زيدان المدرب يتفوق على زيدان اللاعب

تحت قيادته فاز ريـال مدريد ببطولتين لدوري الأبطال والسوبر الأوروبية وكأس العالم للأندية والدوري الإسباني

لاعبو ريال مدريد وفرحة الفوز بكأس دوري أبطال أوروبا (أ.ف.ب)
لاعبو ريال مدريد وفرحة الفوز بكأس دوري أبطال أوروبا (أ.ف.ب)
TT

زيدان المدرب يتفوق على زيدان اللاعب

لاعبو ريال مدريد وفرحة الفوز بكأس دوري أبطال أوروبا (أ.ف.ب)
لاعبو ريال مدريد وفرحة الفوز بكأس دوري أبطال أوروبا (أ.ف.ب)

في مساء نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا الـ20، غادر زين الدين زيدان الاستاد حاملاً الكأس الأوروبية الثانية؛ ليتساوى رصيده بذلك مع كل من جوسيب غوارديولا وجوزيه مورينيو وسير أليكس فيرغسون. كان الوقت قد تجاوز منتصف الليل بكثير عندما حمل سيرغيو راموس كأس البطولة في كارديف وكان زيدان قد رحل بالفعل، بعدما تسلل في هدوء ولم يظهر سوى عندما احتضن مدرب يوفنتوس، ماسيميليانو أليغري، في طريقه نحو الخروج من الاستاد. وفي الوقت الذي تجول لاعبو ريـال مدريد عبر أرجاء الملعب حاملين كأس البطولة، تنحى زيدان جانبا ووقف إلى جانب زوجته يشاهدان اللاعبين، وارتسمت على وجهه نظرة ود وعطف بالغ. وأكد أن: «العنصر المحوري في الأمر برمته يكمن في انطلاق اللاعبين بقوة وذكاء». من جانبه، قال كريستيانو رونالدو: «زيدان يؤمن بقدراتنا».
بجانب ذلك، آمن زيدان بقدراته بهدوء ـ والآن، انتقل هذا الإيمان إلى الجميع. اللافت أن كل شيء جرى بسرعة كبيرة وسرعان ما جرت كتابة فصل جديد في التاريخ. على جانب أرض الملعب، سئل زيدان حول ما إذا كان يعتقد أنه أفضل مدرب في العالم. في يوم من الأيام، ربما كان هذا السؤال ليقابل بعاصفة من الضحك في كل مكان فيما عدا كارديف التي كان ليبدو السؤال فيها معقولاً للغاية.
ومن المؤكد أنه سيفرض نفسه مرارا، رغم أن زيدان نفسه وآخرين يتمسكون بالقول إن الفضل برمته يعود إلى اللاعبين. وفي إجابته للسؤال، قال زيدان: «لا. لست كذلك».
ومع هذا، لا يسع المرء سوى الانبهار بما حققه زيدان وفريقه للتو، فقد أصبح ريـال مدريد تحت قيادته الفريق الأول منذ ميلان بقيادة المدرب أريغو ساكي قبل 27 عاماً، الذي ينجح في الدفاع عن الكأس الأوروبية ليفوز بها للمرة الثانية على التوالي.
في حقبة دوري أبطال أوروبا، لم ينجح أي ناد في تحقيق مثل هذا الإنجاز، بينما نجح زيدان في تحقيقه في غضون موسم ونصف الموسم فحسب. من جانبه، وصف راموس هذا الإنجاز بأنه «موعد مع التاريخ»، وهو وصف مناسب تماماً للحدث، حتى وإن كان يتعلق بأكبر وأكثر أندية العالم نجاحاً. ويبدو أننا على موعد خلال الفترة التالية مع جيل ذهبي جديد ـ وقد يبدو الحديث عن بداية مثل هذا الجيل غريباً بالنظر إلى أن ريـال مدريد فاز بالفعل بثلاث كؤوس أوروبية في غضون أربع سنوات ـ بل واعترف مهاجمه الإنجليزي غاريث بيل من جانبه بأنه: «بدأنا نعتاد على ذلك». وربما يكمن السبب وراء ذلك في أن مدرب ريـال مدريد بدأ مسيرته منذ فترة قصيرة، لكن يا لها من بداية!
يذكر أنه عندما جرى تقديم زيدان؛ الأمر الذي جرى بدفعه سريعاً إلى المنصة في يناير (كانون الثاني) 2016 بينما جرى جر سلفه رافا بينيتيز بعيداً عنها ليتلاشى اسمه بعد ذلك تماماً، سئل زيدان عن رأيه في النجاح، فأجاب: «الفوز بكل شيء». وفي غضون أقل من موسمين، فاز ببطولتي كأس أوروبية وبطولة كأس السوبر الأوروبية وكأس العالم للأندية وبطولة الدوري الإسباني – اللقب الأول لريـال مدريد منذ خمس سنوات. وقد انتظر عشاق ريـال مدريد 59 عاماً كاملة للجمع بين بطولتي الدوري الممتاز والكأس الأوروبية بموسم واحد. ولم يتوقع أي شخص مثل هذا الإنجاز، بما في ذلك زيدان نفسه، الرجل الذي يقول إن ثمة نجما في السماء يرشده في طريقه بكل مكان.
ورغم أنه أطلق هذا الوعد منذ وقت طويل، فإن أحداً لم يتوقع تحقق الأمر على هذا النحو. جدير بالذكر، أنه خلال الفترة السابقة مباشرة لمباراة النهائي، أعادت صحيفة «ماركا» الإسبانية الرياضية نشر مقابلة قديمة كانت قد أجرتها مع زيدان، وأطلقت عليها اسم «النبؤوة» عام 2002، وكان ذلك في أعقاب الهدف الرائع الذي سجله زيدان في غلاسغو ليضمن فوز ريـال مدريد بالكأس الأوروبية التاسعة في تاريخه. وخلال المقابلة، أعرب زيدان عن رغبته في الفوز بالكأس الـ10 والـ11 والـ12 أيضاً. في نهاية الأمر، نجح زيدان بالفعل من الوصول لمبتغاه، وقد استغرق ذلك منه 15 عاماً، قضى منها 17 شهراً في العمل مدرباً.
جاءت مشاركة زيدان في غلاسغو في صفوف اللاعبين، ثم في لشبونة عام 2014، حيث كان يعمل مساعدا لكارلو أنشيلوتي، وأصبح قائد الفريق في ميلانو عام 2016 وفي كارديف هذا العام عندما حصد كأس أبطال أوروبا مرتين متتاليتين. واللافت أن زيدان المدرب كان أكثر نجاحا منه كلاعب، والأغرب أنه حقق ذلك بهدوء ـ مثلما كان الحال معه دوماً. وأكد أحد اللاعبين من زملائه السابقين أنه يكاد لا يتذكر سماع زيدان يتفوه بكلمة، ووصفه بأنه شخص خجول؛ الأمر الذي يعد واحداً من الأسباب وراء عدم توقع الكثير نجاحه. وحتى عندما عمل مساعدا للمدرب، لم يتوقع اللاعبون نجاحه، حسبما اعترف أحد أفراد الفريق الذي فاز في لشبونة. ومع هذا، يبقى هذا الخجل ظاهرياً فحسب، في الوقت الذي اتضح أن هذا الهدوء جزء من نجاحه.
ربما لا يتحدث زيدان كثيراً، لكن عندما يفعل ينصت الجميع باهتمام ـ ربما تحديداً لأنه لا يتحدث كثيراً. لقد شكل هذا العزوف عن الحديث دوماً جزءا من شخصيته، رغم أنه لدى الحديث إليه على انفراد يبدو ودوداً واجتماعياً للغاية. واليوم، مع عمله مدرباً، يبدو هذا العزوف جزءا من سياسة متعمدة بهدف تجنب تعقيد الأمور وزيادة الضغوط. وقد أوضح واحد في فريق التدريب المعاون أن الرسائل الموجهة إلى اللاعبين ينبغي ألا تزيد على فكرتين واضحتين تماماً ـ فيما وراء ذلك، يمكن أن يتشتت تركيز اللاعبين بسهولة.
ومن بين الميزات التي يتمتع بها زيدان، أنه يألف عالم لاعبي كرة القدم وتوجهاتهم ومخاوفهم، وبخاصة على هذا المستوى الرفيع من النجوم الكبار. ويبدي زيدان دوماً حرصه على أن ينعم اللاعبون بالاستقلالية، وأن يتصرفوا على طبيعتهم ويشعروا بأهميتهم، لكن مع اضطلاعه بدور المرشد والموجه. وينطبق هذا الأمر على وجه الخصوص في حالة رونالدو، فلم يسبق لمدرب أن تواصل معه، ولا نجح في إقناعه باتخاذ خطوة إلى الخلف، ولا أعده وتولى حمايته مثلما فعل زيدان. ولدى سؤاله عن رأيه فيمن كان سيصبح النجم لو أنه لعب إلى جوار رونالدو، أجاب زيدان: «كان في مقدوري اللعب ببراعة، لكنه كان سيتألق بالتأكيد. إنه يملك القدرة على تسجيل الأهداف، وهذا الأمر الأصعب على الإطلاق». في كارديف، سجل رونالدو هدفين، مثلما اعتاد في الفترة الأخيرة. من ناحيته، قال رونالدو: «كان المدرب ذكياً».
الملاحظ بخصوص زيدان أنه يتولى تدريب اللاعبين من خلال إبداء التعاطف معهم وتشجيعهم، بدلاً عن فرض أوامره عليهم. من جانبه، حاول بينيتيز منع لوكا مودريتش من تمرير الكرة بوجه قدمه الخارجي. في المقابل، أبدى زيدان إعجابه بهذا الأسلوب في اللعب. ومع ذلك، حرص زيدان على تعديل أسلوب لعب مودريتش.
من جانبه، قال مودريتش في أعقاب مباراة النهائي: «يخبرنا زيدان على ما يتعين علينا فعله في الجانب الدفاعي وداخل الملعب كي نعبر عن أنفسنا وأن نحتفظ بالكرة وأن نلعب لصالح الفريق ككل وأن نحاول بذل أقصى مجهود لدينا. وإذا ما رأى أن هناك شيئا يمكننا فعله داخل الملعب، يبادر لإخبارنا». وأشار إلى أنه خلال الاستراحة بين الشوطين، وجه زيدان اللاعبين للتقدم في الملعب وإبداء قوة أكبر في اللعب.
الواضح أن هذه القوة جزء أصيل من شخصية زيدان، فدائماً ما يتميز بحضور طاغ؛ الأمر الذي كان واضحاً عندما كان لاعباً، وكذلك عندما أصبح مدرباً. في الواقع، أخفى المظهر الهادئ لزيدان وراءه صلابة يشهد بها من حوله، بجانب رغبة قوية في المنافسة. أيضاً، يملك زيدان إحساساً قوياً بالكرامة والاعتداد بالنفس، وقد أعلن معارضته لمارين دو لوبان المرشحة لانتخابات الرئاسة الفرنسية، وسبق وأن وصفه الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك بأنه «رجل بقلب نابض وقناعات راسخة».
وعندما كان لاعباً، رآه الآخرون شخصا يبذل جهودا دؤوبة ومضنية، لكن زيدان من جانبه لا يرحب بهذا الوصف، وإنما يفضل وصف نفسه باعتباره يملك شخصية تتوق للمنافسة. وأكد أنه: «لا أشارك في الملعب لمجرد أداء واجب، وإنما سعياً للفوز».
وحتى بعد اعتزاله اللعب، ظل زيدان على تواصل مع ريـال مدريد. وبدا هذا التواصل مفيداً بالفعل بالنسبة للنادي؛ نظراً لكل القيم الرائعة التي يجسدها زيدان. ومع ذلك، جرى تكليفه بأدوار فارغة في معظمها من أي جوهر حقيقي وافتقر معها إلى الشعور بتحقيق ذاته. لقد كان زيدان يسعى نحو شيء حقيقي ـ كان يسعى للفوز.
بعيدا عن التحديات المختلفة التي نجح في تخطيها منذ توليه المسؤولية الفنية لريـال مدريد، يظهر تحد كبير في الأفق لزيدان، يتمثل في الحفاظ على نهم الحصول على الألقاب للفريق الأكثر نجاحا وإثارة للإعجاب في الوقت الراهن. ولم يفلت من براثن ريـال مدريد في هذا الموسم سوى لقب بطولة كأس ملك إسبانيا، الذي توج به غريمه التاريخي برشلونة. وبذلك يكون ريـال مدريد قد أنهى موسما حالما تحت قيادة مدربه زيدان، الذي بإمكانه أن يفخر بهذا الإنجاز الفريد الذي لم يحققه أي مدرب آخر بعد 18 شهرا فقط من توليه مسؤولية أحد الفرق.
ومن كان يستطيع أن يقول في يناير 2016 عندما تلقى زيدان اتصالا من فلورينتينو بيريز رئيس ريـال مدريد، يطالبه فيه أو بالأحرى يترجاه لكي يقبل هذه المسؤولية العصيبة خلفا لرافايل بينيتيز، بأن كل هذا الإنجاز سيتحقق على هذا النحو. وكانت جماهير ملعب سانتياغو بيرنابيو، معقل ريـال مدريد، في ذلك الوقت تهتف باستمرار ضد رئيس النادي وتطالبه بالرحيل. وتولى زيدان هذه المهمة رغم خبرته القليلة في عالم التدريب، ولكن بفضل الاحترام الذي يتمتع به كأحد أساطير الكرة في ريـال مدريد، تمكن اللاعب الفرنسي السابق من تهدئة الأجواء في المدرجات وداخل غرفة خلع الملابس، كما أعاد الفريق مرة أخرى للمنافسة وأنهى ذلك الموسم بطريقة غير متوقعة، حيث توج بلقب دوري الأبطال بعد التغلب على أتلتيكو مدريد بركلات الترجيح في المباراة النهائية.
ويرى الكثيرون أن زيدان هو مدير جيد للاعبين أكثر منه مديرا فنيا، فمنتقدوه يتحدثون دائما عن «حسن طالعه» ويصفونه بـ«المدرب المحظوظ».
وبعد نجاحه في تخطي عقبة الموسم الأول بنجاح، واجه زيدان بشجاعة تحديا جديدا هذا الموسم، وتمكن من قيادة ريـال مدريد للفوز بأول لقب له في الدوري الإسباني منذ 2012 وأنهى الموسم بقوة كبيرة بفضل سياسة التناوب الواسعة التي يتبناها والتي شارك فيها جميع اللاعبين بالفريق.
وقال زيدان بعد الفوز الكبير في نهائي دوري أبطال أوروبا: «لا أعرف ما الذي حققته تحديدا داخل غرفة خلع الملابس، أنا أشكل جزءا من هذا الفريق، الذي يكمن مفتاح نجاحه في أن يشعر الجميع بأنهم ذوو أهمية، ولكن السر يكمن في أن جميع اللاعبين يؤدون بشكل جيد للغاية، بعد ذلك، عندما تفوز يصبح كل شيء أكثر سهولة، هذه حقيقة، ومع هذا الفريق الأمور تصبح سهلة أكثر وأكثر».
والآن، يواجه زيدان تحديه الثالث، وعلى الأرجح سيكون الأكثر صعوبة، وهو يتمثل في الحفاظ على النهم وإقناع اللاعبين بالاستمرار في الفوز في إطار روح التضامن والأجواء الطيبة داخل الفريق، بالإضافة إلى إيمان الجميع بفكرة واحدة، ألا وهي تحقيق الألقاب. ولن يكون هذا بالأمر السهل على زيدان، فهناك لاعبون يطالبون باللعب بشكل أكبر، هذا بجانب إنعاش الجانب الذهني، الذي يتعرض للإنهاك دائما تحت تأثير لمعان الكؤوس ونشوة الفوز بالألقاب. ووجد زيدان على الفور، بعد نهائي دوري الأبطال، مساندا له في تحديه الجديد، حيث قال رونالدو: «الهدف هو الفوز ببطولة دوري الأبطال القادمة».
وأصبح ريـال مدريد على أعتاب تدشين حقبة جديدة تدين لسيطرته بعد أن فاز بثلاثة ألقاب لدوري أبطال أوروبا في آخر أربع نسخ للبطولة؛ مما يعكس هيمنته على كرة القدم في القارة الأوروبية. ولكن هذه الحقبة ستستمد رونقها في الأساس من الانتصارات، وهذا سيعتمد بشكل كبير على عقلية اللاعبين وعلى رغبتهم القوية في تحقيق إنجازات جديدة.
ويمتلك زيدان أسلحة متعددة تمكنه من النجاح في عبور التحدي الجديد، فهو يحظى بفريق قوي يعج باللاعبين المخضرمين أمثال سيرخيو راموس وكريستيانو رونالدو ولوكا مودريتش ومارسيلو وكريم بنزيمه، إضافة إلى عدد لا بأس به من اللاعبين الشباب الواعدين، مثل ماركو أسينسيو ورافايل فاران وكارلوس كاسميرو وهذا كله سيسمح له بتكوين أحد أقوى الفرق في العالم، بل وربما الأفضل. وتكمن مواطن القوة الأخرى في عقل زيدان وفي قدرته على إقناع اللاعبين بطريقة إدارته للأمور وبخاصة سياسة التناوب.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.