معارك في ريف دمشق بين النظام والمعارضة

معارك في ريف دمشق بين النظام والمعارضة
TT

معارك في ريف دمشق بين النظام والمعارضة

معارك في ريف دمشق بين النظام والمعارضة

استأنفت فصائل معارضة في ريف دمشق الشرقي، هجماتها ضد قوات النظام في القلمون الشرقي، منطلقة من نقاط عسكرية لها من عمق البادية قرب «مطار السين» غداة إسقاط تلك القوات طائرة عسكرية من نوع «ميغ 23» للنظام في المنطقة، في وقت واصل فيه النظام هجماته ضد «داعش» في دير الزور وريف حماة الشرقي.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن اشتباكات عنيفة اندلعت بين مقاتلي «جيش أسود الشرقية» و«قوات أحمد العبدو» المدعومة من قبل القوات الأميركية من جانب، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جانب آخر، على محاور في البادية السورية بأطراف محافظتي حمص وريف دمشق، إثر هجوم من قبل مقاتلي الفصائل على محاور السبع بيار وحاجز ظاظا والشحمي وجليغم، ومحاور أخرى قريبة من المنطقة، ضمن معركة أطلقتها الفصائل قبل أيام تحت اسم «الأرض لنا».
وترافقت الاشتباكات مع قصف عنيف ومكثف ومتبادل بين طرفي القتال، واستهداف كل طرف لتمركزات ومواقع الطرف الآخر، وسط معلومات عن تمكن مقاتلي أسود الشرقية من تحقيق تقدم في نقاط على محاور الشحمي وجليغم.
وجددت الطائرات الحربية قصفها لمناطق في ناحية عقيربات ومحيطها بالريف الشرقي لحماة، ومناطق أخرى في محيط قرية البرغوثية، بينما لقي عشرة مدنيين من عائلة واحدة مصرعهم، جراء استهداف الطيران الحربي الروسي بغارات بالصواريخ الفراغية والموجهة، بلدة عقيربات الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش في ريف حماة الشرقي. وقال الناشط الإعلامي المعارض أحمد الحموي، من ريف حماة، لـ«مكتب أخبار سوريا»، إن العائلة نازحة من مدينة تلبيسة الخاضعة لسيطرة المعارضة في ريف حمص الشمالي، لافتا إلى أن القصف تسبب بدمار واسع بالمنازل وغيرها من الممتلكات، إذ أخرج الأهالي الضحايا من تحت الأنقاض.
يشار إلى أن التنظيم يسيطر على بلدة عقيربات وعدة قرى في محيطها بريف حماة الشرقي منذ نحو أربع سنوات، ويتخذ منها مركز انطلاق لعملياته العسكرية باتجاه مواقع القوات النظامية في المنطقة، ويقطن في مناطق سيطرة التنظيم نحو 8 آلاف شخص، يفتقرون إلى أبرز مقومات الحياة، ويمنعهم التنظيم من المغادرة، بحسب ناشطين معارضين من المنطقة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.