نتنياهو يمنع وزراءه من مصافحة زعماء الدول

من يصافح يعاقب ومن يقاطع يطرد من الكنيست ويغرم

نتنياهو يمنع وزراءه من مصافحة زعماء الدول
TT

نتنياهو يمنع وزراءه من مصافحة زعماء الدول

نتنياهو يمنع وزراءه من مصافحة زعماء الدول

في أعقاب سلسلة أعمال صبيانية أقدم عليها وزراء ونواب إسرائيليون خلال استقبالهم الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، اتخذ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، سلسلة إجراءات تمنع مصافحة الوزراء لزعماء سياسيين من ضيوف إسرائيل، وتعاقب من لا يحترم أصول التعامل.
وجاء هذا القرار بعد «حادثة السيلفي»، التي قام خلالها النائب اورن حزان، من حزب الليكود، بجذب الرئيس ترمب من ذراعه وإجباره على التقاط صورة شخصية له وللرئيس، خلال مراسم الاستقبال في مطار بن غوريون في اللد، قبل أيام، وكذلك بعدما استغل وزير التعليم مصافحة ترمب، ليطلب منه نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وبعدما قام وزير الأمن الداخلي بإبلاغ ترمب أن الفلسطينيين نفذوا عملية إرهابية في تل أبيب، مع علمه بأن العملية كانت مجرد حادث طريق. وقد أمر نتنياهو، المدير العام لوزارة الخارجية، يوفال روتم، بإلغاء مراسم مصافحة الوزراء خلال مراسم الاستقبال الرسمية.
وبالإضافة إلى حادثة حزان، ينبع هذا القرار أيضا، من معايير أخرى، من بينها حقيقة أن مصافحة الأيدي استغرقت وقتا أطول من المقرر. وكان الجانب الأميركي قد حاول إلغاء طقس مصافحة الأيدي، بادعاء أن المقصود زيارة عمل فقط، وطلبوا أن تكون المراسم في المطار قصيرة جدا، لكنهم استجابوا في نهاية الأمر للطلب الإسرائيلي.
وقال مصدر سياسي في تل أبيب، أمس، إن تصرفات المسؤولين الإسرائيليين أزعجت، ليس المنظمون للحدث فقط، وإنما أعضاء الوفد الأميركي. كما أثار الانتقاد تصرف الكثير من الضيوف الذين كان يفترض أن يبقوا على مقاعدهم، لكنهم اندفعوا إلى صف المستقبلين مع الوزراء، وبعضهم رفض ترك المكان على الرغم من مطالبتهم بذلك من قبل منظمي المراسم في وزارة الخارجية. وقال مصدر رفيع مطلع على الخطوة، إنه «عندما هبط ترمب في مطار روما، شاهد الجميع ما تعنيه المراسم القصيرة، حين صافح المسؤولون الكبار الرئيس من دون أن يحاول أحد تبادل كلمات معه أو التقاط صورة سيلفي. منذ اليوم، لن يتكرر مثل هذا المشهد المخجل الذي رأيناه في إسرائيل».
من جهة ثانية، اتفق غالبية نواب الائتلاف الحاكم والمعارضة في إسرائيل، على سن قانون جديد يمنع النواب من مقاطعة خطابات ضيوف من زعماء الدول. واتضح أن السبب في القانون، هو أن الرئيس ترمب كان يرغب في إلقاء خطابه المركزي في إسرائيل أمام الكنيست. ولكنه تساءل إن كان القادة الإسرائيليون يضمنون أن لا يقاطعه أحد النواب فيمس بمكانته، فأجابوه بأن القانون الإسرائيلي لا يمنع النواب من المقاطعة. فألغى فكرته وطلب إلقاء الخطاب في مكان آمن أكثر. فاختاروا له قمة متسادا في البداية ثم متحف إسرائيل. وعليه، قرر نتنياهو تغيير القانون، بغية التعاطي باحترام مع الضيوف. وحسب القانون المقترح فإن النائب الذي لا يلتزم بالسكوت أمام زعماء العالم، سيطرد من الجلسة فورا وبلا إنذار وسيجري تغريمه بحسم مبلغ من راتبه.



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.