اتهام للحوثي وصالح بزرع الرعب بين الصحافيين

اتهام للحوثي وصالح بزرع الرعب بين الصحافيين
TT

اتهام للحوثي وصالح بزرع الرعب بين الصحافيين

اتهام للحوثي وصالح بزرع الرعب بين الصحافيين

حذر تقرير أعده مركز دراسات يمني من مغبة التمادي في انتهاك حقوق الصحافيين والناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي، بعد تسجيل عشرات الحالات التي طالتهم خلال فترة قصيرة. كما رصد أجواء «رعب» قال إن الميليشيات تزرعها في الأوساط الإعلامية.
وقال مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، وهو منظمة مجتمع مدني غير حكومية، إن «الحريات الإعلامية تشهد حد أسوأ الظروف على الإطلاق، وذلك تعبير واضح عن تهديم مستمر لقيم الديمقراطية والتعددية وحقوق الإنسان في اليمن».
وأضاف: «يضيق هامش الحريات الإعلامية يومياً، حيث تتصاعد حدة الانتهاكات المتعددة كالقتل واختطاف وتعذيب للصحافيين، حيث صنف اليمن كأسوأ البلدان العالمية انتهاكاً للصحافيين، واحتلت جماعة الحوثي ثاني جماعة في العالم تهدد حياة الصحافيين بعد التنظيم الإرهابي (داعش)».
وأعلن المركز في تقريره الأخير بعنوان «تقرير الحريات الإعلامية في اليمن»، الذي غطى من مارس (آذار) وحتى شهر أبريل (نيسان) 2017، رصده لـ«65 حالة انتهاك ضد أفراد، صحافيين ونشطاء في وسائل التواصل الاجتماعي، ومؤسسات إعلامية - اقتحام ونهب وإيقاف بث برامج سياسية - حيث تركزت حالات الانتهاكات في محافظات صنعاء وتعز والحديدة ومأرب وريمة».
وتعليقاً على ذلك، قال رئيس المركز العربي لحقوق الإنسان ومناهضة الإرهاب (آشا)، خالد محي الدين الشيباني لـ«الشرق الأوسط»، إن «كثيراً من المنظمات الدولية تصرح بأن انتهاكات حقوق الصحافيين وحرية التعبير في اليمن وصلت إلى مستويات متدنية، كل تلك المنظمات تتحدث عن استمرار تلك الانتهاكات، وما يحدث بأن من يقوم بتلك الانتهاكات هي ميليشيات انقلابية ليست لها أي صفة دولية أو محلية أو عالمية»، مبدياً تخوفه من أن «تذهب كل تلك الانتهاكات أدراج الرياح ويفلت المجرمون من العقاب، حيث إن جميع المؤشرات تقول ذلك».
ولفت إلى «تمادي الميليشيات الانقلابية واستمرارها في الانتهاكات بشكل مرعب ومخيف ضد الصحافيين في اليمن، كون الأمم المتحدة تقول إنها ليست لديها سلطة للضغط على هذه الميليشيات الإرهابية الحوثية التي تقوم بما تقوم به في اليمن من انتهاكات كبيرة، سواء على الصحافيين أو التي تطال المدنيين».
وشدد رئيس مركز «آشا» مطالبته عبر «الشرق الأوسط» بالقول: «نحن نطالب بشيء واحد؛ هو أن تلتزم الأمم المتحدة ومجلس الأمن بحماية الصحافيين والمدنيين من الميليشيات، بل وحماية الشعوب، أو تعلن صراحة للعالم بأنها غير قادرة، وعدم تفاعل الأمم المتحدة ومجلس الأمن مع هذا الأمر يجعل الشعوب هي من تقوم بالثأر لنفسها، بمعنى أدق الأمم المتحدة والعالم يريدون سيناريو الفوضى وليس العدالة والقانون»، منوهاً بأن «الانتهاكات مرعبة وما تقوم به جماعات الحوثي أيضًا مرعبة، لكن لا حياة لمن تنادي».
على الصعيد ذاته، داهمت ميليشيا الحوثي الانقلابية قرية بيت الكردي في محافظة المحويت واختطفت 10 مواطنين بينهم قيادي مؤتمري يتبع حليفهم صالح.
وقالت مصادر محلية، طبقاً لما نقل عنها مركز المحويت الإعلامي، إن «ميليشيات الحوثي داهمت يوم الأربعاء الماضي قرية بيت الكردي الواقعة بجوار مدينة المحويت، وبمعية عدد من الأطقم العسكرية التابعة للحوثيين بقيادة المدعو أبو بشار، المسؤول الأمني للحوثيين في مدينة المحويت، بمداهمة القرية واختطاف 10 مواطنين بينهم أحد وجهاء المنطقة القيادي المؤتمري محمد محمد عبده الكردي، بتوجيهات من مدير أمن المحافظة التابع للانقلابيين».
وأضافت أن الميليشيات الحوثية «اقتادتهم إلى جهة مجهولة محدثة حالة من الهلع وسط الأطفال والنساء وأهالي القرية».
ويأتي ذلك في الوقت الذي تمارس فيه الميليشيات الانقلابية انتهاكات واسعة للحقوق والحريات بمحافظة المحويت، الخاضعة لسيطرتهم، وبشكل يومي، في ظل ما تلقي عدد كبير من حزب المؤتمر الشعبي، حليف الحوثيين، للإهانات، وفي ظل صمت قيادتهم العليا على هذه الإهانات التي يوجهها الحوثي وميليشياته لهم، بحسب ما أكده مركز المحويت الإعلامي.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».