المشهد: «كان» لا يحتفي

* أصر أحد الصحافيين التلفزيونيين العرب خلال مقابلة قصيرة أجراها معي على القول: إن مهرجان «كان» يحتفي بالسينما اللبنانية
* ذكر لي ذلك قبل المقابلة حين قال: «نريد أن نتحدث في الاحتفاء الذي يخصصه كان للسينما اللبنانية هذه السنة»
* سارعت إلى تصحيح معلوماته: «كان لا يحتفي بسينما معيّـنة أرجوك تخلّـى عن هذا المفهوم الخاطئ السينما اللبنانية التي تتحدث عنها عبارة عن ثلاثة أفلام قصيرة تدخل نطاق (الورش) في قسم خارج العروض الرسمية للمهرجان اسمه (نصف شهر المخرجين) وهي لا تؤلف حتى فيلماً واحداً والقسم لا يتبع المهرجان رسمياً لذلك لا يوجد أي احتفاء»
* هز رأسه كما لو كان وافق وازداد علماً بالشيء على الرغم من ذلك كان سؤاله الأول لي: «ما رأيك باحتفاء مهرجان كان الدولي بالسينما اللبنانية؟»
* ليس هناك أسوأ من نقل معلومة خاطئة عبر أي وسيط الجمهور العريض الذي سيقرأ في صحيفة أو يشاهد على شاشة التلفزيون أو يستمع إلى الراديو سوف لن يعرف وسيصدق أنّ السينما اللبنانية (أو الكورية أو البلجيكية أو أي سينما أخرى) محتفى بها هذا يطرب اللبناني والعربي بصورة عامّـة مردداً ولو في نفسه: «أصبح (كان) يحتفي بنا» أو «رائع السينما اللبنانية محتفى بها في أهم المهرجانات»
* هذا كلّه خطأ شنيع ومزدوج فهو لم يحدث وليس سوى ادعاء كاذب بيد أنّنا لسنا بحاجة لطبل كي نرقص فنحن نرقص مباشرة على الهواء نتوهم ونصدق ونتغنى سريعاً ما على المرء تحاشيه هو أن يشارك في الطبل والزمر وتسديد الكلمات التي قد تعجب البعض لكنها خاطئة وكاذبة
* قبل سنوات قريبة درجت عادة اعتلاء سينمائيين عرب السلم ذا البساط الأحمر حين يكون خالياً من الصاعدين والتقاط الصور ونشرها للإيحاء بأنّهم كانوا من بين النخبة وأنّ «كان» قد احتفى بهم وبأفلامهم! والكثير صدقوا