سوق العقارات في كيب تاون بجنوب أفريقيا لا يحدها أفق

الطلب مرتفع وكذلك الأسعار... والنمو يتواصل عاماً بعد عام

منزل معروض للبيع في ضاحية أبر كونستانتيا الراقية  بالقرب من مدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا (نيويورك تايمز)
منزل معروض للبيع في ضاحية أبر كونستانتيا الراقية بالقرب من مدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا (نيويورك تايمز)
TT

سوق العقارات في كيب تاون بجنوب أفريقيا لا يحدها أفق

منزل معروض للبيع في ضاحية أبر كونستانتيا الراقية  بالقرب من مدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا (نيويورك تايمز)
منزل معروض للبيع في ضاحية أبر كونستانتيا الراقية بالقرب من مدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا (نيويورك تايمز)

يقع المنزل في ضاحية أبر كونستانتيا، وهي ضاحية مرتفعة السعر نسبيا وغنية بالأشجار المورقة، قريبة من مدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا. كان المنزل في الأساس مصنعا للمشروبات يعود تاريخ بنائه لعام 1790 قبل أن يتحول إلى منزل لاحقا.
يتكون المنزل من أربع غرف نوم، وثلاثة حمامات، وعدد من الأفنية، وملحق للضيوف، ومبنى منفصل للعاملين، وسقيفة لسيارتين. وتبلغ مساحة المنزل 7029 قدما مربعا، ويقع فوق تلة قليلة الانحدار وسط قطعة أرض مساحتها 75 هكتارا مزروعة بأشجار البلوط مكتملة النمو، وفي الخلف يطل علينا مشهد للجبال.
والمنزل بمعزل عن الطريق، ويقع في نهاية طريق مفروش بالحصى، في بدايته بوابة كبيرة وعلى جانبيه أشجار الزيتون. للبيت مدخلان، الأول من خلال طريق مغطى بكرمات العنب يفضي في نهايته إلى أبواب خشبية ضخمة تؤدي إلى المطبخ.
وعلى جانب البيت، وخلف سلالم خارجية تقودك إلى شرفة ضخمة بالطابق الثاني، يقع المدخل الرئيسي، حيث يفتح باب مزدوج ليقودك إلى صالة دخول كبيرة. وإلى اليمين هناك جناح الضيوف، الذي كان في السابق جزءا من قبو لحفظ المشروبات، وما زال الباب يحتفظ بمصاريعه الداخلية الأصلية... وفي الأمام مباشرة، توجد أبواب زجاجية قابلة للطي تفضي إلى فناء داخلي به بركة ماء وفوقه جسر خشبي صغير.
وأفادت ميري دور، وكيلة البيع بشركة «كريستي إنترناشيونال ريال ستيت» التي عرضت المنزل للبيع مقابل نحو 1.2 مليون دولار، بأن المكان «يتميز بواجهاته المفتوحة»، فهناك ثلاثة أبواب زجاجية إلى يسار الفناء تؤدي إلى غرفة معيشة واسعة بسقف من العروق الخشبية، وبالغرفة مدفأة وثريا ضخمة. وتقع غرفة الطعام الرئيسية خلف الأبواب الزجاجية بمسافة بعيدة.
وإلى يسار المدفأة أبواب زجاجية تؤدي إلى المكتبة، ولو صعدت درجتي سلم ستصل إلى الغرفة العائلية وغرفة الطعام غير الرسمية ومكان مشاهدة التلفزيون. كذلك هناك عدد من الأبواب الزجاجية تؤدي إلى فناء به مسبح. وعلى الجانب الآخر من المكتبة هناك مطبخ على الطراز الريفي بوسطه جزيرة وبعض الأدوات المصنوعة من مادة «ستانليس ستيل»، وبمبنى خارجي هناك مغسلة وغرف لكي الملابس.
ويفضي ممر خارج غرفة المعيشة إلى الجناح الرئيسي، وإلى غرفتي نوم رئيسيتين وحمام. وغرفة النوم الرئيسية ملحق بها غرفتا تغيير ملابس وأبواب مصممة على الطراز الفرنسي تفضي إلى الحديقة وإلى فناء داخلي. وبالحمام حوض استحمام وحوض اغتسال مزدوج، ودش استحمام بمصفاة كبيرة.
ويتكون بيت الضيوف الملحق الذي يقع أمام المسبح من غرفتين وحمام، ومنطقة لاحتساء الشاي في المدخل.
وفي نهاية الطريق إلى المنزل ستجد فندق «سيلرز هونرت» الذي يتكون من 52 غرفة، والذي كان في السابق قصر صاحب العزبة، وبالفندق ناد صحي، ومطعم، ومن خلفه مشهد رائع لجبال «تيبل مونتين».
وهناك أماكن للمشي والتنزه قريبة من المكان مثل حديقة «كريتسنبوش ناشيونال بوتانيكال غاردن» ومركز التسوق بقرية «كونستانتيا» التي تضم كثيرا من المطاعم ومتاجر بيع الملابس، والبنوك، والصيدليات، ومتجرا للأجهزة. تقع شواطئ المحيط الأطلسي على بعد 12 ميلا من المنزل، فيما تبعد مدينة كيب تاون 20 دقيقة بالسيارة عن المكان.

نظرة عامة على السوق
هنا في كيب تاون، الطلب مرتفع وكذلك الأسعار. فبحسب مايك غريف، المدير التنفيذي لشركة «غريف بروبرتيس»، فقد «أثبتت سوق العقارات في كيب تاون أنها في حالة نمو عاما بعد عام على مدار تاريخها»، فيما أشار ليو غيفين، مدير شركة «ليو غيفين سوذبي إنترناشيونال ريالتي»، إلى أن «هذه السوق العقارية هي الأكبر على الإطلاق في جنوب أفريقيا».
ففي السنوات الخمس الأخيرة، تسبب التضخم في سوق العقارات إلى ارتفاع الأسعار ما بين 10 و12 في المائة، بيد أنها تراجعت إلى 8 في المائة في الربع الثاني من 2016. وأفاد غريف بأن هناك عدة عوامل تساهم في ارتفاع الأسعار، منها المهاجرون الداخليون القادمون من جوهانسبرغ، وبريتوريا، وغيرها من المناطق في جنوب أفريقيا الذين قرروا الانتقال إلى كيب تاون.
هناك حاليا هجرات اقتصادية ضخمة من أصحاب رؤوس الأموال، وكذلك ذوو المهارات إلى كيب تاون وضواحيها، وفق غيفين، الذي تابع قائلا: «من الملاحظ أن المدينة باتت تقدم أفضل أنواع الخدمات وأرقى أسلوب حياة في البلاد».
تتميز المنازل على ساحلي شبه جزيرة كيب تاون بقيم سوق مختلفة عن غيرها. فعلى جانب الأطلسي، ووفق الضاحية التي تسكنها، يبلغ سعر شقة تتكون من غرفتي نوم وتطل على المحيط نحو 616.600 دولار إلى 952.000 دولار أميركي، فيما كان السعر أعلى بكثير العام الماضي (في نهاية عام 2016 بلغ متوسط السعر نحو 1.16 مليون دولار). بينما يصل سعر فيلا تطل على المحيط والجبال من جميع الاتجاهات إلى 7.5 مليون دولار.
وبالمقارنة، على ساحل «فالس باي» الأهدأ والأكثر بعدا عن المدينة، يبلغ سعر شقة من غرفتي نوم نحو 230.000 دولار إلى 307.000 دولار، فيما يبلغ سعر منزل قريب من المحيط أو يطل عليه نحو 270.000 إلى 1.6 مليون دولار.
في أحياء بيشوبس كورت وكونستانتانيا الراقية، فإن العقارات كبيرة المساحة التي كانت تستخدم في السابق باعتبارها مناطق لممارسة رياضة الفروسية ولصناعة وحفظ المشروبات هي الأكثر انتشارا، وتباع المنازل بسعر يتراوح بين 675.000 إلى 15 مليون دولار أميركي.

من يشتري في كيب تاون؟
تشكل نسبة المنازل التي يمتلكها أجانب ما بين 8 و10 في المائة من المنازل في كيب تاون، وهي نسبة تزيد بنحو 3 في المائة عن باقي مناطق جنوب أفريقيا. وأفاد غيفين، بأن المشترين الأجانب يركزون في الغالب على الأسواق الفاخرة، وذلك بغرض الاستثمار «اعتمادا على قوة العملات الدولية أمام العملة المحلية الريند»، مضيفا: «في كيب تاون ستجد كثيرا من العقارات لتشتريها أكثر من أي وجهة سياحية أخرى في العالم».
وأضاف أن البريطانيين وغيرهم من باقي دول أوروبا شكلوا أكثر من نصف عدد المشترين الأجانب عام 2016، فيما «ارتفعت نسبة المبيعات بشكل ملحوظ للمشترين الألمان والفرنسيين، والأميركيين».
وقالت لوري وينر، مديرة التطوير لمنطقة كيب تاون بشركة «بام غولدنغ بروبرتيز» العقارية، إن «هناك أيضا مشترين من مناطق أخرى من العالم مثل أفريقيا، وقلة من آسيا... فكثيرون يسعون للاستمتاع بأسلوب حياتنا الرائع. البعض يشتري ليستخدم المنزل كبيت ثان، فيما يشتري آخرون بغرض التجارة».

أساسيات الشراء
لا توجد قيود على شراء الأجانب للعقارات في جنوب أفريقيا، بحسب وينر، فأسلوب الرهن العقاري متاح، لكن الأجانب بمقدورهم اقتراض نسبة 50 في المائة فقط من سعر العقار، وفق جوانا توماس، سمسارة العقارات بمؤسسة «سوذبي إنترناشيونال ريال استيت» بمدينة كونستانتيا، ويبلغ سعر الفائدة على القرض 10.5 في المائة، مضيفة أن «شروط الإقراض هنا صارمة».
ويتولى المحامون المختصون بنقل الملكيات إتمام عملية البيع.

المواقع الإلكترونية:
موقع غرب مدينة كيب تاون: westerncape.gov.za
الموقع السياحي لمدينة كيب تاون: capetown.travel
الموقع الرسمي لمدينة كيب تاون: capetown.gov.za

* اللغات المستخدمة والعملات:
الأفريقية، والإنجليزية، ولغة زوسا وغيرها... والرند الجنوب أفريقي يعادل 0.072 دولار أميركي.

الضرائب والرسوم:
تبلغ الضريبة العقارات السنوية على هذا البيت أكثر قليلا من 4 آلاف دولار.

التكلفة النهائية للمصروفات:
تبلغ التكلفة النهائية للمصروفات نحو 8 إلى 10 في المائة من سعر البيع، ويشمل ذلك رسوم نقل الملكية وأتعاب المحامي.
* خدمة «نيويورك تايمز»



هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
TT

هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل

يتعين على ديانا كارلين الانتهاء من تأليف الكتاب الذي تعمل عليه بشأن متعة امتلاك بوتيك لولا ستار، ذلك المتجر الصغير والساحر للغاية في ممشى كوني آيلاند، على مدى السنوات الـ19 الماضية. لكن بدلا من ذلك، انتابت السيدة كارلين حالة من الخوف والتوتر منذ أن عرض عليها مالك المتجر الذي تعمل فيه عقدا جديدا للإيجار منذ عدة أسابيع - تزيد فيه القيمة الإيجارية بنسبة 400 في المائة دفعة واحدة. وقالت: «إنني أتساءل إن كان ينبغي علي أن أطلب لافتات (التوقف عن العمل!)».
وفي الصيف الماضي، كانت كوني آيلاند في حي بروكلين بمدينة نيويورك تزدحم بالباحثين عن الاستمتاع على الشواطئ ومختلف أشكال الترفيه الأخرى، ولكنها تميل لأن تكون أكثر هدوءا في فصل الشتاء. وقبل أكثر من عشر سنوات مضت، تعهدت مدينة نيويورك بإنشاء وجهة سياحية ذات حديقة مائية، وساحة كبيرة، وحلبة للتزلج على الجليد، تعمل على مدار السنة، مع ملايين الدولارات من الاستثمارات السكنية والتجارية.
وفي الأثناء ذاتها، قال مايكل بلومبيرغ - عمدة مدينة نيويورك آنذاك، إنه سوف تتم حماية مطاعم الأكل والمتاجر الرخيصة في المنطقة. وكان مارتي ماركويتز رئيس مقاطعة بروكلين قد أعلن في عام 2005 أن الخطة المزمعة سوف تحافظ على الروعة التي تنفرد بها كوني آيلاند مع روح المحبة والمرح المعهودة. ولكن على غرار الكثير من الخطط الكبرى في مدينة نيويورك، لم تتحقق الرؤية الكاملة للمشروع بعد. فلقد بدت كوني آيلاند خالية بصورة رسمية بعد ظهيرة يوم من أيام يناير (كانون الثاني) الماضي، وصارت بعيدة كل البعد عما تعهدت به إدارة المدينة عن الجاذبية والنشاط على مدار العام كما قالت. إذ تهب الرياح الصاخبة على منشآت مدن الملاهي الشهيرة مثل لونا بارك وستيبلشيز بارك، ولكن لا وجود لحلبة التزلج أو الحديقة المائة، حيث لم يتم إنشاء هذه المنشآت قط.
والآن، وفي مواجهة آلة التحسين التي تتحرك بوتيرة بطيئة للغاية، أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند مجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل. تقول السيدة كارلين: «إنهم يحاولون الآن تحويل ساحة اللعب المخصصة لعوام الناس إلى ملعب خاص بالأثرياء فقط».
وكانت السيدة كارلين، رفقة 5 آخرين من أصحاب الشركات الصغيرة في كوني آيلاند - وهم: ناثان فاموس، وروبي بار آند جريل، وبولز دوتر، ومطعم توم، وبيتش شوب - يتفاوضون على عقود جديدة للإيجار تمتد لمدة 10 سنوات مع شركة «زامبيرلا»، وهي الشركة المالكة للمتنزه الإيطالي التي تعاقدت معها مدينة نيويورك قبل عشر سنوات لبناء وإدارة منطقة لونا بارك الترفيهية في كوني آيلاند، والتي تعد الشركات الصغيرة المذكورة جزءا لا يتجزأ منها.
وجاءت شركة «زامبيرلا» بشروط جديدة: زيادة القيمة الإيجارية من 50 إلى 400 في المائة لكل شركة من الشركات المذكورة. وتقول السيدة كارلين عن ذلك: «إنني أعشق كوني آيلاند، والحصول على هذا المتجر على الممشى السياحي كان من أحب أحلام حياتي. ولكن ليست هناك من طريقة أتمكن بها من تحمل الشروط الجديدة».
وفي رسالة وصلت إلى صحيفة «نيويورك تايمز» من أليساندرو زامبيرلا رئيس الشركة المذكورة، جاء فيها: «نحن نهتم بشؤون كوني آيلاند ومستقبلها، ونحن ملتزمون بتحويلها إلى أقوى مجتمع يمكن بناؤه. وذلك هو السبب في تواصلنا مع المستأجرين لضمان نجاح أعمالهم ضمن المحافظة على شخصية كوني آيلاند المميزة».
ورفض السيد زامبيرلا، الذي كان في رحلة سفر إلى إيطاليا، الإجابة عن أسئلة محددة طرحتها عليه صحيفة «نيويورك تايمز»، غير أنه أضاف يقول إن ثلاثة من أصل ست شركات قد وافقت بالفعل على عقود الإيجار الجديدة ووقعت عليها، وإن الشركات الأخرى تحقق تقدما ملموسا على هذا المسار.
أثارت الزيادات المقترحة في القيمة الإيجارية على الشركات الست الصغيرة حالة من الشد والجذب الشديدة المستمرة منذ سنوات داخل كوني آيلاند.
ففي عام 2009، وبعد مواجهة استغرقت 4 سنوات كاملة حول أفضل خطط إحياء وتجديد المنطقة، ابتاعت المدينة تحت رئاسة مايكل بلومبيرغ 7 أفدنة في منطقة الترفيه المضطربة من المطور العقاري جوزيف سيت مقابل 95.6 مليون دولار.
وأراد مايكل بلومبيرغ استعادة المنطقة إلى سابق عهدها، والتي بدأت تواجه الانخفاض منذ ستينات القرن الماضي، من خلال تعزيز تطوير المتاجر والشقق على طول طريق سيرف في المنطقة. وكانت الشركات التي افتتحت في فصل الصيف تنتقل إلى جدول زمني للعمل على مدار العام، مما يساعد على تعزيز رؤية مايكل بلومبيرغ باعتبار كوني آيلاند أكبر مدينة للملاهي الترفيهية والحضرية في البلاد.
ثم استأجرت شركة «زامبيرلا» الأرض من المدينة، مما أتاح لها افتتاح مدينة لونا بارك الترفيهية في عام 2010، مع إملاء عقود الإيجار الخاصة بالشركة مع أصحاب الشركات الصغيرة، ومطالبة هذه الشركات بتسليم جانب من الأرباح المحققة إلى المدينة.
وتعرضت الشركات العاملة على الممشى السياحي في المنطقة للإغلاق، حيث عجزت عن الاتساق مع الرؤية الجديدة للشركة الإيطالية. وكانت شركات صغيرة أخرى، مثل متجر السيدة كارلين، قد عاد للعمل بعد قرار الإخلاء الذي تعرضت له في عهد المطور العقاري جوزيف سيت.
وبحلول عام 2012، كانت جهود الانتعاش جارية على قدم وساق، وشهدت المنطقة نموا في الجماهير والإيرادات. وقالت السيدة كارلين إنها حققت أرباحا بنسبة 50 في المائة تقريبا بعد تولي شركة «زامبيرلا» مقاليد الأمور.
وقال سيث بينسكي، الرئيس الأسبق لمؤسسة التنمية الاقتصادية، حول المنطقة: «يعتقد أغلب الناس أنه قد جرى تطوير المنطقة لتتوافق مع التاريخ المعروف عن كوني آيلاند». ومع ذلك، فإن منطقة الملاهي لا تعمل على مدار السنة. وقال مارك تريغر، عضو مجلس المدينة الممثل لقطاع بروكلين الذي يضم كوني آيلاند، إنه يعتقد أن الوضع الراهن نابع من ندرة الاستثمارات من قبل مجلس المدينة وعمدة نيويورك بيل دي بلاسيو ضمن أهداف المدينة لعام 2009. وقال السيد تريغر: «لا تعرف الشركات إلى أين تذهب كوني آيلاند في ظل إدارة دي بلاسيو للمدينة. فهناك قصور واضح في الرؤية ولا وجود للخطط الشاملة بشأن تحسين المنطقة». وأضاف أن الوعود غير المتحققة منحت شركة «زامبيرلا» قدرا من النفوذ لإضافة المزيد من الأعباء على المستأجرين للمساعدة في استرداد الأرباح المهدرة. وقال إن هؤلاء المستأجرين قد استثمروا أموالهم هناك تحت فكرة تحول هذه المنطقة إلى وجهة سياحية تعمل طوال العام، مع حركة السير على الممشى طيلة السنة، على العكس من 3 إلى 4 أشهر من العمل فقط في العام بأكمله. ولا يمكن لأحد السماح بتحويل الأراضي العامة إلى سلاح باسم الجشع لإلحاق الأضرار بالشركات الصغيرة.
ولقد أعربت السيدة كارلين رفقة العشرات من العمال الآخرين في كوني آيلاند عن اعتراضهم على زيادة القيمة الإيجارية وذلك بالوقوف على درجات سلم مجلس المدينة في أوائل شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وفي مقابلة أجريت مع صحيفة «نيويورك تايمز»، وصف نورمان سيغيل محامي الحقوق المدنية قرار شركة «زامبيرلا» بأنه غير مقبول تماما، وأضاف أنه ينبغي على عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو التدخل في الأمر. وأضاف المحامي سيغيل أن إدارة مجلس المدينة يجب أن تطالب الشركة الإيطالية طرح شروط إيجارية معقولة، وإذا لم يحدث ذلك، فينبغي على المدينة التفكير جديا في سحب عقد الإيجار من شركة «زامبيرلا»، التي أفادت في محاولة لتحسين النوايا بأنها سوف تمدد الموعد النهائي للسيدة كارلين لتوقيع عقد الإيجار الخاص بها حتى يوم الأربعاء المقبل.
وقالت السيدة كارلين عن ذلك: «يقضي صاحب الشركة عطلته في إيطاليا في حين أنني أبذل قصارى جهدي لمجرد إنقاذ متجري الصغير ومصدر معيشتي الوحيد». ورفض السيد زامبيرلا وأصحاب الشركات الخمس الأخرى التعليق على عقود الإيجار الخاصة بهم، برغم أن الكثير من الشخصيات المطلعة على الأمر أكدوا أن الزيادة تتراوح بين 50 في المائة للمتاجر الكبيرة و400 في المائة لمتجر السيدة كارلين الصغير، والتي قالت إنها تعتقد أن الشركات الأخرى لم تتحدث عن المشكلة علنا خشية الانتقام من الشركة الإيطالية ومخافة قرارات الطرد.
وأضافت السيدة كارلين تقول: للتعامل مع الزيادات المطلوبة في الإيجار قرر أصحاب المتاجر رفع الأسعار، وإن أحد المطاعم أجرى تغييرات للانتقال من مطعم للجلوس وتناول الطعام إلى مطعم للوجبات السريعة للحد من التكاليف.
واستطردت السيدة كارلين تقول: «حاولت تقديم الالتماس إلى مجلس المدينة مرارا وتكرارا من خلال المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني والاحتجاجات خلال الشهر الماضي - ولكن لم يتغير شيء حتى الآن. وقال لها مجلس المدينة إنه غير قادر على المساعدة وليس هناك الكثير مما يمكن القيام به، ولكنني لا أوافق على ذلك، فهم أصحاب الأرض التي يستأجرها منهم زامبيرلا».
وقال المحامي سيغيل إن الزيادات باهظة للغاية لدرجة أنها قد تكون سببا وجيها للتقاضي، وأضاف: «هناك عدد من السوابق القضائية في ذلك إذا قررت المحكمة أن ما تقوم به الشركة غير معقول، ويمكن أن يكون ذلك من المطالب القانونية المعتبرة في حد ذاتها».
وليست هناك مؤشرات عامة في مجلس المدينة بشأن خطط سحب عقد الإيجار من زامبيرلا، أو التدخل، إذ إن زيادة القيمة الإيجارية لا تنتهك الاتفاقية المبرمة بين مجلس المدينة وبين شركة زامبيرلا. ونفت السيدة جين ماير، الناطقة الرسمية باسم عمدة نيويورك، الادعاءات القائلة بأن إدارة المدينة تفتقد للرؤية الواضحة أو الخطة الشاملة حيال كوني آيلاند. وقالت إن المدينة أنفقت 180 مليون دولار على تطوير البنية التحتية في كوني آيلاند خلال السنوات العشر الماضية، مع التخطيط لتوسيع نظام النقل بالعبّارات في نيويورك إلى كوني آيلاند بحلول عام 2021.
وأضافت السيدة ماير تقول: «تلتزم إدارة المدينة بالمحافظة على شخصية كوني آيلاند مع ضمان الإنصاف والمساواة والاستعداد للمستقبل». في حين تساءل المحامي سيغيل: لمن يُخصص هذا المستقبل؟ وهو من مواطني المدينة ونشأ في حي بروكلين، واعتاد قضاء فترات من الصيف على الممشى السياحي هناك، ويتذكر إنفاق دولار واحد لدخول مدينة الملاهي ثم العودة لتناول وجبة العشاء الشهية لدى مطعم ناثان فاموس المعروف، وقال: «علينا مواصلة الكفاح لإنقاذ كوني آيلاند التي نحبها».
- خدمة «نيويورك تايمز»