قطر تحت الحصار الاقتصادي

بعد إغلاق السعودية المنافذ كافة

قطر تحت الحصار الاقتصادي
TT

قطر تحت الحصار الاقتصادي

قطر تحت الحصار الاقتصادي

اتخذت السعودية قراراً بإغلاق منفذ سلوى الذي يربطها مع قطر، أمام حركة المرور وعبور البضائع، كما شمل القرار منع استخدام الأراضي السعودية لعبور البضائع من دول أخرى، وهو ما يشكل ضربة موجعة للاقتصاد القطري الذي يعتمد في تأمين جانب كبير من المواد الغذائية والمواد الأولية على الاستيراد من السعودية أو عبور هذه المواد عبر الأراضي السعودية. الآثار التي قدّرها اقتصاديون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، ستكون كارثية، وإذا طالت الأزمة ولم يتم احتواؤها ستتسبب في انهيار الاقتصاد القطري.
ومنذ الساعات الأولى لاتخاذ القرار السعودي الذي ساندته قرارات أخرى من الإمارات والبحرين ومصر، بدأت الآثار الاقتصادية على السوق المالية القطرية التي تراجعت في جلسة أمس إلى ما دون الـ7 في المائة.
وأكد الدكتور عبد الوهاب القحطاني أستاذ الإدارة الاستراتيجية في جامعة الملك فهد لـ«الشرق الأوسط»، أن الآثار ستكون شديدة الوطأة على الاقتصاد القطري وعلى المواطن القطري، حيث الارتفاع الشديد في أسعار المواد الغذائية التي تستورد من السعودية والإمارات.
ولفت إلى أن واردات السوق القطرية من الأردن وفلسطين وتركيا ستتوقف أيضاً بسبب منع السعودية عبور الصادرات من وإلى قطر عبر أراضيها.
ويشمل إغلاق المنافذ المجال الجوي الأوسع في منطقة الشرق الأوسط أمام الرحلات الجوية من وإلى قطر، إضافة إلى منع الإمارات والبحرين قطر من استخدام مجالها الجوي، وهو ما يضاعف الأعباء على الطيران القطري ويزيد من تكاليف تشغيل الرحلات وزمنها لأنها ستأخذ مسارات جوية جديدة.
وتابع القحطاني: «سيكون لهذه القرارات تأثيرات عميقة على الاقتصاد القطري والتأثير الذي شاهده الجميع منذ اللحظة الأولى هو تراجع السوق القطري الحاد إلى أقل من 7 في المائة، وستأخذ بعض القرارات وقتاً ليتضح أثرها، لأن لدى قطر مخزونات من المواد الغذائية والمواد الأولية، لكن لن تصمد طويلاً إذا لم تستوعب الأزمة وتحتويها بشكل سريع».
وشدد على أن القضية ليست هامشية، بل أساسية وفي صلب الأمن الوطني السعودي، وستكون التأثيرات موجعة للاقتصاد القطري، فالناقلات البحرية لن تتمكن من استخدام المياه الإقليمية للدول الخليجية الثلاث التي قطعت علاقتها معها، وفي الواقع فإن قطر دخلت في حصار اقتصادي سياسي قد تكون نتائجه انهيار الاقتصاد القطري إذا لم يتم احتواء الموقف.
ويعد منفذ سلوى، المنفذ البري الوحيد التي تعبر منه البضائع والمسافرون براً إلى قطر. وقال عبد الرحمن العطيشان رئيس مجلس غرفة الشرقية للتجارة والصناعة السعودية، إن الأضرار لا يمكن قياسها إذا اهتز الأمن والمسألة مسألة أمن وطني تعرض لهجمات غير مبررة بحال من الأحوال من السياسات القطرية.
وأضاف أن الضرر من السياسات القطرية كبير جداً، وهو ما دفع القيادة السعودية ومعها دول الخليج ومصر لاتخاذ القرار الصعب، مضيفاً أن الاقتصاد القطري سيتضرر وسترتفع الأسعار بشدة، لأن قطر تحصل على جميع احتياجاتها التموينية والغذائية من السعودية.



الصين تتوعد بـ«إجراءات صارمة» ضد الاحتيال المالي

إقبال كبير على المعرض العالمي للذكاء الاصطناعي المقام في مدينة شنغهاي الصينية (أ.ف.ب)
إقبال كبير على المعرض العالمي للذكاء الاصطناعي المقام في مدينة شنغهاي الصينية (أ.ف.ب)
TT

الصين تتوعد بـ«إجراءات صارمة» ضد الاحتيال المالي

إقبال كبير على المعرض العالمي للذكاء الاصطناعي المقام في مدينة شنغهاي الصينية (أ.ف.ب)
إقبال كبير على المعرض العالمي للذكاء الاصطناعي المقام في مدينة شنغهاي الصينية (أ.ف.ب)

تعهدت الهيئة التنظيمية للأوراق المالية في الصين، الجمعة، باتخاذ إجراءات صارمة ضد الاحتيال المالي، قائلة إنها تسعى إلى فرض عقوبات أشد صرامة على المخالفين للقانون في إطار سعيها لإحياء الثقة في أسواق الأسهم المتعثرة في البلاد.

ونشرت لجنة تنظيم الأوراق المالية الصينية وخمس وكالات حكومية أخرى مجموعة من المبادئ التوجيهية ضد الغش في أسواق رأس المال، في أحدث جهودها لمعالجة قضية متجذرة ابتليت بها ثاني أكبر سوق للأسهم في العالم.

ويأتي البيان، الذي وعد بشن حملات صارمة منسقة ضد المحتالين في الشركات وشركائهم، في الوقت الذي تحقق فيه الهيئات التنظيمية في دور برايس ووتر هاوس كوبرز (بي دبليو سي) كمدقق حسابات لمجموعة «تشاينا إيفرغراند»، التي ثبت غش وحدتها الرئيسية في الصين.

وقالت لجنة تنظيم الأوراق المالية الصينية في البيان المشترك، إن «الاحتيال المالي يزعزع النظام في سوق رأس المال ويهز ثقة المستثمرين». وأكدت أن الجهات التنظيمية «ستلاحق الأشرار الكبار» و«ستعاقب المتواطئين» وستبذل جهوداً منسقة ومنهجية وشاملة ضد الاحتيال.

وفي إطار الجهود الرامية إلى منع سوء السلوك، قالت اللجنة إنها تعمل على مراجعة القوانين نحو فرض عقوبات أكثر صرامة. على سبيل المثال، تم تعديل القوانين لتغريم الشركة ما يصل إلى 10 ملايين يوان (1.38 مليون دولار) للإفصاحات غير النزيهة، مقارنة بـ600 ألف يوان (82568 دولاراً) في السابق، وفقاً للهيئة الرقابية. وفي الوقت نفسه، يمكن سجن أولئك الذين ينتهكون قواعد الإفصاح لمدة تصل إلى 10 سنوات، مقارنة بثلاث سنوات في السابق. وقالت اللجنة إن الوسطاء الذين ينشرون وثائق مزيفة يمكن أن يخضعوا أيضاً للسجن لمدة 10 سنوات.

وفي سياق منفصل، اجتمعت شركات التكنولوجيا الصينية، من عمالقة الصناعة إلى الشركات الناشئة الطموحة، في مؤتمر الذكاء الاصطناعي العالمي في شنغهاي هذا الأسبوع لعرض أحدث ابتكاراتها والتعبير عن دعم قوي لقطاع الذكاء الاصطناعي في البلاد حتى في مواجهة العقوبات الأميركية.

ووفقاً لمنظم الحدث، يتم عرض أكثر من 150 منتجاً وحلاً مرتبطاً بالذكاء الاصطناعي في المؤتمر، مع انضمام عدد صغير من الشركات الأجنبية مثل «تسلا» و«كوالكوم» إلى التشكيلة الصينية في الغالب. كما عمل المؤتمر كمنصة إطلاق لبعض الشركات لتقديم أحدث منتجات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.

ومن الأمثلة البارزة على ذلك، شركة «سينس تايم» SenseTime، التي ركزت سابقاً على تقنية التعرف على الوجه ولكنها حولت مؤخراً انتباهها إلى الذكاء الاصطناعي التوليدي بعد إصدار «تشات جي بي تي» بواسطة «أوبن إيه آي» في أواخر عام 2022.

وفي يوم الجمعة، كشفت الشركة عن SenseNova5.5، وهو نموذج اللغة الكبير الأكثر تقدماً، والذي يتم الترويج له كمنافس لـ«GPT-4o» من «أوبن إيه آي» في مجالات مثل التفكير الرياضي.

وعلى الرغم من التحديات التي تفرضها العقوبات الأميركية التي تحدّ من الوصول إلى الرقائق المتقدمة، أعرب العديد من المديرين التنفيذيين في المؤتمر عن ثقتهم في أن الشركات الصينية ستستمر في الازدهار في قطاع الذكاء الاصطناعي.

وقال تشانغ بينجان، المدير التنفيذي المسؤول عن وحدة الحوسبة السحابية في «هواوي»، إن فكرة أن نقص رقائق الذكاء الاصطناعي الأكثر تقدماً سيعيق هدف الصين في أن تكون رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي يجب «التخلي عنها».

وقال تشانغ: «لا ينكر أحد أننا نواجه قوة حوسبة محدودة في الصين. لكن إذا كنا نعتقد أن عدم امتلاك رقائق الذكاء الاصطناعي الأكثر تقدماً يعني أننا لن نتمكن من الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي، فعلينا التخلي عن وجهة النظر هذه».

ولمعالجة نقص الوصول إلى الرقائق المتطورة، دعا تشانغ إلى المزيد من الابتكار في مجالات مثل الحوسبة السحابية.

وقد ردد هذا ليو تشينغفينغ، رئيس شركة الذكاء الاصطناعي «إيفليتيك» التي تم وضعها على قائمة العقوبات التي تمنعها من شراء رقائق متقدمة من الشركات الأميركية، على غرار «هواوي». وقال ليو إن العديد من برامج اللغة الكبيرة التي طوّرتها شركات صينية، بما في ذلك برنامج «إيفليتيك»، كانت قادرة على منافسة برنامج «GPT-4» من «أوبن إيه آي». وأضاف: «يجب أن يكون لدينا برامج متقدمة خاصة بنا يتم تطويرها والتحكم فيها بشكل مستقل من قِبل الصين، وقادرة على المقارنة بأعلى المعايير العالمية وتضييق الفجوة باستمرار».

وحثّ بعض المديرين التنفيذيين، بما في ذلك روبن لي، الرئيس التنفيذي لشركة محرك البحث الصيني العملاق «بايدو»، صناعة الذكاء الاصطناعي على تحويل تركيزها بعيداً عن تطوير برامج اللغة الكبيرة المتقدمة، والتي تتطلب كميات هائلة من قوة الحوسبة ورقائق الذكاء الاصطناعي، وإعطاء الأولوية بدلاً من ذلك لتبني الذكاء الاصطناعي. وقال لي في المؤتمر «من دون التطبيقات، فإن الاكتفاء بالنماذج الأساسية، سواء كانت مفتوحة المصدر أو مغلقة المصدر، لا قيمة له».