كانتي يصنع التاريخ بالتتويج مع تشيلسي بعد ليستر

أول لاعب منذ كانتونا يفوز ببطولتي دوري متتاليتين مع ناديين مختلفين

كانتي فاز بكل الجوائز الفردية لأفضل لاعب هذا الموسم (أ.ف.ب) - لاعبو تشيلسي يحملون كانتي خلال الاحتفال بالفوز بالدوري (أ.ب)
كانتي فاز بكل الجوائز الفردية لأفضل لاعب هذا الموسم (أ.ف.ب) - لاعبو تشيلسي يحملون كانتي خلال الاحتفال بالفوز بالدوري (أ.ب)
TT

كانتي يصنع التاريخ بالتتويج مع تشيلسي بعد ليستر

كانتي فاز بكل الجوائز الفردية لأفضل لاعب هذا الموسم (أ.ف.ب) - لاعبو تشيلسي يحملون كانتي خلال الاحتفال بالفوز بالدوري (أ.ب)
كانتي فاز بكل الجوائز الفردية لأفضل لاعب هذا الموسم (أ.ف.ب) - لاعبو تشيلسي يحملون كانتي خلال الاحتفال بالفوز بالدوري (أ.ب)

جاءت أكثر المشاهد تضليلاً هذا الموسم في أواخر سبتمبر (أيلول)، تحديداً بعد مرور 40 دقيقة من مواجهة آرسنال وتشيلسي التي حقق خلالها الأول فوزاً ساحقاً بنتيجة 3 - 0 على استاد الإمارات. في تلك اللحظة، كان مسعود أوزيل نجم آرسنال يقف في مواجهة مرماه على بعد 10 ياردات من منطقة الجزاء الخاصة بفريقه، حينما شعر باقتراب نيغولو كانتي نجم وسط تشيلسي، ونجح في التصدي له قبل أن ينطلق قدماً.
ومع اقترابه من منطقة مرمى تشيلسي، تبادل اللاعب الألماني تمريرات مع زميله المهاجم أليكسيس سانشيز قبل أن يطلقها إلى داخل الشباك من على بعد 12 ياردة. من جانبه، حاول كانتي اللحاق بأوزيل، لكنه أخفق في مجاراة الألماني الذي انطلق بسرعة الصاروخ. حتى الحكم نفسه، مايكل أوليفر، تفوق في الجري على اللاعب الفرنسي حيث بدا صانع لعب تشيلسي وكأنه يعاني خطباً خطيراً.
الآن، وبعد مرور سبعة شهور ونصف على هذا الموقف، يبدو الأمر كله ذكرى كاذبة. حيث ظهر آرسنال يسير بخطى متعثرة في أعقاب تشيلسي، بينما يواجه أوزيل اتهامات بالافتقار إلى الثقة بالنفس، بينما تجري الإشادة بكانتي باعتباره اللاعب صاحب الأداء الأكثر ديناميكية على مستوى الدوري الممتاز وحصد بالفعل جائزة أفضل لاعب خلال العام وأفضل لاعب من رابطة الكتاب الرياضيين. كما أنه يعتبر أول لاعب (بخلاف حراس المرمى) منذ إريك كانتونا يفوز ببطولتي الدوري الممتاز داخل إنجلترا على نحو متعاقب مع ناديين مختلفين (حقق هذا الإنجاز أيضاً حارس المرمى مارك شوارزر مع تشيلسي وليستر سيتي، لكنه كان لاعباً احتياطياً نادراً ما شارك فعلياً مع أي من الناديين).
من ناحية أخرى، تبدو ثمة اختلافات كبيرة بين الفرنسيين، كانتي وكانتونا، فالأخير لاعب يملك شخصية مهرج فنان جاءت أعظم إنجازاته عندما نجح في التوصل إلى سبيل للتوفيق بين حاجة فريقه إلى غزو خطوط الخصوم ونزوعه الشخصي نحو التحطيم والانتقام. والواضح أن مزيج الدقة والتميز والرصانة والتقلب الذي يحمله داخله يستلزم التعامل معه بحرص.
في المقابل، نجد أن كانتي يلعب دونما غرور، بل ويبدو مفتقراً تماماً إلى الشعور بالذاتية. اللافت كذلك أنه شديد التواضع داخل غرفة تغيير الملابس، لدرجة أن بعض أقرانه يقولون إنهم أحياناً لا يلحظون وجوده. ومع ذلك، يلحظ الجميع كانتي البالغ 26 عاماً داخل كل بقعة بأرض الملعب، والضغط باستمرار على لاعبي الخصوم ويغطي مساحات داخل الملعب تفوق قدرة ما يمكن لـ«غوغل مابس» تغطيته!.
في الواقع، قدم كانتي مجهوداً كبيراً مع ليستر سيتي الموسم الماضي لدرجة دفعت المدرب كلاوديو رانييري للتحسر بقوله إن النادي خسر لاعبين وليس لاعباً واحداً عندما اشترى تشيلسي نجم الوسط الفرنسي في الصيف مقابل 32 مليون جنيه إسترليني. واعتادت جماهير ليستر سيتي الإشارة إليه بلقب «التوأم كانتي».
لقد جاءت الهزيمة المذلة على يد آرسنال بمثابة نقطة تحول في مسار الموسم بالنسبة لتشيلسي لأنها أجبرت المدرب أنطونيو كونتي على إقرار تغييرات حققت منافع كبيرة بينها السماح لنفوذ كانتي بالتعاظم. قبل ذلك، تسبب اهتراء دفاع تشيلسي، خصوصاً بطء حركة الظهير الأيمن، براتيسلاف إيفانوفيتش، في فرض واجبات ثقيلة للتغطية تجاوزت قدرة اللاعبين، حتى كانتي.
وقد نجح كونتي في جعل طريقة 4 - 4 - 2 تنجح مع ليستر سيتي عندما يتفوق لاعبو المنافس في العدد على لاعبيه، وذلك لأنهم على الأقل امتلكوا دفاعاً صلباً. وسمح تحول تشيلسي باتجاه الاعتماد على ثلاثة لاعبين بقلب الدفاع وزوج من اللاعبين في مركز الجناح، لكانتي بتركيز جهوده الهائلة على نحو أكثر فاعلية. وبدا هذا أمراً منطقياً، بالنظر إلى أن غالبية اللاعبين الآخرين لا يملكون النشاط والذكاء اللازم كي يضمنوا فرض هيمنتهم داخل الملعب مثلما يفعل نجم خط الوسط الفرنسي.
ونادراً ما يتفوق لاعب ما داخل الدوري الممتاز بهذا الفارق الهائل عن أقرانه في جانب معين من اللعبة على نحو يجعله أشبه بشخص بالغ يلعب في بطولة للناشئين. من جانبه، بدا أن يايا توريه يثير هذا الانطباع خلال الفترات التي كان فيها في أوج تألقه، عندما بدا قادراً على التفوق على المنافسين بسهولة أثناء شق طريقه باكتساح من وسط الملعب. كما أن هناك لاعبين يتميزون بسرعتهم الكبيرة، مثل جيمي فاردي مهاجم ليستر الذي كان يترك المدافعين يلهثون خلفه دونما أمل في اللحاق به.
ومع هذا، لم ينجح أي لاعب آخر بخلاف كانتي في ترك منافسيه في حالة ترقب مستمر نظراً لقدراته الهائلة على التخلص منهم وفرض وجوده بالمكان الذي يرغب الوجود به وفعل ما يود فعله. في الواقع، إن كانتي لا يتفوق على منافسيه فحسب، وإنما يسلب ألبابهم أيضاً. ولا بد وأن الكثيرين شعروا بأنه ما من خيار أمامهم سوى التصويت لصالحه كأفضل لاعب خلال العام، مما يعد إنجازاً كبيراً للاعب لم ينل حظه من التدريب والتثقيف داخل أي أكاديمية رياضية، بعد أن تعرض للرفض من قبل كثير منهم داخل فرنسا قبل أن يصبح لاعب كرة قدم محترفاً في صفوف نادي كاين ببلوغه الـ22.
وجاء رحيل كانتي عن ليستر سيتي كأبرز صفقة في سوق انتقالات اللاعبين شهدها الصيف الماضي، واضطلع بدور محوري في صعود نجم تشيلسي من جديد، في الوقت الذي تطور أداء اللاعب بوضوح منذ هذا الانتقال. وبالنظر لميل تشيلسي للاستحواذ على الكرة أكثر بكثير عن ليستر سيتي، لم يجد كانتي حاجة كبيرة للمراوغة بالكرة هذا الموسم (ومع ذلك شارك في هذا الأمر بدرجة أكبر بكثير عن أي لاعب آخر، فيما عدا لاعب إيفرتون، إدريسا غاي أو اعتراض الخصوم بمعدل كبير (تكشف الأرقام أن عدد اعتراضاته للخصوم هذا الموسم نصف ما كان عليه الحال الموسم الماضي). ومع ذلك، يبقى كانتي ضمن أكثر لاعبين على مستوى الدوري الممتاز على هذا الصعيد.
على الجانب الآخر، أجرى كانتي عدداً أكبر بكثير من التمريرات، ليس فقط لمجرد نقل الكرة إلى أقرانه الأكثر ابتكاراً لاستغلالها على النحو الذي حققه كلود ماكيليلي على ملعب ستامفورد بريدج، وإنما أيضاً لاختراق دفاعات المنافس بنفسه. وجاءت التمريرة الرائعة التي وجهها إلى بيدرو والتي مهدت لهدف تشيلسي الثالث في إطار فوزه على ليستر سيتي في يناير (كانون الثاني) بنتيجة 3 - 0، لتعكس هذه الثورة في أداء كانتي بوضوح.
ومع هذا، لا تزال أمام كانتي مساحة لمزيد من التطوير في أدائه. ويرى كونتي أن مهارات كانتي في التمرير لا يزال من الممكن صقلها على نحو أكبر، بجانب إبدائه قدراً أكبر من الثبات والهدوء داخل منطقة المرمى. يذكر أن الهدف الذي سجله كانتي في شباك مانشستر يونايتد في أكتوبر (تشرين الأول) يعد الهدف الوحيد له في الدوري الممتاز هذا الموسم.
الأهم من ذلك، أن كانتي بحاجة للإبقاء على نفوذه وسطوته بينما يخوض منافسات على الصعيدين الأوروبي والمحلي. المعروف أن الفرصة لم تتح له حتى الآن للمشاركة بدوري أبطال أوروبا، مما يعد بمثابة تح جديد في انتظاره.
المعتقد أن الموسم القادم سيكون الأكثر تحدياً بالنسبة لكانتي على امتداد مشواره الكروي. وحتى هذه اللحظة، أثبت كانتي قدرته على الصمود في وجه جميع التحديات التي جابهها. وبالتأكيد، ليس من المستبعد أبداً أن يحصد كانتي صاحب الصمود الملحمي مزيداً من الألقاب والجوائز الفترة المقبلة.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.