الجيش يستعيد «مركزي تعز» بعد معارك عنيفة مع الحوثيين

سيطرت قوات الحكومة اليمنية الشرعية على مباني فرع البنك المركزي في تعز وعدد من المباني الأخرى المجاورة والمحاذية للقصر الجمهوري، أمس، في وقت احتدمت فيه المواجهات في الجبهة الشرقية بالمحافظة، أمس.
وبحسب مصادر طبية، ارتفع عدد الضحايا المدنيين خلال الثلاثة الأيام الماضية إلى أكثر من 50 مدنياً بين قتيل وجريح، بينهم نساء وأطفال، ويقصف الحوثيون وصالح بشكل عشوائي مختلف مناطق تعز (المدينة والريف ومحيط المحافظة).
وخلال المعارك العنيفة، تمكنت قوات اللواء 22 ميكا في القطاع الثاني المحافظة، شرق المدينة، بعد معارك عنيفة من استعادة مبنى العمادة والصالات الدراسية والمكتبة التابعة لكلية الطب شرق المدينة وقطع إمدادات الميليشيات الانقلابية في جولة القصر، واستهداف دبابة الميليشيات الانقلابية أسفل معسكر التشريفات، بحسب ما أكده لـ«الشرق الأوسط» عبد الله الشرعبي، نائب ركن التوجبه في اللواء 22.
وقال نائب الناطق الرسمي لمحور تعز، العقيد عبد الباسط البحر، لـ«الشرق الأوسط» إن «قوات الجيش الوطني تمكنت من السيطرة على مبنى البنك المركزي الجديد، المحاذي للقصر الجمهوري، بعد معارك عنيفة سقط على أثرها قتلى وجرحى من صفوف الميلشيات الانقلابية، بالإضافة إلى اغتنام ذخائر متنوعة وأسلحة مختلفة بمكيات كثيرة، في الوقت الذي لا تزال المعارك على أشدها في كلية الطب وأسوار القصر الجمهوري».
وأكد العقيد البحر قائلاً: «من بين القتلى 7 من عناصر الميليشيات الانقلابية في إحدى الخنادق بحوش معسكر التشريفات، وإن قوات الجيش الوطني دحرت الميلشيات الانقلابية من معظم المباني القريبة من معسكر التشريفات وكلية الطب وفرع المركزي، وأجبرت العشرات من قناصة الميليشيات على الهرب شرقاً في حين تواصل القوات تقدمها باتجاه شارع القصر المؤدي إلى المدخل الرئيس للمدينة أسفل تبة السوفياتل».
وبينما احتدمت المعارك العنيفة شرق تعز، تواصل ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية ارتكاب مجازرها بحق المدنيين العُزّل جراء استمرارها بالقصف الهستيري بالمدفعية الثقيلة على أحياء مدينة تعز، لليوم الثالث على التوالي.
وتركز القصف الهستيري من قبل الميلشيات الانقلابية على أحياء الضبوعة وساحة الحرية وحي الباب الكبير وعدد من الأحياء الأخرى شرق المدينة.
وبينما طالب أبناء تعز بتحرك دولي عاجل لإيقاف مذابح الميليشيات الانقلابية ضد المدنيين، طالَب مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان، وهو منظمة مجتمع مدني غير حكومية، الأمم المتحدة والمفوضية السامية لحقوق الإنسان بسرعة «التحقيق الفوري والعاجل إزاء هذه المجازر اللاإنسانية وتفعيل دورها إزاء تلك الجرائم».
كما طالَب المجتمع الدولي «بسرعة تطبيق قراراته الرامية لوقف هذه المجازر وتحويل مرتكبيها للعدالة ووقف الحرب وفك الحصار عن المدينة بصورة عاجلة».
وقال المدافع الحقوقي عرفات الرفيد، مدير مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «ما تقوم به الميليشيات الانقلابية من مجازر وحشية وبشكل يومي في مدينة تعز، يُعد جريمة إبادة جماعية، فتعز ما زالت تتعرض لقصف همجي منذ ثلاثة أيام من قبل الميليشيات الانقلابية، التي راح ضحيتها عدد من المدنيين، بما فيها المجزرة التي ارتكبتها في منطقة الحميراء بصالة، الأحد الماضي، التي راح ضحيتها مدنيين اثنين وأصيب خمسة آخرون، فيما سقط اليوم الثاني 5 مدنيين بينهم امرأة وأصيب 6 آخرون بينهم 3 أطفال بمجزرة ثعبات جوار مدرسة 14 أكتوبر (تشرين الأول) وحي الجحملية وسوق اللقمة بالباب الكبير، كما تضرر منزل في قصف منطقة الجحملية، إضافة إلى القصف العنيف على حي الضبوعة والزهراء وساحة الحرية والأحياء المجاورة بوسط المدينة، أول من أمس، مما راح ضحيته 8 مدنيين.
وأشار إلى أن «مستشفيات تعز أصبحت تكتظ بعشرات الجرحى وسط نقص حاد في الإمكانيات والمستلزمات الطبية جراء الحصار المفروض من قبل الميليشيا الانقلابية منذ قرابة العامين». مؤكداً أن هذه الميليشيات الانقلابية «لم تراعِ أي اعتبارات لقوانين واتفاقيات دولية أو يردعها وازع أو ضمير».