اتصالات بين حركة فتح والقيادة السورية لإخلاء اليرموك ومحيطه من المسلحين

أمين سر الحركة في لبنان: لا نريد تحويله إلى «نهر بارد» ثان

اتصالات بين حركة فتح والقيادة السورية لإخلاء اليرموك ومحيطه من المسلحين
TT

اتصالات بين حركة فتح والقيادة السورية لإخلاء اليرموك ومحيطه من المسلحين

اتصالات بين حركة فتح والقيادة السورية لإخلاء اليرموك ومحيطه من المسلحين

لم تحل المساعي الفلسطينية - السورية المبذولة في الساعات الأخيرة لإجلاء المسلحين، الموالين والمعارضين، من مخيم اليرموك، جنوب دمشق، من دون تعرض المخيم أمس لقصف نظامي وسقوط عدد من الجرحى، في حين أثمرت بدخول أولى شاحنات التموين إليه، كسرا لحصار مستمر منذ أربعة أشهر، تفرضه القوات النظامية ومسلحو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، الموالية للنظام.
وفي حين رصد ناشطون وعاملون في مجال الإغاثة وفاة الطفل السادس في المخيم خلال أربعة أشهر، والبالغ من العمر شهرين فقط، وفق ما أعلنه «مكتب أخبار سوريا»، أمس، بسبب إصابته بالجفاف نتيجة لنقص المواد الغذائية والطبية في المخيم، أعلنت حركة فتح عن تجاوب القيادة السورية مع مطلب إخلاء المخيم من المسلحين وفتح ممرات إنسانية لإغاثة القاطنين فيه.
وفي هذا الإطار، أعلن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، زكريا الآغا الذي ترأس وفدا زار سوريا قبل يومين والتقى كلا من نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، ومسؤول الأجهزة الأمنية السورية اللواء علي مملوك، موافقة النظام السوري على «فتح ممر آمن للسكان لإدخال ما يحتاجه المخيم من مواد غذائية وأدوية بصفة عاجلة»، إضافة إلى «وضع آلية لتنفيذ مبادرة فلسطينية بخصوص إخلاء المخيم من السلاح والمسلحين تمهيدا لعودة النازحين إليه وإعماره».
وقال في بيان صحافي صادر عنه أمس إنه «تمت الموافقة على طلبنا، وفق آلية محددة، وسيجري التنفيذ خلال الساعات المقبلة بالتنسيق مع لجنة تمثل مخيم اليرموك». وأكد العزم على «ألا نترك سوريا من دون إجراءات تنفيذية على الأرض لتخفيف المعاناة وإدخال الأغذية والمواد الطبية للمخيم وبدء الإفراج عن المعتقلين وتفعيل المبادرة السياسية لمنظمة التحرير وخصوصا سحب المسلحين من المخيم».
ويقيم في مخيم اليرموك حاليا ما بين 20 و25 ألف لاجئ فلسطيني من أصل 185 ألف لاجئ، نزح القسم الأكبر منهم إلى مناطق داخل سوريا، فيما توجه القسم الآخر إلى لبنان، وتوزع على عدد من المخيمات فيه. كما يوجد فيه مقاتلون معارضون يتحصنون فيه ويقاتلون إلى جانب الجيش الحر.
وتأتي مبادرة «فتح» بعد اقتراح الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة قبل أيام هدنة لإخلاء المخيم من سكانه، تمهيدا للانقضاض على المسلحين الموجودين بداخله. وكان العشرات من طلاب المرحلة الابتدائية في المخيم اعتصموا أمس في شارع المدارس، دعما لمبادرة «فتح» ورفضا لمبادرة القيادة العامة. كما طالبوا بخروج الجيش السوري الحر من المخيم وتحييده بشكل كامل، إضافة إلى إدخال المواد الغذائية وفتح حاجز المخيم.
وفي موازاة إشارة الآغا، رئيس وفد فتح إلى دمشق، إلى التوافق مع المقداد ومملوك على أن الجهة الوحيدة المخولة بالشأن الفلسطيني في سوريا هي منظمة التحرير الفلسطينية واللجان الرسمية المنبثقة، قال أمين سر حركة فتح في لبنان فتحي أبو العردات لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «الحركة تأمل في أن يكون لمبادرتها هذه المرة نتائج إيجابية على صعيد المخيم، لناحية إخلاء كل المظاهر العسكرية والمسلحين».
وشدد أبو العردات، وهو على تواصل دائم مع الوفد الفلسطيني الذي انطلق من بيروت إلى دمشق، على أن الأولوية اليوم هي لإبعاد اليرموك عن أزمة سوريا. وقال: «وفد منظمة التحرير معني بالدرجة الأولى باللاجئين الفلسطينيين وفي الوقت ذاته نتألم لما يحصل في سوريا، لكن أولويتنا تحييد المخيم وسكانه لأننا لسنا طرفا في الصراع السوري، انسجاما مع السياسة الفلسطينية المرسومة من أجل الحفاظ على المخيم».
وأعرب أبو العردات عن اعتقاده بأن «وجود المسلحين لن يعكس دفة الصراع لصالح أي طرف، سواء النظام أم المعارضة»، موضحا «أننا لا نريد لليرموك أن يصبح مخيما شهيدا أو أن يتحول إلى نهر بارد ثان»، في إشارة إلى مخيم نهر البارد في شمال لبنان، الذي هاجمه الجيش اللبناني بعد تحصن عناصر من «فتح الإسلام» فيه، ما أدى إلى تدميره بالكامل عام 2007. ولفت إلى أن الهدف «إخلاء المخيم من المسلحين المتمركزين في داخله (معارضة) والمنتشرين على مداخله وفي محيطه (موالين».
وقالت مصادر في مخيم اليرموك، إن «لجنة فلسطينية مشتركة ستتولى إدارة المخيم في هذه المرحلة، من دون مشاركة حركة حماس، المتهمة بقتال عناصر منها إلى جانب الجيش الحر، و الجبهة الشعبية - القيادة العامة، المتورطة مع القوات النظامية بقصف المخيم وإطباق الحصار عليه».
وأوضح أبو العردات أن «اللجنة الوطنية لإدارة شؤون المخيم، وتضم عددا من أهالي المخيم وفاعلياته إلى جانب ممثلين عن الفصائل الفلسطينية، ستعمل على إعداد لوائح بأسماء المسلحين المعارضين، تمهيدا لتسليم سلاحهم وليشملهم العفو الرئاسي». وأبدى تفاؤله لناحية «تجاوب المسلحين، على أن تقدم لهم اللجنة ضمانات واضحة بعد تسليمهم لسلاحهم وخروجهم من المخيم، بناء على الاتفاق الثنائي بين النظام السوري ووفد فتح».
وشدد أبو العردات على وجوب أن «يعود المخيم إلى حالته الطبيعية، إذ لا يجوز أن يكون اللاجئون المدنيون متاريس في الصراع»، معتبرا أن «بقاء المخيم يعني تجمع اللاجئين في بقعة واحدة، لأن عملية تهجيرهم تمس مباشرة بحق العودة واللاجئين». وقال إن الاتفاق «يشمل الإفراج عن بعض الفلسطينيين المعتقلين وكشف مصير المفقودين منهم».
يذكر أن مخيم اليرموك شهد في الأيام الأخيرة حركة نزوح كبيرة، غداة أنباء عن حملة عسكرية قد تشنها القوات النظامية على المخيم تمهيدا لاستعادة سيطرتها بشكل كامل على العاصمة، وذلك على خلفية السيطرة النظامية على بلدات سبينة الصغرى والكبرى وغزال التي تشكل الممر الأساسي للإمدادات التابعة للمعارضة نحو مناطق جنوب دمشق.



«مركز الملك سلمان» يوقع اتفاقيات لتعزيز التعليم والصحة في اليمن

مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن (واس)
مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن (واس)
TT

«مركز الملك سلمان» يوقع اتفاقيات لتعزيز التعليم والصحة في اليمن

مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن (واس)
مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن (واس)

وقع «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، اتفاقيات متنوعة لتعزيز القطاعين التعليمي والطبي في محافظات يمنية عدة يستفيد منها ما يزيد على 13 ألف فرد.

وفي المجال التعليمي، وقع «مركز الملك سلمان»، أمس (الثلاثاء)، اتفاقية تعاون مشترك مع إحدى مؤسسات المجتمع المدني؛ لتنفيذ المرحلة الثالثة من «مشروع العودة إلى المدارس» في مديرية المخا بمحافظة تعز ومنطقة ثمود بمحافظة حضرموت، وفي محافظات شبوة وأبين ولحج، التي يستفيد منها 6 آلاف فرد.

وجرى توقيع الاتفاق على هامش «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة» في مدينة الرياض، حيث وقع الاتفاقية مساعد المشرف العام على مركز العمليات والبرامج، المهندس أحمد بن علي البيز.

وسيجري بموجب الاتفاقية توفير 60 فصلاً من الفصول البديلة المجهزة بالكامل، وتجهيز وتأثيث 10 مدارس؛ لتوفير بيئة تعليمية ملائمة للطلاب والطالبات، بالإضافة إلى توفير 6 آلاف زي مدرسي وحقيبة تحتوي على المستلزمات المدرسية، فضلاً عن إيجاد فرص عمل للأسر من ذوي الدخل المحدود (المستفيدة من مشاريع التدريب والتمكين السابقة) من خلال تجهيز الحقائب والزي المدرسي المحلي الصنع.

ويأتي ذلك في إطار الجهود الإغاثية والإنسانية التي تقدمها المملكة عبر ذراعها الإنسانية مركز الملك سلمان للإغاثة؛ بهدف تعزيز العملية التعليمية الآمنة وانتظامها، ومواجهة تسرب الطلاب من المدارس بالمناطق المستهدفة.

وفي القطاع الصحي، السياق وقع «مركز الملك سلمان» اتفاقية مع الجمعية الدولية لرعايا ضحايا الحروب والكوارث، لتشغيل مركز الأطراف الصناعية وإعادة التأهيل في محافظة مأرب.

وسيجري بموجب الاتفاقية تقديم خدمات التأهيل الجسدي لذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى متابعتهم والاستفادة منهم في خدمة المجتمع، والتشخيص وتحديد الخطة العلاجية لكل مريض على حدة، وتركيب الأطراف الصناعية بأنواعها.

ومن شأن الاتفاقية أن توفر خدمة إعادة التأهيل الوظيفي للأطراف الصناعية ومتابعتهم المستمرة، فضلاً عن رفع قدرات الكادر الطبي والفني مهنياً وعلمياً وتهيئته للتعامل مع الحالات النوعية، إضافة إلى الحد من هجرة الكوادر الطبية والفنية المتخصصة، ومن المقرر أن يستفيد منها 7174 فردًا.

من جهة أخرى، وقعت «منظمة الصحة العالمية» اتفاقية بقيمة 3.4 مليون يورو مع الحكومة الألمانية للحفاظ على خدمات الصحة والتغذية المنقذة للحياة في اليمن.

وقالت المنظمة في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، الأربعاء، إن «هذه المبادرة تأتي في وقت يواجه اليمن فيه حالة طوارئ ممتدة من الدرجة الثالثة، وهي أعلى مستوى للطوارئ الصحية للمنظمة».

وأضافت أن «اليمن يواجه تفشي للأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات بما في ذلك فيروس شلل الأطفال، والإسهال المائي الحاد، والكوليرا، والحصبة، والدفتيريا، والملاريا، وحمى الضنك».

وأشارت إلى أنه تم الإبلاغ عن 33 ألف حالة يشتبه في إصابتها بالحصبة منذ بداية العام الحالي، مع 280 حالة وفاة بسبب هذا المرض، فيما تم الإبلاغ عن 204 الآف حالة مشتبه في إصابتها بالكوليرا و 710 حالات وفاة، في الفترة التي بدأ فيها تفشي المرض في مارس (آذار) وحتى نهاية سبتمبر (أيلول) الماضيين.

وذكرت المنظمة أنه بحلول نهاية العام الحالي، من المتوقع أن تعاني أكثر من 223 ألف امرأة حامل ومرضع وأكثر من 600 ألف طفل من سوء التغذية.

وقالت: «من بين هؤلاء الأطفال، من المتوقع أن يعاني ما يقرب من 120 ألف طفل من سوء التغذية الحاد الوخيم، بزيادة قدرها 34 في المائة على العام السابق».