الجزائر: اكتشاف أسلحة حربية وذخيرة قرب الحدود مع مالي

السلطات تتخوف من عودة قوية للجماعات المتشددة

الجزائر: اكتشاف أسلحة حربية وذخيرة قرب الحدود مع مالي
TT

الجزائر: اكتشاف أسلحة حربية وذخيرة قرب الحدود مع مالي

الجزائر: اكتشاف أسلحة حربية وذخيرة قرب الحدود مع مالي

أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية مصادرة الجيش لأسلحة حربية وذخيرة حية بأقصى جنوب البلاد قرب الحدود مع مالي، وقالت إن العملية «تندرج في إطار حماية الحدود». وتشهد مناطق الجنوب تهديدا غير مسبوق، بسبب تسلل متطرفين وتسريب أسلحة بكميات كبيرة من مالي والنيجر، ومن ليبيا أيضا من جهة الجنوب الشرقي.
وذكرت وزارة الدفاع في بيان أن مفرزة للجيش اكتشفت أول من أمس، مخبأ للأسلحة على الشريط الحدودي الذي يتبع للناحية العسكرية السادسة (جنوب)، موضحة أن اكتشاف المخبأ «جرى على إثر دورية عسكرية عادية».
وعثر الجيش بداخل المخبأ على مسدس رشاش، وثلاثة مسدسات رشاشة من نوع كلاشينكوف، وبندقية نصف آلية من نوع سمينوف، وبندقية تكرارية، زيادة على كمية كبيرة من الذخيرة من مختلف العيارات، حسب بيان وزارة الدفاع الذي أوضح أن هذه النتائج الميدانية «تأتي لتؤكد مرة أخرى جاهزية واستعداد وحدات الجيش الوطني الشعبي، لتأمين حدودنا وشل كل محاولات المساس بحرمة وسلامة التراب الوطني».
ولم تذكر وزارة الدفاع إن كانت الأسلحة تابعة لجماعة متطرفة، ولكن معروف أن برج باجي مختار منطقة تشهد نشاطا لافتا لمتشددين مسلحين وتجار السلاح والمخدرات، كما تنشط بها شبكات تهريب مهاجرين أفارقة إلى شمال الجزائر ومنه إلى أوروبا، وهي منطقة صحراوية شاسعة وقاحلة، وفرت على مدى السنوات الأخيرة ملاذا آمنا لجماعات التهريب والتنظيمات المتطرفة.
وأقام الجيش خلال العامين الماضيين عدة نقاط مراقبة متقدمة بالحدود الجنوبية، التي يفوق طولها 900 كلم، وعززتها السلطات العسكرية بإمكانات لوجيستية حديثة كأجهزة للرؤية الليلية، بهدف تأمين المناطق الحدودية
ويرجح أن السلاح الذي عثر عليه الجيش تابع لمتطرفي «تحالف نصرة الإسلام والمسلمين»، الذي نشأ مطلع العام الحالي، والذي يضم أربع مجموعات إرهابية يتحدر عناصرها من المغرب العربي والساحل الصحراوي، وقد هدد «التحالف» بضرب أهداف ببلدان المنطقة التي تتعاون مع فرنسا عسكريا واستخباراتيا.
واعتقلت في نفس اليوم قوات الدرك ثلاثة أشخاص بالبليدة بالضاحية الجنوبية للعاصمة، بشبهة دعم جماعات إرهابية، وكان بحوزتهم سلاحان بحسب بيان الجيش. وشهدت البليدة الأسبوع الماضي اعتداء متطرفين على نقطة مراقبة أمنية خلف جرح أربعة دركيين، وقبلها بأربعة أيام اعتقل الجيش خمسة أشخاص بسبب نفس الشبهة، بمنطقة تبسَة بأقصى شرق البلاد.
ويعكس هذا التحرك اللافت لقوات الجيش والدرك وجود احتمالات قوية بعودة الإرهاب إلى ما كان عليه في تسعينات القرن الماضي. وفي هذا السياق صرح وزير الدولة ومدير الديوان بالرئاسة أحمد أويحيى أول من أمس بأن البلاد «لا تزال تواجه خطر الإرهاب وتسريب السلاح بحدودها، حتى وإن أضعف جيشها قوة المتطرفين بشكل كبير».
وزار رئيس أركان الجيش الفريق قايد صالح أمس الناحية العسكرية الأولى (البليدة) للرفع من معنويات الضباط والجنود. كما زار الناحية الرابعة (جنوب) الأسبوع الماضي، حيث نوه بـ«الجهود الكبرى المبذولة على كل الأصعدة من أجل الرفع من القدرة القتالية للوحدات وجاهزيتها العملياتية»، وتعهد صالح بـ«اتخاذ كل الإجراءات من أجل الاستتباب الكامل للأمن والأمان خلال شهر رمضان الفضيل»، موضحا أن «ترقية الأداء العسكري للأفراد والوحدات، واكتساب الحنكة القتالية الفردية والجماعية المرغوبة، وإضفاء طابع المرونة والتكامل على الأعمال القتالية، وتقديم البرهان العملي والميداني على الجاهزية التامة والاستعداد الكامل لتحمل المهام الموكلة، هي أعمال جليلة وعظيمة، حرصت القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، وهي مدعومة بسند وتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، على أن تكون نهجا عمليا ومهنيا دارجا ورائجا بين صفوف جميع الأفراد العسكريين المرابطين في كافة ربوع الوطن».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.