برلمان طبرق يقترح قائمة إرهاب ليبية من 75 شخصية و9 تنظيمات

نجاة عميد بنغازي من محاولة اغتيال... والجيش الوطني ينفذ عملية ناجحة في درنة

جنود من كتيبة صالح أبو حليقة الموالية للمشير خليفة حفتر خلال المعارك الأخيرة في بنغازي (أ.ف.ب)
جنود من كتيبة صالح أبو حليقة الموالية للمشير خليفة حفتر خلال المعارك الأخيرة في بنغازي (أ.ف.ب)
TT

برلمان طبرق يقترح قائمة إرهاب ليبية من 75 شخصية و9 تنظيمات

جنود من كتيبة صالح أبو حليقة الموالية للمشير خليفة حفتر خلال المعارك الأخيرة في بنغازي (أ.ف.ب)
جنود من كتيبة صالح أبو حليقة الموالية للمشير خليفة حفتر خلال المعارك الأخيرة في بنغازي (أ.ف.ب)

اقترحت لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان الليبي وضع 75 من الشخصيات و9 تنظيمات، في قائمة إرهاب، وطلبت من وزارة الخارجية في الحكومة الموالية لها إضافتها إلى القائمة الخليجية المصرية للإرهابيين المدعومين من دولة قطر.
وطلب رئيس لجنة الدفاع والأمن بمجلس النواب الموجود بمدينة طبرق، أقصى الشرق الليبي، من محمد الدايري وزير الخارجية بالحكومة التي يترأسها عبد الله الثني، في رسالة رسمية، مخاطبة وزراء خارجية الدول الأربع المصدرة لقائمة الإرهابيين المدعومين من دولة قطر، وهي السعودية والإمارات والبحرين ومصر، لإدراج هذه القائمة عند أول تحديث لها.
وتضمنت الرسالة قائمة بعض الأسماء والشخصيات المرتبطة بدولة قطر أو المقيمة بها، منهم أعضاء في حزب العدالة والبناء الذارع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين وعدد من مسؤوليها الحاليين والسابقين، بالإضافة إلى الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، ومجموعة من الإعلاميين المحسوبين على التيار المتطرف. وشملت القائمة تسعة تنظيمات وكيانات سياسية واقتصادية وإعلامية داعمة ومحرضة على الإرهاب وعلى صلة بدولة قطر، أبرزها مجالس شورى ثوار (بنغازي - درنة - سرت - أجدابيا)، وشركة الأجنحة للطيران التابعة للجماعة المقاتلة. كما شملت القائمة، غرفة عمليات ثوار ليبيا وقوات درع ليبيا التي يتكون معظم عناصرها من ميليشيات مسلحة تابعة لمدينة مصراتة في غرب البلاد.
من جهة ثانية، كشف الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي العقيد أحمد المسماري النقاب عن تنفيذ قوات الجيش عملية وصفها بالنوعية والناجحة ضد الجماعات الإرهابية في مدينة درنة بشرق البلاد. وأعلن المسماري تدمير عناصر خاصة تابعة لغرفة عمليات عمر المختار لمقر المركز الإعلامي لتنظيم «مجلس مجاهدي درنة» التابع لتنظيم القاعدة، ونقطة أخرى تابعة للجماعات الإرهابية بالساحل الشرقي لمدينة درنة.
وأكد أن العملية أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المتطرفين، مشيرا إلى مصرع 3 في عملية تدمير لمبنى مصنع كانت الجماعات الإرهابية تستخدمه مخزنا للأسلحة وغرفة عمليات.
إلى ذلك، نجا عميد بلدية بنغازي المستشار عبد الرحمن العبار، من محاولة اغتيال مساء أمس في منطقة طابلينو في جنوب غربي بنغازي.
ونقلت وكالة الأنباء الليبية عن مصدر مطلع، أن سيارة مفخخة انفجرت فور اقتراب عميد البلدية من منزله؛ مما أحدث أضرارا مادية جسيمة في الممتلكات، لكن من دون خسائر بشرية.
وتحدثت مصادر طبية عن أن الجرحى جميعهم من حرس عميد البلدية ولا يوجد أي قتلى، في حين قال البحث الجنائي بالمدينة إن الانفجار كان كبيرا، ولو كان في وقت الذروة وازدحامه الطبيعي لكانت كارثة كبيرة. وتشهد مدينة بنغازي شرق ليبيا منذ أيام انفلاتا أمنيا رغم سيطرة الجيش التابع للبرلمان وبقيادة المشير خليفة حفتر المعين من قبل مجلس النواب المنتخب على المدينة.
من جهة أخرى، وفي تصعيد جديد للخلافات بين حكومتي الثني والسراج، أعرب المجلس الرئاسي لحكومة السراج عن أسفه على قرار الثني إلقاء القبض على وزراء أو أعضاء حكومة الوفاق الوطني على خلفية إعلان وزير التعليم اعتزامه القيام بزيارة إلى مدينة بنغازي للاطلاع على حجم الأضرار التي لحقت بالجامعة ومرافقها بعد أن خصص لها مائة مليون دينار لإعادة إعمارها.
ورأى المجلس، في بيان له، أن مثل هذه القرارات والمواقف الخاطئة تتعمد إجهاض كل بادرة للمصالحة الوطنية وحل الأزمة السياسية في بلادنا ورفع المعاناة عن المواطن، معتبرا أن ما ذهب إليه الثني من تماد في مواقفه الخاطئة، يتجاهل أن وجوده وما يسميه حكومة مخالف للاتفاق السياسي الليبي ولقرارات الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن الدولي.
ودعت وزارة الدفاع بحكومة الوفاق الوطني العسكريين إلى الالتحاق بوحداتهم والقيام بواجباتهم المنوطة بهم وتحمل مسؤولياتهم الوطنية والتاريخية تجاه الدولة الليبية، التي قالت إنها في «أمس الحاجة إلى خدماتهم المتعلقة بالحماية والحراسة والتأمين». وهددت الوزارة في بيان لها باتخاذ الإجراءات القانونية حيال كل متخلف عن الالتحاق بالمعسكرات التابعة لها.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.