قلق روسي على التعاون مع واشنطن ومستقبل الأسد بعد قصف التنف

موسكو تكرر تبنيها الكامل لنظام دمشق

قلق روسي على التعاون مع واشنطن ومستقبل الأسد بعد قصف التنف
TT

قلق روسي على التعاون مع واشنطن ومستقبل الأسد بعد قصف التنف

قلق روسي على التعاون مع واشنطن ومستقبل الأسد بعد قصف التنف

أقر غينادي غاتيلوف، نائب وزير الخارجية الروسي، بطريقة غير مباشرة، بعدم سريان العمل بموجب مذكرة آستانة حول إقامة «مناطق تخفيف التصعيد»، وذلك حين أكد في تصريحات من جنيف أمس إن «الأهم في سوريا الآن هو تحقيق تخفيف في التصعيد وتنفيذ المذكرة». من جانبه قال بشار الجعفري رئيس وفد النظام إلى جنيف إن دمشق تنتظر ممثلي روسيا وإيران لبحث سبل تنفيذ مذكرة «مناطق تخفيف التصعيد»، وأكد: «لم يتم حتى الآن صياغة آلية لتطبيق تلك المذكرة». في غضون ذلك تزعم روسيا أن العمل بدأ بالمذكرة، وتؤكد وزارة الدفاع الروسية في تقارير يومية على موقعها الرسمي أن «الموقف العملياتي في مناطق تخفيف التوتر مستقر وفقا لوجهات نظر جميع الأطراف المتنازعة»، وتشير إلى خروقات تقوم بتسجيلها لجنة روسية - تركية مشتركة، مهمتها الرئيسية مراقبة الالتزام باتفاق 29 ديسمبر (كانون الأول) 2016 لوقف الأعمال القتالية. وتتجاهل الوزارة كل العمليات العسكرية الواسعة التي ينفذها النظام السوري بما في ذلك في مناطق تخفيف التصعيد، وتشير إلى خروق من جانب «جبهة النصرة» و«داعش»، فقط، حسب تقارير الدفاع الروسية.
تصريحات غاتيلوف حول «مناطق تخفيف التصعيد» جاءت عقب انتهاء الجولة السادسة من المفاوضات السورية في جنيف، حيث التقى هناك مع وفد الهيئة العليا للمفاوضات، وقال إنه بحث معهم ما ألت إليه الأمور في الجولة الحالية، و«حاولنا إقناعهم بتبني موقفا بناء، وعدم التركيز بصورة استثنائية على مشكلة المرحلة الانتقالية، وأنه على الأسد الرحيل». وأضاف: «يتولد انطباع بأن وفد الهيئة العليا للمفاوضات وكأنه تجمد عند هذا الموقف، ولا يرى تلك التغيرات التي تجري الآن حول التسوية السورية»، دون أن يوضح أي تغيرات يقصد وما الذي يرمي إليه من كلامه هذا.
وفي تعليق غاتيلوف على القصف الأميركي لمنطقة التنف على الحدود السورية مع الأردن، أعرب عن «رفض موسكو لأي أعمال عسكرية كهذه، لا سيما عندما تستهدف قوات النظام السوري»، وقال إن «هذا أمر غير مقبول بالمطلق، وانتهاك للسيادة السورية، ولا يساهم بالطبع في العملية السياسية».
وكان قصف القوات الأميركية لمنطقة التنف على الحدود السورية مع الأردن، ومشروع قرار العقبات ضد دمشق وحلفائها، محط اهتمام واسع في روسيا، لا سيما تداعيات هذه التطورات على آمال الروس بإطلاق تعاون مع الولايات المتحدة. ووصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف القصف بأنه «عمل غير شرعي، ومخالف للقوانين، وانتهاك آخر لسيادة سوريا، مهما كانت الأسباب التي دفعت القيادات الأميركية لاتخاذ القرار بالقصف». وأعرب لافروف عن قناعته بأنه بعد ما جرى «بدأ يتلاشى الفهم المشترك، الذي بدا وكأنه أخذ يتبلور، حول ضرورة توحيد جهود كل من يتصدى فعلاً على الأرض وفي الأجواء للإرهاب». واتهم لافروف التحالف الدولي ضد الإرهاب بأنه يظهر «رغبة بإبقاء جبهة النصرة ومن يتعاون معها خارج العمليات العسكرية للتحالف»، ورأى في قصف التنف سعيا لتوجيه المعارضة وبعض المجموعات لقتال «الحكومة الشرعية في سوريا»، حسب وصفه.
كذلك انتقد وزير الخارجية الروسي مشروع قانون العقوبات في الكونغرس ضد كل من يقدم الدعم المالي والعسكري لنظام الأسد. واعتبر إن مشروع القانون «يأخذنا بعيداً عن تسوية الأزمة السورية، كما يبعدنا عن الهدف الرئيسي في سياق تلك التسوية، وهو الحؤول دون وقوع سوريا ومناطق أخرى من الشرق الأوسط تحت سيطرة الإرهابيين»، وعبر عن قلقه من أن «هذا كله يجري على خلفية تصاعد الدعوات من واشنطن ومن عدد من العواصم الغربية الأخرى، لقطع أي اتصالات مع بشار الأسد».
وحول مشروع قانون العقوبات أيضا، اتهم سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، الكونغرس الأميركي بالعمل على الإطاحة بالنظام السوري. ورأى في مشروع قانون العقوبات المطروح «محاولة لصياغة اعتراف الولايات المتحدة بأنها ضد الحرب على الإرهاب على شكل قانون»، معربا عن قناعته بعدم تعمد أعضاء الكونغرس طرح مشروع القانون بالتزامن مع جنيف، وتابع: «يستبعد أنهم على علم بما يجري في جنيف... إنهم مهتمون للأسف بأمر آخر وهو الإطاحة بالسلطات الشرعية في سوريا بأي ثمن كان، حتى لو كانت النتيجة وقوع البلاد تحت سيطرة المجموعات الإرهابية».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.