السفير الأميركي في موسكو يؤكد على «رحيل الأسد بمرحلة انتقالية»

دي ميستورا إلى روسيا بعد غد

السفير الأميركي في موسكو  يؤكد على «رحيل الأسد بمرحلة انتقالية»
TT

السفير الأميركي في موسكو يؤكد على «رحيل الأسد بمرحلة انتقالية»

السفير الأميركي في موسكو  يؤكد على «رحيل الأسد بمرحلة انتقالية»

أكد جون تيفت السفير الأميركي في موسكو، إصرار واشنطن على رحيل بشار الأسد، واعتبر أن إيران لا تساهم في التهدئة في سوريا، وشكك بدورها ضامناً لمناطق «تخفيض التصعيد».
جاءت هذه التصريحات الأميركية، في وقت تستعد موسكو لاستقبال المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، لبحث تفعيل التسوية السورية، بحسب غينادي بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي.
وقال السفير الأميركي في موسكو خلال طاولة مستديرة أمس مع ممثلي وسائل الإعلام الروسية، إن «الإدارة الأميركية الحالية تصر على رحيل الأسد، وأنا هنا أقتبس ما قاله وزير الخارجية ريكس تيلرسون، وهو موقف بحثه مع الجانب الروسي»، لافتاً إلى أن «الفرق الوحيد بين موقف الإدارة الحالية وموقف إدارة أوباما، ربما يكمن (في أن الإدارة الحالية ترى) أن هذا الأمر يجب أن يجري لكن ليس بالضرورة على الفور، ويجب أن تكون هناك مرحلة انتقالية ما».
كما توقف تيفت عند عملية أستانة والدور الأميركي فيها، وكذلك موقف واشنطن من الدور الإيراني، وأكد دعم الولايات المتحدة لجهود التهدئة في سوريا، لكنه شكك بدور إيران في مناطق «خفض التصعيد»، وقال: «نحن لسنا أكثر من مراقب في عملية أستانة. وما زالت النقاشات مستمرة لكننا لم نتوصل إلى نتيجة محددة بعد»، وأكد: «نحن سندعم جهود وقف القتل (في سوريا)، وحاول ممثلونا أن يفهموا، أن يجدوا إجابات عن الأسئلة. لكن نحن لسنا طرفاً ضامناً في هذه المرحلة، ولدينا تساؤلات عدة بخصوص مناطق تخفيض التصعيد، بما في ذلك تساؤلات حول أن إيران تلعب دور طرف ضامن في هذه العملية»، وأضاف: «نحن نرى أن إيران لا تلعب هنا دوراً إيجابياً». وبالنسبة للتعاون بين موسكو وواشنطن حول الأزمة السورية، وجه ممثلو وسائل الإعلام الروسية سؤالاً بشأن التنسيق بين موسكو وواشنطن في مجال التصدي للإرهاب، الذي يجري عبر القاعدة الأميركية في قطر، ورد السفير الأميركي مؤكداً أن «الاتصالات بين العسكريين الروس والأميركيين مستمرة».
في شأن متصل تستعد موسكو لاستقبال دي ميستورا، قبل أيام على انطلاق جولة جديدة من المفاوضات في أستانة. وقال غاتيلوف إن دي ميستورا سيصل إلى موسكو في زيارة الخميس، وستركز محادثاته مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على بحث تحريك المفاوضات السورية. وقال غاتيلوف في حديث لوكالة «إنترفاكس» إن «هذه الزيارة تجري في إطار الاتصالات الدائمة مع المبعوث الدولي لتبادل وجهات النظر حول الوضع الراهن في التسوية السورية وبحث خطوات محددة بغية تنشيط عملية المفاوضات بين السوريين».
وقال دي ميستورا لوكالة «ريا نوفوستي» إنه سيجري في موسكو محادثات مع لافروف ووزير الدفاع سيرغي شويغو. ونقلت الوكالة عنه قوله: «بوسعي التأكيد أن اللقاءات المقررة خلال زيارتي موسكو يوم الثامن من يونيو (حزيران) مع لافروف وشويغو».



الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)

كثّفت الجماعة الحوثية استهدافها مدرسي الجامعات والأكاديميين المقيمين في مناطق سيطرتها بحملات جديدة، وألزمتهم بحضور دورات تعبوية وزيارات أضرحة القتلى من قادتها، والمشاركة في وقفات تنظمها ضد الغرب وإسرائيل، بالتزامن مع الكشف عن انتهاكات خطيرة طالتهم خلال فترة الانقلاب والحرب، ومساعٍ حثيثة لكثير منهم إلى الهجرة.

وذكرت مصادر أكاديمية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن مدرسي الجامعات العامة والخاصة والموظفين في تلك الجامعات يخضعون خلال الأسابيع الماضية لممارسات متنوعة؛ يُجبرون خلالها على المشاركة في أنشطة خاصة بالجماعة على حساب مهامهم الأكاديمية والتدريس، وتحت مبرر مواجهة ما تسميه «العدوان الغربي والإسرائيلي»، ومناصرة فلسطينيي غزة.

وتُلوّح الجماعة بمعاقبة مَن يتهرّب أو يتخلّف من الأكاديميين في الجامعات العمومية، عن المشاركة في تلك الفعاليات بالفصل من وظائفهم، وإيقاف مستحقاتهم المالية، في حين يتم تهديد الجامعات الخاصة بإجراءات عقابية مختلفة، منها الغرامات والإغلاق، في حال عدم مشاركة مدرسيها وموظفيها في تلك الفعاليات.

أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

وتأتي هذه الإجراءات متزامنة مع إجراءات شبيهة يتعرّض لها الطلاب الذين يجبرون على حضور دورات تدريبية قتالية، والمشاركة في عروض عسكرية ضمن مساعي الجماعة لاستغلال الحرب الإسرائيلية على غزة لتجنيد مقاتلين تابعين لها.

انتهاكات مروّعة

وكان تقرير حقوقي قد كشف عن «انتهاكات خطيرة» طالت عشرات الأكاديميين والمعلمين اليمنيين خلال الأعوام العشرة الماضية.

وأوضح التقرير الذي أصدرته «بوابة التقاضي الاستراتيجي»، التابعة للمجلس العربي، بالتعاون مع الهيئة الوطنية للأسرى والمختطفين، قبل أسبوع تقريباً، وغطّي الفترة من مايو (أيار) 2015، وحتى أغسطس (آب) الماضي، أن 1304 وقائع انتهاك طالت الأكاديميين والمعلمين في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية التي اتهمها باختطافهم وتعقبهم، ضمن ما سمّاها بـ«سياسة تستهدف القضاء على الفئات المؤثرة في المجتمع اليمني وتعطيل العملية التعليمية».

أنشطة الجماعة الحوثية في الجامعات طغت على الأنشطة الأكاديمية والعلمية (إكس)

ووثّق التقرير حالتي وفاة تحت التعذيب في سجون الجماعة، وأكثر من 20 حالة إخفاء قسري، منوهاً بأن من بين المستهدفين وزراء ومستشارين حكوميين ونقابيين ورؤساء جامعات، ومرجعيات علمية وثقافية ذات تأثير كبير في المجتمع اليمني.

وتضمن التقرير تحليلاً قانونياً لمجموعة من الوثائق، بما في ذلك تفاصيل جلسات التحقيق ووقائع التعذيب.

ووفق تصنيف التقرير للانتهاكات، فإن الجماعة الحوثية نفّذت 1046 حالة اختطاف بحق مؤثرين، وعرضت 124 منهم للتعذيب، وأخضعت اثنين من الأكاديميين و26 من المعلمين لمحاكمات سياسية.

وتشمل الانتهاكات التي رصدها التقرير، الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب الجسدي والنفسي والمحاكمات الصورية وأحكام الإعدام.

عشرات الأكاديميين لجأوا إلى طلب الهجرة بسبب سياسات الإقصاء الحوثية وقطع الرواتب (إكس)

وسبق أن كشف تقرير تحليلي لأوضاع الأكاديميين اليمنيين عن زيادة في طلبات العلماء والباحثين الجامعيين للهجرة خارج البلاد، بعد تدهور الظروف المعيشية، واستمرار توقف رواتبهم، والانتهاكات التي تطال الحرية الأكاديمية.

وطبقاً للتقرير الصادر عن معهد التعليم الدولي، ارتفعت أعداد الطلبات المقدمة من باحثين وأكاديميين يمنيين لصندوق إنقاذ العلماء، في حين تجري محاولات لاستكشاف الطرق التي يمكن لقطاع التعليم الدولي من خلالها مساعدة وتغيير حياة من تبقى منهم في البلاد إلى الأفضل.

إقبال على الهجرة

يؤكد المعهد الدولي أن اليمن كان مصدر غالبية الطلبات التي تلقّاها صندوق إنقاذ العلماء في السنوات الخمس الماضية، وتم دعم أكثر من ثلثي العلماء اليمنيين داخل المنطقة العربية وفي الدول المجاورة، بمنحة قدرها 25 ألف دولار لتسهيل وظائف مؤقتة.

قادة حوثيون يتجولون في جامعة صنعاء (إعلام حوثي)

لكن تحديات التنقل المتعلقة بالتأشيرات وتكلفة المعيشة والاختلافات اللغوية الأكاديمية والثقافية تحد من منح الفرص للأكاديميين اليمنيين في أميركا الشمالية وأوروبا، مقابل توفر هذه الفرص في مصر والأردن وشمال العراق، وهو ما يفضله كثير منهم؛ لأن ذلك يسمح لهم بالبقاء قريباً من عائلاتهم وأقاربهم.

وخلص التقرير إلى أن العمل الأكاديمي والبحثي داخل البلاد «يواجه عراقيل سياسية وتقييداً للحريات ونقصاً في الوصول إلى الإنترنت، ما يجعلهم يعيشون فيما يُشبه العزلة».

وأبدى أكاديمي في جامعة صنعاء رغبته في البحث عن منافذ أخرى قائمة ومستمرة، خصوصاً مع انقطاع الرواتب وضآلة ما يتلقاه الأستاذ الجامعي من مبالغ، منها أجور ساعات تدريس محاضرات لا تفي بالاحتياجات الأساسية، فضلاً عن ارتفاع الإيجارات.

إجبار الأكاديميين اليمنيين على المشاركة في الأنشطة الحوثية تسبب في تراجع العملية التعليمية (إكس)

وقال الأكاديمي الذي طلب من «الشرق الأوسط» التحفظ على بياناته خوفاً على سلامته، إن الهجرة ليست غاية بقدر ما هي بحث عن وظيفة أكاديمية بديلة للوضع المأساوي المعاش.

ويقدر الأكاديمي أن تأثير هذه الأوضاع أدّى إلى تدهور العملية التعليمية في الجامعات اليمنية بنسبة تتجاوز نصف الأداء في بعض الأقسام العلمية، وثلثه في أقسام أخرى، ما أتاح المجال لإحلال كوادر غير مؤهلة تأهيلاً عالياً، وتتبع الجماعة الحوثية التي لم تتوقف مساعيها الحثيثة للهيمنة على الجامعات ومصادرة قرارها، وصياغة محتوى مناهجها وفقاً لرؤية أحادية، خصوصاً في العلوم الاجتماعية والإنسانية.

وفي حين فقدت جامعة صنعاء -على سبيل المثال- دورها التنويري في المجتمع، ومكانتها بصفتها مؤسسة تعليمية، تُشجع على النقد والتفكير العقلاني، تحسّر الأكاديمي اليمني لغياب مساعي المنظمات الدولية في تبني حلول لأعضاء هيئة التدريس، سواء في استيعابهم في مجالات أو مشروعات علمية، متمنياً ألا يكون تخصيص المساعدات لمواجهة المتطلبات الحياتية للأكاديميين غير مشروط أو مجاني، وبما لا يمس كرامتهم.