برناردو سيلفا... المنافس الحقيقي لديفيد سيلفا في مانشستر سيتي

يملك نفس الموهبة والمهارة والأسلوب... ونفس قدرات القدم اليسرى المميزة

ديفيد سيواجه منافسة فعلية من برناردو («الشرق الأوسط»)  - برناردو سيلفا يلعب وكأن الكرة ملتصقة بقدميه
ديفيد سيواجه منافسة فعلية من برناردو («الشرق الأوسط») - برناردو سيلفا يلعب وكأن الكرة ملتصقة بقدميه
TT

برناردو سيلفا... المنافس الحقيقي لديفيد سيلفا في مانشستر سيتي

ديفيد سيواجه منافسة فعلية من برناردو («الشرق الأوسط»)  - برناردو سيلفا يلعب وكأن الكرة ملتصقة بقدميه
ديفيد سيواجه منافسة فعلية من برناردو («الشرق الأوسط») - برناردو سيلفا يلعب وكأن الكرة ملتصقة بقدميه

على الرغم من أن برناردو سيلفا يعيش في موناكو، فهو يعيش في شقة صغيرة للغاية ولا يملك غسالة للصحون، ولقد وقع نادي مانشستر سيتي مع لاعب مجد ومتواضع للغاية، ومن أصحاب الأساليب الرائعة والرؤية الثاقبة.
صورة لأحد أفضل اللاعبين المحترفين لدى واحد من أفضل الأندية في أوروبا هذا الموسم. فكر في أجوره الباهظة في ذلك الجزء من العالم الذي لا يسدد حتى الضرائب. وفكر حول موناكو، وأسلوب الحياة، والكازينوهات، والتطور، والثروات. ثم فكر مجددا حول برناردو سيلفا وأعد التفكير في كل ما سبق.
فإن صانع الألعاب البرتغالي هو على النقيض تماما من لاعبي مستوى النخبة المتوسطين. والأكليشيهات التقليدية التي تميزهم نادرا ما تنسحب على شخصيته. ففي موناكو هو يعيش في شقة صغيرة للغاية من غرفة نوم واحدة مع مطبخ صغير. وهو يقوم بغسل صحونه بنفسه بسبب أنه لا يملك غسالة للصحون في منزله، ويعلق ملابسه لتجف في شرفة منزله المتواضعة.
بطبيعة الحال، كان منظر البحر مثيرا للإعجاب، ولكن مع كل الأموال التي يجنيها، ما يقرب من 30 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع، كان بإمكانه الانتقال إلى منزل كبير على مشارف المدينة الراقية مع كل وسائل الراحة المتوفرة، ولكن كلا. ليس هذا برناردو سيلفا. إنه لا يحب البذخ والإسراف. وهو لا يرسم الوشم على جسده، ولا يستعمل الساعات الغالية، ولا يركب السيارات الفارهة، أو يقتني الطائرات الخاصة. إنه فقط مختلف.
ولكن، في حين أن برناردو سيلفا مجرد رجل عادي، فهو ليس باللاعب العادي. عند بلوغه 22 عاما – حيث سيبلغ 23 عاما من عمره في أغسطس (آب) المقبل – كان برناردو سيلفا هو العقل المدبر وراء فريق موناكو الذي اجتاح الدوري الفرنسي الأول ودوري أبطال أوروبا اجتياح العواصف العاتية في الموسم الحالي. فهو لديه القدرة على التنبؤ بالأشياء قبل أن يراها الجميع: المساحة، والتمرير، والجري. فهو دائما ما يتنقل في الملعب كالفراشة من موضع إلى آخر. وحركته حيال الكرة يملؤها الإحساس المرهف. ولا يمكن أن يكون هناك لاعب أكثر ذكاء منه، وذلك هو السبب في أن يطلب جوسيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي من سيلفا التوقيع معه خلال الصيف الحالي. فغوارديولا يعشق اللاعب الذكي.
كما أن سيلفا يعرف أيضا متى يبطئ من حركته ومتى يجب عليه الإسراع – وليس الإسراع في لعب الكرة، ولكن الإسراع في التفكير واتخاذ القرار. ومن بين سماته كلها، برغم كل شيء، فإن أكثرها إثارة للإعجاب هي قدرته على التحكم في الكرة. يقول بنيامين ميندي، ظهير أيسر موناكو بعد فوز فريقه بالدوري الفرنسي الشهر الماضي للمرة الأولى منذ 17 عاما: «برناردو سيلفا؟ إنني أسميه (العلكة) بسبب أن الكرة لا تفارق قدميه. يمكنني حتى أن أدفع المال كي أشاهده وهو يلعب كرة القدم».
يقول زميل آخر من الفريق نفسه، قلب الدفاع جيميرسون، إن سيلفا كمثل الساحر ولا ينتمي لهذا العالم. ويقول اللاعب السابق في فريق أتلتيكو مينيور البرازيلي: «إنه يقوم بأشياء عجيبة خلال التدريب وأثناء المباريات. حتى أنك تعتقد أنه سيفقد الكرة، ولكن كلا، إنها لا تزال هناك بين قدميه. وأنت لا تعرف حتى كيف يقوم بذلك. إنه فعلا ساحر رغم أني أحب أن أسميه العفريت بسبب شكل أذنيه الغريب».
وسيلفا من الرجال المحترمين في الملعب. فهو لا يشتكي أبدا ولا يتجهم أبدا، ودائما ما يتسم بالإنصاف. والشكوى، والتشاجر، والخسارة ليست جزءا من تعليمه ولكن التفكير السريع كان دائما حليفه الوثيق. يقول بيبا، مديره الأسبق في نادي بنفيكا في فريق تحت 17 عاما: «إنه يعرف على الدوام أنه لن يفوز أبدا في المعارك البدنية لأنه أصغر حجما وأخف وزنا؛ ولذلك فهو على الدوام يحاول تفادي الصدامات المباشرة. وهذا هو السبب في أنه اليوم يكون على مسافة خطوتين أو ثلاث خطوات إلى الأمام عندما يستلم الكرة».
وهناك أوجه للشبه الواضحة تماما مع بعض من سمات ديفيد سيلفا، الذي يلعب لصالح مانشستر سيتي بالفعل. وهذا هو المعنى المستفاد من انتقال برناردو سيلفا إلى مانشستر سيتي. فهو الوريث الحقيقي لديفيد، وهو اللاعب الوحيد الذي سيحل محله. فهو يملك الموهبة نفسها، والشخصية نفسها، والأسلوب نفسها، والقدم اليسرى نفسها، والسمات نفسها، والطول نفسها (1.73 سم). وبالنسبة إلى غوارديولا فهو يعتبر اللاعب المثالي. فهو متعدد الاستخدامات. حيث يمكنه اللعب وراء المهاجم، أو أوسع أو أعمق قليلا أو حتى في دور لاعب وسط من مربع إلى مربع – مثل ديفيد تماما.
وبعد مرور ثلاث سنوات على وصول برناردو سيلفا إلى موناكو لقاء عقد بمبلغ 15 مليون يورو (12.1 مليون جنيه إسترليني) من نادي بينفيكا، حيث لم يكن حتى يتدرب مع الفريق الأول، فهو على سبيل المغادرة بالفعل. ولا يمكن لنادي موناكو أن يرفض العرض الهائل المقدم من جانب نادي مانشستر سيتي. وخلال المواسم الثلاثة في الإمارة، كان اللاعب ينتقل من نجاح إلى نجاح. ولقد أصبح لاعبا برتغاليا دوليا بكل معنى الكلمة، على الرغم من أنه غاب عن بطولة أوروبا الصيف الماضي بسبب الإصابة التي لحقت به، ولعب في أفضل مواسم حياته المهنية مع إحرازه ثمانية أهداف وساهم في إحراز تسعة أهداف أخرى في الدوري الفرنسي الأول.
ولقد تطور أسلوبه إلى لاعب يمتلك مزايا خاصة بقيمة كل قرش ينفقه نادي مانشستر سيتي عليه. ولقد أصبح من كبار اللاعبين كذلك. ولقد سجل هدفا جيدا أمام ناديفيا ريال في تصفيات دوري أبطال أوروبا، وأمام نادي توتنهام في مراحل المجموعات، وتعادل في اللحظة الأخيرة في باريس في الدوري الذي أصبح نقطة التحول الكبرى في الموسم المحلي، إلى جانب هدف آخر في مرسيليا، وساعد في صناعة الهدف في مرمى مانشستر سيتي، وفي مرمى مرسيليا مرة أخرى. يقول هوغو لوريس حارس مرمى توتنهام بعد هزيمة فريقه مرتين على أيدي موناكو في دوري أبطال أوروبا: «لم نكن نستطيع أخذ الكرة منه، لقد كان أعجوبة. إنني معجب للغاية بلاعب كهذا». ويستعد اللاعب البرتغالي للانتقال إلى شيء أكبر: الدوري الفرنسي الأول وخسارة موناكو هي مكسب الدوري الممتاز ومكسب لنادي مانشستر سيتي بعد كل شيء.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».