الانقلابيون يعتقلون قيادات مسيرة طالبت بالرواتب في صنعاء

الانقلابيون يعتقلون قيادات مسيرة طالبت بالرواتب في صنعاء
TT

الانقلابيون يعتقلون قيادات مسيرة طالبت بالرواتب في صنعاء

الانقلابيون يعتقلون قيادات مسيرة طالبت بالرواتب في صنعاء

اعتقلت ميليشيات الحوثي وصالح، أمس، عدداً من الشخصيات البارزة المؤيدة للانقلاب في صنعاء، في أعقاب تنظيم مظاهرة تطالب بصرف المرتبات في ميدان التحرير بصنعاء. وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن الميليشيات اعتدت على المتظاهرين المنظمين لفعالية المظاهرة، وقاموا باعتقال عضو البرلمان القاضي أحمد سيف حاشد، أحد الموالين للحوثيين.
وأضاف الشهود أن مسلحين من الميليشيات انتشروا في مداخل ميدان التحرير وقاموا بالاعتداء على مَن توافدوا إلى الميدان للمشاركة في المظاهرة، ومن بينهم نساء.
ويأتي اعتقال حاشد، بعد ساعات من اعتقال القاضي عبد الوهاب قطران، وهو الأمر الذي وصفه مراقبون كبداية للفرز والانشقاقات في صفوف جماعة الحوثي وأتباعهم.
وقال المحلل السياسي وضاح الجليل لـ«الشرق الأوسط» إنه «من الطبيعي أن هناك فرزاً منذ البداية، هذه الجماعة لا تؤمن بمن هم من خارجها إلا كأتباع، وما قامت به اليوم يشير بوضوح إلى نهج هذه الجماعة ومنطقها». وأضاف أن «الشخصيات التي تعرضت للقمع والاعتداء هذا اليوم هي شخصيات معروفة، وكانت مناصرة لجماعة الحوثي في كثير من المراحل، وتصاعد هذا التأييد مع الانقلاب والحرب، إلا أن جماعة الحوثي تتنكر لكل هذه المواقف»، وأكد الجليل على أن «تركيبة جماعة الحوثي هي تركيبة عصبوية فئوية ضيقة، وهذه العصبوية تضيق باستمرار حتى تصل في النهاية إلى صراع داخل نواتها نفسها». وفي الآونة الأخيرة، تعاظمت حدة الخلافات والانشقاقات بين جماعة الحوثي وموالين لها في صنعاء، وذلك جراء تصرفات الميليشيات التي طالت الجميع. إلى ذلك، قال اللواء الركن أمين الوائلي قائد المنطقة العسكرية السادسة، لـ«الشرق الأوسط»، إن الجيش يستمد المعلومات حالياً ممن زرعهم في مواقع الانقلابيين ومنهم من ينتمون للميليشيات الحوثية.
وأكد الوائلي وجود انشقاق واضح في صفوف الانقلابيين. وتابع: «ميليشيات الحوثي - صالح، اختلفت كثيراً اليوم عما كانت عليه قبل فترة وجيزة في المواجهات العسكرية المباشرة مع الجيش الوطني، إذ يلاحظ أن المعتقد الذي كانوا يحاربون من أجله سقط بشكل كبير، وذلك نتيجة القوة العسكرية التي يضرب بها الجيش بدعم قوات التحالف العربي، والتي نتج عنها تمزق هذه الميليشيات وتسليمهم لكثير من المواقع بشرط الخروج الآمن لهم والفرار باتجاه مديريات قريبة».
ولفت إلى أن المواجهات الماضية شهدت سقوط كثير من القيادات الكبيرة من الانقلابيين، الأمر الذي دفع بأتباع الحوثي، والمقربين منه إلى الانسحاب من الصفوف الأولية في المواجهات العسكرية والدفع بعناصرهم لمواجهة الجيش والفرار إلى مواقع قريبة والاختباء.
وأشار الوائلي إلى أن قيادات من الحرس الجمهوري تواصلت مع الجيش الوطني للخروج من مواقعهم، لكن فضّل الجيش بقاءهم في مواقعهم للاستفادة بشكل أكبر من المعلومات التي تصل منهم، وبذلك يثبتون حسن ولائهم للانضمام للشرعية، الذين انضموا في وقت سابق يشاركون الآن في الجيش بعد أن أثبتوا قدرتهم وولاءهم للوطن قبل كل شيء. وشدد على أن قواته في المنطقة السادسة لا تكتفي بتحرير ما تبقى من مدن تقع تحت نفوذ الميليشيات، وإنما ستذهب بعيداً بما يتوافق وتوجيهات القائد العام الرئيس عبد ربه منصور هادي، لتحرير ودعم باقي القطاعات في تنفيذ المهام القتالية، موضحاً أن المنطقة السادسة، تمتلك القوة البشرية، وكثير من الألوية جاهزة لتنفيذ الخطة العسكرية للتقدم باتجاهات مختلفة.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.