وزير يمني: نهب الانقلابيين المساعدات فاقم المجاعة في البلاد

عبد الرقيب قال إن 82 % من اليمنيين باتوا في حاجة إلى الإغاثة

يمنيون ينتظرون تعبئة عبوات بلاستيكية بالماء في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين (ا.ب.ا)
يمنيون ينتظرون تعبئة عبوات بلاستيكية بالماء في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين (ا.ب.ا)
TT

وزير يمني: نهب الانقلابيين المساعدات فاقم المجاعة في البلاد

يمنيون ينتظرون تعبئة عبوات بلاستيكية بالماء في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين (ا.ب.ا)
يمنيون ينتظرون تعبئة عبوات بلاستيكية بالماء في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين (ا.ب.ا)

رأى وزير يمني أن تركز المجاعة في المناطق الخاضعة لسيطرة الانقلابيين يثبت تورط ميليشيات صالح والحوثي الانقلابية في عمليات النهب والسرقة للمساعدات التي تصل إلى البلاد وبيعها في السوق السوداء.
وأوضح فتح عبد الرقيب وزير الإدارة المحلية رئيس الهيئة العليا للإغاثة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن 21 مليون يمني بحاجة إلى الإغاثة من أصل 27 مليونا هم عدد السكان، أي ما نسبته 82 في المائة. وأضاف: «إذا احتسبنا الـ6 ملايين الآخرين الموجودين خارج اليمن، فإن هذا يعني أن كل الشعب اليمني بحاجة إلى الإغاثة وفقا لمعايير الأمم المتحدة».
ووجه الوزير تساؤلاً للمنظمات الدولية والعاملين في المجال الإنساني قائلاً: «لماذا تظهر المجاعة في المحافظات والمناطق الخاضعة لسيطرة الانقلابيين فقط، مثل الحديدة ولا تظهر في المحافظات التي تقع تحت سيطرة الشرعية؟». وأضاف: «لو أجبنا على هذا السؤال بحيادية وموضوعية يتأكد لنا أن هناك سوء استخدام ونهبا للمواد الإغاثية المقدمة من المانحين وأنها لا تصل إلى مستحقيها». وأردف عبد الرقيب: «كنا نتمنى أن الإغاثة التي جاءت عبر ميناء الحديدة تنقل إلى صعدة وصنعاء وعمران وغيرها من محافظات الجمهورية، لكن للأسف اتضح أن كل الإغاثة التي تصل تصرف في إطار المجهود الحربي للحوثيين وميليشياتهم. هذه مشكلة يتعين على العالم أن يواجهها».
وجدد وزير الإدارة المحلية ورئيس الهيئة العليا للإغاثة التزام الحكومة اليمنية بالتعاون مع دول الخليج بإيصال المساعدات لأي منطقة في اليمن، لافتاً إلى أن «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» خصص 300 ألف سلة غذائية للحديدة بصورة رئيسية.
من جانبه، أفاد الشيخ أحمد المعلم عضو «برنامج التواصل لعلماء اليمن» أن الحوثيين قاموا بنهب إيرادات الدولة من جمارك وضرائب وعائدات كانت تصب في خزينة اليمنيين. وتابع: «كان من المفترض أن تكون هذه الأموال عاملاً لخدمة الشعب، لكن الحوثيين نهبوها ووزعوها بين أفرادهم والمقربين منهم. استولوا على البترول والغاز وغيرها من المواد وحولوها إلى سلعة في السوق السوداء، حتى ظهر الفقر والجوع والمعاناة على شريحة واسعة من المواطنين». بدوره، لفت الشيخ علي البدير أحد علماء اليمن إلى أن جماعة الحوثيين مرتبطة بإيران، مضيفا: «لم نعرف أنها (إيران) أهدت لليمن مدرسة أو شقت طريقا، هذه جماعة إرهابية تدميرية سلالية عنصرية جلبت الفقر لليمن».
ونشر المركز الإعلامي لـ«برنامج التواصل مع علماء اليمن» إحصائية جديدة عن مؤشرات انهيار الاقتصاد اليمني، تظهر نهب 4.8 مليار دولار من احتياطيات النقد الأجنبي، وبلوغ عجز موازنة الدولة عام 2016 قرابة 3.5 مليار دولار، فيما وصل الدين العام الداخلي لليمن إلى 23 مليار دولار.
ونهب الانقلابيون ملياري دولار من مخصصات وزارة الدفاع، فيما بلغت خسائر قطاع الكهرباء 2.2 مليار دولار، وخسائر توقف تصدير النفط والغاز 8 مليارات دولار، بينما وصلت خسائر القطاع السياحي إلى 12 مليار دولار. وفي بيان «مؤشرات المجاعة في اليمن»، يقول التقرير إن 19 مليون مواطن يحتاجون إلى مساعدات، و70 في المائة من السكان تحت خط الفقر، فيما أصبح 2.2 مليون موظف في عداد العاطلين، ومعدل البطالة ارتفع إلى 60 في المائة في عام 2017. وبحسب التقرير فإن 1.5 مليون مواطن يفقدون مخصصات الضمان الاجتماعي، و8 ملايين مواطن يفقدون مصادر الدخل، إلى جانب أن 3.3 مليون طفل وأم مصابون بسوء التغذية، و1.7 مليون طفل نازحون. وتواجه 7 ملايين أسرة يمنية شبح الجوع، في الوقت الذي تشير التوقعات إلى أن نسبة الفقر في اليمن تبلغ 75 في المائة.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».