14 قتيلاً وجريحاً في تفجير انتحاري وسط بعقوبة

رئيس اللجنة الأمنية في ديالى: «داعش» انكسر ولم يمت

عنصر في الشرطة الاتحادية يطلق قذيفة «آر بي جي» صوب مواقع «داعش» في غرب الموصل أمس (رويترز)
عنصر في الشرطة الاتحادية يطلق قذيفة «آر بي جي» صوب مواقع «داعش» في غرب الموصل أمس (رويترز)
TT

14 قتيلاً وجريحاً في تفجير انتحاري وسط بعقوبة

عنصر في الشرطة الاتحادية يطلق قذيفة «آر بي جي» صوب مواقع «داعش» في غرب الموصل أمس (رويترز)
عنصر في الشرطة الاتحادية يطلق قذيفة «آر بي جي» صوب مواقع «داعش» في غرب الموصل أمس (رويترز)

أوقع هجوم نفذه انتحاري بحزام ناسف قرب حاجز أمني في بعقوبة، مركز محافظة ديالى، ما لا يقل عن 14 شخصا بين قتيل وجريح، بينهم 4 نساء وعشرة مدنيين، فيما حدثت حصيلة أخرى عن وقوع ما لا يقل عن 19 شخصا بين قتيل وجريح بينهم نساء وعناصر أمن.
وقال رئيس اللجنة الأمنية في محافظة ديالى صادق الحسيني لـ«الشرق الأوسط» إن «التقديم الأمني الملحوظ الذي يشهده العراق بات واضحا، و(داعش) يسعى للتشويش على ذلك من خلال أعماله الانتحارية والإجرامية بالأحزمة والعبوات الناسفة». وكشف الحسيني عن أن الأجهزة الأمنية فتحت تحقيقا في الحادث وأن مجلس المحافظة «صوّت على نصب مناطيد مراقبة جوية لكشف تحركات الجماعات الإرهابية في المناطق النائية، وأتوقع أن يتم نصبها قريبا في حال اكتمال التخصيصات المالية اللازمة».
ويرى الحسيني أن «تنظيم داعش الإرهابي انكسر ومرض لكنه لم يمت بعد، ما زالت جيوب التنظيم موجودة وقريبة ربما من مكان الحادث، والتنظيم يعرف محافظة ديالى ويمكنه استهدافها وقد خضنا معه حروبا طاحنة من قبل ونتوقع منه أن يقوم بطعن خاصرة المحافظة بين فترة وأخرى، وعلى الأجهزة الأمنية منعه من ذلك».
وبشأن المخاطر التي تمثلها منطقة حوض حمرين على محافظة ديالى، يرى رئيس اللجنة الأمنية أن «منطقة حمرين، لا تمثل خطرا على ديالى فقط، بل على محافظات صلاح الدين وكركوك وحتى إقليم كردستان، بسبب وقوعها على حدودها، كما أنها ونتيجة لوعورة طبيعتها الجغرافية، أصبحت مكانا مفضلا لدى الإرهابيين وقطاع الطرق والمهربين».
من جانبها، تتفق النائبة عن محافظة ديالى، ناهدة الدايني، بشأن «وجود جيوب لـ(داعش) في محافظة ديالى حتى الآن، خصوصا في منطقة حمرين وأطراف مدينة بهرز وغيرها» وتشدد في حديث لـ«الشرق الأوسط» على «ضرورة نصب مناطيد جوية لمراقبة تحركات (داعش) الإرهابي وملاحقة عصابات القتل والاختطاف المنتشرة في ديالى». وبرأيها فإن الخرق الأمني الذي تعرضت له المحافظة أمس: «جاءت نتيجة انشغال القوات الأمنية بالحرب ضد (داعش) خارج المحافظة»، مشيرة إلى أن تنظيم داعش «يسعى إلى الضغط على ديالى لتخفيف الضغط عليه في الموصل». وطالبت الأجهزة الأمنية بـ«ضرورة تطوير عملها الاستخباري، لتتجنب المحافظة خطر هجمات (داعش) الذي سيحاول دائما استهدافها».
ورغم العمليات الاستباقية التي تشنها قوات الجيش والشرطة على بؤر الإرهاب في محافظة ديالى، فإن تنظيم داعش يتمكن بين فترة وأخرى من تكرار هجماته على مدن المحافظة المختلفة، حيث شن أربعة انتحاريين الأسبوع الماضي، هجوما على قاعدة كركوش العسكرية في قضاء بلدروز ما أدى إلى مقتل ثمانية جنود وإصابة 10 آخرين.
وتعد محافظة ديالى (60 كيلومترا شرق العاصمة بغداد) والمحاذية لإيران، من المحافظات المعروفة بتنوعها العرقي والطائفي، وشهدت معارك ضارية بين جماعات «القاعدة»، و«داعش» من جهة، وقوات الأمن الحكومية من جهة أخرى، وكانت معقل زعيم تنظيم «القاعدة» السابق أبو مصعب الزرقاوي وقتل فيها في يونيو (حزيران) 2006. وتعاني المحافظة من وجود ميليشيا مسلحة تقوم بعمليات خطف وقتل من فترة لأخرى.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.