عودة الهدوء إلى مطار عدن بعد فض التحالف اشتباكات

عودة الهدوء إلى مطار عدن بعد فض التحالف اشتباكات
TT

عودة الهدوء إلى مطار عدن بعد فض التحالف اشتباكات

عودة الهدوء إلى مطار عدن بعد فض التحالف اشتباكات

عاد الهدوء إلى مطار مدينة عدن، العاصمة المؤقتة لليمن، بعد مواجهات دارت فجر أمس، بين فصيلين من القوات المكلفة بحماية أمن المطار. وقال قائد عسكري يمني لـ«الشرق الأوسط» إن وحدات من قوات الحزام تدخلت، بتوجيهات من قوات التحالف، لوقف الاشتباكات بين القوات التابعة لمدير أمن المطار، من جهة، وقوات موالية لقائد عسكري آخر.
وبحث رئيس الوزراء اليمني، الدكتور أحمد عبيد بن دغر، في اتصال صباح أمس، مع قائد القوات المشاركة ضمن قوات التحالف العميد أحمد محمد أحمد، التطورات التي جرت في مطار عدن الدولي.
وقال مكتب رئيس الوزراء إن بن دغر «شدد على ضرورة تجنب سفك مزيد من الدماء في معركة المطار بين قائد المطار صالح العمري ونائبه الخضر كرده». وأضاف المكتب في بيان، أن «قائد قوات التحالف أبلغ رئيس الوزراء بأن قوات التحالف حاولت التدخل لمنع القتال بين أبو قحطان وخاله أبو كردة بعد سقوط قتيل وبعض المصابين من الطرفين، لكن أبو كردة رفض الطلب مما دفع بقوات التحالف للتدخل وإنذار الطرفين بضرورة ترك السلاح والخروج من المطار لكنهما استمرا في القتال»، متابعاً أن قائد قوات التحالف أضاف لرئيس الوزراء بالقول: «كان على المطار أن يستقبل في الساعات الأولى من النهار رحلات جوية مختلفة، وأن التحالف كان مضطراً للتدخل لحسم المعركة والسيطرة على المطار للحفاظ على الأمن».
في السياق ذاته، أعلنت إدارة أمن عدن أنها تسلمت بشكل رسمي الإشراف الكامل على مطار عدن الدولي. ونقل بيان عن عبد الرحمن النقيب، المتحدث باسم شرطة عدن قوله إن «الأوضاع في المطار هادئة الآن، وقوات تابعة للتحالف العربي مسنودة بوحدات أمنية باتت تفرض سيطرتها بشكل كامل على المطار، فيما تتولى وحدات أمنية مساندة تأمين المطار ومحيطه»، وأشار النقيب إلى أن «القيادات الأمنية التي كانت تتولى حماية المطار وتسببت في إشكاليات أمنية ليل أمس (أول من أمس) سلّمت نفسها لقوات الأمن. وأكد النقيب أن مدير أمن عدن، اللواء شلال علي شايع، تسلم رسميا مهمة الإشراف وتأمين وحماية مطار عدن الدولي».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.