استنفار إسرائيلي يسبق زيارة البابا.. والشاباك يدخل على خط ملاحقة «دفع الثمن»

المسيحيون في القدس لا يثقون بإجراءات إسرائيل لحماية كنائسهم

استنفار إسرائيلي يسبق زيارة البابا.. والشاباك يدخل على خط ملاحقة «دفع الثمن»
TT

استنفار إسرائيلي يسبق زيارة البابا.. والشاباك يدخل على خط ملاحقة «دفع الثمن»

استنفار إسرائيلي يسبق زيارة البابا.. والشاباك يدخل على خط ملاحقة «دفع الثمن»

تسابق الأجهزة الأمنية الإسرائيلية الزمن لاعتقال متورطين في الهجوم على كنائس في إسرائيل قبيل أسبوعين من زيارة مرتقبة لبابا الفاتيكان فرنسيس إلى الأردن وإسرائيل والأراضي الفلسطينية.
ووضعت أجهزة الأمن الإسرائيلية خططا مختلفة لحماية الكنائس أثناء زيارة البابا من 24 إلى 26 مايو (أيار) الحالي، في ظل تخوف كبير من تعمد عصابات «دفع الثمن» الإسرائيلية المتطرفة، مهاجمة كنائس أثناء زيارته المهمة.
وكانت جماعات «دفع الثمن» هاجمت الأسبوع الماضي دور عبادة لمسلمين ومسيحيين واستهدفت مركزا في القدس تعود ملكيته للكرسي الرسولي، وكتبوا على جدرانه «الموت للعرب والمسيحيين».
و«دفع الثمن» هي جماعة يهودية خرجت من مستوطنات الضفة الغربية، تحديدا في شمالها، قبل نحو سبع سنوات، وراحت تستهدف الأماكن الدينية للفلسطينيين، إضافة إلى منازل وأراضي وسيارات العرب في مناطق الضفة النائية، على خلفية قومية.
ولم تقدم السلطات الإسرائيلية على متابعة هذه الجماعة بشكل جدي منذ البداية، لكن طريقة تعاطي المؤسسة الأمنية في الدولة العبرية تغيرت معها بعدما بدأت هذه الجماعات بشن هجمات داخل إسرائيل نفسها.
لكن الإجراءات الإسرائيلية المعلنة والمرتقبة لا تبدو مطمئنة للكنائس المسيحية والمسيحيين في القدس وإسرائيل.
وقال ديمتري دلياني، رئيس التجمع الوطني المسيحي في فلسطين، لـ«الشرق الأوسط» إن «هذا الإجراء غير كاف ولا ينطلي علينا. إن سلوك هذه العصابات اليهودية، هو جزء لا يتجزأ من الإرهاب الذي تمارسه الحكومة الإسرائيلية، التي توفر الدعم المالي والقانوني لهذه الجماعات». وأضاف: «إسرائيل لا تعتقل المتورطين، هذا غير صحيح. وإذا ما حدث ذلك فإنها تفرج عنهم فورا».
ويرى دلياني أن استهداف الكنائس قبل زيارة الحبر الأعظم، «يفضح عنصرية الاحتلال الفاشي الذي يسعى للقضاء على الوجود المسيحي الأصيل في الأراضي المقدسة». وأضاف: «هذه الهجمة على الكنائس تعبير عن العنصرية الإسرائيلية المتمثلة بالحكومة وأحزابها المتطرفة».
وطالب دلياني بتوفير حماية حقيقية للكنائس وليس عبر إجراءات شكلية، ووجه رسالة للبابا، قال إنها «بسيطة جدا» عشية زيارته، طلب فيها منه «ممارسة نفوذه الدولي كي ينقذ أبناء الأراضي المقدسة من ظلم الاحتلال».
وكانت الكنائس المحلية أعربت عن القلق من تزايد الكراهية ضد المسيحيين في المنطقة. وقالت البطريركية اللاتينية في القدس إن «هناك موجة جديدة من التعصب والإرهاب تستهدف المسيحيين في المدينة». ونشرت عبر موقعها الإلكتروني أن «الأساقفة قلقون جدا من غياب الأمن والتفاعل على الساحة السياسية».
وطالب الأساقفة في بيان، السلطات الإسرائيلية، باتخاذ إجراءات ضد المستوطنين الذين رسموا عبارات «تنم عن كراهية على مبان تابعة للفاتيكان» في شرق القدس.
وردت إسرائيل بمحاولة طمأنة المسيحيين قبل زيارة البابا، وقال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إسحق أهارونوفيتش إن «حكومته لديها النية في اللجوء إلى التوقيف الإداري لمن يرتكبون مثل هذه الأفعال».
وقالت مصادر إسرائيلية إن جهاز الشاباك (الأمن العام) دخل على خط التحقيقات ضد جماعات «دفع الثمن»، ووضع خططا لحراسة الأماكن المقدسة لدى المسيحيين في إسرائيل خلال زيارة البابا.
وقرر الشاباك تكثيف ترتيبات الحراسة على المواقع المسيحية في مدن الناصرة واللد والرملة ويافا والقدس.
وقالت الشرطة الإسرائيلية، أمس، إنها اعتقلت بعض عناصر «دفع الثمن» ويجري التحقيق معهم.
ويبدأ البابا فرنسيس في غضون أسبوعين رحلته القصيرة إلى الأراضي المقدسة، وسيصل في 23 الحالي إلى العاصمة الأردنية عمان، وسيمضي في اليوم التالي بضع ساعات في بيت لحم، ثم يتوجه إلى القدس.
وتجري الاستعدادات في بيت لحم على قدم وساق من أجل استقبال البابا الذي سيلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقره وسط المدينة، كما سيصلي في الكنيسة الأشهر للمسيحيين، كنيسة المهد، قبل أن يلتقي أطفالا لاجئين قرب مخيم الدهيشة.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.