المجلس الرئاسي الليبي يتهم الحكومة المؤقتة بإجهاض المصالحة

انتقد قرار الثني باعتقال أعضاء في حكومة الوفاق الوطني

المجلس الرئاسي الليبي يتهم الحكومة المؤقتة بإجهاض المصالحة
TT

المجلس الرئاسي الليبي يتهم الحكومة المؤقتة بإجهاض المصالحة

المجلس الرئاسي الليبي يتهم الحكومة المؤقتة بإجهاض المصالحة

انتقد المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني بليبيا تعمد الحكومة المؤقتة إجهاض كل بادرة للمصالحة الوطنية وحل الأزمة السياسية في ليبيا، ورفع المعاناة عن المواطن، مؤكدا عزمه على المضي قدماً في دعم وبناء جميع مناطق ليبيا، وتقديم ما يمكن من خدمات للمواطنين دون أي إقصاء أو تهميش.
وأصدر المجلس بيانا مساء أول من أمس، قال فيه إن «المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني وفي شهر رمضان المبارك، شهر الكرم والعطاء والتسامح، يأسف على ما ذهب إليه رئيس ما يسمى الحكومة المؤقتة من تماد في مواقفه الخاطئة، التي تتعمد إجهاض كل بادرة للمصالحة الوطنية، وحل الأزمة السياسية في بلادنا، ورفع المعاناة عن المواطن، متجاهلاً أن وجوده وما يسميه حكومة مخالف للاتفاق السياسي الليبي ولقرارات الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي، والاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن الدولي».
وتابع المجلس: «لقد أصدر السيد (عبد الله) الثني قراراً، دون أن يملك حق إصداره، بإلقاء القبض على مواطنين ليبيين من الوزراء المفوضين، أو أعضاء حكومة الوفاق الوطني، بسبب زيارة كان يعتزم وزير التعليم القيام بها إلى مدينة بنغازي للاطلاع على حجم الأضرار التي لحقت بالجامعة ومرافقها بعد أن خصص لها مائة مليون دينار لإعادة إعمارها».
وأضاف المجلس في البيان أن «المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني يستهجن وجود مثل هذا التوجه في عقول البعض ولو كانوا قلة قليلة، وهو توجه لا يستهدف عرقلة التوافق بين الليبيين فقط، بل يسعى إلى تكريس التقسيم وينتهك في الوقت نفسه القانون والحقوق المدنية والسياسية للمواطنين». مؤكدا أن «مثل هؤلاء الذين لا يرون أبعد من مصلحتهم الشخصية هم الأولى بالملاحقة الجنائية، خاصة أن ما يصدر عنهم يشكل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان وتهديداً للسلم الاجتماعي، وإجهاضاً لما تحقق من تقارب في الفترة الماضية على طريق التسوية وحقن الدماء وإحلال السلام، وحل الأزمة السياسية الليبية».
وأكد البيان أن المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق الوطني «يؤكد من جديد أنه عاقد العزم للمضي قدماً في دعم وبناء مناطق ليبيا كافة، وتقديم ما يمكن من خدمات للمواطنين دون أي إقصاء أو تهميش».
وكانت الحكومة المؤقتة، التي يترأسها الثني، قد صعدت من وتيرة خلافها مع حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة في العاصمة طرابلس، برئاسة فائز السراج، بعد أن أصدر الثني رئيس الحكومة الموالية للبرلمان الليبي تعليمات مشددة لأجهزة الأمن، تقضي باعتقال وزراء حكومة السراج حال دخولهم إلى مناطق نفوذ الحكومة المؤقتة في المنطقة الشرقية.
وأمر الثني الأجهزة الأمنية بإلقاء القبض على أي مسؤول في حكومة السراج داخل نطاق سيطرة هذه الأجهزة، وقال إن ذلك يشمل أيضا كل شخص يتعاون أو يتعامل معهم، باعتبارهم مغتصبين للسلطة ويجب إحالتهم للقضاء، على حد تعبيره.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.