ميريانا معلولي لـ {الشرق الأوسط}: أنتظر تجسيد شخصية المطربة فيروز

الفنانة السورية تصور دورها في «غيوم عائلية» و «وراء الوجوه»

ميريانا معلولي
ميريانا معلولي
TT

ميريانا معلولي لـ {الشرق الأوسط}: أنتظر تجسيد شخصية المطربة فيروز

ميريانا معلولي
ميريانا معلولي

رغم مسيرتها الفنية الحديثة نسبيا فإن الممثلة السورية ميريانا معلولي قدمت الكثير من الأدوار المتميزة في مسلسلات اجتماعية معاصرة كأيام الدراسة وتخت شرقي ورياح الخماسين وهذا العالم وغيرها، وفي مسلسلات البيئة الشامية كالدبور بجزأيه الأول والثاني وأسعد الوراق وغيرهما، تتحدث ميريانا لـ«الشرق الأوسط» عن الأعمال الجديدة التي تصورها: في الموسم الدرامي الحالي صورت مؤخرا دوري في الجزء الثاني من مسلسل (سوبر فاميلي) الذي صار اسمه (غيوم عائلية) ودوري فيه هو استمرار لشخصية ريم الطالبة في كلية الصيدلة وفي الجزء الجديد تتخرج في الجامعة وتفتتح صيدلية وتعيش علاقة حب مع ابن خالتها فتتحول حياتها من الجدية المطلقة والالتزام بالمبادئ في الجزء الأول إلى طغيان العاطفة، كما أصور دوري في مسلسل (وراء الوجوه) مع المخرج مروان بركات وهو اجتماعي معاصر وشخصيتي فيه الفتاة لينا التي تتورط بحب شقيق صديقتها وتتزوجه بالسر، كذلك صورت لوحات تلفزيونية تحت عنوان نقطة من أول السطر ويتحدث عن الواقع السوري الحالي من الناحية الاجتماعية وبمعالجة درامية.
وحول إن عرض عليها المشاركة في مسلسل باب الحارة تقول ميريانا: لا لم يعرض علي وأنا لا أحب مهاجمة أحد بل أتعامل بدبلوماسية مع الجميع في الوسط الفني خاصة أنني لست محسوبة على أي مجموعة أو شلّة فنية وأتمنى العمل مع الجميع وبرأيي هنا أن دراما البيئة الشامية خدمت الدراما السورية بشكل عام ولكن حسب النص وتقديمه للواقع الشامي خاصة أن بعض أعمال البيئة الشامية أساءت للأنثى وقدمتها بشكل بعيد عن الواقع من خلال حصرها بتنفيذ أوامر زوجها وطاعته وإنجاب الذكور بينما هناك مسلسلات قدّمت المرأة بشكلها الفعال في المجتمع والعائلة ورغم أنّ الواقع المغلق كان موجودا داخل الأسرة الشامية ولكن ما هو موجود داخله لم يقدّم بالشكل الصحيح في بعض المسلسلات، لم تكن حالة الأنثى كما قدّموها على أنها ملغاة تماما بل بالعكس كان دورها إيجابيا وفعّالا ومؤثرا في الأسرة والبيت.
وحول الجدلية القائمة في الدراما السورية عن أولوية الأكاديمي في الحصول على الفرص الفنية عن غير الأكاديمي تقول ميريانا: أنا تخرجت من المعهد العالي للفنون المسرحية سنة 2007 وبرأيي أن الفن هو حالة فهناك أناس يدرسون الفن أكاديميا ولكنهم يفشلون في حالتهم الفنية والعكس صحيح ولكن تبقى الدراسة الأكاديمية في المعهد مهمة حيث تقدم خبرات لها علاقة بالصوت والليونة والتمثيل وتجعلنا كممثلين نستخدم أدواتنا بشكل صحيح والمشكلة هنا ـ تتنهد ميريانا ـ أنّ الوسط الفني لدينا ليس له قاعدة محددة وكيفية التعامل مع الفنان غير واضحة فاحتمال أن يأتي أي واحد ويأخذ مكان الممثل الأكاديمي.
وعن أهمية الشكل الجميل والحضور المميز للممثلة في الدراما توضح ميريانا: الشكل الجميل ضروري ولكن بالنسبة لي الأولوية هنا للثقافة التي تدعم الجمال مع الموهبة والحضور.
وهل تقبلين بتقديم أدوار جريئة ومثيرة في الدراما؟ تبتسم ميريانا: حسب الدور فأنا قدّمت مع المخرجة رشا شربتجي دورا جريئا في مسلسل تخت شرقي حيث جسدت فتاة طالبة ثانوي تستغلها شقيقتها العاملة في ملهى ليلي لتحصل على المال ولكن كان لهذا الدور غاية وهدف، فإذا كان الدور موجها فلا مانع لدي أما أن يكون مجانيا فلست معه مطلقا، وأدوار الإثارة في أي مسلسل أرفضها لأنّ هناك قواعد مجتمعية من الضروري مراعاتها، أنا مع جرأة الموقف وليس جرأة الجسد ولدي خطوط حمراء لها علاقة بشخصيتي كفنانة وبما أحاول أن أبنيه بحيث لا يترك علّي إشارة استفهام؟!...
وعن رأيها بدراما السيرة الذاتية تقول ميريانا: يجب أن يكون هناك دقّة في طرح السيرة الذاتية وعدم المبالغة وخاصة بالنسبة للسيرة الذاتية لفنان أو مطرب وبالنسبة لي أحلم بتجسيد شخصية فيروز في دراما سيرة ذاتية، وصوتي يقولون عنه أنه جميل ولكن لا أغنّي في أماكن عامة وأغني في مسلسلات تلفزيونية إذا كان الدور يتطلب مني الغناء.
وحول علاقتها بالمخرج وانتقائها للدور وأحب الأدوار لديها تقول ميريانا: حاليا بدأت في اختيار الدور وأمارس الانتقائية والاعتذار عن أدوار عرضها علي مخرجون بعد أن ثبتّ قدماي في الوسط الفني، بينما في السابق كنت أوافق على أي عمل يعرض علي حتى أحقق الانتشار الفني ولكي أتعرف على الوسط الفني والمخرجين، ومن أحب الأدوار التي قدّمتها كانت شخصية رويدة في مسلسل أسعد الورّاق.
وعن الأعمال الفنية المدبلجة تقول ميريانا: كان لي مشاركات متنوعة ودور بطولة في مسلسل تركي (حياة) والمسلسلات المدبلجة موجة وظاهرة أحبها الناس ويبقى الدوبلاج باب رزق.
في السينما ـ تقول معلولي ـ شاركت في فيلمين سينمائيين وهما (حراس الصمت) مع المخرج سمير ذكرى وفي فيلم (ليلى والذئاب) مع المخرج محمد عبد العزيز، وعرض علّي مؤخرا فيلم مونودراما من بطولتي فقط أي شخصية واحدة أدرس نصّه حاليا.
لدي حلم ـ تشرد ميريانا قليلا ـ أن يكون لدي شركة إنتاج متخصصة بالمسرح فقط فأنا أعشق هذا الفن النبيل ولن أتخلى عنه فالمسرح أب الفنون وقدّم لي حياة كاملة بكل التجارب والتفاصيل وجعل مني شخصية قوية وجريئة وواعية.
وزوج المستقبل يا ميريانا: ـ تضحك ـ يجب أن يحترم عملي الفني ويحبني ويحترمني ويفهمني!.. لقد تقدّم الكثير من الشباب لخطبتي ومنهم أثرياء ولكن رفضتهم لأنهم طلبوا مني ترك العمل الفني.



إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
TT

إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})

لا يمكنك أن تتفرّج على كليب أغنية «حبّك متل بيروت» للفنانة إليسا من دون أن تؤثر بك تفاصيله. فمخرج العمل إيلي فهد وضع روحه فيه كما يذكر لـ«الشرق الأوسط»، ترجم كل عشقه للعاصمة بمشهديات تلامس القلوب. أشعل نار الحنين عند المغتربين عن وطنهم. كما عرّف من يجهلها على القيمة الإنسانية التي تحملها بيروت، فصنع عملاً يتألّف من خلطة حب جياشة لمدينة صغيرة بمساحتها وكبيرة بخصوصيتها.

ويقول في سياق حديثه: «أعتقد أن المدن هي من تصنع أهلها، فتعكس جماليتهم أو العكس. الأمر لا يتعلّق بمشهدية جغرافية أو بحفنة من العمارات والأبنية. المدينة هي مرآة ناسها. وحاولت في الكليب إبراز هذه المعاني الحقيقية».

تلعب إليسا في نهاية الكليب دور الأم لابنتها {بيروت} (حساب فهد إيلي على {إنستغرام})

من اللحظات الأولى للكليب عندما تنزل إليسا من سلالم عمارة قديمة في بيروت يبدأ مشوار المشاهد مع العاصمة. لعلّ تركيز فهد على تفاصيل دقيقة تزيح الرماد من فوق الجمر، فيبدأ الشوق يتحرّك في أعماقك، وما يكمل هذه المشهدية هو أداء إليسا العفوي، تعاملت مع موضوع العمل بتلقائية لافتة، وبدت بالفعل ابنة وفيّة لمدينتها، تسير في أزقتها وتسلّم على سكانها، وتتوقف لبرهة عند كل محطة فيها لتستمتع بمذاق اللحظة.

نقل فهد جملة مشاهد تؤلّف ذكرياته مع بيروت. وعندما تسأله «الشرق الأوسط» كيف استطاع سرد كل هذه التفاصيل في مدة لا تزيد على 5 دقائق، يرد: «حبي لبيروت تفوّق على الوقت القليل الذي كان متاحاً لي لتنفيذ الكليب. وما أن استمعت للأغنية حتى كانت الفكرة قد ولدت عندي. شعرت وكأنه فرصة لا يجب أن تمر مرور الكرام. أفرغت فيه كل ما يخالجني من مشاعر تجاه مدينتي».

من كواليس التصوير وتبدو إليسا ومخرج العمل أثناء مشاهدتهما إحدى اللقطات من الكليب (فهد إيلي)

يروي إيلي فهد قصة عشقه لبيروت منذ انتقاله من القرية إلى المدينة. «كنت في الثامنة من عمري عندما راودني حلم الإخراج. وكانت بيروت هي مصدر إلهامي. أول مرة حطّت قدمي على أرض المدينة أدركت أني ولدت مغرماً بها. عملت نادلاً في أحد المطاعم وأنا في الـ18 من عمري. كنت أراقب تفاصيل المدينة وسكانها من نوافذ المحل. ذكرياتي كثيرة في مدينة كنت أقطع عدداً من شوارعها كي أصل إلى مكان عملي. عرفت كيف يستيقظ أهاليها وكيف يبتسمون ويحزنون ويتعاونون. وهذا الكليب أعتبره تحية مني إلى بيروت انتظرتها طويلاً».

لفت ايلي فهد شخصية إليسا العفوية (حسابه على {إنستغرام})

يصف إيلي فهد إليسا بالمرأة الذكية وصاحبة الإحساس المرهف. وهو ما أدّى إلى نجاح العمل ورواجه بسرعة. «هذا الحب الذي نكنّه سوياً لبيروت كان واضحاً. صحيح أنه التعاون الأول بيني وبينها، ولكن أفكارنا كانت منسجمة. وارتأيت أن أترجم هذا الحبّ بصرياً، ولكن بأسلوب جديد كي أحرز الفرق. موضوع المدينة جرى تناوله بكثرة، فحاولت تجديده على طريقتي».

تبدو إليسا في الكليب لطيفة وقريبة إلى القلب وسعيدة بمدينتها وناسها. ويعلّق فهد: «كان يهمني إبراز صفاتها هذه لأنها حقيقية عندها. فالناس لا تحبها عن عبث، بل لأنها تشعر بصدق أحاسيسها». ويضعنا فهد لاشعورياً في مصاف المدن الصغيرة الدافئة بعيداً عن تلك الكبيرة الباردة. ويوضح: «كلما كبرت المدن خفت وهجها وازدادت برودتها. ومن خلال تفاصيل أدرجتها في الكليب، برزت أهمية مدينتي العابقة بالحب».

لقطة من كليب أغنية "حبّك متل بيروت" الذي وقعه إيلي فهد (حسابه على {إنستغرام})

كتب الأغنية الإعلامي جان نخول ولحّنها مع محمد بشار. وحمّلها بدوره قصة حب لا تشبه غيرها. ويقول فهد: «لقد استمتعت في عملي مع هذا الفريق ولفتتني إليسا بتصرفاتها. فكانت حتى بعد انتهائها من تصوير لقطة ما تكمل حديثها مع صاحب المخبز. وتتسامر مع بائع الأسطوانات الغنائية القديمة المصنوعة من الأسفلت». ويتابع: «كان بإمكاني إضافة تفاصيل أكثر على هذا العمل. فقصص بيروت لا يمكن اختزالها بكليب. لقد خزّنت الكثير منها في عقلي الباطني لاشعورياً. وأدركت ذلك بعد قراءتي لتعليقات الناس حول العمل».

في نهاية الكليب نشاهد إليسا تمثّل دور الأم. فتنادي ابنتها الحاملة اسم بيروت. ويوضح فهد: «الفكرة هذه تعود لإليسا، فلطالما تمنت بأن ترزق بفتاة وتطلق عليها هذا الاسم». ويختم إيلي فهد متحدثاً عن أهمية هذه المحطة الفنية في مشواره: «لا شك أنها فرصة حلوة لوّنت مشواري. وقد جرت في الوقت المناسب مع أنها كانت تراودني من قبل كثيراً».