لقب الدوري الأوروبي خطوة ليونايتد ومورينيو نحو استعادة الأمجاد

الفريق الإنجليزي تفوق على أياكس وقطف بطاقة في دوري الأبطال الموسم المقبل

لاعبو يونايتد وجهازهم الفني يحتفلون بالتتويج بكأس يوروبا ليغ (رويترز)
لاعبو يونايتد وجهازهم الفني يحتفلون بالتتويج بكأس يوروبا ليغ (رويترز)
TT

لقب الدوري الأوروبي خطوة ليونايتد ومورينيو نحو استعادة الأمجاد

لاعبو يونايتد وجهازهم الفني يحتفلون بالتتويج بكأس يوروبا ليغ (رويترز)
لاعبو يونايتد وجهازهم الفني يحتفلون بالتتويج بكأس يوروبا ليغ (رويترز)

الفوز في نهائي الدوري الأوروبي على أياكس أمستردام الهولندي 2 – صفر، مساء أول من أمس، في ستوكهولم، ربما لم يكن رائعا، ولكن خطوة أولى حاسمة بالنسبة لمانشستر يونايتد نحو تحقيق أهداف أكبر في الموسم المقبل.
وسجل لاعب الوسط الفرنسي بول بوغبا، أغلى لاعب في العالم، هدف التقدم مبكرا في الدقيقة الـ18 بالشوط الأول، وضاعف الأرميني هنريك مخيتاريان النتيجة مطلع الشوط الثاني في الدقيقة الـ48.
وخاض لاعبو يونايتد النهائي بعد الهجوم الانتحاري الذي تعرضت له مدينتهم ليل الاثنين وأودى بحياة 22 شخصا وإصابة 59 آخرين، خلال حفل موسيقي للمغنية الأميركية أريانا غراندي. ووقف جمهورا ولاعبو الفريقين دقيقة صمت تكريما للضحايا، كما ارتدى لاعبو يونايتد والحكام شارات سوداء حدادا.
ورفعت جماهيره يافطات كتب عليها: «لن نموت أبدا» و«مانشستر يونايتد، معنى الحياة» و«مانشستر - - مدينة موحدة».
الأمور لم تكن سهلة مطلقا بالنسبة للمدرب البرتغالي جوزيه مورينيو خلال الموسم الأول له في أولد ترافورد، لكن بعد نجاحه في حصد لقبي الدوري الأوروبي وكأس رابطة المحترفين، أو ثلاثة ألقاب إذا أضفنا إليهما كأس الدرع الخيرية، بجانب التأهل إلى دوري أبطال أوروبا، فإن مهمة مورينيو ربما تم إنجازها بشكل جيد.
لقد جاء مورينيو إلى أولد ترافورد الصيف الماضي، بهدف إعادة إيقاظ العملاق النائم، وربما الفوز ببطولة الدوري الأوروبي تعني بداية خطوة نحو الطريق الصحيحة. ولم يكن أياكس صيدا سهلا رغم خسارته بهدفين نظيفين، ولكن ضمانات مورينيو كانت دائما الفوز بالألقاب وليس الظهور بأداء جيد.
وقال مورينيو، وهو يعتبر كأس الدرع الخيرية للاتحاد كرة القدم من بين البطولات الكبرى: «في موسم سيئ، حيث شعرت أحيانا بأن فريقي هو الأسوأ في العالم، وأنني أسوأ مدرب في العالم، تمكنا من الفوز بثلاثة ألقاب».
وأضاف: «سنذهب لدوري أبطال أوروبا عن طريق الفوز بكأس، وليس بإنهائنا الدوري في المركز الثاني أو الثالث أو الرابع... لذلك؛ أعتقد أن هذا الموسم كان جيدا للغاية».
وفشل مانشستر يونايتد، الذي حقق نجاحات كبيرة تحت قيادة السير أليكس فيرغسون، في التأقلم سريعا على ضرورة وجود مدير فني جديد عقب اعتزال الأخير التدريب في 2013، ولم يفلح ديفيد مويز ثم لويس فان غال في إعادة الفريق للصدارة.
التعاقد مع مورينيو في صيف 2016 لم يكن خطوة سهلة اتخذها المسؤولون في النادي لأن البرتغالي شخصية مثيرة للجدل دائما، لكنه على النقيض تماما من باقي المدربين، حيث كان في الفرق كافة التي دربها بكامل التفاصيل الصغيرة والدقيقة التي تؤدي إلى الفوز بمباريات والبطولات.
وكان مورينيو نشيطا للغاية في المنطقة الفنية في الوقت بدل الضائع من مباراة نهائي الدوري الأوروبي، رغم أن فريقه كان متقدما بهدفين نظيفين، حيث ظل يحث لاعبيه على العودة لمراكزهم، وطالبهم بالتركيز الكامل حتى نهاية اللقاء.
وأشار إلى أن فوز يونايتد على أياكس هو فوز المدرسة الواقعية، وأصر على أنه وفريقه كانوا «متواضعين»، حيث شرح لماذا كان يفضل تركيز لاعبيه على منافسيهم بدلا من استعراض مهاراتهم الخاصة بالكرة.
وأوضح مورينيو: «كنا أقوى منهم، هناك الكثير من الأشعار في كرة القدم ولكن الأشعار لا تؤدي للفوز بالكثير من الألقاب، كنا ندرك أننا أفضل من أياكس، وقد نجحنا في استغلال نقاط ضعفهم».
ولا يخشى مورينيو من الاعتراف بفلسفته المتعلقة بأن «غاية الفوز» في كرة القدم هي كل ما تهم، بصرف النظر عن طريقة الوصول إلى ذلك. وتتحدث وفرة البطولات التي توج بها مورينيو مع أندية بورتو وتشيلسي وإنتر ميلان وريال مدريد عن نفسها. واستطاع مورينيو أن يفوز في 12 مباراة نهائية من أصل 14 مباراة، من بينها المباريات الأربع النهائية في البطولات الأوروبية.
وحافظ مورينيو على سجله المثالي في المباريات النهائية في أوروبا؛ إذ أحرز قبل ذلك لقب كأس الاتحاد الأوروبي 2003 مع بورتو ودوري الأبطال 2004 مع النادي ذاته، إضافة إلى دوري الأبطال مع إنترناسيونالي في 2010.
وأصبح مورينيو أيضا أول مدرب يفوز مرتين بلقبي البطولتين الأوروبيتين الحاليتين للأندية.
وخسر مورينيو مرتين في المباريات النهائية، وكانت الأولى في 2004 في كأس البرتغال مع بورتو أمام بنفيكا، والأخرى عندما كان يقود ريال مدريد أمام أتلتيكو مدريد في نهائي كأس الملك 2013.
وقال مورينيو: «إذا كان بإمكاني قول شيء عن نفسي، فأنا متواضع جدا عندما ألعب المباريات النهائية. أدرس المنافس، أحاول أن أجعل لاعبي فريقي يحترمون قوة الخصم وفهم نقاط ضعفهم».
واعترافا بأن الموسم المقبل سيكون أكثر شراسة، ولن يقبل جمهور مانشستر باحتلال فريقه مركزا متراجعا في الدوري، قرر مورينيو التحرك مبكرا في سوق الانتقالات، وقال: «لقد تسلم اد وودوارد، المدير التنفيذي لمانشستر، قائمتي للاعبين المستهدف التعاقد معهم، ما أريده، ما كنت أفضله، لأكثر من شهرين؛ لذا فإن الأمر الآن يرجع له ولملاك النادي».
وأضاف: «أتمنى لوودوارد كل النجاح في عمله؛ لأنه حان الوقت بالنسبة لي للحصول على وقت مستقطع لأني منهك تماما، لا أكترث لكرة القدم حاليا، الآن أنا في إجازة».
وأضاف: «الأشهر الأخيرة كانت صعبة جدا، لقد فقدنا الكثير من اللاعبين، ولكن من خلال الفوز بثلاثة ألقاب في موسم واحد والتأهل لدوري أبطال أوروبا، أشعر بسعادة كبيرة في أكثر موسم صعوبة لي بصفتي مدربا».
وسقط مانشستر في فخ التعادل كثيرا على المستوى المحلي في الموسم المنقضي، ويتطلع الفريق لتعزيز قدراته الهجومية من خلال ضم المهاجم الفرنسي أنطوان غريزمان من أتلتيكو مدريد الإسباني.
ويعد غريزمان حاليا من أفضل المهاجمين في العالم المتاحين في سوق الانتقالات الصيفية، ولا يوجد شك في أن وجود مانشستر في دوري أبطال أوروبا سيجعل منه مصدر جذب للنجوم. ولكن غريزمان قد يراجع نفسه في مسألة الانتقال إلى مانشستر، في ظل الفلسفة التي يتبعها مورينيو التي تعتمد على القيام برد الفعل عوضا عن فرض الهيمنة على المباريات. ولم يشأ مورينيو في التطرق إلى مصير المهاجم السويدي المخضرم زلاتان إبراهيموفيتش الذي غاب عن النهائي الأوروبي بسبب الإصابة، والذي انتهي عقده مع الفريق.
وأشار مورينيو «أعتقد أن ما حدث معه أمر غير عادل، أعتقد أنها كانت ستصبح ليلة مذهلة بالنسبة له إذا تواجد داخل الملعب، لقد ظهر بمستوى رائع على مدار الموسم».
وتابع: «أنا سعيد جدا بأن مسيرته الرائعة شهدت أخيرا تتويجه بلقب أوروبي». مصير القائد واين روني هو الآخر لم يحسم بعد فرغم أنه ما زال في الحادية والثلاثين من عمره، لكنه يبدو غير قادر على حجز مقعد له في التشكيل الأساسي للفريق.
وفي غمار الاحتفال باللقب الأوروبي، قال الإسباني أندير هيريرا، رجل المباراة، الذي هيمن مع بول بوغبا ومروان فيلايني على وسط الملعب وجعلوا لاعبي أياكس غير قادرين على خلق أي فرص: «كانت خطتنا جدية، وذكية للغاية».
كما أشاد خوان ماتا، نجم يونايتد بمدربه مورينيو، الذي كان يرتبط بعلاقة متحفظة معه سابقا، ورحل عن تشيلسي بعد ستة أشهر من عودة المدرب البرتغالي لقيادة النادي اللندني.
وقال ماتا: «مورينيو يكره الخسارة وحاول خلال الأسبوع تحفيزنا على قدر استطاعته وانصب تركيزه على عدم ارتكاب أي أخطاء. لم نرتكب أي أخطاء، ولعبنا بشكل رائع».
وأضاف: «كان الأمر يتعلق بالخروج بكل شيء أو بلا شيء وبعد التتويج من العدل أن نقول إننا قدمنا موسما جيدا، وأحرزنا ثلاثة ألقاب وتأهلنا لدوري الأبطال في الموسم المقبل ولذا نحن سعداء جدا. دافعنا بقوة وسجلنا في الأوقات المهمة، وأظهرنا كيف نخوض مباراة نهائية».
ويعتبر التناقض في إنفاق 300 مليون دولار لحشد 11 لاعبا يسير بهدوء شديد عندما تسير الأمور بشكل جيد. ويتعين على بوغبا، أغلى لاعب في العالم، أن يقدم أداءً أفضل في الموسم المقبل.
وفعل إبراهيموفيتش، الذي انضم للفريق في صفقة انتقال حر ولو براتب كبير، كل ما في وسعه فيها، ولكن في ظل تذبذب مستوى الشاب ماركوس راشفورد وتراجع مستوى القائد واين روني، فإن الفريق يحتاج إلى هداف على وجه السرعة. وحقق مانشستر رقما قياسيا خاصا، حيث لم يخسر الفريق في 25 مباراة على التوالي في الدوري الإنجليزي، ولكن تعادل في 12 مباراة خلال تلك الفترة، ولكنه لم يتمكن من المنافسة على اللقب وكان بعيدا عن المراكز الأربعة الأولى.
ومع قدرة مورينيو على الإشارة إلى النجاح في موسم إحلال وتجديد بالفريق، يمكن تجاهل هذه القضايا حاليا. على كل حال، طريقة الوصول لنخبة كرة القدم هي الفوز بالبطولات وكان لاعبو مانشستر هم الذين يغنون «أبطال، أبطال» وقت مغادرتهم ملعب «فريندز أرينا» الذي استضاف المباراة.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.