حملة السيسي لـ {الشرق الأوسط}: نلمس قدر النجاح الذي نحققه

صباحي يتعهد بالقضاء على الظلم من مسقط رأسه شمال مصر

سيدة مصرية ترفع صورة تجمع المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي والرئيسين الراحلين أنور السادات وجمال عبد الناصر خلال حملة شعبية داعمة لوزير الدفاع المصري السابق (أ.ف.ب)
سيدة مصرية ترفع صورة تجمع المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي والرئيسين الراحلين أنور السادات وجمال عبد الناصر خلال حملة شعبية داعمة لوزير الدفاع المصري السابق (أ.ف.ب)
TT

حملة السيسي لـ {الشرق الأوسط}: نلمس قدر النجاح الذي نحققه

سيدة مصرية ترفع صورة تجمع المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي والرئيسين الراحلين أنور السادات وجمال عبد الناصر خلال حملة شعبية داعمة لوزير الدفاع المصري السابق (أ.ف.ب)
سيدة مصرية ترفع صورة تجمع المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي والرئيسين الراحلين أنور السادات وجمال عبد الناصر خلال حملة شعبية داعمة لوزير الدفاع المصري السابق (أ.ف.ب)

غادر قطار الانتخابات الرئاسية في مصر آخر محطاته قبل بدء التصويت منتصف الشهر الحالي بالنسبة للمصريين في الخارج، وأواخر الشهر نفسه في الداخل، وذلك بانقضاء المدة القانونية لتنازل أحد المرشحين عن ترشحه. وبينما حل زعيم التيار الشعبي حمدين صباحي ضيفا على محافظة كفر الشيخ مسقط رأسه متعهدا بالقضاء على الظلم في البلاد، نفت حملة قائد الجيش السابق المشير عبد الفتاح السيسي تصريحات بشأن عدم طرحه برنامجه الانتخابي، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» أنها تلمس قدر النجاح الذي تحققه.
ولم يتقدم أي من المرشحين الرئاسيين بتنازل عن ترشحه في الموعد الذي أقرته اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية. ويترتب على ذلك من الناحية الإجرائية إجراء الانتخابات من جولة واحدة فقط، ويعلن فوز من يحصل على الأغلبية المطلقة من عدد الأصوات الصحيحة المشاركة في الجولة التي تنطلق 15 الحالي وتستمر حتى 18 من الشهر نفسه في خارج، ويومي 26 و27 الحالي داخل البلاد.
وبانتهاء موعد التنازل رسميا أمس ستطبع بطاقات الاقتراع باسمي المرشحين صباحي والسيسي، حتى وإن أعلن أي منها الانسحاب من المنافسة خلال الأيام القادمة. وقال مصدر مطلع إن القانون لا يعتد بما يسمى بالانسحاب، هناك تنازل قانوني وهو أمر أغلق بابه أمس.
وفي غضون ذلك، قال أحمد كامل، مدير الحملة الإعلامية للمشير السيسي، لـ«الشرق الأوسط» إن الحملة تلمس النجاح الذي تحقق خلال الفترة الماضية.. وما زلنا نملك الكثير لنقدمه»، نافيا ما نسب له بشأن عدم طرح المشير برنامجه الانتخابي.
وتابع كامل قائلا إن «تصريحاتي فهمت خطأ.. وعلى أيه حال فالمشير بدأ بالفعل طرح برنامجه الانتخابي عبر لقاءاته وحواراته، وهناك من توقع ألا يظهر المشير إلا مرات معدودة، لكنه ظهر خلال الأسبوع الماضي أربع مرات، لذلك أرجو أن يكف الناس عن التوقعات غير الدقيقة، فهناك خطة مدروسة نعمل بمقتضاها».
وعما إذا كان المشير سيعقد مؤتمرات جماهيرية خلال الفترة المقبلة، قال كامل: «هناك لقاءات جماهيرية عقدت بالفعل ولا يزال هناك مؤتمرات أخرى، لكن لن نتحدث عنها الآن، لا عن طبيعتها ولا موعدها».
ويقول مراقبون إن المشير السيسي يعتمد على جماهيرية واسعة حققها منذ أن توافق مع قوى سياسية على عزل الرئيس السابق محمد مرسي، لكن يعتقد آخرون أن منافسه صباحي، قادر على تحقيق أقصى استفادة ممكنه من جولاته الميدانية في المحافظات.
وواصل القيادي اليساري البارز صباحي أمس جولاته في المحافظات، وحل أمس ضيفا على محافظة كفر الشيخ مسقط رأسه، وزار ضريح العارف بالله إبراهيم الدسوقي، (من أقطاب الصوفية في البلاد)، بمسجده بمدينة دسوق.
وقال صباحي عقب أداء صلاة الجمعة بالمسجد الإبراهيمي إنه سيقر العدالة الاجتماعية التي لم تتحقق في مصر بعد ثورتي 25 يناير (كانون الثاني) 2011، و30 يونيو (حزيران) 2014، وأنه مصمم على منح الشهداء حقوقهم.
وتابع في كلمة قصيرة وجهها لأنصاره خارج المسجد قائلا: «إنه لا ظلم بعد اليوم.. أنا ابن فلاح وتربيت بين الصيادين، لذلك جئت اليوم بينكم وبين أهلي للحشد يومي الانتخابات».
ويعقد صباحي مؤتمرا جماهيريا حاشدا بإحدى قاعات المحافظة، التي تسيدها في الجولة الأولى من الانتخابات الماضية عام 2012 والتي حل فيها ثالثا ولقب حينها بالحصان الأسود، كما حصل صباحي على أعلى نسبة من نماذج التأييد لخوض انتخابات 2014 منها أيضا.
إلى ذلك، شكت حملة صباحي، مما قالت إنه منع قوات الأمن أمس، الإعلاميين من تغطية فعالية نظمتها حملة حزب الكرامة لدعمه. وأوضحت الحملة في بيان لها أمس أن الأمن منع فريق عمل قناتي «العربية»، و«سي بي سي» الفضائيتين من دخول محطة قطار رمسيس في قلب العاصمة، لتغطية انطلاق الفعالية.
وتقول الحكومة المصرية إنها تتعامل مع المتنافسين الرئاسيين بحياد كامل، ومن المقرر أن يستضيف التلفزيون المصري الرسمي اليوم (السبت) صباحي في حوار مطول. كما بث التلفزيون في وقت سابق كلمة لزعيم التيار الشعبي وجهها للأمة.
وعلى صعيد ذي صلة، أكدت لجنة تقييم ورصد التغطية الإعلامية للانتخابات الرئاسية لها، أن التلفزيون الرسمي قد اتسم بالمهنية والالتزام بالعدالة بين المرشحين، أثناء التغطية الإعلامية لكل منهما.
وذكرت اللجنة في مؤتمر صحافي، أمس عددا من البرامج التي تذاع على الفضائيات الخاصة، التي التزمت بالمعايير المهنية، وأوضحت بعض التجاوزات التي حدثت من قبل بعض البرامج عبر الفضائيات دون الالتزام بالمهنية والمعايير.
وأشارت اللجنة إلى بعض الانتهاكات الأخرى، التي برزت عبر بعض البرامج، ومنها استضافة بعض البرامج شخصيات تبرز مساوئ المرشح الآخر، والبعض الآخر ركز على تقديم معلومات وافية عن أحد المرشحين دون تخصيص أي معلومات عن المرشح الآخر، وتعمدت بعض البرامج الأخرى تشويه الصورة الذهنية لأحد المرشحين مثل ذكر أحد الضيوف أن أحد المرشحين أبعد ما يكون عن السلف الصالح.
كما أوضحت اللجنة، أنه قد تم رصد تدخل عدد من معلقي المباريات بالتحيز الشديد لأحد المرشحين، وشن الهجوم على المرشح الآخر بما ينتهك حيادية تغطية الانتخابات الرئاسية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».