قائد «فيلق القدس» ينقل ميليشيات «فاطميون» إلى سوريا

قائد «فيلق القدس» ينقل ميليشيات «فاطميون» إلى سوريا
TT

قائد «فيلق القدس» ينقل ميليشيات «فاطميون» إلى سوريا

قائد «فيلق القدس» ينقل ميليشيات «فاطميون» إلى سوريا

كشفت مصادر عراقية مطلعة، أمس، أن قائد «فيلق القدس» الإيراني، قاسم سليماني، وصل قبل أيام إلى المنطقة الغربية من الموصل الواقعة على الحدود العراقية - السورية للإشراف على تمركز الآلاف من مسلحي الحرس الثوري وميليشيات «فاطميون» التابعة لإيران في هذه المناطق، ومن ثم نقلهم برا مع كامل أسلحتهم الثقيلة إلى داخل الأراضي السورية، في زيارة هي الثانية من نوعها خلال أقل من شهر.
وقال مسؤول في أحد فصائل ميليشيات «الحشد الشعبي» الشيعية العراقية الموالية لإيران، لـ«الشرق الأوسط»، مفضلا عدم الكشف عن اسمه، إن «قاسم سليمان موجود حاليا في غرب الموصل، وقد زار خلال الأيام الماضية الحدود العراقية - السورية، وتحديدا منطقتي أم جريص وأم ديبان، باتجاه منطقة التنف»، مشيرا إلى أن سليماني يتنقل باستمرار بين قضاء البعاج وناحية القيروان والمناطق الأخرى الخاضعة لسيطرة «الحشد الشعبي».
وأردف المسؤول في «الحشد الشعبي»: «زيارة سليماني هذه المرة تأتي في إطار الإشراف على نقل الآلاف من قوات (فاطميون)، (ميليشيات شيعية تابعة لإيران تتألف من الأفغان والباكستانيين والهنود الشيعة)، إلى داخل الأراضي السورية» لخوض معارك ضد المعارضة السورية جنبا إلى جنب مع قوات النظام السوري.
وأضاف: «هذه القوات اشتركت معنا خلال الأشهر الماضية في خوض كثير من المعارك ضد مسلحي (داعش)، ومقاتلوها مدربون، ولديهم خبرة جيدة في استخدام الأسلحة الثقيلة كالراجمات والصواريخ والمدافع الثقيلة، لذا هم الذين يشرفون على هذه الأسلحة، وكذلك هم الذين كانوا يقودون الدبابات والمدرعات التي اقتحمت البعاج والقيروان والحضر»، مبينا أن «قسما منها نُقل خلال اليومين الماضيين إلى سوريا» بالتنسيق مع نظام الأسد ومسلحي حزب العمال الكردستاني المعارض لتركيا، وأن «أعدادا جديدة منها وبكامل تجهيزاتها وصلت إلى المنطقة وتمركزت على الحدود العراقية - السورية استعدادا لدخول الأراضي السورية».
وكشف المصدر أن أعداد هذه الميليشيات تجاوزت حتى الآن 8 آلاف مسلح، بينهم ضباط من الحرس الثوري والمخابرات الإيرانية.
وتشهد مناطق البعاج والقرى والبلدات الواقعة على الحدود مع سوريا التي حررتها ميليشيات «الحشد» خلال الأسابيع الماضية، تحركات كبيرة لهذه الميليشيات وأسلحتها الثقيلة، وقال أحد مسؤولي «الحشد العشائري» من العرب السنّة المنضوين في «الحشد الشعبي»، لـ«الشرق الأوسط»: «نقلت هذه القوات ليلا عبر مناطقنا إلى الحدود، وقد أبلغتنا قوات (الحشد) أن نبتعد عن هذه المناطق قبل يومين، وألا نقترب من هذه القوات، وحتى الآن هي تمنعنا من الاقتراب من مناطق تمركز هذه القوات».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.