لغايات النوادي الليلية والملاهي وصالات الأفراح والمقاهي ومحطات غسيل السيارات وغيار الزيت والتشحيم وكهرباء السيارات وأعمال النجارة بجميع أشكالها، ومحلات البلياردو والسنوكر والألعاب الإلكترونية والكهربائية وما شابهها، أو أي استعمال آخر يسبب إزعاجا وإقلاقا للراحة العامة في فئة التنظيم.
وأجاز فقط في «التجاري المحلي» ترخيص مطعم بمساحة لا تزيد على 60 مترا مربعا في البناء الواحد، مراعيا عند منح التراخيص المهنية، التنوع في المهن، بما يحقق الخدمة اليومية المحلية لمنطقة التجاري المحلي ضمن السكن.
وكانت قد شكلت لجنة من مؤسسات المجتمع المدني ذات العلاقة، لتقديم مقترحات على مسودة نظام الأبنية المقترح من قبل أمانة عمان، وقد ضمت نقابة المهندسين الأردنيين، وهيئة المكاتب الهندسية، ونقابة المقاولين الأردنيين، وغرفتي صناعة وتجارة الأردن، وغرفتي صناعة وتجارة عمان، وجمعية المستثمرين في قطاع الإسكان الأردني، وجمعية المستشفيات الأردنية، ومنتدى الأعمال الهندسي، بالإضافة إلى فعاليات شعبية.
على صعيد متصل، بلغ عدد الشقق المبيعة خلال الخمسة أشهر الأولى من العام الحالي ما يصل إلى 14.2 ألف شقة، مقارنة بنحو 15.2 ألف شقة لنفس الفترة من العام الماضي.
وحسب التقرير الشهري الصادر عن دائرة الأراضي والمساحة، فقد بلغ عدد الشقق المبيعة لمساحات أقل من 120 مترا مربعا خلال الخمسة أشهر الأولى من العام الحالي نحو 4.9 ألف شقة، مقارنة بـ5.4 ألف شقة لنفس الفترة من عام 2016.
وبلغ عدد الشقق المبيعة خلال الخمسة أشهر الأولى من العام الحالي لمساحات ما بين 120 مترا مربعا و150 مترا مربعا نحو 5.2 ألف شقة، مقارنة بـ5.7 ألف شقة لنفس الفترة من عام 2016.
وبلغ عدد الشقق المبيعة خلال الخمسة أشهر الأولى من عام 2017 لمساحات أكبر من 150 مترا مربعا نحو 4.02 ألف شقة، مقارنة بـ4.04 ألف شقة لنفس الفترة من العام الماضي.
وتمركزت مبيعات الأراضي في الأردن خلال الخمسة أشهر الأولى من عام 2017 في منطقة الموقر بقرية موقع الجناب وحوض المديسيسيات بعدد 398 قطعة. وفي عمّان متمثلة في قرية عمّان وحوض المدينة بعدد 285 قطعة، تلتها في الرمثا بقرية الرمثا وأحياء حوض نقع الرميّث بعدد 221 قطعة، وفي الزرقاء في قرية البتراوي وحوض البتراوي الجنوبي بعدد 170 قطعة.
أما مبيعات الشقق في الزرقاء فقد تمركزت في قرية البتراوي وحوض البتراوي الجنوبي بعدد 262 شقة، تلتها شرق عمّان في قرية طبربور حوض الميالة بعدد 237 شقة، وقرية النويجيس من نفس المديرية، حوض الرواق بعدد 195 شقة، ومن ثمّ شمال عمان قرية الجبيهة حوض أبو العوف، بعدد 165 شقة.
وتمركزت مبيعات الأراضي في المملكة الأردنية خلال مايو (أيار) من عام 2017، في الموقر بقرية موقع الجناب، وحي حوض المديسيسيات بعدد 398 قطعة، ومن ثمَّ في جنوب عمان في قرية أبو حليلفة وحوض أبو حليلفة بعدد 68 قطعة، تلتها في عمان في قرية عمان حوض المدينة بعدد 58 قطعة.
وفي شرق عمان تمركزت في قرية طبربور حوض الميالة بعدد 49 شقة، ثمّ في شمال عمان في قرية الجبيهة وحوض أبو العوف وأيضاً في الزرقاء في قرية البتراوي في حوض البتراوي الجنوبي بعدد 48 شقة لكل منهما، ثمّ مُجدداً في شرق عمان وقرية النويجيس، حوض الرّواق، بعدد 41 شقة.



سوق الإسكان في الصين تواصل الاستقرار خلال فبراير الماضي

رغم تفشي كورونا الجديد فإن التوقعات تستبعد تأثيره على سوق العقارات في البلاد
رغم تفشي كورونا الجديد فإن التوقعات تستبعد تأثيره على سوق العقارات في البلاد
TT

سوق الإسكان في الصين تواصل الاستقرار خلال فبراير الماضي

رغم تفشي كورونا الجديد فإن التوقعات تستبعد تأثيره على سوق العقارات في البلاد
رغم تفشي كورونا الجديد فإن التوقعات تستبعد تأثيره على سوق العقارات في البلاد

واصلت سوق الإسكان في الصين الاستقرار بشكل عام خلال شهر فبراير (شباط) الماضي، حيث سجلت 70 مدينة رئيسية ارتفاعاً طفيفاً في أسعار المساكن على أساس شهري، حسب بيانات رسمية صدرت أول من أمس. وأظهرت الإحصاءات أن أسعار المساكن الجديدة في 4 مدن على المستوى الأول، وهي بكين وشانغهاي وشنتشن وقوانغتشو، ظلت دون تغيير على أساس شهري خلال فبراير (شباط) الماضي، مقارنة بنمو نسبته 0.4 في المائة سجل في يناير (كانون الثاني) الماضي.
وشهدت المدن على المستوى الثاني ارتفاعاً نسبته 0.1 في المائة على أساس شهري في أسعار المساكن الجديدة، بانخفاض 0.1 نقطة مئوية عن الشهر السابق، بينما شهدت المدن على المستوى الثالث أيضاً ارتفاعاً طفيفاً نسبته 0.1 في المائة على أساس شهري في أسعار المساكن الجديدة، مقارنة بزيادة نسبتها 0.4 في المائة سجلت في يناير (كانون الثاني) الماضي.
وازدادت أسعار المساكن المعاد بيعها في المدن على المستوى الأول على أساس شهري، إلا أنها كانت بوتيرة أبطأ، في حين ظلت الأسعار دون تغيير في المدن على المستوى الثاني، وانخفضت بشكل طفيف في مدن المستوى الثالث على أساس شهري.
وقال كونغ بنغ، الإحصائي في المصلحة، إنه رغم أن تفشي فيروس كورونا الجديد غير المتوقع جلب تأثيراً ملحوظاً على سوق العقارات في البلاد، فقد اتخذت السلطات عدداً كبيراً من السياسات والإجراءات للحفاظ على استقرار سوق العقارات بشكل عام.
وأظهرت بيانات المصلحة أيضاً أن الاستثمارات في التطوير العقاري بالبلاد انخفضت بنسبة 16.3 في المائة على أساس سنوي خلال أول شهرين من العام الحالي. كما انخفضت الاستثمارات في المباني السكنية بنسبة 16 في المائة عن العام الذي سبقه. وذكرت مصلحة الدولة للإحصاء أن الاستثمار في التطوير العقاري بالصين انخفض بنسبة 16.3 في المائة على أساس سنوي في الشهرين الأولين من عام 2020.
إلى ذلك، أفادت صحيفة «تشاينا سيكيوريتيز جورنال» بأن كبار مطوري العقارات في الصين أعلنوا عن ربحية أفضل خلال العام الماضي، وأصدرت 56 شركة عقارات صينية مدرجة في سوق الأسهم «إيه» وسوق هونغ كونغ للأوراق المالية تقاريرها السنوية لعام 2019. وسجلت 29 شركة زيادة في صافي الأرباح. ومن بينها، سجلت الشركات العقارية المدرجة في سوق الأسهم «إيه» أداء أفضل بشكل عام من نظيراتها المدرجة في سوق هونغ كونغ، حسبما ذكرت الصحيفة.
وانخفض متوسط صافي الأرباح العائد لمساهمي 38 مطوراً عقارياً مدرجاً في بورصة هونغ كونغ بنسبة 27.58 في المائة إلى 3.25 مليار يوان (466.3 مليون دولار)، في حين ارتفع صافي أرباح الشركات المدرجة في بورصة «إيه»، البالغ عددها 18 شركة، بنسبة 22.67 في المائة إلى 3.59 مليار يوان.وقالت الصحيفة إن معظم الشركات التي شهدت نتائج مالية محسنة سجلت توسعًا في أصولها وديونها. ومع ذلك، فإن نسبة الأصول إلى الديون التي تخصم من الإيرادات غير المكتسبة، والتي ترتبط بالنتائج المستقبلية لمطور العقارات، انخفضت بسبب المحاسبة المالية المثلى، مما يشير إلى ظروف مالية أفضل.
وقالت الصحيفة إن قطاع العقارات شهد مزيداً من عمليات الدمج والاستحواذ في 2019. وذكرت الصحيفة، نقلاً عن بيانات من معهد الأبحاث العقارية «تشاينا إنديكس أكاديمي»، أنه بصفتها وسيلة فعالة لشراء الأراضي وتوسيع الأعمال التجارية، أبرم مطورو العقارات الصينيون 333 صفقة دمج واستحواذ بقيمة 296.1 مليار يوان في العام الماضي، بزيادة 14.7 في المائة و31.6 في المائة على التوالي على أساس سنوي.
إلى ذلك، كشف بيانات رسمية أن أسعار العقارات الصينية سجلت معدلات نمو أقل في نهاية عام 2019، مقارنة مع العام السابق. وذكر بنك الشعب الصيني (البنك المركزي)، في أحدث تقرير فصلي له حول تطبيق السياسة النقدية، أن أسعار المساكن التجارية حديثة البناء في 70 مدينة كبرى ومتوسطة في أنحاء البلاد ارتفعت بواقع 6.8 في المائة على أساس سنوي بنهاية عام 2019، بانخفاض 3.7 نقطة مئوية مقارنة مع عام 2018.
وارتفعت أسعار المساكن المستعملة بنسبة 3.7 في المائة على أساس سنوي، بانخفاض 4 نقاط مئوية مقارنة مع عام 2018. وكانت المساحة الأرضية للمساكن التجارية المبيعة على مستوى البلاد هي ذاتها لعام 2018. مع ارتفاع المبيعات بنسبة 6.5 في المائة على أساس سنوي، بينما انخفض معدل نمو المبيعات بمعدل 5.7 نقطة مئوية مقارنة مع نهاية عام 2018. وواصل معدل النمو للقروض العقارية الانخفاض على نحو مطرد.
وبنهاية عام 2019، بلغ حجم القروض العقارية من كبرى المؤسسات المالية -بما في ذلك المؤسسات المالية ذات الاستثمار الأجنبي- 44.41 تريليون يوان (6.34 تريليون دولار)، بارتفاع 14.8 في المائة على أساس سنوي. وانخفض معدل النمو بواقع 5.2 نقطة مئوية، مقارنة مع نهاية عام 2018.
ومثل حجم القروض العقارية 29 في المائة من إجمالي القروض. ومن بين القروض العقارية، بلغ حجم قروض الإسكان الشخصي 30.2 تريليون يوان، بزيادة 16.7 في المائة على أساس سنوي. وانخفض معدل النمو 1.1 نقطة مئوية مقارنة مع نهاية عام 2018.
وأظهرت بيانات رسمية أن سوق المساكن في الصين واصلت الحفاظ على الاستقرار بشكل عام في يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث سجلت أسعار المساكن في 70 مدينة رئيسية ارتفاعاً معتدلاً بشكل عام على أساس شهري. وأظهرت البيانات الصادرة عن مصلحة الدولة للإحصاء أن 47 من أصل 70 مدينة سجلت ارتفاعاً في أسعار المساكن الجديدة على أساس شهري، بتراجع من 50 مدينة في ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي.
وبحسب البيانات، فإن أسعار المساكن الجديدة في 4 مدن من الدرجة الأولى، وهي بكين وشانغهاي وشنتشن وقوانغتشو، ازدادت 0.4 في المائة على أساس شهري في يناير (كانون الثاني)، حيث شهد معدل النمو زيادة 0.2 نقطة مئوية عن الشهر الأسبق. كما شهدت مدن الدرجتين الثانية والثالثة في البلاد التي شملها مسح المصلحة ارتفاعاً معتدلاً على أساس شهري في يناير (كانون الثاني)، ولكن بوتيرة أبطأ من الشهر الأسبق.
وارتفعت أسعار المساكن المعاد بيعها في مدن الدرجة الأولى ومدن الدرجة الثالثة على أساس شهري، في حين ظلت الأسعار في مدن الدرجة الثانية ثابتة. وقال كونغ بنغ، الإحصائي الكبير في مصلحة الدولة للإحصاء، إن سوق العقارات ظلت مستقرة بشكل عام في يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث تؤكد الحكومات المحلية على مبدأ أن «المساكن للعيش وليس للمضاربة»، إلى جانب تنفيذ آلية إدارة طويلة الأجل للسوق.