سوق ساو باولو العقارية تتعافى بعد الاضطرابات الاقتصادية والسياسية

تشهد فرص ارتفاع أسعار المنازل مع وجود مؤشرات الاستقرار وانخفاض أسعار الصرف

سوق ساو باولو العقارية تتعافى بعد الاضطرابات الاقتصادية والسياسية
TT

سوق ساو باولو العقارية تتعافى بعد الاضطرابات الاقتصادية والسياسية

سوق ساو باولو العقارية تتعافى بعد الاضطرابات الاقتصادية والسياسية

يقع هذا المنزل المكون من أربع غرف نوم، وخمسة حمامات كبيرة وحمام صغير، في حي سيداد جارديم، وهو من الأحياء الراقية التي تقع بمحاذاة نهر بينيروس، وعلى بعد نحو خمسة أميال جنوب غربي منطقة ساو باولو المالية، التي تعد من أكثر المدن ازدحاماً في البرازيل.
يقع المنزل، المكون من طابقين ويشغل مساحة 4.954 قدما مربعا، وراء جدران من الحجارة على مساحة 0.13 فدان، وهو معروض للبيع بالأثاث على حد قول لويزا سازارين، منسقة العلاقات الدولية في شركة «أكسب إيموفيز إيسبيسياس» التي تعرضه للبيع، والتابعة لمؤسسة «كريستيز إنترناشونال ريال إيتسيت».
تم تشييد المنزل عام 1970 وخضع لعملية ترميم استمرت لمدة 18 شهرا بعد أن اشتراه أصحابه الحاليون عام 2012، ركّز ملاك المنزل، الذين يعتزمون الانتقال للإقامة في إيطاليا، في عملية الترميم على الجماليات المعاصرة تحت قيادة فيفيان ساليسي، مصممة ديكورات داخلية محلية. لقد استخدموا ألوانا أكثرها فاتحة هادئة في عمل اللمسات النهائية، ومواد لتغطية الحوائط بشكل يجعلها خشنة، إلى جانب استخدام ألوان مبهجة متعددة في الأعمال الفنية والكماليات، وتأثيث الغرف الواسعة بقطع من الأثاث الإيطالي العصري.
يتم دخول المنزل عبر مجموعتين من الأبواب تفصل بينهما حديقة صغيرة. تفضي الأبواب الخشبية الرئيسية المنقوشة إلى رواق، وتؤدي ردهة الاستراحة، التي تضم بيانو، إلى غرفة المعيشة وغرفة تناول الطعام، والتي يتسم سقفاهما بالارتفاع الشديد. توجد في غرفة المعيشة مكتبة تشغل الحائط بالكامل، في حين يوجد على الجانب الآخر من الغرفة أبواب زجاجية تنفتح على حديقة بها مساحة للجلوس. تقول سازارين: «تم تصميم المنزل كله بحيث تطل كل الغرف على جزء من الحديقة».
يوجد في الطابق الرئيسي مساحة مفتوحة كبيرة تحتوي على شاشة عرض كبيرة للترفيه، ومطبخ يمكن تناول الطعام به ويضم أجهزة مصنوعة من معدن غير قابل للصدأ. ويطل هذا الجزء من المنزل على جزء آخر من الحديقة، وكذلك على حوض سباحة متواضع. كذلك هناك مكتب صغير، ومكان مخصص للعاملين في المنزل.
أما في الطابق العلوي، فتوجد غرف كبيرة، تطل على الحديقة، وحمامات بها مرايا مضادة للضباب. ملحق بالجناح الرئيسي حمام مزدوج يشبه المنتجع الصحي، ويحتوي على أحواض استحمام تفصل بينها كابينة استحمام زجاجية كبيرة، إلى جانب مساحة لارتداء الملابس، وخزانات.
يقع المنزل في شارع هادئ ليس بعيداً عن متنزه ألفريدو فولبي، الذي يمتد على مساحة 35 فدانا، ومتنزه دو بوفو، أو المتنزه الشعبي، الذي يمتد على مساحة 33 فدانا، على الجانب الآخر من نهر بينيروس. كذلك يقع على مقربة من نادي سباق الخيول «جوكي كلاب»، ومركز تسوق سيداد جارديم، وجامعة ساو باولو. كذلك يبعد نحو ساعة من مطار ساو باولو الدولي، لكنه يقع على مسافة أكبر من الشواطئ، حيث يقع شاطئ غواروجا على مسافة أكثر من 60 ميلا.

نظرة عامة على السوق

لا يزال سوق المنازل يتعافى من الاضطرابات الاقتصادية والسياسية التي شهدتها البرازيل مؤخراً. بدأت البلاد تعاني من ركود اقتصادي عميق منذ عام 2014، وتم سحب الثقة من الرئيسة ديلما روسيف خلال العام الماضي على خلفية اتهامات بالفساد وسوء التصرف. تقول سازارين: «كان لهذا تأثير على الاهتمام العالمي بالبلاد».
انخفضت أسعار المنازل بشكل كبير في جميع أنحاء البلاد، مما أدى إلى تراجع المكاسب والأرباح التي تم تحقيقها في السابق عند انتعاش السوق عام 2008، مع ذلك تزداد فرص ارتفاع أسعار المنازل، خاصة في منطقة ساو باولو، على حد قول الوكلاء العقاريين، مع ظهور مؤشرات اقتصادية تدل على الاستقرار، وانخفاض أسعار الصرف. تقول سيلفيا أغريكولا، وكيلة عقارية لدى «بوسا نوفا سوثبيز إنترناشونال ريالتي»: «بدأت سوق العقارات المنزلية في البرازيل في الازدهار بعد عامين من التباطؤ الشديد».
كذلك بدأ المشترون والمستثمرون الأجانب يعودون إلى السوق بحثاً عن صفقات كما يوضح الوكلاء العقاريون. يبلغ متوسط سعر المنزل في الأحياء الشهيرة البعيدة عن قلب المدينة نحو مليون دولار على حد قول سازارين.

من يشتري في ساو باولو؟

أكثر سكان حي سيداد جارديم برازيليون، على حد قول الوكلاء العقاريين، لكن يجذب سوق ساو باولو الكثير من الأجانب. تقول سازارين: «عادة ما يأتون لأن لديهم أعمال في المدينة، ويكون هذا لفترة محددة» في إشارة إلى أن المغتربين كثيراً ما يختارون استئجار المنازل. وأضافت قائلة: «عادة ما يكون الأجانب، الذين يشترون المنازل، أميركيين وأوروبيين، وأكثرهم من ألمانيا، أو البرتغال، أو إسبانيا».

القواعد الأساسية للشراء
للحصول على عقار في البرازيل، يجب أن يحصل المشترون الأجانب على رقم تعريف ضريبي، ومن السهل الحصول عليه بسعر منخفض. لا توجد قيود على الشراء، باستثناء بعض العقارات الزراعية على حد قول سامنثا دانغوت، محامية عقارات تقيم في ساو باولو. يوصي الوكلاء العقاريون بالاستعانة بمحامي ذي خبرة للمساعدة في إتمام المعاملات. تقول دانغوت: «ليس لدينا شركات وسيطة، لذا على المحامين تحليل كافة الوثائق قبل إتمام عملية البيع. يمكن لتلك العملية أن تستغرق مدة تتراوح بين أسبوعين وشهر». سوف يتعين على المشتري والبائع توقيع وثيقة حكومية يصوغها كاتب العدل الذي يسجل عملية البيع لاحقاً.
تتم كافة المعاملات بعملة الريال البرازيلي، وتكون أكثرها نقداً. توضح دانغوت قائلة: «لا يزال الائتمان عملية في غاية التعقيد، حتى بالنسبة إلى المواطنين»، مضيفة أن أسعار الرهن العقاري المحلية «مرتفعة جداً».

اللغات والعملات

البرتغالية، والريال البرازيلي (واحد ريال = 0.32 دولار)

الضرائب والرسوم

عادة ما يدفع البائع عمولة وساطة تتراوح بين 5 و8 في المائة من سعر الشراء. بوجه عام يكون المشترون مسؤولون عن تكلفة إتمام الصفقة، والتي عادة ما تتراوح بين 6 و8 في المائة من سعر الشراء، وتشمل الرسوم القانونية، ورسوم كاتب العدل، ورسوم التسجيل، فضلا عن الضريبة المحلية المفروضة على نقل الملكية.
تقول دانغوت: «تختلف الضريبة المحلية المفروضة من مجلس محلي إلى آخر، وتتراوح نسبتها بين 2 و3 في المائة».
وتبلغ قيمة الضرائب العقارية السنوية على هذا المنزل نحو 4.500 دولار على حد قول سازارين.
* خدمة «نيويورك تايمز»

بدأت سوق العقارات المنزلية في البرازيل في الازدهار بعد عامين من التباطؤ الشديد



ورشة عمل تدعو لمزيد من المرونة في التشريعات والأنظمة لمواكبة الواقع العقاري

TT

ورشة عمل تدعو لمزيد من المرونة في التشريعات والأنظمة لمواكبة الواقع العقاري

نظمت غرفة الرياض؛ ممثلة باللجنة العقارية، وبالتعاون مع مجلس الغرف السعودية، الأربعاء، ورشة عمل مختصة بحصر التحديات التي تعترض تطور القطاع العقاري وتحدّ من إنتاجيته، مقدمة عدداً من الحلول للعراقيل التي تواجهه، بحضور مندوبين عن وزارة الإسكان والهيئة العامة للعقار وهيئة السوق المالية، وذلك بمقر الغرفة.
وبين عائض الوبري، عضو مجلس الإدارة رئيس اللجنة العقارية بالغرفة، أن الورشة تأتي لبحث سبل تعزيز برامج «رؤية المملكة 2030»، وذلك بعد توجيه مسار التحديات نحو تحديد المعوقات التي تواجه القطاع الخاص بشكل منفرد، ثم توجيهه نحو العوائق التي تواجه القطاع الخاص مع الجهات الحكومية وتحديد الحلول اللازمة لها بالتنسيق مع «المركز الوطني للتنافسية».
وتناولت الورشة، بحضور عدد من المستثمرين العقاريين والمهتمين، 4 محاور؛ شملت السياسات والأنظمة المتعلقة بالتشريعات، والتنافسية بين القطاعين العام والخاص، والرسوم الحكومية والضرائب، والكوادر البشرية وسياسات التوطين، حيث ناقشت الورشة من خلال حضورها كل محور منها على حدة، وقدمت فيه عدداً من الحلول المقترحة.
وأشار الحضور من المستثمرين العقاريين إلى أن التشريعات والأنظمة بحاجة لمزيد من المرونة ومواكبة الواقع العقاري وحاجته لتسريع أعماله والنظر في لائحة المكاتب العقارية، مشيرين لتأثره بالقرارات المفاجئة. وفي ذلك أشار مندوب وزارة الإسكان إلى أن الوزارة تراجع التشريعات العقارية وعلاقتها بالأنظمة الأخرى، مؤكداً حاجتها للتعديل، وقال إن الوزارة تعمل على ذلك وأنها ستصدر دليلاً كاملاً للمطورين.
وفي محور الرسوم الحكومية، طالب قطاع الأعمال بالنظر في ارتفاع الرسوم، فيما أكدوا عبر محور التنافسية بين القطاعين العام والخاص وجود تنافس من خلال القطاع العقاري التجاري؛ بينما من حيث الإسكان فهو علاقة تكاملية، مشيرين لأهمية تفعيل دور «المركز الوطني للتنافسية» لإيجاد حدود واضحة لماهية هذه التنافسية وتأثيرها على القطاع الخاص العقاري، فيما طالبوا بمنع الأجنبي من العمل في الشركات العقارية، وذلك فيما يختص بمحور الكوادر البشرية وسياسات التوطين.