تعادل إنجلترا واسكوتلندا يثير المشاعر بين «الإخوة الأعداء»

لوف متفائل بتشكيلة ألمانيا الجديدة قبل انطلاق كأس القارات

كين يسجل الهدف الذي أنقذ إنجلترا من السقوط أمام اسكوتلندا (رويترز)
كين يسجل الهدف الذي أنقذ إنجلترا من السقوط أمام اسكوتلندا (رويترز)
TT

تعادل إنجلترا واسكوتلندا يثير المشاعر بين «الإخوة الأعداء»

كين يسجل الهدف الذي أنقذ إنجلترا من السقوط أمام اسكوتلندا (رويترز)
كين يسجل الهدف الذي أنقذ إنجلترا من السقوط أمام اسكوتلندا (رويترز)

كانت اسكوتلندا على بعد لحظات قليلة من الفوز على غريمتها إنجلترا في تصفيات كأس العالم لكرة القدم لكن رغم التعادل 2 - 2 فإن المدرب جوردون ستراكان لم يملك إلا الإشادة والإعجاب بلاعبيه، وهو الأمر ذاته الذي عبر به المدرب المنافس غاريث ساوثغيت.
وتعادل هاري كين لإنجلترا في الوقت بدل الضائع بعدما سجل لي جريفيثس هدفين رائعين لاسكوتلندا من ركلتين حرتين في آخر ثلاث دقائق من الوقت الأصلي.
وحفلت الدقائق العشرين الأخيرة بالإثارة والتشويق لأنها شهدت تسجيل الأهداف الأربعة بينها ثلاثة في الدقائق الخمس الأخيرة.
وقال ستراكان: «كانت على الأرجح واحدة من أكثر المباريات المفعمة بالمشاعر في مشواري التدريبي. بالنسبة لي كمدرب كان الأمر صعبا وكانت كل أنواع المشاعر موجودة».
وأبدى لاعب اسكوتلندا ومانشستر يونايتد السابق إعجابه بالقوة البدنية للتشكيلة الشابة لغاريث ساوثغيت مدرب إنجلترا وبكيفية تعاملهم أيضا مع التأخر في النتيجة.
وأضاف: «يجب علي القول إن الأمر كان أشبه بنزال بين ملاكم من الوزن الثقيل وآخر من وزن المتوسط. هؤلاء الرجال رائعون ويلعبون على درجة مختلفة لمعظم لاعبينا.. كان من الصعب التعامل مع عودتهم».
لكن ستراكان، الذي لم يكن يرغب في انتقاد أي من لاعبيه، اعترف بوجود إحباط كبير بين لاعبي منتخب اسكوتلندا بسبب ضياع الفوز، وقال: «هذا أمر مزعج لهم بعدما بذلوا الكثير من الجهد وخرجوا بنتيجة كادت أن تكون من بين أفضل نتائجهم على الإطلاق».
وأضاف: «لقد تابعت أفضل ركلة حرة في تاريخ اسكوتلندا وثاني أفضل ركلة حرة في تاريخ اسكوتلندا. وبعد ذلك حدثت ضجة هائلة لم أتابع مثلها قبل ذلك».
وتابع: «ولذلك هذه الذكريات ستبقى معي.. سأنظر إلى اللاعبين وأقول لهم يجب مواصلة ذلك واللعب بنفس هذه القوة».
من جهته قال ساوثغيت مدرب إنجلترا إن هدف التعادل الذي سجله هاري كين في الوقت المحتسب بدل الضائع كان تأثيره أكبر من النقطة التي حصل عليها الفريق في طريقه للتأهل لكأس العالم، لقد كان «لحظة مهمة» في تطور الفريق الشاب.
وهز كين الشباك في اللحظات الأخيرة ليمنح إنجلترا التعادل 2 - 2 بعدما أحرز لي جريفيثس هدفين من ركلتين حرتين رائعتين في آخر ثلاث
دقائق من الوقت الأصلي لتتقدم اسكوتلندا 2 - 1 على نحو مفاجئ.
وقال ساوثغيت: «أعتقد أنها كانت لحظة مهمة للفريق. التساؤلات عن الفريق تتركز على الشخصية والقدرة على مواجهة الأشياء التي تكون ضدك وهذا ما يجب أن نظهره».
وأضاف: «يجب أن نكون فريقا لا يستسلم أبدا.. ربما الوقت يقترب من النهاية لكن يجب ألا تتوقف نهائيا عن المحاولة... فعلنا ذلك. كان إنهاء الهجمة جيدا أيضا تحت ضغط الحصول على نقطة».
وتابع: «هل هذا ما كنا نريده عندما جئنا إلى هنا؟ لا... لكن التغيير في الأحداث كان مذهلا».
وأضاف: «يمكن أن تواجه لحظات مثل هذه في كرة القدم، عندما يقدم المنافس أداء مذهلا وتجد نفسك متأخرا أو متعادلا وكل شيء ضدك وكل الجماهير لا تشجعك. كان من المهم أن نتحدث عن هذه الأشياء».
وما زالت إنجلترا تحتفظ بصدارة المجموعة برصيد 14 نقطة لكن منافستها المباشرة سلوفينيا قلصت الفارق معها إلى 3 نقاط بفوزها على مالطا 2 - صفر.
على الجانب الآخر، منح يواخيم لوف المدير الفني المنتخب الألماني راحة للعديد من لاعبيه الأساسيين في بطولة كأس القارات التي تستضيفها روسيا خلال الأيام المقبلة، ولكن المجموعة التي اختارها لخوض البطولة أكدت أنها تمتلك الطموح وتتحلى بالثقة بانتصارها الكاسح على سان مارينو 7 - صفر في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018.
ويتجمع لاعبو المنتخب الألماني مجددا غدا استعدادا للسفر إلى روسيا يوم الخميس من أجل المشاركة في كأس القارات من 17 يونيو (حزيران) الحالي إلى الثاني من يوليو (تموز) المقبل.
وقال لوف: «أخوض هذه البطولة بشعور رائع للغاية. التدريب لمدة أسبوع ليس فترة طويلة لهذا الفريق المكون حديثا. ولكن من الممكن الشعور بطموح اللاعبين الشبان لتقديم عروض ونتائج جيدة».
لكن لوف عبر عن اندهاشه من توجيه الجماهير صيحات استهجان ضد المهاجم تيمو فيرنر، 21 عاما، خلال اللقاء.
ووجه مشجعون صيحات استهجان ضد فيرنر لاعب لايبزيغ عند نزوله بديلا في الدقيقة 55 وتعاملوا معه بقسوة خلال اللقاء.
وأثار فيرنر جدلا بعد مزاعم حول ادعاء السقوط ليحصل على ركلة جزاء فاز بها لايبزيغ على شالكه في الدوري الألماني في ديسمبر (كانون الأول) الماضي بينما أغضب ناديه المملوك لشركة رد بول لمشروبات الطاقة بعض الجماهير لصعود أسهمه بسرعة في البطولة.
وقال لوف: «لا زلت أسأل نفسي لماذا وجه الجمهور صيحات استهجان ضد تيمو فيرنر؟ ادعى السقوط مرة واحدة وهذا خطأ اعترف به بنفسه لكنه لاعب واعد جدا».
وأضاف: «إنه يمثل المنتخب ويشق مسيرته وسجل 21 هدفا في الدوري ولا يجب أن يتعرض لصيحات استهجان». وفيرنر هو أول لاعب من لايبزيغ يمثل ألمانيا وخاض مباراته الدولية الثانية.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».