ملتقى «مغردون»... إجماع على محاربة التطرف وحث الشباب على التعاون مع حكوماتهم

إيفانكا قالت إنها تعلمت كثيراً من السعوديين وقدمت شكرها لولي ولي العهد السعودي

الشيخ عبد الله بن زايد وعادل الجبير في حديث باسم قبل بدء فعاليات ملتقى «مغردون» أمس في الرياض (واس)
الشيخ عبد الله بن زايد وعادل الجبير في حديث باسم قبل بدء فعاليات ملتقى «مغردون» أمس في الرياض (واس)
TT

ملتقى «مغردون»... إجماع على محاربة التطرف وحث الشباب على التعاون مع حكوماتهم

الشيخ عبد الله بن زايد وعادل الجبير في حديث باسم قبل بدء فعاليات ملتقى «مغردون» أمس في الرياض (واس)
الشيخ عبد الله بن زايد وعادل الجبير في حديث باسم قبل بدء فعاليات ملتقى «مغردون» أمس في الرياض (واس)

أجمع أمس رجال السياسية والرياضة والفن؛ مفكرين وصناع رأي، في ملتقى «مغردون» في الرياض الذي أطلقته مؤسسة «مسك» في نسخته الثانية، على ضرورة مكافحة التطرف والإرهاب، ونشر ثقافة التسامح والاعتدال والاستماع لصوت الشباب، والعمل على تجفيف منابع الإرهاب والدول التي تغذيه.
وقالت إيفانكا ترمب، مستشارة الرئيس الأميركي، إن جيل الشباب في العالمين العربي والإسلامي قادر على نشر التسامح وبناء الأوطان، وإن الجيل الحالي سيكون له صوت مسموع في مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أنها رأت في السعودية ما هو فوق الوصف خلال اليومين الماضيين، معبّرة عن شكرها لقيادة المملكة، على حفاوة الاستقبال.
وذكرت إيفانكا في كلمة ألقتها في ملتقى «مغردون» أمس أن مواقع التواصل الاجتماعي، هي أداة قوية، وجيل الشباب هو جيل الريادة، على المستويات كافة، مضيفة: «تعلمت اليوم الكثير وسعدت بروحية رائدات الأعمال وروادها في السعودية».
وأشارت إلى أنه أثناء تدشين مركز «اعتدال»، شهدنا أن المملكة أنشأت في 30 يوماً مركز «اعتدال» لمكافحة التطرف، وقالت: «ربما أحتاج لمقاوليكم في المستقبل القريب على هذا الإنجاز الضخم الذي لم يسبقكم إليه أحد»، وقالت: «خلال اليومين الماضيين عايشنا الضيافة العربية التي طالما سمعنا عنها، نشكر حكومة المملكة على هذه التجربة الرائعة»، وقدمت شكرها لولي ولي العهد السعودي على عمله الدؤوب وجهده الخارق في اليومين الماضيين.
وعقد ملتقى «مغردون» في نسخته الخامسة مرتكزاً على 7 محاور رئيسية؛ هي التعاون المستمر لمواجهة الإرهاب، ومواجهة التطرف والكراهية في شبكات التواصل الاجتماعي، والرياضة وشبكات التواصل الاجتماعي، وبناء حلفاء رقميين ضد التطرف، والدين الإسلامي وتأثيره على حضارات الأمم ووجوده على شبكات التواصل الاجتماعي، والحرب على الإرهاب في شبكات التواصل الاجتماعي.
ويهدف الملتقى إلى حث الشباب على التعاون مع الحكومات والمنظمات ذات الصلة للتصدي للشائعات حول الإرهاب والتطرف على شبكات الإنترنت، وتوعية الشباب بضرورة حس المسؤولية عند استخدام الإنترنت وتأثيرهم الإيجابي على منصات التواصل الاجتماعي، وتحفيز الإيجابية على ساحات الحوار في «تويتر» ونبذ التطرف، وتشجيع الشباب والشابات على المشاركة وتحقيق التأثير الإيجابي، وتعزيز مفاهيم التواصل الفعال بين الحكومات والشعوب عبر «تويتر» وغيره من منصات التواصل الاجتماعي.
إلى ذلك، قال الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، إن التنسيقات والبيروقراطية تشكل عقبة بين حكومات الدول، في الوقت الذي لا توجد فيه عقبات بيروقراطية بين المنظمات الإرهابية، مشيراً إلى أن بعض الدول الأوروبية لا تتعامل بالشكل المطلوب مع الإرهابيين الموجودين على أراضيها، وقال: «هناك دول حاضنة للإرهاب والتطرف».
وشدد الشيخ عبد الله بن زايد خلال جلسة في ملتقى «مغردون» على أن القيادات العربية والإسلامية تعمل بشكل أكبر من بعض الدول الأوروبية في الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب، مؤكداً وجود مسؤولية مجتمعية كبيرة ومهمة لأفراد المجتمع ومؤسساته لمتابعة ما يصل إلى الأبناء من محتوى.
ودعا إلى تجريم المحتوى المتطرف والإرهابي المنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي، وقال: «يجب أن تدرك وسائل التواصل الاجتماعي وجود محتوى تستغله الجماعات المتطرفة والإرهابية، التي تريد تجنيد أبنائنا وبناتنا وتريد اختطاف الدين، وهناك واجب على الدول وعلى رجال الدين من مختلف الأديان والقيادات السياسية والمشاهير ومؤسسات التواصل الاجتماعي ذاتها، في محاربة هذا المحتوى كي لا يتم استغلاله من قبل الإرهابيين».
وزاد: «لا يمكن فقط أن نكتفي بإغلاق هذه المواقع، بل بتوفير محتوى أفضل ومحتوى يواجههم وعلينا تجريم هذا الاستغلال، لكن مع الأسف هناك فراغ تشريعي على المستوى الدولي بتجريم هذا المحتوى»، مؤكداً وجود مسؤولية على الدول بتشريع قوانينها الوطنية بمشاركة المنظمات والاتفاقيات الدولية، وهناك مسؤولية اجتماعية خاصة من رجال الدين، في تحييد التطرف.
وأكد أن إنشاء المركز الدولي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال) الذي كان أحد مخرجات القمة العربية الإسلامية - الأميركية، خطوة جبارة من السعودية، لمواجهة الفكر المتطرف بفكر بديل، وأيضاً ملاحقة هذا الفكر بفضحه وكشفه للناس وإيضاح أنه بعيد عن الفكر الإنساني.
وأكد أن الإرهاب لا دين ولا جنسية له، بدليل أن دولاً أوروبية خرجت متطرفين، مفيداً بأن 60 في المائة من المنضمين لتنظيم داعش الإرهابي قدموا من أوروبا، وذلك بعد أن تحولوا إلى الإسلام بوعي ضعيف.
إلى ذلك، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن التحديات في وسائل التواصل الاجتماعي تتضمن عدم معرفة هوية المستخدمين على مواقع التواصل، لكن الشركات بدأت بالتعاون أكثر بالتعرف على هوية من يقومون بالتحريض أو التخطيط، وهذه مسألة وقت قبل أن تكون هناك آلية فعالة لاستخدام الشبكة العنكبوتية بشكل لا يمس بحرية مستخدميها.
وأضاف الجبير: «يجب أن تكون هناك وسيلة لمعرفة هوية من يسيء استخدام هذه الوسائل دون الاضطرار إلى إغلاقها»، داعياً عدداً من الدول التي تحتضن إرهابيين إلى تجريم ما يطرحونه من أفكار، في الوقت الذي تصنف فيه ذلك عدد من الدول أنه يندرج ضمن حرية الرأي، وقال: «من أكبر همومنا أن نستعيد أبناءنا الذين استهدفوا من قبل المنظمات المتطرفة ونحتويهم ونشركهم في المجتمع»، وأكد وزير الخارجية السعودي أن مواجهة التطرف تحتاج إلى 3 عناصر تتضمن مواجهة الإرهابيين وتجفيف مصادر التمويل للإرهاب والأهم مواجهة الفكر.
وفي جلسة ناقشت تشجيع المجتمع للتحلي بالروح الرياضية، بدأ لاعب نادي النصر والمنتخب السعودي السابق ماجد عبد الله كلمته بمباركته لنادي الهلال في تحقيقه بطولة الدوري وكأس خادم الحرمين الشريفين، وقال: «دافع عن ناديك... افتخر به... ولكن احترم غيرك»، مؤكداً بذلك أهمية احترام مشاعر الآخرين وعدم فقدان الصداقة.
في المقابل، حمّل المدير الفني لنادي الشباب سامي الجابر، مسؤولية التعصب الرياضي، للشخصيات الرياضية في المقام الأول، ومن ثم وسائل الإعلام، بالإضافة إلى انعدام ثقافة الفوز والهزيمة، مبيناً أن ما يقوم به المشجع الرياضي نابع من كون هؤلاء الرياضيين مصدر قدوة وردة فعل، وأوضح الجابر، أن التعصب يعني التعصب لرأي معين، وعدم سماع الرأي الآخر، مشيراً إلى أن التعصب الديني والقبلي والرياضي قنبلة موقوتة، مشدداً على ضرورة محاربتها.
إلى ذلك، أكد اللاعب البرتغالي السابق لويس فيغو أهمية مواجهة التعصب الرياضي، معتقداً أن أول ما يلزم البدء به مواجهة ذلك بالتربية والتعليم، حيث لا بد أن نضع في دواخل الناشئة أن يكونوا أشخاصاً جيدين وإيجابيين.
من جانبه، حمل اللاعب المصري السابق حازم إمام، البرامج الرياضية مسؤولية زيادة التعصب، مؤكداً ضرورة أن يتم التعامل مع المشكلات التي تظهر في شبكات التواصل الاجتماعي بجدية أكبر، لافتاً إلى أنه بسبب التواصل الاجتماعي وقعت الأحداث المؤسفة التي شهدتها بورسعيد أخيراً.
وقدم شيخ الأزهر أحمد الطيب قراءة تفصيلية وتشخيصية لواقع الإرهاب في العالم العربي، مستشهداً بكثير من الآيات القرآنية والأحاديث الواردة في السنة النبوية، التي توضح حقيقة ما تشهده بعض الأقطار العربية في هذه الأيام مع صعود نجم الجماعات الإرهابية، مفيداً بأن ما زاد نشر ثقافة الكراهية تلك هو استغلال الفئة الضالة للتقدم التقني الهائل في ترويج أفكارهم المسمومة بين الشباب، وبأساليب مدروسة تغري ضحاياها بالارتباط العقلي والعاطفي ثم بالانخراط السلوكي والعملي.



تأكيد خليجي على دعم الجهود الرامية لوحدة وسيادة وأمن سوريا

جانب من اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا في مدينة العقبة السبت (واس)
جانب من اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا في مدينة العقبة السبت (واس)
TT

تأكيد خليجي على دعم الجهود الرامية لوحدة وسيادة وأمن سوريا

جانب من اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا في مدينة العقبة السبت (واس)
جانب من اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا في مدينة العقبة السبت (واس)

شدّد جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، الأحد، على دعم دول المجلس للجهود الرامية لوحدة وسيادة وأمن واستقرار سوريا، والوقوف مع الشعب السوري، وتقديم الدعم له.

​ورحّب الأمين العام للمجلس، بالبيان الصادر عن لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا، والمشكّلة بقرار من جامعة الدول العربية، والمكونة من السعودية والأردن والعراق ولبنان ومصر والأمين العام لجامعة الدول العربية، وبمشاركة وزراء خارجية الإمارات والبحرين - الرئيس الحالي للقمة العربية - وقطر يوم السبت في مدينة العقبة الأردنية.

كما ثمّن ما تضمنه البيان الصادر، والذي سيسهم في بناء وازدهار سوريا، وإنهاء مأساة ومعاناة الشعب السوري.

جاسم البديوي خلال لقائه مازن غنيم سفير فلسطين لدى السعودية في الرياض (مجلس التعاون)

من جهة أخرى، أكّد الأمين العام للمجلس، مواصلة دول الخليج جهودها القيّمة والفعّالة لدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، في قيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لمبادرة السلام العربية، والقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وذلك خلال استقباله مازن غنيم سفير فلسطين المعين لدى السعودية في العاصمة الرياض.

وجرى خلال الاستقبال، استعراض كثير من الملفات، أبرزها آخر مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، والانتهاكات المتواصلة والخطيرة من قِبل قوات الاحتلال الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني الشقيق. وأكد البديوي ما جاء في البيان الختامي الصادر عن المجلس الأعلى في دورته الـ45 التي عقدت في ديسمبر (كانون الأول) الحالي على مركزية القضية الفلسطينية، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وعلى دعمه لسيادة الشعب الفلسطيني على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة، ودعوة جميع الدول إلى استكمال إجراءات اعترافها بدولة فلسطين، واتخاذ إجراء جماعي عاجل لتحقيق حل دائم يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، عاصمتها القدس الشرقية، وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، مؤكداً ضرورة مضاعفة جهود المجتمع الدولي لحل الصراع، بما يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

جاسم البديوي خلال لقائه علي عنايتي سفير إيران لدى السعودية في الرياض (مجلس التعاون)

ولاحقاً، استعرض جاسم البديوي في لقاء ثنائي مع علي رضا عنايتي سفير إيران لدى السعودية، العلاقات بين مجلس التعاون وإيران، وتبادلا وجهات النظر حول آخر القضايا والمستجدات في المنطقة.

وشهد استقبال البديوي للسفير عنايتي في مقر الأمانة العامة بالرياض، التأكيد على مواصلة العمل لتطوير سبل التعاون، وأهمية تعزيز استمرار الحوار بما يسهم في توطيد العلاقات الخليجية الإيرانية، وتحقيق الازدهار والاستقرار في المنطقة،

كذلك استقبل الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي في وقت سابق باتريك ميزوناف سفير فرنسا لدى السعودية، وجرى خلال الاستقبال بحث ومناقشة آخر التطورات والمستجدات في المنطقة، بالإضافة إلى مناقشة عدد من الموضوعات وفي مقدمتها العلاقات الخليجية الفرنسية.

الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج خلال لقائه سفير فرنسا لدى السعودية في الرياض (مجلس التعاون)

فيما ناقش الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في لقاء ثنائي مع شريف وليد سفير الجزائر لدى السعودية، عدداً من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، والعلاقات بين مجلس التعاون والجزائر، وسبل تعزيزها وتطويرها بما يخدم المصالح المشتركة، بالإضافة إلى بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.

جاسم البديوي خلال لقائه سفير الجزائر لدى السعودية في الرياض الأحد (مجلس التعاون)

كما بحث البديوي في لقاء ثنائي مع ياسوناري مورينو سفير اليابان لدى السعودية أوجه التعاون المشترك بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية واليابان، وسبل تعزيز العلاقات الثنائية، بما يحقق المصالح المشتركة، معرباً عن تطلعه لوصول الجانبين إلى اتفاقية التجارة الحرة خلال الفترة المقبلة.

وأشاد الأمين العام بمتانة العلاقات الخليجية اليابانية، وسعي الجانبين إلى تعزيز التعاون بينهما في المجالات كافة، خصوصاً الاقتصادية والتجارية والتقنية، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة لهما.​

جاسم البديوي خلال لقائه سفير اليابان لدى السعودية في الرياض الأحد (مجلس التعاون)