روحاني يرفض التمييز النووي قبيل مفاوضات فيينا.. ويلتقي رئيس وزراء باكستان

خامنئي يسخر من مطالب الغرب.. ويأمر الحرس الثوري بإنتاج المزيد من الصواريخ

الرئيس الايراني حسن روحاني لدى لقائه رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف في طهران أمس (أ. ب)
الرئيس الايراني حسن روحاني لدى لقائه رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف في طهران أمس (أ. ب)
TT

روحاني يرفض التمييز النووي قبيل مفاوضات فيينا.. ويلتقي رئيس وزراء باكستان

الرئيس الايراني حسن روحاني لدى لقائه رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف في طهران أمس (أ. ب)
الرئيس الايراني حسن روحاني لدى لقائه رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف في طهران أمس (أ. ب)

قال الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، إن بلاده لن تقبل بـ«التمييز النووي» والتخلي عن برنامجها الذري، لكنها مستعدة «لمزيد من الشفافية»، في حين سخر المرشد الأعلى علي خامنئي، من رغبات الغرب، بوقف البرنامج الصاروخي، ووصفها بـ«الحمقاء»، مطالبا الحرس الثوري بإنتاج مزيد من الصواريخ.
والتقى روحاني أمس رئيس وزراء باكستان نواز شريف ودعا لتعاون أوثق مع إسلام آباد. وتستعد إيران والدول الكبرى في مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا والصين وبريطانيا وألمانيا) استئناف مفاوضاتها في فيينا غدا، للتحضير لاتفاق نهائي حول الملف النووي الإيراني. وقال روحاني في كلمة في مقر المنظمة الإيرانية للطاقة النووية قبل استئناف المفاوضات مع القوى الكبرى «نريد تلبية مصالح الأمة الإيرانية ولن نقبل بتمييز نووي». وأضاف أن «تقنيتنا وعلمنا النوويين ليسا مطروحين على الطاولة للتفاوض بشأنهما»، موضحا أن «ما يمكننا عرضه على الأسرة الدولية هو مزيد من الشفافية».
والهدف من المفاوضات هو أن تعطي طهران، ضمانة دائمة لبقية العالم بشأن الطابع السلمي البحت لبرنامجها النووي، لتحصل مقابل ذلك على رفع العقوبات الدولية التي تخنق اقتصادها. وقال روحاني «نريد أن نقول للعالم إن أعداءنا يكذبون باتهامهم إيران بالسعي لامتلاك سلاح نووي»، مؤكدا أن «إيران لم تقم بأي نشاط سري». وقال روحاني أيضا إن «على أعضاء مجموعة 5+1 أن يعرفوا أننا لن نتراجع قيد أنملة في مجال التكنولوجيا النووية». وتتمثل إحدى العقبات المتبقية الواجب اجتيازها في المفاوضات بتحديد قدرات تخصيب اليورانيوم التي ستبقى في إيران بعد اتفاق محتمل وخصوصا عدد أجهزة الطرد المركزي السريعة من الجيل الجديد التي قد تستمر البلاد في استخدامها إضافة إلى ميزات المفاعل بالمياه الثقيلة في أراك.
وهذا المفاعل الذي لا يزال قيد الإنشاء، يثير قلق الغربيين لأنه قد يزود إيران نظريا بالبلوتونيوم الذي يمكن أن يوفر بديلا في صناعة قنبلة ذرية. وعرضت طهران تعديل المفاعل للحد من إنتاج البلوتونيوم متعهدة من جهة أخرى بتجنب بناء مصنع معالجة ضروري لاستخدام البلوتونيوم لأغراض عسكرية. من جهته، سخر المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي من مطالبات الغرب بوقف البرنامج الصاروخي الإيراني، خلال تصريح أدلى به في مركز قيادة القوات الجوفضائية للحرس الثوري الإيراني، وتفقده معرض إنجازات هذه القوة على مدى ساعتين، بحسب وكالة أنباء فارس. وأضاف خامنئي «أنه لمن الحماقة، أن يتوقع العدو تقييد البرنامج الصاروخي الإيراني» وطالب الحرس الثوري بإنتاج المزيد من الصواريخ. وقال «هذا المعرض يحمل إلينا نحن المسؤولين رسالة عن القدرات والطاقات الذاتية وتعلن بأننا قادرون». وأضاف أنه «كان وما زال من مؤيدي نهج المبادرة في السياسة الخارجية والحوار وإن وصيته الدائمة للمسؤولين هي بذل الجهود وإطلاق ما يمكن من المبادرات على صعيد السياسة الخارجية والتعاطي الدولي ولكن لا ينبغي أن يجري ربط احتياجات البلاد وبعض القضايا نظير الحظر بالمفاوضات». وأكد أنه على المسؤولين تسوية قضية الحظر بطريقة أخرى. وعد معرض إنجازات القوات الجوفضائية للحرس الثوري بأنه أنموذج عملي لطاقات وقدرات الشعب الإيراني وعزيمة أصحاب العزم لتحقيق التقدم بالبلاد، مؤكدا ضرورة أن نعلم بأننا قادرون.
ويتضمن المعرض إنجازات القوات الجوفضائية للحرس الثوري في حقول تصميم وصناعة الطائرات من دون طيار والمنظومات الصاروخية المضادة للبوارج والمنظومات البالستية والمضادة للدرع الصاروخي ومنظومات الدفاع الجوي وأنواع الرادارات ومراكز تحكم لغرف القيادة. وعرض المعرض طائرات من دون طيار «شاهد 129» و«شاهد 125» و«شاهد 121» وأنظمة التحكم والسيطرة ومحركات الطائرات من دون طيار التي تم تصميمها وصناعتها على يد الخبرة الوطنية. ويعد عرض الطائرة «170 آر كيو» من دون طيار الأميركية المتطورة جدا والتي جرى إنزالها وصناعة النموذج الوطني المشابه لها من أهم الإنجازات التي عرضها المعرض، بحسب فارس.
كان الجيش الإيراني قد أسقط الطائرة «آر كيو 170» في شهر ديسمبر (كانون الأول) 2011. وقال خامنئي أيضا إن «إيران لن تعمل على الحد من برنامجها البالستي كما تطالب الولايات المتحدة وإسرائيل وبعض الدول الأوروبية». وأضاف أن «الولايات المتحدة والدول الأوروبية تطلب أن تحد إيران من برنامجها البالستي بينما تهدد عسكريا بصورة مستمرة. وبالتالي، فإن مثل هذا التوقع سخيف». طورت إيران برنامجا بالستيا واسعا وخصوصا مع صواريخ يصل مداها إلى ألفي كيلومتر قادرة على بلوغ إسرائيل والقواعد الأميركية في المنطقة.
من جهة ثانية طالب الرئيس روحاني بتطوير العلاقات بين طهران وإسلام آباد ووجوب تنظيمها على أساس الأمن والإعمار في حدود البلدين، معلنا استعداد طهران لربط حدود البلدين من ناحية الطرق البرية والسكك الحديدية والألياف الضوئية. جاء ذلك خلال استقباله في طهران أمس، رئيس وزراء باکستان محمد نواز شريف، في العاصمة الإيرانية طهران، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا). ووصف الرئيس روحاني حدود البلدين الطويلة بأنها مهمة، داعيا إلى تطوير العلاقات والتعاون الثقافي والاقتصادي بين البلدين خاصة في المحافظات الحدودية.
وأعرب الرئيس الإيراني عن أمله في أن يؤدي تطوير شبکة نقل الکهرباء بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وباکستان إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية بينهما. وأضاف، أن «الحکومة والشعب الإيراني يدعوان إلى إرساء الأمن والاستقرار في الحدود الإيرانية الباکستانية ولقد سعيا على الدوام لعدم المساس بحدود أي من بلدان الجوار خاصة باکستان».
وأوضح الرئيس الإيراني أن الأحداث الحدودية الأخيرة المؤسفة قد آلمت الرأي العام الإيراني والباکستاني، مثمنا تعاون الحکومة والشعب الباکستاني في قضية الإفراج عن حرس الحدود الإيرانيين الذين کانوا قد اختطفوا من قبل المجموعات الإرهابية.
وتابع الرئيس روحاني، أن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية قد وظفت رساميل هائلة في مشروع أنبوب الغاز بين البلدين والمعروف بأنبوب السلام وأنجزت تعهداتها کلها بصورة جيدة».
وتابع أنه «على جميع دول المنطقة والدول العربية أن تصل إلى قناعة بأن وجود المجموعات الإرهابية ليس في مصلحة السلام والاستقرار ومصالح أي دولة. کما عد رئيس الجمهورية، إيران وباکستان بلدين مسلمين وکبيرين في المنطقة يمکنهما من خلال دعوة سائر دول المنطقة للتعاون الاستخباراتي والأمني لاجتثاث جذور الإرهاب والعنف في المنطقة».
من جانبه، أکد شريف عزم بلاده على التعاون مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مکافحة المجموعات الإرهابية خاصة ما يسمى بـ«جيش العدل». وأشار شريف إلى الأحداث الحدودية المؤلمة بين البلدين وقال، إن «باکستان هي نفسها ضحية للإرهاب ما أدى إلى توجيه ضربات قاسية لاقتصاد البلاد». وتابع رئيس الوزراء الباکستاني، أن «الحکومة الباکستانية ترى بأنه من المحتمل أن يکون هنالك مخطط من جانب الأجانب للمساس بالعلاقات بين البلدين حيث نعتزم نحن العمل على إزالة ذلك». وأوضح أن باکستان قد أقامت تعاونا کاملا وجيدا مع إيران في القضاء على المجموعة المسماة «جند الله» مضيفا أن «الحکومة والشعب الباکستاني عازمان على التعاون اللازم مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مجال القضاء على المجموعات الإرهابية خاصة جيش العدل». وقال شريف، إن «الحکومة الباکستانية تعتقد بأنه ينبغي رفع مستوى العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين بما يتناسب مع الطاقات المتاحة لديهما». وتابع، أن «إسلام آباد عازمة على إزالة العقبات القائمة أمام تنفيذ مشروع خط أنبوب الغاز بين البلدين وأن تعمل على إحيائه من جديد». كان مجلس صيانة الدستور الإيراني قد صادق في الشهر الماضي على مشروع قانون بشأن اتفاقية بين طهران وإسلام آباد حول التعاون الأمني، كما أجرت باكستان وإيران مناورات بحرية مشتركة في نفس الشهر في مضيق هرمز.



الصين تسحب سفنها الحربية المنتشرة حول تايوان

صورة ملتقطة في 12 ديسمبر 2024 تظهر سفينة خفر سواحل تايوانية (يسار) تراقب سفينة خفر سواحل صينية على بعد أميال بحرية قليلة من الساحل الشمالي الشرقي لتايوان (أ.ف.ب)
صورة ملتقطة في 12 ديسمبر 2024 تظهر سفينة خفر سواحل تايوانية (يسار) تراقب سفينة خفر سواحل صينية على بعد أميال بحرية قليلة من الساحل الشمالي الشرقي لتايوان (أ.ف.ب)
TT

الصين تسحب سفنها الحربية المنتشرة حول تايوان

صورة ملتقطة في 12 ديسمبر 2024 تظهر سفينة خفر سواحل تايوانية (يسار) تراقب سفينة خفر سواحل صينية على بعد أميال بحرية قليلة من الساحل الشمالي الشرقي لتايوان (أ.ف.ب)
صورة ملتقطة في 12 ديسمبر 2024 تظهر سفينة خفر سواحل تايوانية (يسار) تراقب سفينة خفر سواحل صينية على بعد أميال بحرية قليلة من الساحل الشمالي الشرقي لتايوان (أ.ف.ب)

أعلنت السلطات التايوانية، اليوم (الجمعة)، أن السفن الصينية التي كانت تُجري منذ أيام تدريبات بحرية واسعة النطاق حول تايوان، هي الأكبر منذ سنوات، عادت إلى موانئها، الخميس.

وقال هسييه تشينغ-تشين، نائب المدير العام لخفر سواحل تايوان، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» (الجمعة): «عاد جميع خفر السواحل الصينيين إلى الصين أمس، ورغم أنهم لم يصدروا إعلاناً رسمياً، فإننا نعدّ أن التدريب قد انتهى».

وأكدت متحدثة باسم وزارة الدفاع التايوانية أن السفن الحربية، وتلك التابعة لخفر السواحل الصينيين، رُصِدت وهي تتجه نحو ساحل البر الرئيسي للصين.

وفي مؤشر إلى تكثيف بكين الضغط العسكري، كان مسؤول أمني تايواني رفيع قال، الأربعاء، إن نحو 90 من السفن الحربية والتابعة لخفر السواحل الصينيين قد شاركت في مناورات خلال الأيام الأخيرة تضمّنت محاكاة لهجمات على سفن، وتدريبات تهدف إلى إغلاق ممرات مائية.

صورة ملتقطة في 12 ديسمبر 2024 تظهر سفينة خفر سواحل تايوانية (يمين) تراقب سفينة خفر سواحل صينية على بعد أميال بحرية قليلة من الساحل الشمالي الشرقي لتايوان (أ.ف.ب)

ووفقاً للمسؤول الذي تحدَّث شرط عدم كشف هويته، بدأت الصين في التخطيط لعملية بحرية ضخمة اعتباراً من أكتوبر (تشرين الأول)، في محاولة لإثبات قدرتها على خنق تايوان، ورسم «خط أحمر» قبل تولي الإدارة الأميركية الجديدة مهماتها في يناير (كانون الثاني).

وأتت هذه المناورات بعد أيام على انتهاء جولة أجراها الرئيس التايواني، وشملت منطقتين أميركتين هما هاواي وغوام، وأثارت غضباً صينياً عارماً وتكهّنات بشأن ردّ صيني محتمل.

وتايوان التي تحظى بحكم ذاتي تعدّها الصين جزءاً لا يتجزأ من أراضيها وتعارض أي اعتراف دولي بالجزيرة أو اعتبارها دولة ذات سيادة.