متوسط أسعار الفيلات في السعودية ينخفض 17 % خلال شهرين

وسط تحسن في حركة الصفقات

إطلاق برنامج «سكني» ساهم في تراجع أسعار الفيلات بالتزامن مع تراجع الطلب (تصوير: خالد الخميس)
إطلاق برنامج «سكني» ساهم في تراجع أسعار الفيلات بالتزامن مع تراجع الطلب (تصوير: خالد الخميس)
TT

متوسط أسعار الفيلات في السعودية ينخفض 17 % خلال شهرين

إطلاق برنامج «سكني» ساهم في تراجع أسعار الفيلات بالتزامن مع تراجع الطلب (تصوير: خالد الخميس)
إطلاق برنامج «سكني» ساهم في تراجع أسعار الفيلات بالتزامن مع تراجع الطلب (تصوير: خالد الخميس)

تراجع قطاع الفيلات السكنية في السعودية ما يقارب 17.6 في المائة، في متوسط الأسعار خلال الشهرين الماضيين، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، بمتوسط سعر ربع سنوي 874 ألف ريال (233 ألف دولار) للفيلا الواحدة، وأظهرت الاتجاهات السعرية قصيرة الأجل انخفاضا سنويا لجميع متوسطات الأسعار في الفترة ذاتها مقارنة بالعام الماضي.
وأسهمت الإصلاحات الحكومية، وآخرها إطلاق برنامج «سكني»، في التأثير إيجابا على السوق، وهو ما ألقى بظلاله إيجابا على أسعار الفيلات التي بدأت في الانحسار بالتزامن مع تراجع الطلب عليها لأمور عدة، أهمها: انتظار ما ستفضي إليه المشاريع الحكومية، وحجم الفجوة المسجلة بين قدرة المشتري وعرض المستثمر.
وتوقع عقاريون أن يواجه القطاع العقاري «الاستثماري» صدمات متتالية ستضغط على القيمة العامة للعقار التي من المتوقع أن تنخفض، بما في ذلك قطاع الفيلات السكنية التي تعد أحد أعمدة العقار المحلي.
وأكد عبد الرحمن النجار الذي يدير مجموعة استشارات عقارية، وجود ارتباك في حركة السيولة نتيجة الضغط الحكومي بالقرارات التاريخية التي ستصب لصالح المواطن عبر خفض الأسعار لتكون في متناول الجميع، لافتا إلى أن الفيلات السكنية فقدت ما يقارب 25 في المائة من قيمتها العامة بعد ثبات الأسعار فترة طويلة، وهو ما يعتبر بصيص أمل نحو واقع جديد في السوق، حيث إن هذه النسبة كانت شبه مستحيلة خلال الأشهر الستة الماضية فقط، ما يعني أن القطاع العقاري سيشهد مزيدا من الانخفاض خلال الفترة المقبلة في ظل تبلور الأسباب المؤدية إلى ذلك.
واعتبر أن الاستجداء بالتمويلات العقارية لن يكون مجديا، خصوصا أن جوهر الحركة يكمن في قيمة العقار التي تعتبر مرتفعة وليس في مبلغ التمويل.
وتحدث عن تحديات كبرى أمام المطورين العقاريين، خصوصا مع دخول الحكومة كمنافس غير ربحي عبر برنامج «سكني»، لافتا إلى أن الاستثمار يبتعد عن الفيلات التي تعاني من تراجع قيمتها والطلب عليها في آن واحد بعد أن كانت تحقق نتائج إيجابية، وهو ارتداد طبيعي للمعدل العام لأداء العقار الذي يشهد ضغوطات كبيرة في حركة البيع والشراء. وتابع: «ارتفاع الأسعار له دور كبير فيما يحدث الآن في السوق وبالتالي فإن تصحيح الأسعار أولى خطوات النجاح، وهو ما سيحدث بشكل أو بآخر لضمان استمرارية الاستثمارات في القطاع».
وتباين التغير الأسبوعي في قيمة الصفقات العقارية بين كل من القطاعين السكني والتجاري، فانخفض إجمالي قيمة صفقات القطاع السكني بنسبة 2.4 في المائة، مقارنة بارتفاعه خلال الأسبوع الأسبق بنسبة 27.9 في المائة، لتستقر قيمة الصفقات السكنية مع نهاية الأسبوع عند مستوى 900 مليون دولار. ويُعزى الانخفاض خلال الأسبوع في قيمة صفقات القطاع السكني، إلى هبوط قيمة الصفقات على الأراضي السكنية بنسبة 3.2 في المائة، التي شكلت نحو 89.7 في المائة من إجمالي قيمة صفقات القطاع السكني.
وعن تحولات السوق فيما يخص السيولة، أكد فهد المقرن الذي يدير شركة المقرن للاستثمارات العقارية، أن السوق فقدت خلال الربع الأول من العام الحالي مقارنة بالفترة ذاتها من 2016 ما يزيد على 26 في المائة، وهو ما انعكس بشكل مباشر على الأسعار ولو بنسب لا تتلاءم مع هذا الانخفاض، لكن منذ بداية الربع الثاني وحتى الآن فقدت السوق ما يزيد على 17 في المائة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، ما يعني تحسنا في الطلب، لكنه لا يعني إعادة الأسعار إلى سابق عهدها، إذ تحتاج السوق إلى بلورة في قيمتها بشكل عام، وهو ما يحصل بشكل تدريجي.
وتطرق المقرن إلى تصاميم الفيلات، مشيرا إلى اختلاف في تصميم وطريقة بناء الفيلات التي أنشئت خلال السنوات الأخيرة عن الفيلات القديمة، موضحا أن الضغط الأكبر هو حول المنازل الجديدة التي أنشئت للاستثمار وهي بنسب أقل من ناحية المنازل القديمة أو الأفرع الأخرى، لافتا إلى أن الأحياء القديمة تعاني أساسا من الركود، وهو ما أجبر بعض جهات التمويل على زيادة فترة عمر المنشأة للشراء بالآجل، إلا أن ذلك لم يكن مؤثرا بالشكل المطلوب، نظرا لاختلاف عقلية وثقافة المشتري عما كانت عليه، وأن المساحات الصغيرة أصبحت المسيطرة على السوق، وهو ما لا توفره المباني القديمة التي تشتهر بمساحتها الشاسعة غير المستغلة، موضحا أن المتر الواحد أصبح محسوبا وبدقة عند وضع المخططات التي انتشرت بدورها بشكل كبير وأصبحت أكثر جمالا وتغيرا.
هذا وسجل إجمالي قيمة الصفقات الأسبوعية للسوق العقارية المحلية ارتفاعا بنسبة بلغت 13.0 في المائة، مقارنة بارتفاعه للأسبوع الأسبق بنسبة 9.7 في المائة، ليستقر إجمالي قيمة صفقات السوق العقارية بنهاية الأسبوع العشرين من العام الجاري عند مستوى 1.3 مليار دولار.
إلى ذلك أشار ريان الحجاب، الخبير العقاري، إلى أن الانخفاض أشمل من كونه يلف قطاعا بعينه، بل إنه يغطي جميع الأفرع العقارية المختلفة كونها جميعا تأثرت من الانخفاض الحاصل في الطلب، إلا أن الضغوطات كبيرة على الإنشاءات بالتحديد، وذلك لارتباطها بفترة زمنية معينة، وأن المنزل كلما تقدم به العمر نقصت قيمته وبالتالي الطلب عليه.
يشار أن قطاع الفيلات السكنية سجل انخفاضا سنويا لجميع متوسطات الأسعار خلال الشهرين الأولين من الربع الثاني للعام الجاري حتى 21 مايو (أيار) الجاري، بما يعادل الـ17.6 في المائة. وكان المؤشر العقاري لمتوسط أسعار الفيلات خلال عام 2016 قد بين انخفاضا في متوسط السعر السنوي للفيلات السكنية بنسبة 16.6 في المائة مقارنة بعام 2015، وهو ما يوضح الانخفاض الحاصل في هذا الفرع الذي من المتوقع أن يشهد مزيدا من الانخفاض خصوصا مع دخول وزارة الإسكان بقوة عبر برنامج «سكني» والآثار المتوقعة لدفع رسوم الأراضي البيضاء.



«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
TT

«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء

في وقت تجري فيه الاستعدادات لعقد اجتماع بين الصندوق القومي للإسكان ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان، لبحث سبل توفير تمويل لمشروعات الإسكان للمواطنين عبر قروض طويلة الأجل، ألغت الحكومة أول من أمس، وأوقفت، إجراءات تسليم المساكن للموطنين والتقديم لها، خوفاً من حدوث إصابات بـ«كورونا»، أثناء الاصطفاف للتقديم والتسلم.
وكان الصندوق القومي للإسكان قد طرح مباني سكنية جاهزة للمواطنين في معظم المناطق الطرفية بالعاصمة الخرطوم، وبقية الولايات، وذلك ضمن مشروع السودان لتوفير المأوى للمواطنين، الذي سيبدأ بـ100 ألف وحدة سكنية لذوي الدخل المحدود. وقد بدأ المشروع بفئة العمال في القطاعات الحكومية في جميع ولايات السودان العام الماضي، بواقع 5 آلاف منزل للمرحلة الأولى، تسدد بالتقسيط على مدى 7 سنوات. ويتضمن مشروع إسكان عمال السودان 40 مدينة سكنية في جميع مدن البلاد، لصالح محدودي الدخل، ويستفيد من المشروع في عامه الأول أكثر من مليونين.
وقد أقام المواطنون مواقع أمام مقر الصندوق القومي للإسكان، وباتوا يتجمعون يومياً بأعداد كبيرة، ما سبب إزعاجاً لدى إدارة الصندوق والشارع العام، وذلك بعد قرار سياسي من والي ولاية الخرطوم، لدعوة المواطنين للتقديم للحصول على سكن شعبي.
ووفقاً للدكتور عبد الرحمن الطيب أيوبيه الأمين العام المكلف للصندوق القومي للإسكان والتعمير في السودان لـ«الشرق الأوسط» حول دواعي إصدار قرار بوقف إجراءات التسليم والتقديم للإسكان الشعبي، وعما إذا كان «كورونا» هو السبب، أوضح أن تلك التجمعات تسببت في زحام شديد، حيث نصب المتقدمون للوحدات السكنية خياماً أمام مقر الصندوق في شارع الجمهورية، بعد قرار الوالي في وقت سابق من العام الماضي بدعوة المواطنين للتقديم. وظلت تلك التجمعات مصدر إزعاج وإرباك للسلطات، ولم تتعامل معهم إدارة الصندوق، إلى أن جاء قرار الوالي الأخير بمنع هذه التجمعات خوفاً من عدوى «كورونا» الذي ينشط في الزحام.
وبين أيوبيه أن الخطة الإسكانية لا تحتاج لتجمعات أمام مباني الجهات المختصة، حيث هناك ترتيبات وإجراءات للتقديم والتسلم تتم عبر منافذ صناديق الإسكان في البلاد، وعندما تكون هناك وحدات جاهزة للتسليم يتم الإعلان عنها عبر الصحف اليومية، موضحاً أن كل ولاية لديها مكاتب إدارية في كل ولايات السودان، وتتبع الإجراءات نفسها المعمول بها في العاصمة.
ولم يخفِ أيوبيه أزمة السكن في البلاد، والفجوة في المساكن والوحدات السكنية، والمقدرة بنحو مليوني وحدة سكنية في ولاية الخرطوم فقط، لكنه أشار إلى أن لديهم خطة مدروسة لإنشاء 40 ألف مدينة سكنية، تم الفراغ من نسبة عالية في العاصمة الخرطوم، بجانب 10 آلاف وحدة سكنية.
وقال إن هذه المشاريع الإسكانية ستغطي فجوة كبيرة في السكن الشعبي والاقتصادي في البلاد، موضحاً أن العقبة أمام تنفيذها هو التمويل، لكنها كمشاريع جاهزة للتنفيذ والتطبيق، مشيراً إلى أن لديهم جهوداً محلية ودولية لتوفير التمويل لهذه المشاريع.
وقال إن اجتماعاً سيتم بين الصندوق القومي للإسكان وبنك السودان المركزي ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، لتوفير الضمانات بالنسبة للتمويل الخارجي واعتماد مبالغ للإسكان من الاحتياطي القانوني للمصارف المحلية.
وأكد الدكتور عبد الرحمن على أهمية التنسيق والتعاون المشترك بين الجهات المعنية لإنفاذ المشروع القومي للمأوى، وتوفير السكن للشرائح المستهدفة، مجدداً أن أبواب السودان مشرعة للاستثمار في مجال الإسكان. وأشار إلى أن الصندوق القومي للإسكان سيشارك في معرض أكسبو في دبي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وذلك بجناح يعرض فيه الفرص الاستثمارية في السكن والوحدات السكنية في السودان، وسيتم عرض كل الفرص الجاهزة والمتاحة في العاصمة والولايات.
وقال إن هناك آثاراً متوقعة من قرار رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية على البلاد، ومن المتوقع أن يسهم كثيرا في إنعاش سوق العقارات واستقطاب رؤوس أموال لصالح التوسع في مشروعات الإسكان. وأبان أن الصندوق استطاع خلال السنوات الماضية إحداث جسور للتعاون مع دول ومنظمات واتحادات ومؤسسات مختلفة، وحالت العقوبات دون استثمارها بالشكل المطلوب، مشيرا إلى أن جهودهم ستتواصل للاستفادة من الخبرات والموارد المالية المتاحة عبر القروض والمنح والاستثمارات.
وأكمل الصندوق القومي للإسكان في السودان تحديد المواقع والدراسات لمشروع المأوى القومي ومنازل العمال، حيث ستشيد المنازل بأنماط مختلفة من السكن الاقتصادي، الشعبي، الاستثماري، الريفي، والمنتج، بتمويل من البنوك العاملة في البلاد، وفق خطة الصندوق.
وقد طرحت إدارة الصندوق عطاءات منذ بداية العام الجاري لتنفيذ مدن سكنية، كما دعت المستثمرين إلى الدخول في شراكات للاستثمار العقاري بالولايات لتوفير المأوى للشرائح المستهدفة، إلا أن التمويل وقف عثرة أمام تلك المشاريع.
وطرح الصندوق القومي للإسكان في ولاية الخرطوم أن يطرح حالياً نحو 10 آلاف وحدة سكنية لمحدودي الدخل والفئويين والمهنيين في مدن العاصمة الثلاث، كما يطرح العديد من الفرص المتاحة في مجال الإسكان والتطوير العقاري، حيث تم الانتهاء من تجهيز 5 آلاف شقة و15 ألفا للسكن الاقتصادي في مدن الخرطوم الثلاث.
وتم تزويد تلك المساكن بخدمات الكهرباء والطرق والمدارس وبعض المرافق الأخرى، بهدف تسهيل وتوفير تكلفة البناء للأسرة، حيث تتصاعد أسعار مواد البناء في البلاد بشكل جنوني تماشياً مع الارتفاع الذي يشهده الدولار مقابل الجنيه السوداني والأوضاع الاقتصادية المتردية التي تمر بها البلاد حالياً.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان لديه خطة لتوسيع قاعدة السكن لمحدودي الدخل، عبر الإسكان الرأسي، الذي يتكون من مجمعات سكنية، كل مجمع يضم بناية من 7 أدوار، ويتكون الطابق من 10 شقق سكنية، بمساحات من 180 إلى 300 متر مربع.
ويتوقع الصندوق أن يجد مشروع الإسكان الرأسي والشقق، رواجاً وإقبالاً في أوساط السودانيين محدودي الدخل، خاصة أنه أقل تكلفة وأصبح كثير من السودانيين يفضلونه على السكن الأفقي، الأمر الذي دفع الصندوق لتنفيذ برامج إعلامية لرفع مستوى وعي وثقافة المواطنين للتعامل مع السكن الجماعي والتعاون فيما بينهم.
ووفقاً لمسؤول في الصندوق القومي للإسكان فإن برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي، يتضمن كيفية المحافظة على خدمات البناية، ورفع وعيهم بهذا النوع من البناء، حتى تتحول الخرطوم إلى عاصمة حضارية وجاذبة. وأضاف المصدر أن برنامج التوعية بالسكن في الشقق ودوره في تقليل تكلفة السكن، سيتولاه فريق من اتحاد مراكز الخدمات الصحافية، الذي يضم جميع وسائل الإعلام المحلية، مما سيوسع قاعدة انتشار الحملات الإعلامية للسكن الرأسي.
تغير ثقافة المواطن السوداني من السكن التقليدي (الحوش) إلى مساحات صغيرة مغلقة لا تطل على الشارع أو الجيران، ليس أمرا هينا. وبين أن خطوة الصندوق الحالية للاعتماد على السكن الرأسي مهمة لأنها تزيل كثيرا من المفاهيم المغلوطة عن السكن في الشقق السكنية.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان عام 2018 بدأ بالتعاون مع شركة هيتكو البريطانية للاستثمار، لتنفيذ مشروع الإسكان الفئوي الرأسي، الذي يستهدف بناء 50 ألف وحدة سكنية بالعاصمة الخرطوم، وكذلك مشروع لبناء أكبر مسجد في السودان، بمساحة 5 كيلومترات، وبناء 3 آلاف شقة ومحلات تجارية.