«داعش» و«النصرة» يسلمان إلى النظام قوائم الراغبين في الخروج من جنوب دمشق

«داعش» و«النصرة» يسلمان إلى النظام  قوائم الراغبين في الخروج من جنوب دمشق
TT

«داعش» و«النصرة» يسلمان إلى النظام قوائم الراغبين في الخروج من جنوب دمشق

«داعش» و«النصرة» يسلمان إلى النظام  قوائم الراغبين في الخروج من جنوب دمشق

بعد خروج الدفعة الأخيرة من مهجري المعارضة من حي برزة الدمشقي، يتطلع النظام السوري إلى جنوب العاصمة لإخلائه من تنظيمي عناصر «داعش» و«فتح الشام» (النصرة سابقاً) وسط أنباء عن اقتراب حلّ هذا الملف وانتهاء التنظيمين من وضع قوائم بأسماء الراغبين من عناصرهم وذويهم من المدنيين في مغادرة مخيم اليرموك والأحياء الجنوبية لدمشق إلى مناطق الشمال السوري ومناطق سيطرة «داعش». وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر أهلية على صلة بداخل مخيم اليرموك، أنه بعد توزيع تنظيم داعش منشورات على السكان في المخيم دعا فيها الراغبين في الخروج إلى أرض «داعش» بتسجيل أسمائهم، سلم القوائم لممثلي النظام بانتظار القرار بإتمام عملية التفاوض لإخلاء المخيم.
وكانت المرحلة الرابعة الأخيرة من عملية خروج المعارضين مع عائلاتهم من حي برزة باتجاه الريف الشمالي قد انتهت يوم الاثنين الماضي وتم ترحيلهم إلى شمال البلاد، ذلك بعد 10 أيام من تنفيذ المرحلة الثالثة من الاتفاق وتضمنت خروج 2672 شخصاً بينهم 1076 مسلحاً.
وبذلك تكون قوات النظام قد استعادت السيطرة على ثلاثة أحياء شرق دمشق، هي برزة والقابون وتشرين، بعد أربع سنوات من محاصرتها وقطع كل الخدمات عنها ليبقى حي جوبر الواصل بين تلك الأحياء والغوطة الشرقية واحدا من أشد الجبهات الدمشقية التهابا، إضافة إلى عدة أحياء جنوب دمشق، وهي التضامن والعسالي والحجر الأسود، ومخيم اليرموك. ومن المتوقع أن تبدأ عمليات تفاوض حول إخلائها الأسبوع المقبل، علما بأن المرحلة الثانية من اتفاق البلدات الأربع (الفوعة وكفريا والزبداني ومضايا) بدأ تنفيذها في اليرموك منذ نحو أسبوعين بخروج عدد من جرحى تنظيم «جبهة النصرة».
وما زال مئات المهجرين المدنيين من أبناء مخيم اليرموك الفلسطيني وبعض الأحياء الجنوبية مشردين من دون مأوى يفترشون أرصفة الشوارع والحدائق العامة في دمشق، نظرا لارتفاع أسعار إيجار البيوت وغلاء المعيشة الذي أنهك معظم المهجرين ممن فقدوا بيوتهم وأعمالهم.



مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».