سوق العقارات في كيب تاون بجنوب أفريقيا لا يحدها أفق

الطلب مرتفع وكذلك الأسعار... والنمو يتواصل عاماً بعد عام

منزل معروض للبيع في ضاحية أبر كونستانتيا الراقية  بالقرب من مدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا (نيويورك تايمز)
منزل معروض للبيع في ضاحية أبر كونستانتيا الراقية بالقرب من مدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا (نيويورك تايمز)
TT

سوق العقارات في كيب تاون بجنوب أفريقيا لا يحدها أفق

منزل معروض للبيع في ضاحية أبر كونستانتيا الراقية  بالقرب من مدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا (نيويورك تايمز)
منزل معروض للبيع في ضاحية أبر كونستانتيا الراقية بالقرب من مدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا (نيويورك تايمز)

يقع المنزل في ضاحية أبر كونستانتيا، وهي ضاحية مرتفعة السعر نسبيا وغنية بالأشجار المورقة، قريبة من مدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا. كان المنزل في الأساس مصنعا للمشروبات يعود تاريخ بنائه لعام 1790 قبل أن يتحول إلى منزل لاحقا.
يتكون المنزل من أربع غرف نوم، وثلاثة حمامات، وعدد من الأفنية، وملحق للضيوف، ومبنى منفصل للعاملين، وسقيفة لسيارتين. وتبلغ مساحة المنزل 7029 قدما مربعا، ويقع فوق تلة قليلة الانحدار وسط قطعة أرض مساحتها 75 هكتارا مزروعة بأشجار البلوط مكتملة النمو، وفي الخلف يطل علينا مشهد للجبال.
والمنزل بمعزل عن الطريق، ويقع في نهاية طريق مفروش بالحصى، في بدايته بوابة كبيرة وعلى جانبيه أشجار الزيتون. للبيت مدخلان، الأول من خلال طريق مغطى بكرمات العنب يفضي في نهايته إلى أبواب خشبية ضخمة تؤدي إلى المطبخ.
وعلى جانب البيت، وخلف سلالم خارجية تقودك إلى شرفة ضخمة بالطابق الثاني، يقع المدخل الرئيسي، حيث يفتح باب مزدوج ليقودك إلى صالة دخول كبيرة. وإلى اليمين هناك جناح الضيوف، الذي كان في السابق جزءا من قبو لحفظ المشروبات، وما زال الباب يحتفظ بمصاريعه الداخلية الأصلية... وفي الأمام مباشرة، توجد أبواب زجاجية قابلة للطي تفضي إلى فناء داخلي به بركة ماء وفوقه جسر خشبي صغير.
وأفادت ميري دور، وكيلة البيع بشركة «كريستي إنترناشيونال ريال ستيت» التي عرضت المنزل للبيع مقابل نحو 1.2 مليون دولار، بأن المكان «يتميز بواجهاته المفتوحة»، فهناك ثلاثة أبواب زجاجية إلى يسار الفناء تؤدي إلى غرفة معيشة واسعة بسقف من العروق الخشبية، وبالغرفة مدفأة وثريا ضخمة. وتقع غرفة الطعام الرئيسية خلف الأبواب الزجاجية بمسافة بعيدة.
وإلى يسار المدفأة أبواب زجاجية تؤدي إلى المكتبة، ولو صعدت درجتي سلم ستصل إلى الغرفة العائلية وغرفة الطعام غير الرسمية ومكان مشاهدة التلفزيون. كذلك هناك عدد من الأبواب الزجاجية تؤدي إلى فناء به مسبح. وعلى الجانب الآخر من المكتبة هناك مطبخ على الطراز الريفي بوسطه جزيرة وبعض الأدوات المصنوعة من مادة «ستانليس ستيل»، وبمبنى خارجي هناك مغسلة وغرف لكي الملابس.
ويفضي ممر خارج غرفة المعيشة إلى الجناح الرئيسي، وإلى غرفتي نوم رئيسيتين وحمام. وغرفة النوم الرئيسية ملحق بها غرفتا تغيير ملابس وأبواب مصممة على الطراز الفرنسي تفضي إلى الحديقة وإلى فناء داخلي. وبالحمام حوض استحمام وحوض اغتسال مزدوج، ودش استحمام بمصفاة كبيرة.
ويتكون بيت الضيوف الملحق الذي يقع أمام المسبح من غرفتين وحمام، ومنطقة لاحتساء الشاي في المدخل.
وفي نهاية الطريق إلى المنزل ستجد فندق «سيلرز هونرت» الذي يتكون من 52 غرفة، والذي كان في السابق قصر صاحب العزبة، وبالفندق ناد صحي، ومطعم، ومن خلفه مشهد رائع لجبال «تيبل مونتين».
وهناك أماكن للمشي والتنزه قريبة من المكان مثل حديقة «كريتسنبوش ناشيونال بوتانيكال غاردن» ومركز التسوق بقرية «كونستانتيا» التي تضم كثيرا من المطاعم ومتاجر بيع الملابس، والبنوك، والصيدليات، ومتجرا للأجهزة. تقع شواطئ المحيط الأطلسي على بعد 12 ميلا من المنزل، فيما تبعد مدينة كيب تاون 20 دقيقة بالسيارة عن المكان.

نظرة عامة على السوق
هنا في كيب تاون، الطلب مرتفع وكذلك الأسعار. فبحسب مايك غريف، المدير التنفيذي لشركة «غريف بروبرتيس»، فقد «أثبتت سوق العقارات في كيب تاون أنها في حالة نمو عاما بعد عام على مدار تاريخها»، فيما أشار ليو غيفين، مدير شركة «ليو غيفين سوذبي إنترناشيونال ريالتي»، إلى أن «هذه السوق العقارية هي الأكبر على الإطلاق في جنوب أفريقيا».
ففي السنوات الخمس الأخيرة، تسبب التضخم في سوق العقارات إلى ارتفاع الأسعار ما بين 10 و12 في المائة، بيد أنها تراجعت إلى 8 في المائة في الربع الثاني من 2016. وأفاد غريف بأن هناك عدة عوامل تساهم في ارتفاع الأسعار، منها المهاجرون الداخليون القادمون من جوهانسبرغ، وبريتوريا، وغيرها من المناطق في جنوب أفريقيا الذين قرروا الانتقال إلى كيب تاون.
هناك حاليا هجرات اقتصادية ضخمة من أصحاب رؤوس الأموال، وكذلك ذوو المهارات إلى كيب تاون وضواحيها، وفق غيفين، الذي تابع قائلا: «من الملاحظ أن المدينة باتت تقدم أفضل أنواع الخدمات وأرقى أسلوب حياة في البلاد».
تتميز المنازل على ساحلي شبه جزيرة كيب تاون بقيم سوق مختلفة عن غيرها. فعلى جانب الأطلسي، ووفق الضاحية التي تسكنها، يبلغ سعر شقة تتكون من غرفتي نوم وتطل على المحيط نحو 616.600 دولار إلى 952.000 دولار أميركي، فيما كان السعر أعلى بكثير العام الماضي (في نهاية عام 2016 بلغ متوسط السعر نحو 1.16 مليون دولار). بينما يصل سعر فيلا تطل على المحيط والجبال من جميع الاتجاهات إلى 7.5 مليون دولار.
وبالمقارنة، على ساحل «فالس باي» الأهدأ والأكثر بعدا عن المدينة، يبلغ سعر شقة من غرفتي نوم نحو 230.000 دولار إلى 307.000 دولار، فيما يبلغ سعر منزل قريب من المحيط أو يطل عليه نحو 270.000 إلى 1.6 مليون دولار.
في أحياء بيشوبس كورت وكونستانتانيا الراقية، فإن العقارات كبيرة المساحة التي كانت تستخدم في السابق باعتبارها مناطق لممارسة رياضة الفروسية ولصناعة وحفظ المشروبات هي الأكثر انتشارا، وتباع المنازل بسعر يتراوح بين 675.000 إلى 15 مليون دولار أميركي.

من يشتري في كيب تاون؟
تشكل نسبة المنازل التي يمتلكها أجانب ما بين 8 و10 في المائة من المنازل في كيب تاون، وهي نسبة تزيد بنحو 3 في المائة عن باقي مناطق جنوب أفريقيا. وأفاد غيفين، بأن المشترين الأجانب يركزون في الغالب على الأسواق الفاخرة، وذلك بغرض الاستثمار «اعتمادا على قوة العملات الدولية أمام العملة المحلية الريند»، مضيفا: «في كيب تاون ستجد كثيرا من العقارات لتشتريها أكثر من أي وجهة سياحية أخرى في العالم».
وأضاف أن البريطانيين وغيرهم من باقي دول أوروبا شكلوا أكثر من نصف عدد المشترين الأجانب عام 2016، فيما «ارتفعت نسبة المبيعات بشكل ملحوظ للمشترين الألمان والفرنسيين، والأميركيين».
وقالت لوري وينر، مديرة التطوير لمنطقة كيب تاون بشركة «بام غولدنغ بروبرتيز» العقارية، إن «هناك أيضا مشترين من مناطق أخرى من العالم مثل أفريقيا، وقلة من آسيا... فكثيرون يسعون للاستمتاع بأسلوب حياتنا الرائع. البعض يشتري ليستخدم المنزل كبيت ثان، فيما يشتري آخرون بغرض التجارة».

أساسيات الشراء
لا توجد قيود على شراء الأجانب للعقارات في جنوب أفريقيا، بحسب وينر، فأسلوب الرهن العقاري متاح، لكن الأجانب بمقدورهم اقتراض نسبة 50 في المائة فقط من سعر العقار، وفق جوانا توماس، سمسارة العقارات بمؤسسة «سوذبي إنترناشيونال ريال استيت» بمدينة كونستانتيا، ويبلغ سعر الفائدة على القرض 10.5 في المائة، مضيفة أن «شروط الإقراض هنا صارمة».
ويتولى المحامون المختصون بنقل الملكيات إتمام عملية البيع.

المواقع الإلكترونية:
موقع غرب مدينة كيب تاون: westerncape.gov.za
الموقع السياحي لمدينة كيب تاون: capetown.travel
الموقع الرسمي لمدينة كيب تاون: capetown.gov.za

* اللغات المستخدمة والعملات:
الأفريقية، والإنجليزية، ولغة زوسا وغيرها... والرند الجنوب أفريقي يعادل 0.072 دولار أميركي.

الضرائب والرسوم:
تبلغ الضريبة العقارات السنوية على هذا البيت أكثر قليلا من 4 آلاف دولار.

التكلفة النهائية للمصروفات:
تبلغ التكلفة النهائية للمصروفات نحو 8 إلى 10 في المائة من سعر البيع، ويشمل ذلك رسوم نقل الملكية وأتعاب المحامي.
* خدمة «نيويورك تايمز»



«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
TT

«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء

في وقت تجري فيه الاستعدادات لعقد اجتماع بين الصندوق القومي للإسكان ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان، لبحث سبل توفير تمويل لمشروعات الإسكان للمواطنين عبر قروض طويلة الأجل، ألغت الحكومة أول من أمس، وأوقفت، إجراءات تسليم المساكن للموطنين والتقديم لها، خوفاً من حدوث إصابات بـ«كورونا»، أثناء الاصطفاف للتقديم والتسلم.
وكان الصندوق القومي للإسكان قد طرح مباني سكنية جاهزة للمواطنين في معظم المناطق الطرفية بالعاصمة الخرطوم، وبقية الولايات، وذلك ضمن مشروع السودان لتوفير المأوى للمواطنين، الذي سيبدأ بـ100 ألف وحدة سكنية لذوي الدخل المحدود. وقد بدأ المشروع بفئة العمال في القطاعات الحكومية في جميع ولايات السودان العام الماضي، بواقع 5 آلاف منزل للمرحلة الأولى، تسدد بالتقسيط على مدى 7 سنوات. ويتضمن مشروع إسكان عمال السودان 40 مدينة سكنية في جميع مدن البلاد، لصالح محدودي الدخل، ويستفيد من المشروع في عامه الأول أكثر من مليونين.
وقد أقام المواطنون مواقع أمام مقر الصندوق القومي للإسكان، وباتوا يتجمعون يومياً بأعداد كبيرة، ما سبب إزعاجاً لدى إدارة الصندوق والشارع العام، وذلك بعد قرار سياسي من والي ولاية الخرطوم، لدعوة المواطنين للتقديم للحصول على سكن شعبي.
ووفقاً للدكتور عبد الرحمن الطيب أيوبيه الأمين العام المكلف للصندوق القومي للإسكان والتعمير في السودان لـ«الشرق الأوسط» حول دواعي إصدار قرار بوقف إجراءات التسليم والتقديم للإسكان الشعبي، وعما إذا كان «كورونا» هو السبب، أوضح أن تلك التجمعات تسببت في زحام شديد، حيث نصب المتقدمون للوحدات السكنية خياماً أمام مقر الصندوق في شارع الجمهورية، بعد قرار الوالي في وقت سابق من العام الماضي بدعوة المواطنين للتقديم. وظلت تلك التجمعات مصدر إزعاج وإرباك للسلطات، ولم تتعامل معهم إدارة الصندوق، إلى أن جاء قرار الوالي الأخير بمنع هذه التجمعات خوفاً من عدوى «كورونا» الذي ينشط في الزحام.
وبين أيوبيه أن الخطة الإسكانية لا تحتاج لتجمعات أمام مباني الجهات المختصة، حيث هناك ترتيبات وإجراءات للتقديم والتسلم تتم عبر منافذ صناديق الإسكان في البلاد، وعندما تكون هناك وحدات جاهزة للتسليم يتم الإعلان عنها عبر الصحف اليومية، موضحاً أن كل ولاية لديها مكاتب إدارية في كل ولايات السودان، وتتبع الإجراءات نفسها المعمول بها في العاصمة.
ولم يخفِ أيوبيه أزمة السكن في البلاد، والفجوة في المساكن والوحدات السكنية، والمقدرة بنحو مليوني وحدة سكنية في ولاية الخرطوم فقط، لكنه أشار إلى أن لديهم خطة مدروسة لإنشاء 40 ألف مدينة سكنية، تم الفراغ من نسبة عالية في العاصمة الخرطوم، بجانب 10 آلاف وحدة سكنية.
وقال إن هذه المشاريع الإسكانية ستغطي فجوة كبيرة في السكن الشعبي والاقتصادي في البلاد، موضحاً أن العقبة أمام تنفيذها هو التمويل، لكنها كمشاريع جاهزة للتنفيذ والتطبيق، مشيراً إلى أن لديهم جهوداً محلية ودولية لتوفير التمويل لهذه المشاريع.
وقال إن اجتماعاً سيتم بين الصندوق القومي للإسكان وبنك السودان المركزي ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، لتوفير الضمانات بالنسبة للتمويل الخارجي واعتماد مبالغ للإسكان من الاحتياطي القانوني للمصارف المحلية.
وأكد الدكتور عبد الرحمن على أهمية التنسيق والتعاون المشترك بين الجهات المعنية لإنفاذ المشروع القومي للمأوى، وتوفير السكن للشرائح المستهدفة، مجدداً أن أبواب السودان مشرعة للاستثمار في مجال الإسكان. وأشار إلى أن الصندوق القومي للإسكان سيشارك في معرض أكسبو في دبي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وذلك بجناح يعرض فيه الفرص الاستثمارية في السكن والوحدات السكنية في السودان، وسيتم عرض كل الفرص الجاهزة والمتاحة في العاصمة والولايات.
وقال إن هناك آثاراً متوقعة من قرار رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية على البلاد، ومن المتوقع أن يسهم كثيرا في إنعاش سوق العقارات واستقطاب رؤوس أموال لصالح التوسع في مشروعات الإسكان. وأبان أن الصندوق استطاع خلال السنوات الماضية إحداث جسور للتعاون مع دول ومنظمات واتحادات ومؤسسات مختلفة، وحالت العقوبات دون استثمارها بالشكل المطلوب، مشيرا إلى أن جهودهم ستتواصل للاستفادة من الخبرات والموارد المالية المتاحة عبر القروض والمنح والاستثمارات.
وأكمل الصندوق القومي للإسكان في السودان تحديد المواقع والدراسات لمشروع المأوى القومي ومنازل العمال، حيث ستشيد المنازل بأنماط مختلفة من السكن الاقتصادي، الشعبي، الاستثماري، الريفي، والمنتج، بتمويل من البنوك العاملة في البلاد، وفق خطة الصندوق.
وقد طرحت إدارة الصندوق عطاءات منذ بداية العام الجاري لتنفيذ مدن سكنية، كما دعت المستثمرين إلى الدخول في شراكات للاستثمار العقاري بالولايات لتوفير المأوى للشرائح المستهدفة، إلا أن التمويل وقف عثرة أمام تلك المشاريع.
وطرح الصندوق القومي للإسكان في ولاية الخرطوم أن يطرح حالياً نحو 10 آلاف وحدة سكنية لمحدودي الدخل والفئويين والمهنيين في مدن العاصمة الثلاث، كما يطرح العديد من الفرص المتاحة في مجال الإسكان والتطوير العقاري، حيث تم الانتهاء من تجهيز 5 آلاف شقة و15 ألفا للسكن الاقتصادي في مدن الخرطوم الثلاث.
وتم تزويد تلك المساكن بخدمات الكهرباء والطرق والمدارس وبعض المرافق الأخرى، بهدف تسهيل وتوفير تكلفة البناء للأسرة، حيث تتصاعد أسعار مواد البناء في البلاد بشكل جنوني تماشياً مع الارتفاع الذي يشهده الدولار مقابل الجنيه السوداني والأوضاع الاقتصادية المتردية التي تمر بها البلاد حالياً.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان لديه خطة لتوسيع قاعدة السكن لمحدودي الدخل، عبر الإسكان الرأسي، الذي يتكون من مجمعات سكنية، كل مجمع يضم بناية من 7 أدوار، ويتكون الطابق من 10 شقق سكنية، بمساحات من 180 إلى 300 متر مربع.
ويتوقع الصندوق أن يجد مشروع الإسكان الرأسي والشقق، رواجاً وإقبالاً في أوساط السودانيين محدودي الدخل، خاصة أنه أقل تكلفة وأصبح كثير من السودانيين يفضلونه على السكن الأفقي، الأمر الذي دفع الصندوق لتنفيذ برامج إعلامية لرفع مستوى وعي وثقافة المواطنين للتعامل مع السكن الجماعي والتعاون فيما بينهم.
ووفقاً لمسؤول في الصندوق القومي للإسكان فإن برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي، يتضمن كيفية المحافظة على خدمات البناية، ورفع وعيهم بهذا النوع من البناء، حتى تتحول الخرطوم إلى عاصمة حضارية وجاذبة. وأضاف المصدر أن برنامج التوعية بالسكن في الشقق ودوره في تقليل تكلفة السكن، سيتولاه فريق من اتحاد مراكز الخدمات الصحافية، الذي يضم جميع وسائل الإعلام المحلية، مما سيوسع قاعدة انتشار الحملات الإعلامية للسكن الرأسي.
تغير ثقافة المواطن السوداني من السكن التقليدي (الحوش) إلى مساحات صغيرة مغلقة لا تطل على الشارع أو الجيران، ليس أمرا هينا. وبين أن خطوة الصندوق الحالية للاعتماد على السكن الرأسي مهمة لأنها تزيل كثيرا من المفاهيم المغلوطة عن السكن في الشقق السكنية.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان عام 2018 بدأ بالتعاون مع شركة هيتكو البريطانية للاستثمار، لتنفيذ مشروع الإسكان الفئوي الرأسي، الذي يستهدف بناء 50 ألف وحدة سكنية بالعاصمة الخرطوم، وكذلك مشروع لبناء أكبر مسجد في السودان، بمساحة 5 كيلومترات، وبناء 3 آلاف شقة ومحلات تجارية.