«تويتر»: السعودية قاطرة النمو في الشرق الأوسط

بنجامين آمبن أكد لـ«الشرق الأوسط» استمرارية البحث عن حلول تقضي على خطاب الكراهية

بنجامين آمبن
بنجامين آمبن
TT

«تويتر»: السعودية قاطرة النمو في الشرق الأوسط

بنجامين آمبن
بنجامين آمبن

قال بنجامين آمبن، رئيس مبيعات «تويتر» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن مفهوم الأمن بالنسبة للشركة على المنصة هو الحفاظ على منظومة قيم ومعايير للشخص الذي يمتلك حسابا، سواء كان مُعرَّف الهوية أو غير معرف، مشيرا إلى أن «تويتر» لا تسمح بمستخدمين لديهم سجل من التورط في أعمال غير قانونية أو سلوكيات عدائية.
وأشار في حوار مع «الشرق الأوسط» إلى أن السعودية تعتبر القاطرة لمحرك النمو في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما كشف عن عدة قضايا في الحوار التالي:

* كيف ترى تقارير النتائج المالية الأخيرة؟ وماذا تمثل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالنسبة لكم؟
- النتائج المالية الأخيرة شيء إيجابي جدا لنا، وتعطي زخما كبيرا، خاصة فيما يتعلق بعدد مستخدمي «تويتر». ولكن قبل الإجابة عن سؤالك، أعتقد عندما نتحدث عن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فهي تعتبر أحد محركات النمو في العالم، فلو أخذنا السعودية علي سبيل المثال، فهي تعتبر في قائمة أهم 10 دول بالنسبة لنا، ومن المدهش أننا افتتحنا بها مكتبا منذ عامين فقط. وتمثل السعودية القاطرة الفعالة جدا لمحرك النمو الخاص بنا في المنطقة.
* ما مشروعاتكم القادمة في السعودية؟
- لدينا اتجاهان رئيسيان في السعودية: الأول يتعلق بالترفيه والرياضة، حيث نعمل بشكل جيد جدا أثناء الدوري السعودي لكرة القدم. فعندما يكون هناك حدث رياضي تجد معظم الناس على «تويتر» للتفاعل مع الحدث. على سيبل المثال أثناء مباراة «ديربي» الشهيرة بين الهلال والنصر، انظر إلى عدد التغريدات حول المباراة وملايين الأشخاص المتابعين. ونستثمر كثيرا من وقتنا لتطوير منصتنا ومحتواها ليتناسب مع تطلعات مستخدمي «تويتر» واتجاهاتهم. أما الاتجاه الثاني فهو العمل مع المطورين وجميع العلامات التجارية المحلية أو العلامات التجارية العالمية أو الإقليمية. حيث نحرص على ربطهم بالمناسبات المهمة مثل شهر رمضان، حيث يكون مناسبة مهمة جدا للمعلنين لبيع منتجاتهم عن طريق تحسين محتوى منصتنا، خاصة الفيديوهات.
* كثير من مستخدمي «تويتر» في المنطقة يطالبون برفع الحد الأقصى لعدد حروف التغريدة، ما خططكم لتلبية احتياجاتهم في هذه الخاصية؟
- نهتم دائما في «تويتر» بآراء رواد المنصة واقتراحاتهم، ولدينا في «تويتر» طريقة جيدة لمساعدة المستخدمين على كتابة تغريدات أطول ولو ببضعة حروف فقط، وذلك من خلال عدم احتساب الروابط التي تتم مشاركتها داخل التغريدات. قامت الشركة أيضا بخطوة مهمة لإفساح المجال للمشتركين للتعبير عن أنفسهم بشكل أكبر، وهو إمكانية إضافة تعليق على التغريدة المعاد تغريدها دون احتسابها من عدد حروف التغريدة الأصلية، كما كان يحدث في السابق. كما عملنا على تحسين مستوى خدمة مشاركة الفيديو على الشبكة، وبث الفيديو المباشر على المنصة.
* هناك شكوى مستمرة من الحكومات وحتى الأشخاص العاديين، من وجود حسابات على «تويتر» مزيفة. كيف ستتعاملون مع تلك الشكاوى؟
- مفهوم الأمن بالنسبة لنا على المنصة هو أننا نحرص على الحفاظ على منظومة قيم ومعايير للشخص الذي يمتلك حسابا لدينا على «تويتر»، سواء كان مُعرَّف الهوية أو غير معرف. نحن نؤكد أننا لا نسمح بوجود مستخدمين لـ«تويتر» لديهم سجل من التورط في أعمال غير قانونية أو سلوكيات عدائية، ونناهض التنمّر، والتهديد، والتحرش، وانتحال الشخصيات أو صفات الشركات، وسرقة الأعمال المحمية بالملكية الفكرية. ولدينا نظام داخلي آلي وشخصي عن طريق موظفينا لمراقبة محتوى الحسابات كافة، سواء كانت لأشخاص حقيقيين أو بأسماء مستعارة، لتحسين المحتوى وضمان الالتزام بسياسة الخصوصية الخاصة بمنصتنا. وعندما نكتشف محتوى تغريدات أو نشاطات لأشخاص تخرق المعايير الموضوعة، فإننا نقوم بإلغاء الحساب ومنعهم.
* «تويتر» واحدة من المنصات التي تستخدمها «داعش»، وكثير من الحكومات تشتكي من ردة الفعل البطيئة مع هذه الحسابات، بماذا تفسر ذلك؟
- مقتنعون بأنه من دون تأمين قوي لمنصتنا فلن يأتي مستخدمون لدينا أو معلنون ومطورون من العلامات التجارية. فيما يتعلق بالإرهاب نحاول جاهدين عن طريق فريق عملنا حجب أي نشاطات غير قانونية يتم اكتشافها بشكل سريع ومباشر. وبسبب العمليات الإرهابية، قمنا بحجب 600 ألف حساب من «تويتر» لها علاقة بالأنشطة الإرهابية في الفترة من مارس (آذار) إلى نهاية العام الماضي 2016. ومستمرون في المراقبة والعمل على إيجاد حلول ناجحة لنمنع تحديداً خطابات الكراهية بشكل عام، وتصوير الأعمال الإرهابية وانتهاكات حقوق الإنسان، ونوفر لمستخدمي منصتنا خاصية حجب أو حذف أي محتوى يراه غير مناسب.
* إلى أي مدى يوجد تعاون بين شركة «تويتر» وحكومات المنطقة في الجوانب المتعلقة بنشر المعلومات أو باطلاعهم على بيانات الحسابات غير المعرَّفة؟
- نتعاون مع الحكومات لضمان أفضل طريقة لتسهيل عمل المنصة داخل الدولة المعنية، والاتفاق على الأمور الفنية المتعلقة بتشغيل المنصة وشكلها. ونتعاون أيضا في هذا الإطار مع بعض المنظمات في كل دولة لمعرفة طبيعة المستخدمين والأنشطة الأكثر رواجا. لكن في الجانب الآخر هناك ما نفعله أيضا لمستخدمينا على مستوى العالم، وهو نشر تقرير للشفافية نصدره كل 6 أشهر، والذي نظهر فيه كل الطلبات التي نتلقاها من الحكومات في مُحاولة للسماح للمستخدمين بمعرفة مدى ما تريده حكومات العالم من بياناتها.
* أطلقتم في الفترة الأخيرة نسخة خفيفة لمنصتكم مناسبة لمناطق الاتصال الضعيفة، كيف تقيمون أداء هذه النسخة؟ وفي أي دولة من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تخططون لها؟
- أطلقنا هذا التحديث الرائع نتيجة لزيادة عدد المستخدمين كما ترى 14 في المائة في أوروبا، وما يقرب من 9 ملايين في الشهور الأخيرة في الربع الأخير من العام. وتأتي هذه النسخة في سبيل إتاحة خدمة «تويتر» لأكبر قدر ممكن من المستخدمين مهما كانت الأجهزة التي يمتلكونها. وهذا مفيد بشكل خاص لتصفح الموقع من الهواتف المحمولة وخاصة القديمة منها، ومفيد أيضاً في التصفح عبر شبكات الإنترنت البطيئة، حيث أصبح من الممكن تصفح الموقع بشكل أسرع على تلك الشبكات، بالإضافة إلى التحسينات في السرعة. وبدأنا تجربة إطلاق التحديث من الهند لاحتياجها لهذه الخدمة، ونحن حريصون على أن نوفر لهم الفرصة للتعبير عن أنفسهم كباقي رواد شبكة التدوين المصغر في جميع أنحاء العالم.
أما بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خاصة دول مجلس التعاون الخليجي، فسرعة الإنترنت بها ممتازة، ولكن يمكنهم الاستفادة أيضا من هذا التحديث. دعني أضرب لك مثالا بمصر والمغرب، سرعة الإنترنت بهما ليست بجودة السرعة بالسعودية، ولكن المستخدم يستطيع استخدام هذه الميزة عندما يكون داخل إحدى هذه الدول التي تتوفر بها الخدمة الجديدة.
* كم عدد مستخدمي «تويتر» في منطقة الشرق الأوسط؟
- لدينا نمو كبير في عدد المستخدمين، والذي قفز بزيادة وصلت لـ9 ملايين مستخدم، لنقترب من 328 مليون مستخدم على مستوى العالم. أود أن أؤكد لك أن السوق السعودية من أكبر 10 أسواق لدينا على مستوى العالم، ومنطقة الشرق الأوسط مهمة للغاية بالنسبة لنا.
* ما وضع الشركة المالي هذا العام، في ظل ما سمعناه من أن رئيس الشركة جاك دورسي اشترى نصف مليون سهم مؤخرا، هل لذلك تأثير على الشركة وأدائها وإيراداتها في المستقبل القريب؟
- في الحقيقة لا يمكنني الحديث بالنيابة عن جاك. ما أستطيع قوله، هو تعليق جاك نفسه على هذا الأمر، عندما صرح بأنه فعل ذلك لثقته في منتجنا؛ لأننا لدينا خريطة طريق واضحة علينا تنفيذها والمضي قدما بها. الآن لدينا منتج يستخدمه أكثر من 328 مليون شخص حول العالم، وكل يوم في زيادة؛ لأن الناس يغردون في كل مكان، لذلك فهذه الخطوة من مديرنا تعكس مدى ثقته في خطتنا وفريق عملنا، وفي قوة منصتنا.
* ما أحدث مشروعاتكم؟
- نعم، أود إخبارك أننا قد أعلنا في شركة «تويتر» عن تعاون جديد مع موقع «بلومبيرغ» الأميركي، كجزء من خططنا لبث مقاطع الفيديو المباشرة على مدار 24 ساعة. وتنص الشراكة الجديدة على أن موقع «بلومبيرغ» سيعمل على إنتاج برامج إخبارية خصيصا لـ«تويتر»، تمزج بين الأخبار المباشرة المقبلة من مكاتب «بلومبيرغ» العالمية ومقاطع الفيديو التي يتم نشرها من قبل مستخدمي «تويتر»، وبهذا الشكل سيكون هناك تدفق للأخبار على مدار الساعة، وسيتم دعم الخدمة من قبل الإعلانات على نطاق واسع. وسوف تركز الخدمة على أهم الأخبار بالنسبة للجمهور في جميع أنحاء العالم، وهذه الخطوة ستساعد في الوصول إلى الجماهير التي لا تشاهد التلفزيون. نحن نعمل في «تويتر» على الدخول أكثر في عالم البث المباشر والحصول على شراكات مع كثير من المؤسسات الإخبارية المختلفة.



«حرب الإعلام» التضليلية... الهاجس الجديد للاتحاد الأوروبي

مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)
مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)
TT

«حرب الإعلام» التضليلية... الهاجس الجديد للاتحاد الأوروبي

مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)
مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)

«المعارضة الحقيقية هي وسائل الإعلام، ومواجهتها تقتضي إغراقها بالمعلومات المفبركة والمضللة».

هذا ما قاله ستيف بانون، كبير منظّري اليمين المتطرف في الولايات المتحدة عندما كان مشرفاً على استراتيجية البيت الأبيض في بداية ولاية دونالد ترمب الأولى عام 2018.

يومذاك حدّد بانون المسار الذي سلكه ترمب للعودة إلى الرئاسة بعد حملة قادها المشرف الجديد على استراتيجيته، الملياردير إيلون ماسك، صاحب أكبر ثروة في العالم، الذي يقول لأتباعه على منصة «إكس» «X» (تويتر سابقاً): «أنتم اليوم الصحافة».

رصد نشاط بانون

في أوروبا ترصد مؤسسات الاتحاد وأجهزته منذ سنوات نشاط بانون ومراكز «البحوث» التي أنشأها في إيطاليا وبلجيكا والمجر، ودورها في صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة في غالبية الدول الأعضاء، والذي بلغ ذروته في انتخابات البرلمان الأوروبي مطلع الصيف الماضي.

وتفيد تقارير متداولة بين المسؤولين الأوروبيين بأن هذه المراكز تنشط بشكل خاص على منصات التواصل الاجتماعي، وأن إيلون ماسك دخل أخيراً على خط تمويلها وتوجيه أنشطتها، وأن ثمة مخاوف من وجود صلات لهذه المراكز مع السلطات الروسية.

درع ضد التضليل

أمام هذه المخاوف تنشط المفوضية الأوروبية منذ أسابيع لوضع اللمسات الأخيرة على ما أسمته «الدرع ضد التضليل الإعلامي» الذي يضمّ حزمة من الأدوات، أبرزها شبكة من أجهزة التدقيق والتحقق الإلكترونية التي تعمل بجميع لغات الدول الأعضاء في الاتحاد، إلى جانب وحدات الإعلام والأجهزة الرقمية الاستراتيجية الموجودة، ومنها منصة «إي يو فس ديسانفو» EUvsDisinfo المتخصّصة التي انطلقت في أعقاب الغزو الروسي لشبه جزيرة القرم وضمّها عام 2014. و«هي باتت عاجزة عن مواجهة الطوفان التضليلي» في أوروبا... على حد قول مسؤول رفيع في المفوضية.

الخبراء، في بروكسل، يقولون إن الاتحاد الأوروبي يواجه اليوم «موجة غير مسبوقة من التضليل الإعلامي» بلغت ذروتها إبان جائحة «كوفيد 19» عام 2020، ثم مع نشوب الحرب الروسية الواسعة النطاق ضد أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وإلى جانب الحملات الإعلامية المُضلِّلة، التي تشّنها منذ سنوات بعض الأحزاب والقوى السياسية داخلياً، تعرّضت الساحة الأوروبية لحملة شرسة ومتطورة جداً من أطراف خارجية، في طليعتها روسيا.

ومع أن استخدام التضليل الإعلامي سلاحاً في الحرب الهجينة ليس مُستجدّاً، فإن التطوّر المذهل الذي شهدته المنصّات الرقمية خلال السنوات الأخيرة وسّع دائرة نشاطه، وضاعف تداعياته على الصعيدين: الاجتماعي والسياسي.

الهدف تعميق الاستقطاب

وراهناً، تحذّر تقارير عدة وضعتها مؤسسات أوروبية من ازدياد الأنشطة التضليلية بهدف تعميق الاستقطاب وزعزعة الاستقرار في مجتمعات البلدان الأعضاء. وتركّز هذه الأنشطة، بشكل خاص، على إنكار وجود أزمة مناخية، والتحريض ضد المهاجرين والأقليات العرقية أو الدينية، وتحميلها زوراً العديد من المشاكل الأمنية.

وتلاحظ هذه التقارير أيضاً ارتفاعاً في كمية المعلومات المُضخَّمة بشأن أوكرانيا وعضويتها في حلف شمال الأطلسي «ناتو» أو انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن معلومات مضخمة حول مولدافيا والاستفتاء الذي أجري فيها حول الانضمام إلى الاتحاد، وشهد تدخلاً واسعاً من جانب روسيا والقوى الموالية لها.

ستيف بانون (آ ب)

التوسّع عالمياً

كذلك، تفيد مصادر الخبراء الأوروبيين بأن المعلومات المُضلِّلة لا تنتشر فحسب عبر وسائط التواصل الاجتماعي داخل الدول الأعضاء، بل باتت تصل إلى دائرة أوسع بكثير، وتشمل أميركا اللاتينية وأفريقيا، حيث تنفق الصين وروسيا موارد ضخمة خدمة لمصالحها وترسيخ نفوذها.

كلام فون دير لاين

وفي الكلمة التي ألقتها أخيراً أورسولا فون در لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، بمناسبة الإعلان عن مشروع «الدرع» الذي ينتظر أن يستلهم نموذج وكالة «فيجينوم» الفرنسية ورديفتها السويدية «وكالة الدفاع النفسي»، قالت فون دير لاين: «إن النظام الديمقراطي الأوروبي ومؤسساته يتعرّضون لهجوم غير مسبوق يقتضي منّا حشد الموارد اللازمة لتحصينه ودرء المخاطر التي تهدّده».

وكانت الوكالتان الفرنسية والسويدية قد رصدتا، في العام الماضي، حملات تضليلية شنتها روسيا بهدف تضخيم ظهور علامات مناهضة للسامية أو حرق نسخ من القرآن الكريم. ويقول مسؤول أوروبي يشرف على قسم مكافحة التضليل الإعلامي إن ثمة وعياً متزايداً حول خطورة هذا التضليل على الاستقرار الاجتماعي والسياسي، «لكنه ليس كافياً توفير أدوات الدفاع السيبراني لمواجهته، بل يجب أن تضمن الأجهزة والمؤسسات وجود إطار موثوق ودقيق لنشر المعلومات والتحقق من صحتها».

إيلون ماسك (رويترز)

حصيلة استطلاعات مقلقة

في هذه الأثناء، تفيد الاستطلاعات بأن ثلث السكان الأوروبيين «غالباً» ما يتعرضون لحملات تضليلية، خاصة في بلدان مثل اليونان والمجر وبلغاريا وإسبانيا وبولندا ورومانيا، عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتلفزيون. لكن المفوضية تركّز نشاطها حالياً على الحملات والتهديدات الخارجية، على اعتبار أن أجهزة الدول الأعضاء هي المعنية بمكافحة الأخطار الداخلية والسهر على ضمان استقلالية وسائل الإعلام، والكشف عن الجهات المالكة لها، منعاً لاستخدامها من أجل تحقيق أغراض سياسية.

وللعلم، كانت المفوضية الأوروبية قد نجحت، العام الماضي، في إقرار قانون يلزم المنصات الرقمية بسحب المضامين التي تشكّل تهديداً للأمن الوطني، مثل الإرهاب أو الابتزاز عن طريق نشر معلومات مضلِّلة. لكن المسؤولين في المفوضية الأوروبية يعترفون بأنهم يواجهون صعوبات في هذا المضمار؛ إذ يصعب وضع حدودٍ واضحة بين الرأي والمعلومات وحرية التعبير، وبالتالي، يضطرون للاتجاه نحو تشكيل لجان من الخبراء أو وضع برامج تتيح للجمهور والمستخدمين تبيان المعلومات المزوَّرة أو المضلِّلة.