إحباط تهريب مئات الملايين من العملة اليمنية المزورة

البنك المركزي يصف الخطوة بالتحايل على المواطنين

البنك المركزي اليمني أخلى مسؤوليته من العملة المزورة وحذر من استعمالها (غيتي)
البنك المركزي اليمني أخلى مسؤوليته من العملة المزورة وحذر من استعمالها (غيتي)
TT

إحباط تهريب مئات الملايين من العملة اليمنية المزورة

البنك المركزي اليمني أخلى مسؤوليته من العملة المزورة وحذر من استعمالها (غيتي)
البنك المركزي اليمني أخلى مسؤوليته من العملة المزورة وحذر من استعمالها (غيتي)

كشف مصدر عسكري يمني، عن محاولات تهريب ميليشيات الحوثي وصالح، عملة ورقية مزورة وأسلحة، إلى محافظة صعدة المعقل الرئيسي لزعيم جماعة الحوثيين، عقب أيام من ضبط مئات الملايين المزورة في محافظة الجوف شمال شرقي البلاد.
وقال المتحدث باسم الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في الجوف عبد الله الأشرف لـ«الشرق الأوسط» إن ميليشيات الانقلاب تحاول جاهدة، بشكل شبة يومي، تهريب كميات كبيرة من العملات المالية المزورة والأسلحة والمخدرات والأجهزة المختلفة عبر صحراء الجوف من العبر، حيث يعتقد أنها تدخل البلاد تهريبا عبر محافظة المهرة المجاورة لسلطنة عمان، وتنقل عبر الصحراء إلى محافظة صعدة، المعقل الرئيسي للحوثيين.
وتأتي محاولات الانقلابين بعد يومين من ضبط مسلحي القبائل كميات كبيرة من العملات الورقية المزورة فئة 5 آلاف ريال، (هذه الفئة غير متداولة أو مقرة من البنك المركزي اليمني) في منطقة الحبيل عروق، وهي منطقة صحراوية رملية تبعد سبعين كيلومترا شمال الخنجر، وفقا لما قاله الأشرف، الذي أشار إلى أن تلك المبالغ تصل إلى مئات ملايين الريالات، مؤكدا أن الشاحنة التي تم ضبطها كانت تحمل مئات الكراتين، ويحتوي الواحد منها على مبلغ 35 مليون ريال.
وتعكس محاولة إدخال الميليشيات عملات ورقية مزورة ومن فئة نقدية مزورة وغير متداولة أو مقرة، إلى الأسواق المحلية التي تعاني من انهيار اقتصادي حاد، أزمة خانقة وصل إليها الانقلاب وعدم قدرته على تقديم حلول واقعية لمشكلات الناس ومعاناتهم، بحسب ما يراه الناشط السياسي والشبابي عيبان محمد، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»، إن محاولة إدخال عملة نقدية جديدة خارج الإطار الرسمي المتعارف عليه سيخلق كارثة إضافية وربما تؤدي إلى تداعيات خطيرة في قيمة العملة الوطنية، وأضاف: «يتضح من إجراءات الانقلاب بخصوص القسيمة الإعاشية أو إدخال عملة جديدة تخبط حقيقي تعيشه سلطة الانقلاب يزداد ذلك مع اتساع حالة التململ والتذمر الشعبي تجاهها في المحافظات والمناطق التي تفرض سيطرتها عليها».
وأعلن محافظ البنك المركزي اليمني منصر القعيطي أن عملا كهذا يعد جريمة جنائية مخالفة للقانون صادرة عن عصابات متخصصة في تزوير العملات والأوراق المالية لخداع وتضليل الجمهور المتعامل بالأوراق النقدية (الريال اليمني)، بهدف التحايل والاستيلاء على أموالهم الخاصة ومستحقاتهم المالية لدى الغير، ويعتقد أن عصابة الميليشيات الانقلابية في صنعاء تقف وراء هذا التزوير.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن المحافظ قوله «إن هذه العصابات قد سبق لها أن أصدرت قسائم (كوبونات) تحمل قيما مالية مختلفة لا تكتسب أي صفة قانونية لإصدارها وتداولها بغرض التحايل على المستحقات المالية للمواطنين وتبديد ثرواتهم»، وأضاف: «بحكم مسؤولياتنا القانونية تجاه الجمهور من حملة الريال اليمني والبنوك والمؤسسات المالية الأخرى فإننا ننوه بأن جميع هذه الأوراق مزورة وتعرض المتعاملين بها لخسران مبين».
ونبه محافظ البنك المركزي إلى «أن هذه الأوراق المزورة ليس لها أي صفة قانونية تؤهلها لأداء وظائف النقود القانونية وأن البنك المركزي اليمني يخلي مسؤوليته من أي التزام يضمن استرداد القيم التي تمثلها هذه الأوراق والشيكات المزورة».
وأشار إلى أن الريال اليمني الصادر عن البنك المركزي اليمني هو العملة الوطنية الوحيدة القابلة للتداول باعتبارها تحمل صفة الإبراء القانوني الذي يؤهلها للقيام بوظائف النقود الوطنية. وأهاب البنك المركزي اليمني بالجميع أخذ الحيطة والحذر وعدم التعامل بمثل هذه الأوراق والقسائم والشيكات المزورة حفاظاً على أموالهم ومستحقاتهم وضمان سلامة الاقتصاد الوطني.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.