أستراليا تسجل أطول فترة نمو اقتصادي متصل في العالم

بنك الاحتياط الأسترالي (رويترز)
بنك الاحتياط الأسترالي (رويترز)
TT

أستراليا تسجل أطول فترة نمو اقتصادي متصل في العالم

بنك الاحتياط الأسترالي (رويترز)
بنك الاحتياط الأسترالي (رويترز)

أظهرت البيانات الاقتصادية الصادرة اليوم (الأربعاء) نمو الاقتصاد الأسترالي خلال الربع الأول من العام الحالي بنسبة 0.3 في المائة من إجمالي الناتج المحلي لتسجل أستراليا أطول فترة نمو اقتصادي متصل على الإطلاق.
ووفقا للبيانات، فإن اقتصاد أستراليا سجل نموا متصلا منذ 26 عاما، حيث كان آخر مرة تعرض فيها الاقتصاد للانكماش خلال النصف الأول من 1991. وقال وزير الخزانة الأسترالي «سكوت موريسون» إن الأرقام تظهر «المرونة المستمرة للاقتصاد الأسترالي»، مضيفا أن الحكومة تحتاج إلى مواصلة تبني «الخيارات الصحيحة» لدعم الوظائف من خلال السياسات الاقتصادية التي تشجع الاستثمار وتزيد الدخول وتدير السياسات المالية للدولة بطريقة مسؤولة.
وبعد النمو الطفيف للناتج المحلي لأستراليا خلال الربع الأول من العام الحالي، حطمت الرقم القياسي لفترة النمو الاقتصادي المتصل الذي كان تتمتع به هولندا التي حققت نموا متصلا على مدى 103 فصول قبل الدخول في حالة ركود خلال الأزمة المالية العالمية التي تفجرت في خريف 2008.
في الوقت نفسه، فإن أداء الاقتصاد الأسترالي خلال الربع الأول من العام الحالي جاء أفضل من توقعات المحللين الذين توقع الكثيرون منهم تسجيل الاقتصاد انكماش خلال تلك الفترة.
وكان قطاع الخدمات الأقوى نموا خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي، في حين عانى قطاع التجارة من تراجع الصادرات نتيجة اضطراب عمليات تصدير خام الحديد والفحم بسبب الأحوال الجوية السيئة.
وتراجع الإنفاق الاستثماري في قطاع الإسكان خلال الربع الأول من العام الحالي بنسبة 4.4 في المائة وهو أكبر تراجع ربع سنوي له منذ الأزمة المالية العالمية.
ورغم ذلك، ما زال مستوى الاستثمار في القطاع مرتفعا بالمعايير التاريخية، حيث ما زال هناك الكثير من مشروعات التشييد القائمة بحسب تصريحات «موريسون».
كان الاقتصاد الأسترالي قد سجل خلال الربع الثالث من العام الماضي انكماشا، لكنه عاد إلى النمو بمعدل 1.1 في المائة في الربع التالي مباشرة. ولا يعد أي اقتصاد في حالة ركود إلا إذا سجل انكماشا في إجمالي الناتج المحلي خلال ربعين متتاليين من العام.



الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)

قالت الأمم المتحدة، في وقت متأخر، يوم الخميس، إن الاقتصاد العالمي قاوم الضربات التي تعرَّض لها بسبب الصراعات والتضخم، العام الماضي، وإنه من المتوقع أن ينمو بنسبة ضعيفة تبلغ 2.8 في المائة في 2025.

وفي تقرير «الوضع الاقتصادي العالمي وآفاقه (2025)»، كتب خبراء اقتصاد الأمم المتحدة أن توقعاتهم الإيجابية كانت مدفوعة بتوقعات النمو القوية، وإن كانت بطيئة للصين والولايات المتحدة، والأداء القوي المتوقع للهند وإندونيسيا. ومن المتوقَّع أن يشهد الاتحاد الأوروبي واليابان والمملكة المتحدة انتعاشاً متواضعاً، كما يقول التقرير.

وقال شانتانو موخيرجي، رئيس فرع مراقبة الاقتصاد العالمي في قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة: «نحن في فترة من النمو المستقر والضعيف. قد يبدو هذا أشبه بما كنا نقوله، العام الماضي، ولكن إذا دققنا النظر في الأمور، فستجد أن الأمور تسير على ما يرام».

ويقول التقرير إن الاقتصاد الأميركي تفوق على التوقعات، العام الماضي، بفضل إنفاق المستهلكين والقطاع العام، لكن من المتوقَّع أن يتباطأ النمو من 2.8 في المائة إلى 1.9 في المائة هذا العام.

ويشير التقرير إلى أن الصين تتوقع تباطؤ نموها القوي قليلاً من 4.9 في المائة في عام 2024 إلى 4.8 في المائة في عام 2025، وذلك بسبب انخفاض الاستهلاك وضعف قطاع العقارات الذي فشل في تعويض الاستثمار العام وقوة الصادرات. وهذا يجبر الحكومة على سن سياسات لدعم أسواق العقارات ومكافحة ديون الحكومات المحلية وتعزيز الطلب. ويشير التقرير إلى أن «تقلص عدد سكان الصين وارتفاع التوترات التجارية والتكنولوجية، إذا لم تتم معالجته، قد يقوض آفاق النمو في الأمد المتوسط».

وتوقعت الأمم المتحدة، في يناير (كانون الثاني) الماضي، أن يبلغ النمو الاقتصادي العالمي 2.4 في المائة في عام 2024. وقالت، يوم الخميس، إن المعدل كان من المقدَّر أن يصبح أعلى، عند 2.8 في المائة، ويظل كلا الرقمين أقل من معدل 3 في المائة الذي شهده العالم قبل بدء جائحة «كوفيد - 19»، في عام 2020.

ومن المرتقب أن ينتعش النمو الأوروبي هذا العام تدريجياً، بعد أداء أضعف من المتوقع في عام 2024. ومن المتوقَّع أن تنتعش اليابان من فترات الركود والركود شبه الكامل. ومن المتوقَّع أن تقود الهند توقعات قوية لجنوب آسيا، مع توقع نمو إقليمي بنسبة 5.7 في المائة في عام 2025، و6 في المائة في عام 2026. ويشير التقرير إلى أن توقعات النمو في الهند بنسبة 6.6 في المائة لعام 2025، مدعومة بنمو قوي في الاستهلاك الخاص والاستثمار.

ويقول التقرير: «كان الحدّ من الفقر العالمي على مدى السنوات الثلاثين الماضية مدفوعاً بالأداء الاقتصادي القوي. وكان هذا صحيحاً بشكل خاص في آسيا؛ حيث سمح النمو الاقتصادي السريع والتحول الهيكلي لدول، مثل الصين والهند وإندونيسيا، بتحقيق تخفيف للفقر غير مسبوق من حيث الحجم والنطاق».

وقال لي جون هوا، مدير قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية: «لقد تجنَّب الاقتصاد العالمي إلى حد كبير الانكماش واسع النطاق، على الرغم من الصدمات غير المسبوقة في السنوات القليلة الماضية، وأطول فترة من التشديد النقدي في التاريخ». ومع ذلك، حذر من أن «التعافي لا يزال مدفوعاً في المقام الأول بعدد قليل من الاقتصادات الكبيرة».