«إزالة راية الحسينيات» تشعل توترا لشركات النفط في البصرة

تدخل أميركي وإيراني لاحتواء أزمة محافظة السليمانية

«إزالة راية الحسينيات» تشعل توترا لشركات النفط في البصرة
TT

«إزالة راية الحسينيات» تشعل توترا لشركات النفط في البصرة

«إزالة راية الحسينيات» تشعل توترا لشركات النفط في البصرة

أصيب عامل أجنبي يعمل في شركة نفطية أميركية في حقل الرميلة جنوب العراق، واضطرت شركة أخرى إلى تعليق أعمالها بعد تعرضها لهجوم من شبان شيعة غاضبين على إهانة شعائر حسينية.
ويأتي الحادثان المنفصلان بينما تعتمد بغداد على شركات نفط أجنبية من الولايات المتحدة وبريطانيا والصين لمساعدتها في رفع مستوى إنتاج النفط الخام من أجل تمويل مشاريع إعادة الإعمار.
ودخل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على خط النزاع الذي يطال شركتين أميركيتين هما «شلمبرجيه» و«بيكر هيوز» ووجه في الوقت ذاته بطرد «المهندس» الأجنبي العامل في حقل الرميلة.
وقال مسؤول عراقي إن عاملا أجنبيا يعمل في حقل الرميلة أكبر الحقول النفطية في العراق نقل إلى المستشفى بعد تعرضه إلى هجوم من سكان محليين اتهموه بإهانة «معتقداتهم الدينية». وقال مسؤول عراقي إن «العامل الأجنبي الذي يعمل لصالح شركة النفط الأميركية «شلمبرجيه» حاول إنزال راية ولافتات ذكرى الإمام الحسين قبل أيام من إحياء واقعة استشهاده التي سنحيي ذكراها غدا».
وقال علي شداد، عضو مجلس محافظة البصرة، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «الموظف البريطاني أنزل راية الإمام الحسين وصورة الإمام علي بن أبي طالب، من سيارات حمايات الشركة الأمنية وقام بتمزيقها بالسكين».
ووقعت الحادثة في حقل الرميلة النفطي، في جنوب العراق، حيث تعمل شركتا «بريتش بتروليوم» (بي بي) البريطانية والشركة الوطنية الصينية للنفط على رفع إنتاج الحقل العملاق. وأضاف المسؤول العراقي، أن «هذا التصرف أثار حفيظة العاملين العراقيين وأبرحوه ضربا». وتابع: «على أثر الحادث نقل إلى مستشفى الفيحاء في البصرة وهو حاليا موقوف لدى القوات الأمنية». وأكد شداد على أن المتظاهرين طالبوا بإغلاق مكاتب شركة «شلمبرجيه» في البصرة وطرد عامليهم. لكن المالكي دعا في بيانه «المواطنين إلى عدم التعرض إلى الشركة النفطية». وقالت السفارة البريطانية في بغداد إنها على علم بالتعرض لأحد مواطنيها و«تتابع القضية».
وجاءت الحادثة بعد أيام من وقوع حادثة مماثلة، حيث قام عامل مصري يعمل لصالح شركة «بيكر هيوز» الأميركية أيضا، بإزالة رايات تحيي شعائر الإمام الحسين من سيارة كان يريد استخدامها. وأثارت الحادثة كذلك احتجاجات أجبرت السلطات على القيام باعتقاله بتهمة إهانة الدين، بحسب شداد. وعلى أثر ذلك، أعلنت شركة «بيكر هيوز» في بيان لها أنه لم تقع إصابات وأن مواقعها مؤمنة، وتعليق أعمالها في العراق، لأسباب قاهرة. ونقل البيان عن الرئيس التنفيذي للشرطة مارتين كريجهيد: «في الوقت الذي تتواصل فيه التحقيقات حول الحادثة، وحتى تستقر بيئة العمل نعلن إيقاف جميع الأنشطة في العراق». وأضاف: «نأمل أن تحل هذه القضية في الوقت المناسب، ونستأنف أعمالنا لدعم زبائننا والعراق حالما تتوفر البيئة الآمنة لعمل ذلك».
وقال موظفون عراقيون في شركة «بيكر هيوز» لـ«الشرق الأوسط»، إن ساعات فجر أول من أمس كانت «ساعات رعب حقيقية لأغلب العاملين في موقع حقل الرميلة الشمالي بعد أن اقتحم أكثر من مائة شاب عراقي غاضب مكاتب شركة (بيكر هيوز)». وأضافوا أن «الشبان الغاضبين كانوا يرتدون الملابس السوداء وقد دخلوا إلى المكاتب وفتشوا عن المطلوبين وطلبوا الأوراق الرسمية والهويات لأغلب الموجودين وكسروا النوافذ والأثاث وكانوا يرددون شعارات دينية». وتابعوا أن «الغاضبين لم يغادروا الموقع حتى وصول قوات الأمن العراقي التي حاصرت موقع الحقل».
وقال الموظف أحمد السكيني، إن «العمل في الشركة توقف وأغلب الخبراء الأجانب غادروا الموقع إلى مدينة البصرة في حين ينتظر البقية إجراءات السفر لمغادرة العراق خوفا على حياتهم».
من جهته، قال عمر النعيمي، مسؤول إعلام موقع شركة «بيكر»، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الشركة لم ولن تسمح لأي شخص من موظفيها بإهانة المعتقدات الدينية وأن الحادثة كانت عبارة عن سوء فهم لا أكثر». وأضاف أن «الموظف اعترض فقط على وضع اللافتة على إحدى السيارات حتى لا تكون سببا في مشكلات للراكبين»، مبينا أنه «كان يجهل تماما أهمية اللافتة وما لها من قدسية دينية».

على صعيد آخر، ما زالت قضية عزل محافظ السليمانية والتهديد بانتخاب بديل له تتفاعل على عدة مستويات، بعد إصرار حركة التغيير الكردية المعارضة على استبدال المحافظ ومعارضة الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال طالباني، لذلك، مما دفع بقوى إقليمية ودولية، وتحديدا الولايات المتحدة وإيران، إلى الدخول على الخط بهدف احتواء الأزمة، حسبما أفادت به مصادر مطلعة.



الموت يهدّد آلاف مرضى السرطان في إب اليمنية

مبنى مركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية في مدينة إب (فيسبوك)
مبنى مركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية في مدينة إب (فيسبوك)
TT

الموت يهدّد آلاف مرضى السرطان في إب اليمنية

مبنى مركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية في مدينة إب (فيسبوك)
مبنى مركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية في مدينة إب (فيسبوك)

يواجه آلاف المرضى بالسرطان في محافظة إب اليمنية (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) خطر الموت نتيجة غياب الرعاية الصحية والنقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية وغياب الدعم، في ظل اتهامات لقادة الجماعة الحوثية بالمتاجرة بالأدوية وتعطيل مراكز علاج ودعم الحالات المصابة بالمرض.

وأرجعت مصادر طبية في المحافظة نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، والتي كانت تقدم مجاناً من منظمات دولية وجهات خيرية، إلى مساعي الجماعة الحوثية للاستفادة من التمويل الموجه للمرضى، والحصول على إيرادات مالية من الأدوية والتدخل الدائم في العمل الإغاثي الطبي، وفرض قرارتها على الجهات الممولة، وإدارة شؤون المستشفيات والمراكز الصحية.

ووجّه فرع «مؤسسة مكافحة السرطان» في إب نداء استغاثة جديداً، هو الثالث خلال الأشهر القليلة الماضية، لدعم «مركز الأمل لعلاج الأورام» التابع لها، ومدّه بالأدوية والمستلزمات التي يحتاجون إليها لعلاج المرضى.

أطفال مرضى السرطان في محافظة إب اليمنية خلال مشاركتهم في مخيم ترفيهي (فيسبوك)

وأعلن فرع مؤسسة مكافحة السرطان، في بيان له، تسجيل 753 حالة إصابة جديدة بمرض السرطان في إب خلال العام الحالي، موضحاً أن معظم المرضى الذين يتوافدون حالياً على مركز الأمل لعلاج الأورام، وهم من الأسر الفقيرة والأشد فقراً، لا يتحصلون على الرعاية الطبية؛ بسبب شح الإمكانات.

زيادة في المصابين

واشتكى فرع المؤسسة في بيانه من أن التزايد المستمر في أعداد المصابين بالمرض يُحمّل المؤسسة ومركز الأورام تبعات كثيرة في الوقت الذي يعانيان قلة الإيرادات والافتقار للدعم الثابت؛ ما يجعلهما غير قادرين على توفير، ولو الحد الأدنى من الخدمات التشخيصية والصحية للمرضى.

وناشد البيان الجهات ذات العلاقة والمنظمات ورجال الأعمال، بإسنادهم بالدعم من أجل الاستمرار بتقديم الخدمات الصحية التشخيصية والعلاجية للمرضى.

مبنى فرع مؤسسة مكافحة السرطان في إب (فيسبوك)

وذكرت مصادر طبية في إب لـ«الشرق الأوسط»، أن المحافظة الخاضعة لسيطرة الجماعة الحوثية، شهدت مئات الإصابات الجديدة بالمرض، بالتزامن مع معاناة كبيرة لأكثر من 6 آلاف مصاب من مختلف الأعمار.

موارد محدودة

اشتكى عدد من المرضى من انعدام العلاج وانقطاع الخدمات الطبية، لافتين إلى أنهم يواجهون خطر الموت جراء فشل الجماعة الحوثية في إدارة المرافق الصحية وعبث قادة الجماعة بالموارد والمساعدات والإتجار بها في السوق السوداء.

وبيَّنوا لـ«الشرق الأوسط»، أنهم لا يزالون يعانون مضاعفات كبيرة وظروفاً حرجة في ظل سياسات حوثية خاطئة تستهدف جميع مؤسسات ومراكز مكافحة السرطان في المحافظة وأثرت سلباً على تلقيهم الرعاية الطبية.

يقول عبد الله، وهو شاب من مدينة العدين غرب المحافظة، وقدِم إلى فرع مؤسسة مكافحة السرطان لعلاج والدته التي تعاني سرطاناً في الحلق، إنه تردد على فرع المؤسسة لأكثر من 3 أيام؛ أملاً في الحصول على الرعاية الطبية لوالدته، لكن دون جدوى.

قادة حوثيون يفرضون وجودهم في افتتاح مركز لمعالجة الأورام في إب اليمنية بتمويل من فاعلي خير (إعلام حوثي)

ويعبّر عبد الله لـ«الشرق الأوسط» عن شعوره بالحزن والأسى وهو يرى والدته تصارع المرض، بينما يعجز حتى اللحظة عن تأمين جرعة العلاج الكيماوي لها وبعض الأدوية الأخرى؛ بسبب انعدامها في فرع المؤسسة، وارتفاع تكلفتها في العيادات الخارجية والصيدليات التي تتبع أغلبها قيادات حوثية.

ويشير عاملون في فرع المؤسسة المعنية بمكافحة السرطان في إب خلال أحاديثهم لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن مركز الأمل لعلاج الأورام التابع لمؤسسة مكافحة السرطان، لا يزال يُقدم كل ما يمكن من خدمات مجانية للمرضى، رغم تكرار الاستهداف الحوثي له ومنتسبيه، معتمداً على القليل جداً من التبرعات المقدمة من بعض الجهات وفاعلي الخير.

وطالب العاملون المنظمات الدولية والمعنيين بسرعة إنقاذ مرضى السرطان الذين يواجهون خطر الموت ويتجمعون يومياً بالعشرات أمام المراكز والمؤسسات والمستشفيات في المحافظة، أملاً في الحصول على الرعاية الصحية المناسبة.

القطاع الصحي في اليمن يعيش وضعاً متردياً تحت سيطرة الجماعة الحوثية (إ.ب.أ)

وأقرَّت الجماعة الحوثية سابقاً بارتفاع عدد مرضى السرطان بعموم مناطق سيطرتها إلى نحو 80 ألف مريض.

وأطلق فرع «مؤسسة مكافحة السرطان» في إب، أواخر أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي، نداء استغاثة، بعد بلوغ أعداد المرضى المسجلين لدى فرع المؤسسة بالمحافظة وقتها 6060 حالة.

وقبل ذلك بأشهر أطلق الفرع نداء استغاثة مماثلاً، لدعم «مركز الأمل لعلاج الأورام» التابع له، والذي يواجه الإغلاق الوشيك نتيجة نقص الدعم وغياب التمويل.