رئيس جنوب السودان يوجه قواته بالتقيد بوقف إطلاق النار

دعا رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت على قواته عدم مهاجمة مواقع المعارضة المسلحة، عقب إعلانه وقف إطلاق النار من جانب واحد، مؤكداً أنه يبرهن للعالم من خلال هذه الخطوة مَن الذي يبحث حقيقة عن السلام، ومن يفضل مواصلة الحرب.
وقال سلفا كير، أمس، في كلمة أمام عدد من كبار ضباط الجيش، الذين تسلموا مهامهم الجديدة بعد إعادة هيكلة الجيش الشعبي الحكومي، إن حركة التمرد ستقوم بمهاجمة مواقع قوات الحكومة بعد إعلان وقف إطلاق النار بغرض الاستفزاز، وأضاف موضحاً أنه «يجب عليكم عدم الاستجابة والبقاء في مواقعكم. يجب نقل هذه الرسالة إلى جميع القادة والتقيد بها... نريد أن نوضح ونبرهن للعالم مَن هو الذي يبحث عن السلام ومن يفضل الحرب».
وبخصوص ضمان تقيد الطرف الآخر بوقف القتال أضاف سلفا كير: «تعلمون أن وقف إطلاق النار من جانب واحد لا يمكن أن يكون ملزماً للجانب الآخر. لكن لا بد من الدفاع عن النفس في حالة تعرضكم للهجوم»، مشيراً إلى أن وقف إطلاق النار سيوفر مناخاً أفضل لإجراء حوار شامل، ولتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية للمتأثرين بالمجاعة.
من جهة أخرى، دعا رئيس بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب السودان مجلس الأمن الدولي إلى التوحُّد وراء استراتيجية مشتركة لدفع العملية السياسية والسلام وإيقاف الحرب، مشدداً على أن وحدة الهدف سترسل أفضل إشارة إلى القادة السياسيين في جنوب السودان للتركيز على محنة مواطنيهم، ودعا في السياق ذاته إلى ضرورة خلق موقف إقليمي متماسك وموحد للمساعدة في التطورات السياسية، معرباً عن ترحيبه بانطلاق الحوار الوطني، الذي قال إنه سيساعد على إنهاء الصراع الذي اندلع منذ ديسمبر (كانون الأول) 2013، لكنه عبر عن تخوفه من استبعاد نائب الرئيس السابق الدكتور رياك الذي يقود حركة التمرد.
وبدأ مجلس الأمن، أول من أمس، في تبني قرار بالإجماع بتجديد مجموعة من العقوبات حتى 31 من مايو (أيار) 2018، بما في ذلك حظر السفر وتجميد الأصول المفروضة بموجب قراره 2206 (2015)، ضد الأفراد الذين يعرقلون السلام والأمن والاستقرار في جنوب السودان.
وكانت المعارضة المسلحة في جنوب السودان، بقيادة رياك مشار، قد أعربت عن ترحيبها الحذر بشأن وقف إطلاق النار من جانب واحد، الذي أعلنه الرئيس سلفا كير قبل يومين، وقالت في بيان إن الحوار الذي بدأ الاثنين الماضي مجرد حملة لتعريض اتفاق السلام الذي تم توقيعه في العام 2015 للخطر، وأضاف البيان أنه «إذا كان الرئيس سلفا كير وحلفاؤه صادقين لتحقيق المصالحة الوطنية فإن عدم الشمولية، والتحيز في اختيار اللجنة، يجعل العملية مجرد مزايدة».