«هيفر» من أجمل وأقدم القلاع التاريخية في لندن

معلم ومعلومة

«هيفر» من أجمل وأقدم القلاع التاريخية في لندن
TT

«هيفر» من أجمل وأقدم القلاع التاريخية في لندن

«هيفر» من أجمل وأقدم القلاع التاريخية في لندن

توجد على بعد نحو 30 ميلا جنوب شرقي قلب لندن في كينت واحدة من أجمل القلاع التاريخية في لندن؛ إنها قلعة هيفر، التي يعود تاريخ بنائها إلى عام 1270. وهي مفتوحة الآن للجمهور منذ أبريل (نيسان) حتى أكتوبر (تشرين الأول). كانت القلعة في القرن الخامس عشر ملكاً لأسرة بولين التي كانت من بين أصحاب الأراضي المحليين. تكمن الأهمية التاريخية لهذه القلعة في اتخاذ الملك هنري الثامن من آن بولين زوجة ثانية له عام 1533. وقد اشتهر الملك هنري الثامن بزواجه ست مرات، حيث كان قلقاً وراغباً في أن يكون له وريث يخلفه على العرش. وقد تزوج من كاثرين من أراغون لمدة 24 عاماً، لكنها لم تنجب له صبياً. وكان والد هنري الثامن قد استولى على العرش عام 1485، لذا كان هنري الثامن حريصاً على إنجاب ولد لمنع خصومه من محاولة الاستيلاء على العرش بعد موته. وفي النهاية طلّق هنري الثامن كاثرين، وتزوج من آن بولين.
كانت القلعة بناء تتجلى فيه ملامح الأبهة والعظمة، لكن بمرور السنوات على إقامة أسرة آن بولين في هذه القلعة تدهور حالها؛ لكن تم إنقاذها في بداية القرن العشرين حين انتقل ويليام والدورف أستور، أحد أثرياء العالم في ذلك الوقت، من الولايات المتحدة الأميركية إلى إنجلترا، وقرر شراء قلعة هيفر وترميمها عام 1903. واستعان بمهندس معماري للإشراف على عملية ترميمها، وتحويلها إلى مكان مريح ليعيش فيه. أصبح والدورف أحد أعضاء مجلس اللوردات، وأمتع الكثير من الضيوف النافذين المهمين في القلعة خلال القرن العشرين. وكان اللورد أستور من هواة جمع التماثيل الرومانية القديمة أيضاً، وجعل من الحديقة مكاناً متسعاً جميلا على الطراز الإيطالي لتكون مقراً لمجموعته من التماثيل الإيطالية، إلى جانب إنشاء بحيرة كبيرة بها. وكان هذا العمل مكلفاً للغاية وكذلك كانت تكلفة صيانته هائلة. وفي ستينات القرن الماضي ورث حفيد اللورد أستور تلك القلعة، وتم فتح القلعة والأراضي الملحقة بها إلى الجمهور للمرة الأولى للمساعدة في دفع تكاليف الصيانة.
ومن الممكن اليوم التجول في القلعة وحدائقها الغنّاء. وتكون الحدائق في أفضل حالاتها خلال فصل الربيع حين تتفتح الزهور مثل الرندرة والتيوليب، أو خلال فصل الخريف حين تتحول أوراق الشجر من اللون الأخضر إلى الأصفر والأحمر ثم إلى البني.
تتضمن الحدائق بعض متاهات الأشجار، وكذلك هناك متاهة من المياه للأطفال يكون هدفها الوصول إلى الوسط دون أن يبتلوا؛ وأيضاً من الممكن استئجار مركب بمجداف في البحيرة.
من المثير زيارة القلعة من الداخل، حيث يتجلى في عملية ترميمها خلال القرن التاسع عشر الشكل المتصور لها في الماضي. توجد في الكثير من الغرف عوارض خشبية جميلة، وتضم اثنتان من غرف النوم الرئيسية أربعة أسرة خشبية «ذات عمدان» أصلية تعود إلى القرن الخامس عشر؛ إنها من تلك الأسرة التي تستند ظلة وستائر على عمدانها الأربعة. إنها تخلف في نفس الرائي انطباعاً رومانسياً عن شكل الحياة خلال القرن الخامس عشر. لا تزال المكتبة وغرف المعيشة في الطابق الأرضي مليئة بقطع الأثاث التي كانت موجودة حين رمم اللورد أستور القلعة.
تقع قلعة هيفر على بعد 30 ميلا تقريباً من وسط لندن، ولا يستغرق الوصول إليها بالسيارة سوى ساعة ونيف. وتوجد في بلدة إدينبريدج القريب محطتا قطار، لكن البلدة تبعد نحو 3 أميال عن القلعة، لذا سيكون من الضروري الترتيب مع سيارة أجرة للوصول إلى القلعة. وهناك محطة صغيرة في هيفر، تقع على بعد نحو ميل سيراً على الأقدام من القلعة. إذا كان الطقس جيداً، يمكن للمرء الاستمتاع باستكشاف القلعة وأراضيها لمدة ثلاث أو أربع ساعات. وهناك ملاحظة أخيرة مميزة عند زيارة القلعة، وهي وجود عدة صورة للمشاهير من زوارها ومنهم رؤساء وزراء بريطانيون. كذلك هناك صورة لضيف غير مدعو؛ فقبل الحرب العالمية الثانية كان هناك طائرة «القارب الطائر» تحلق أعلى المنطقة، وواجهت مشكلة تقنية في المحرك، وكانت بحاجة إلى عمل هبوط اضطراري على البحيرة، وهناك صورة لها أثناء الهبوط. للأسف لم يكن هناك ذكر لكيفية إصلاح الطائرة، وطيرانها مجدداً.



«سوق السفر العالمي» ينطلق في لندن والعيون على السعودية

وزير السياحة أحمد بن عقيل الخطيب يفتتح الجناح السعودي في «سوق السفر العالمي» بلندن (واس)
وزير السياحة أحمد بن عقيل الخطيب يفتتح الجناح السعودي في «سوق السفر العالمي» بلندن (واس)
TT

«سوق السفر العالمي» ينطلق في لندن والعيون على السعودية

وزير السياحة أحمد بن عقيل الخطيب يفتتح الجناح السعودي في «سوق السفر العالمي» بلندن (واس)
وزير السياحة أحمد بن عقيل الخطيب يفتتح الجناح السعودي في «سوق السفر العالمي» بلندن (واس)

انطلقت فعاليات معرض «سوق السفر العالمي» WTM في نسخته الـ44 في المركز الدولي للمؤتمرات والمعارض في إكسيل في شرق لندن وتستمر لغاية الخميس.

ويعدّ هذا المعرض الأكثر تأثيراً في صناعة السفر، ويقدم فرصة مثالية لبناء العارضين شبكات قوية تساهم في تعزيز إجراء صفقات تجارية وشراكات جديدة والتعرف على أحدث تطورات السوق السياحية في العالم.

مشاركة قوية من المملكة السعودية (الشرق الأوسط)

ويشارك هذا العام في المعرض 4 آلاف عارض، بما في ذلك مجالس وممثلو السياحة وأصحاب الفنادق والخدمات التكنولوجية والتجارب العالمية وشركات الطيران، بالإضافة إلى انضمام 80 عارضاً جديداً هذا العام. وعلقت جولييت لوساردو، مديرة العارضين: «سيكون عام 2024 أفضل عام حتى الآن بالنسبة إلى سوق السفر العالمي، حيث تشير التوقعات إلى حدوث نمو وتوسع بنسبة 7 في المائة؛ مما يعكس ازدهار قطاع السياحة الدولي».

ويسهم المعرض في تسليط الضوء على التحديات والفرص المستقبلية، خصوصاً في ظل التغيرات الاقتصادية والتكنولوجية، مثل تأثير الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا والابتكار والاستدامة البيئية في صناعة السياحة، إضافة إلى استعادة صناعة السفر من تداعيات جائحة «كوفيد - 19» وكيفية تكييف الشركات مع التغيرات الكبيرة في سلوكيات السفر.

جانب من الجناح السعودي (الشرق الأوسط)

ويتضمن المعرض أيضاً عدداً من الندوات والجلسات حول مواضيع متنوعة مثل الأمن السيبراني والاستثمار في السياحة وكيفية جذب السياح في ظل المنافسة العالمية.

واللافت هذا العام مشاركة المملكة العربية السعودية القوية، حيث تقود وفداً يضم 61 من أصحاب المصلحة الرئيسيين لتسليط الضوء على النمو السريع الذي تشهده البلاد في قطاع السياحة.

ويحتضن جناح «روح السعودية» هذا العام كثيراً من الأجنحة المميزة والتفاعلية التي ترسخ الحفاوة السعودية، وتبرز الثقافة الغنية والأصيلة، وتسلط الضوء على الطبيعة الساحرة والتنوع الطبيعي والمناخي.

كوكتيلات تُستخدم فيها المنتجات السعودية مثل ورد الطائف (الشرق الأوسط)

وكشفت السعودية خلال المعرض عن خطط سياحية جديدة، وتركت انطباعاً قوياً في «سوق السفر العالمي» من خلال حجم منصات العرض الخاصة بها والعروض التي قدمتها للمشاركين في المعرض وتعريفهم بثقافة البلاد وتقديم القهوة والحلويات التقليدية للضيوف.

وترأس الوفد السعودي أحمد الخطيب، وزير السياحة ورئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للسياحة، إلى جانب الرئيس التنفيذي للهيئة فهد حميد الدين وشخصيات رئيسية أخرى من قطاع السياحة السعودي.

ويضم الوفد ممثلين عن المنظمات الكبرى مثل وزارة السياحة وصندوق التنمية السياحية، وشركة «الرحلات البحرية السعودية»، و«طيران الرياض»، و«البحر الأحمر العالمية» و«الهيئة الملكية للعلا».

ويتم عرض المشروعات الرئيسية في المملكة مثل «نيوم»، بالإضافة إلى المعالم الثقافية والترفيهية مثل «موسم الرياض».

مدخل الجناح السعودي في «سوق السفر العالمي» بلندن (الشرق الأوسط)

وتشارك أيضاً 17 علامة تجارية لفنادق محلية ودولية، وهو ما يمثل أكبر عدد من شركاء الفنادق الممثلين في الجناح السعودي.

وخلال المعرض من المتوقع كشف النقاب عن شراكات جديدة تتماشى مع استراتيجية السياحة التطلعية للمملكة.

وكانت منطقة عسير في السعودية من بين المشاركين الجدد في المعرض هذا العام، حيث قال رئيس قطاع الوجهات السياحية حاتم الحربي: «هذه المشاركة الأولى لنا في ترويج منطقة عسير بصفتها وجهة سياحية بدعم من الهيئة السعودية للسياحة ووزارة السياحة السعودية»، وأضاف أن الغرض من المشاركة هو تقديم منطقة عسير بصفتها إحدى أهم الوجهات السياحية في السعودية؛ لأنها تجرية مختلفة تماماً وباستطاعتها تغيير الصورة النمطية عن المملكة التي تشير إلى أنها مناطق حارة وصحراء فحسب.

«طيران الرياض» من المشاركين في الجناح السعودي (الشرق الأوسط)

وقامت «الشرق الأوسط» باختبار معرفة سارة، الدليل السياحي السعودي الأول الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي، عن طريق طرح أسئلة عن أجمل الأماكن السياحية وأفضل ما يمكن القيام به في مناطق مختلفة في السعودية، بالإضافة إلى نصائح سياحية... وكانت النتيجة أكثر من جيدة. وبحسب القائمين على المشروع، فمن المتوقع أن تكون سارة متوفرة في مرافق سياحية عدّة ومطارات مختلفة لتقديم المعلومات والنصائح للزوار عن طريق الذكاء الاصطناعي.

يشار إلى أن تطوير «مشروع سارة» استغرق أكثر من عشرة أشهر وتم اختيار ملامحها بتأنٍ لتقدم صورة مشابهة لصورة المرأة السعودية. سارة تتكلم ثلاث لغات، وهي العربية، والانجليزية، والصينية.

وتميز الجناح السعودي بتقديم مجموعة متنوعة من التجارب الغامرة، بما في ذلك جولات الواقع الافتراضي والعروض التقليدية والمأكولات المحلية، وتقديم مشروبات يقوم بتحضيرها الـ«ميكسولوجيست» السعودي يوسف عبد الرحمن الذي شرح لـ«الشرق الأوسط» عن طريقة ابتكاره كوكتيلات سعودية يحضّرها من منتجات محلية، مثل ورد الطائف وخزامى جازان وغيرها.

عرض لمهن تراثية سعودية (الشرق الأوسط)

وتأتي مشاركة المملكة في المعرض في أعقاب إطلاق حملة «حيث يضيء الشتاء» هو جزء من مبادرة «هذه الأرض تنادي» الأوسع. وتهدف هذه المبادرة إلى جذب الزوار إلى الوجهات الرئيسية في السعودية ودعوة المسافرين على مدار العام مثل «موسم الرياض»، و«مهرجان العلا»، وسباق «الجائزة الكبرى السعودي للفورمولا 1» في جدة.

من المتوقع أن تقود الصين والهند النمو المستقبلي في الكثير من أسواق السياحة العالمية، بما في ذلك الشرق الأوسط. وتشير التوقعات أيضاً إلى ازدياد السفر إلى الخارج بنسبة 80 في المائة بحلول عام 2030.

ألعاب ونشاطات في الجناح السعودي (الشرق الأوسط)

وتوقع المجلس العالمي للسفر والسياحة (WTTC) أن تنمو مساهمة قطاع السفر والسياحة في الناتج المحلي الإجمالي إلى 15.5 تريليون دولار بحلول عام 2033، مما يمثل 11.6 في المائة من الاقتصاد العالمي، وسيوظف 430 مليون شخص حول العالم بمن فيهم ما يقارب 12 في المائة في هذا القطاع.