تعزيزات للجيش اليمني في الجبهات بعد خطاب ترمب بالرياض

تعزيزات للجيش اليمني في الجبهات بعد خطاب ترمب بالرياض
TT

تعزيزات للجيش اليمني في الجبهات بعد خطاب ترمب بالرياض

تعزيزات للجيش اليمني في الجبهات بعد خطاب ترمب بالرياض

أجمع مسؤولون يمنيون وخبراء في الشأن السياسي، على أن الإشارات التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، خلال «القمة العربية ـ الإسلامية ـ الأميركية» التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض أول من أمس، حول أعمال الميليشيات الانقلابية في اليمن، وتدخل إيران في الشأن الداخلي للبلاد، انعكست بشكل سريع على الأرض في عدد من الجبهات.
وكان الرئيس الأميركي، تحدث عن أهمية التعامل مع هذه الميليشيات، عندما قال: «إن السعودية وقوات التحالف العربي قامت بعمل كبير ضد الحوثيين في اليمن». وسبق هذا الحديث إشارة الرئيس ترمب إلى ضلوع إيران في الأعمال التخريبية بقوله «النظام الإيراني مسؤول عما يحدث في لبنان، وسوريا، والعراق، واليمن، وإيران تمول وتسلح الإرهابيين، والمجموعات التي تنشر الدمار في المنطقة، وأشعلت نيران الطائفية».
وأرسل الجيش اليمني تعزيزات عسكرية إلى الجبهات الرئيسية، وفقاً لناصر دعقين وكيل محافظة حجة، مسؤول إسناد المقاومة الشعبية في إقليم تهامة، بعد تناقل هذه الكلمة والتحول في الملف اليمني الداعم للشرعية، مما أسهم في تقدم كبير للجيش الذي استعاد الكثير من المناطق التي كانت تحت سيطرة الانقلابيين، موضحاً أن هناك دعماً مباشرا للجيش في حرض وميدي حالياً.
وأضاف دعقين، أن «القمة العربية ـ الإسلامية ـ الأميركية» عزلت إيران في المقام الأول عن المجتمع الدولي والإسلامي، وهذا يعني أن هناك دعماً دولياً لقوات التحالف العربي والجيش الوطني في مواجهة الانقلابيين، ومساندته في استعادة مؤسسات الدولة، وهو ما انعكس فعلياً خلال اليومين الماضيين على تحركات عسكرية ميدانية كبيرة للجيش في الكثير من الجبهات من أبرزها تعز، والجوف، ونهم.
ولفت إلى أن العمل يجري حالياً على إمداد المقاومة الشعبية بكل احتياجها للمرحلة المقبلة، المتمثلة في تقدم الجيش في إقليم تهامة، والتي تمكنها من القيام بأعمال عسكرية واسعة، موضحاً أن المقاومة نجحت خلال الأيام القليلة الماضية في تكبيد الميليشيات خسائر كبيرة في عدد من المديريات والمحافظات.
إلى ذلك، ذكر وليد القديمي وكيل أول محافظة الحديدة، أن الإدارة الأميركية عبّرت عن الدعم والمساندة للخطوات التي اتبعتها السعودية في تأسيس التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وكان ذلك واضحاً في كلمة الرئيس الأميركي عندما أشار إلى أن الحوثيين إحدى أدوات إيران في اليمن ووصفهم بالمتمردين.
وأضاف القديمي أن تحركات عسكرية تجري حالياً في عدد من الجبهات الرئيسية بعد إشارة الرئيس الأميركي لدور قوات التحالف العربي في مواجهة الميليشيات، ووقف أذرع إيران، موضحاً أن كل هذه المؤشرات لها أهمية استراتيجية على القضية اليمنية، وعلى تحقيق أهداف عمليتي «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل» مع إعادة الشرعية والدولة اليمنية والحفاظ على أمن واستقرار ووحدة اليمن وسلامته الإقليمية.



الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم