غرينبلات يفتح الملفات الكبرى ويطرح قضايا اللاجئين والقدس والحدود

كشفت مصادر سياسية رفيعة في تل أبيب، أمس، أن جيسون غرينبلات، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي، دونالد ترمب، لشؤون المفاوضات الدولية بخصوص الشرق الأوسط، بدأ في طرح أسئلة معمقة حول قضايا التسوية النهائية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. ويأتي هذا بموازاة جهوده للتقدم في «الخطوات الإسرائيلية الرامية إلى تحرير الاقتصاد الفلسطيني من العقبات». وذكرت المصادر أن غرينبلات طلب من الطرفين مواقف محددة، حول القضايا الجوهرية والأساسية المتعلقة بالحل الدائم، مثل الحدود، والأمن، والقدس، واللاجئين والاعتراف المتبادل. ونقلت المصادر عن غرينبلات قوله، إن «الرئيس ترمب، جاد في بدء المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، من خلال البحث في القضايا الجوهرية الكبرى».
وكان المبعوث الأميركي قد عاد إلى المنطقة، يوم الخميس الماضي، بعد مغادرة ترمب بيومين، وبدأ جولة مباحثات في القدس (الغربية) وفي رام الله، اجتمع في إطارها، برئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ورئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، وكبار القيادات الإسرائيلية بضمنهم وزير المواصلات يسرائيل كاتس، ووزير التعاون الإقليمي تساحي هنيغبي. وبحسب المصادر المذكورة، فإن قسما كبيرا من الزيارة تمحور حول إطلاق المبادرات الاقتصادية الإقليمية بشراكة إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وفي الوقت نفسه فتح الملفات الكبرى. وخلافا لما تناقلته وسائل الإعلام، حول إمكانية عقد قمة ثلاثية في غضون الأسابيع المقبلة، تجمع ترمب ونتنياهو وأبو مازن، إلا أن مصدرا سياسيا إسرائيليا يرجح الانطباع الذي ظهر بعد زيارة الرئيس ترمب للبلاد، حول حاجة الإدارة الأميركية إلى مزيد من الوقت من أجل العمل والوصول إلى معادلة لإعادة الجانبين إلى طاولة المفاوضات.
وقد لوحظ أن الحكومة الإسرائيلية تحاول نزع الشرعية عن الرئيس الفلسطيني، عباس، بدعوى أنه يقود عملية تحريض على إسرائيل واليهود. وتبين أنها سلمت مساعدي ترمب ملفا دسما يبين هذا التحريض في الإعلام الفلسطيني والكتب الدراسية، وحتى في تصريحات عباس التي دعم فيها الأسرى الفلسطينيين، الذين تعتبرهم إسرائيل قتلة وإرهابيين. وخصصت لجنة الخارجية والأمن البرلمانية أمس، جلسة للبحث في هذا التحريض، وقال رئيس آفي ديختر، إن 7 في المائة من ميزانية السلطة الفلسطينية وما يعادل 20 في المائة من أموال الدعم الخارجي للسلطة، يصرف على دفع رواتب للأسرى ولعائلاتهم ولعائلات الشهداء. وقال: «ما يدفع للأسير يزيد عن الراتب الشهري لرجل الشرطة الفلسطينية. وعليه، فإن من المجدى للمواطن الفلسطيني أن ينفذ عملية ضد إسرائيل ويدخل السجن، بدلا من الانضمام للشرطة ومحاربة الإرهاب».
ونقلت القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي ليلة أمس، عن مصدر أميركي وصفته بالمطلع على لقاء الرئيس دونالد ترمب، والرئيس محمود عباس، في بيت لحم قبل أسبوع، قوله إن «الرئيس ترمب صرخ في وجه الرئيس الفلسطيني، وقال له إنه خدعه في واشنطن». وأضاف، إن ترمب قال لعباس: «أنت قلت لي في واشنطن إنك تريد السلام، ولكن الإسرائيليين أثبتوا لي أنك تساهم بشكل شخصي في التحريض ضدهم».
وردت مصادر فلسطينية بأن عباس أوضح للرئيس ترمب أن المواطن الفلسطيني لا يحتاج إلى من يحرضه. فالاحتلال نفسه هو أكبر محرض. إنه يخنق المواطن الفلسطيني بممارساته العنيفة والعدوانية والمهينة على الحواجز العسكرية، وفي الاقتحامات الليلية للبيوت، وفي الاعتقالات اليومية، وممارسات القتل والجرح، وفي نهب الأرض وتخريب المزروعات، وتوسيع الاستيطان والتهويد.
كما أوضح أبو مازن أنه كانت هناك في الماضي لجنة مشتركة للسلطة وإسرائيل عالجت مسائل التحريض في الجانبين، لكن اللجنة لم تجتمع منذ سنوات، بسبب رفض إسرائيل.
وقال مسؤول فلسطيني لوسائل الإعلام، إنه في هذه المرحلة من المحادثة، قال ترمب لعباس، إن سلوك الإدارة الأميركية في موضوع الصراع سيكون مختلفا تماما خلال ولايته، وإنه في ضوء حقيقة أن فرص التقدم حسب مخطط الدولتين ضعيفة، فإن ترمب يريد دفع أفكار أخرى، وعلى رأسها خطة إقليمية تقوم على المبادرة العربية للسلام، في المقابل التقدم في المسألة الفلسطينية بواسطة المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين. وقد حذر الرئيس الفلسطيني من الانجرار وراء نتنياهو الذي يحاول التهرب من مستلزمات عملية السلام، بالهرب نحو موضوع التحريض وغيره، بينما يواصل على الأرض، المشاريع والممارسات التي تعرقل حياة الإنسان الفلسطيني وتفقده الأمل في السلام.