ليون بريتون... جندي مجهول أنقذ سوانزي من السقوط

أسطورة حية في تاريخ النادي منذ 15 عاماً شارك خلالها في أكثر من 500 مباراة

بريتون (يسار)... كانت له بصمات واضحة داخل وخارج الملعب مع سوانزي سيتي (رويترز)  -  ثقة كبيرة متبادلة بين المدرب كليمنت ولاعبه بريتون (رويترز)
بريتون (يسار)... كانت له بصمات واضحة داخل وخارج الملعب مع سوانزي سيتي (رويترز) - ثقة كبيرة متبادلة بين المدرب كليمنت ولاعبه بريتون (رويترز)
TT

ليون بريتون... جندي مجهول أنقذ سوانزي من السقوط

بريتون (يسار)... كانت له بصمات واضحة داخل وخارج الملعب مع سوانزي سيتي (رويترز)  -  ثقة كبيرة متبادلة بين المدرب كليمنت ولاعبه بريتون (رويترز)
بريتون (يسار)... كانت له بصمات واضحة داخل وخارج الملعب مع سوانزي سيتي (رويترز) - ثقة كبيرة متبادلة بين المدرب كليمنت ولاعبه بريتون (رويترز)

بعدما قدم لاعب خط الوسط الإنجليزي ليون بريتون أداء استثنائيا في مباراة فريقه الحاسمة أمام سندرلاند في الجولة السابعة والثلاثين من الدوري الإنجليزي الممتاز على أرض ملعب «ستاديوم أوف لايت» معقل فريق سندرلاند في الجولة قبل الأخيرة من البطولة الإنجليزية، كتب صحافي يعمل لحساب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) يقول إن أداء سندرلاند السيئ جعل بريتون يصول ويجول داخل المستطيل الأخضر وكأنه النجم الإيطالي الكبير أندريا بيرلو. ورد روبي بريتون، وهو عداء في فريق بريطانيا العظمى وابن عم لاعب سوانزي ليون بريتون، على هذا التعليق وكتب على «تويتر» يقول: «مهلا، (بي بي سي سبورت)، أندريا بيرلو يتمنى لو أنه ليون بريتون».
وفي مقصف ملعب التدريب الخاص بنادي سوانزي سيتي، حيث تعكس أشعة الشمس اللامعة من خلال النوافذ حالة التفاؤل التي تسيطر على النادي بعد ضمانه البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز للعام السابع على التوالي، ضحك بريتون بشدة عندما سمع بتصريحات ابن عمه، وقال: «من الجميل أن يقول ذلك عني، لكني لا أعتقد أن بيرلو قلق جدا مني في نيويورك. أعتقد أنه لا يعرفني من الأساس».
وسواء كان بيرلو قد سمع عن بريتون أم لا، فلن يكون لذلك أهمية كبيرة بالنسبة لجمهور سوانزي سيتي، الذي يرى أن بريتون أسطورة حية في تاريخ النادي منذ وصوله قادما من نادي وستهام يونايتد عام 2002. وبات من الواضح للغاية أن مكانة اللاعب بين عشاق وجمهور النادي قد تعدت كرة القدم. وخلال الأسبوع الجاري، نشر موقع «ويلز أونلاين» مقالة تتساءل «هل لاعب سوانزي سيتي ليون بريتون يستحق الحصول على وسام حرية المدينة؟»، وفي هذه المقالة، أشار متحدث باسم مجلس المدينة إلى استمرار بريتون، الذي ولد ونشأ في لندن، في العمل بشكل رائع من أجل خدمة النادي وكيف أصبح «سفيرا عظيما لسوانزي سيتي»؟.
وقال بريتون مبتسما: «أخبرتني زوجتي، لورا، وهي من مدينة سوانزي، بما كتب عني في تلك المقالة. أنا حقا لا أعرف كيف أعلق على الأمر، ولم أكن أتوقع ذلك على الإطلاق، ولم أحلم بشيء من ذلك. لقد فوجئت بتعليق مجلس المدينة على الملأ، وأعتقد أن ذلك يعكس عشق الناس في تلك المدينة لكرة القدم. الجميع هنا يعاملني بلطف شديد، وليس جمهور كرة القدم فقط. خلال حفل العشاء الذي أقيم الأربعاء الماضي لتوزيع جوائز على لاعبي الفريق، قالت سيدة مسنة لي: أنا لست متابعة لكرة القدم، لكنني أعرف من أنت ولا أعرف أي شخص آخر. وقالت إنني يجب أن أعتبر ذلك مديحا».
يمر كثير من لاعبي كرة القدم مرور الكرام على الأندية، مثل القطارات التي تتحرك ذهابا وإيابا بين محطاتها، لكن علاقة بريتون بسوانزي سيتي أعمق من ذلك بكثير، حيث دافع اللاعب صاحب الـ34 عاما عن قميص النادي في جميع أقسام الدوري المختلفة، وشارك مع الفريق في أكثر من 500 مباراة، وحتى عندما رحل عن الفريق لمدة سبعة أشهر عام 2010، لكي يلعب مع نادي شيفلد، كان يذهب لتشجيع سوانزي سيتي بين الجمهور.
يقول بريتون: «كان سوانزي سيتي يلعب أمام ويغان في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، وكانت تلك المباراة في شهر أكتوبر (تشرين الأول)، وذهبت لتشجيع النادي وكنت قلقا من رد فعل الجمهور، لكن الآلاف من جمهور النادي كان يتغنى باسمي، وأدركت حينئذ أنني ارتكبت خطأ كبيرا عندما تركت النادي، وجعلتني هذه اللحظة أرغب في العودة مرة أخرى إلى سوانزي سيتي. لقد كانت لحظة استثنائية ولن أنسى هذه الليلة ما حييت».
لقد كان بريتون يحاول بشتى الطرق مساعدة فريقه، ولم يكن الأمر يقتصر على المجهود الذي يبذله داخل الملعب فقط. وعندما قرر بول كليمنت الاعتماد عليه لأول مرة منذ توليه قيادة الفريق في يناير (كانون الثاني) الماضي في مباراة مهمة للغاية أمام ستوك سيتي الشهر الماضي بينما لم يكن سوانزي سيتي قد حصل إلا على نقطة واحدة من آخر ست مباريات، شعر بريتون بأن هذا هو الوقت المناسب لكي يذكر لاعبي الفريق برحلة كفاح النادي ويرفع معنوياتهم في هذا التوقيت الصعب. لذلك، أحضر بريتون 25 نسخة من الفيلم الوثائقي «جاك إلى الملك»، الذي يتناول تاريخ نادي سوانزي سيتي، إلى ملعب التدريب في وقت مبكر من اليوم الذي كانت ستقام خلاله مباراة الفريق أمام ستوك سيتي، ووضع قرص فيديو رقميا «دي في دي» على مقعد كل لاعب في غرفة تغيير الملابس، ثم أرسل رسالة نصية لجميع لاعبي الفريق يطلب منهم أن يحاولوا إيجاد ساعة لمشاهدة هذا الفيلم قبل مواجهة ستوك لكي «يروا فقط ماذا يعني ذلك لجمهور النادي، وللمدينة بأكملها».
في الحقيقة، يعكس هذا الموقف كثيرا وكثيرا عن شخصية بريتون. ولم يكن الأمر مفاجئا عندما أعلن كليمنت بعد فوز سوانزي سيتي بهدف نظيف على إيفرتون أن بريتون كان هو من اقترح فكرة أن يتحمل لاعبو الفريق قيمة ثلاثة آلاف تذكرة لزيادة الدعم الجماهيري لفريقه في مباراته المهمة خارج ملعبه أمام سندرلاند.
يقول بريتون: «أقراص (الدي في دي) والتذاكر - أنا لم أفعل ذلك لكي يشيد بي الجميع في كل مكان، لكني قمت بذلك من أجل مساعدة الفريق على الخروج من الوضع السيئ الذي كنا عليه. على مدار الموسم، كنا نسمع كثيرا من الكلمات المحفزة، سواء من اللاعبين أو من المديرين الفنيين، مثل: هيا يا رجال، هذه المباراة مهمة للغاية. أنا لم أقل إن مثل هذه العبارات لم يكن لها تأثير، لكنها كانت مكررة وكان اللاعبون يقولون في قرارة أنفسهم: لقد سمعنا ذلك الأسبوع الماضي. لذلك كانت فكرة أقراص (الدي في دي) مختلفة بعض الشيء».
أما داخل الملعب، فلم يكن تأثير بريتون أقل من ذلك، ويكفي أن نعرف أن عودة اللاعب لصفوف الفريق قد تزامنت مع حصول النادي على عشر نقاط من أربع مباريات ساعدت كثيرا في هروب الفريق من منطقة الهبوط. ولعب بريتون 85 دقيقة أمام ستوك سيتي قبل أن يخرج مستبدلا وسط حفاوة بالغة من جمهور النادي، ربما لم يشاهدها كليمنت من قبل. يقول بريتون: «كنت ألعب وكأن كليمنت لم يرن في الملعب قبل هذه المباراة. وأعتقد أنه تفاجأ بحب الجماهير لي بهذه الطريقة، فالجمهور يساندني في كل الظروف بطريقة لا تصدق، رغم أنني لا أسجل أهدافا ولا أشعر بما يشعر به اللاعبون الهدافون، لكنني أشعر بشعور غريب عندما يتغنى 20 ألف شخص باسمي عند خروجي من الملعب، وهذا إحساس لا يوصف. وحتى الآن، أشعر بقشعريرة في جسدي عندما أتذكر ذلك».
وحدث نفس الشيء في مباراة الفريق أمام إيفرتون في الأسبوع التالي، عندما تغلب بريتون، رغم قصر قامته، على كيفين ميرالاس صاحب الطول الفارع في إحدى ألعاب الهواء. يقول بريتون ضاحكا: «يصاب الجمهور بالجنون عندما أتفوق في كرات هوائية».
وتأتي بعد ذلك اللعبة المشتركة العنيفة مع لاعب خط وسط إيفرتون السنغالي إدريسا غيي، الذي خرج مصابا من الملعب. يقول بريتون مبتسما: «هذه مدرسة قديمة في اللعب بعض الشيء. كانت لدي رغبة هائلة في الفوز في تلك المباراة، وأشياء بسيطة كهذه تجعلنا نتحدث عن طريقة لعب سوانزي سيتي القوية، لكن الجمهور ما زال يعشق اللعب القوي والروح القتالية داخل الملعب، خصوصا في ظل الوضع الصعب الذي كنا عليه. هذه الأشياء تلهب حماس الجمهور».
ورغم سعادة سوانزي سيتي بالبقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز، يشير بريتون إلى أن الفريق قد عانى أيضا في نهاية الموسم الماضي، وأنه حذر من أنه «ينبغي استخلاص الدروس من تلك التجربة، وأن عدم التعامل مع الأمر بالجدية اللازمة سوف يؤدي إلى هبوط النادي في نهاية المطاف».
وأعرب بريتون عن ثقته الكبيرة في المدير الفني للفريق بول كليمنت، الذي يرى أنه الرجل المناسب لتطوير أداء وشكل الفريق. وأشاد بريتون كثيرا بالمدير الفني البالغ من العمر 45 عاما وفي قدراته التدريبية «الهائلة»، واهتمامه بأدق التفاصيل في تحليل الفرق المنافسة، وطريقة تواصله الرائعة مع اللاعبين.
وكقائد للفريق، اتصل بريتون بكليمنت بعد تأكد بقاء الفريق في الدوري الإنجليزي الممتاز، قبل نهاية المسابقة بجولتين، ليسأله عما إذا كان يمكن للاعبي الفريق قضاء راحة لمدة يومين في جزيرة إيبيزا الإسبانية. وأوضح كليمنت - الذي كان في لندن مع ابنته ليلي - لبريتون أنه يريد من الفريق أن ينهي الموسم بمنتهى القوة، لكنه وافق على سفر اللاعبين للحصول على راحة في إسبانيا، بشرط أن يكونوا جميعا في ملعب التدريب في تمام الساعة الواحدة والنصف قبل المواجهة قبل الأخيرة.
وبالنظر إلى أن جميع أطفال بريتون قد ولدوا في ويلز، فضلا عن زوجته، فإنه ليس من المستغرب أن يتحدث اللاعب عن ارتباطه الوثيق بالبلد الذي عاش به 15 عاما. ويؤكد بريتون على أنه «إنجليزي حتى النخاع»، لكنه يعترف بأنه تخلى عن ذلك الصيف الماضي، قائلا: «تعرضت لانتقادات كبيرة عندما ذهبت إلى نهائيات كأس الأمم الأوروبية، وأنا أرتدي قميص منتخب ويلز.
لقد ذهبت إلى مباراة ويلز أمام بلجيكا في دور الثمانية للبطولة مع مجموعة من أصدقائي من مدينة سوانزي. كنت مترددا في ارتداء القميص، لكنني فعلت ذلك في النهاية. كنا نجلس بين الجماهير ونستمتع بالأجواء، وتم تداول الصور على وسائل التواصل الاجتماعي - وتلقيت اتصالا هاتفيا من غاري مونك، المدير الفني السابق لسوانزي سيتي، في غضون ساعة من تداول تلك الصور. لقد فعلت ذلك ليوم واحد فقط، ولو كان منتخب إنجلترا يلعب أمام ويلز فسوف أشجع منتخب إنجلترا. لكنني أقيم هنا منذ فترة طويلة، وسوف أشجع ويلز أمام أي فريق آخر وأتمنى تحقيقه للفوز أيضا».
وبينما كانت المقابلة تقترب من نهايتها، أردت التأكد من بريتون مما إذا كان لا يتبقى سوى عام واحد فقط في العقد الثالث عشر الذي وقعه مع نادي سوانزي سيتي، وقال مبتسما: «هذا صحيح، أين رئيس النادي، لنرى ما إذا كان يمكن توقيع العقد رقم 14. أرغب في البقاء في النادي لمدة أطول، لكن هذا قرار النادي. وأتمنى أن أبقى هنا على أي حال. هذا هو الشيء الذي أود القيام به عندما تنتهي مسيرتي في الملاعب، لأن هذا المكان مثل بيتي الآن».



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.