معركة مكبرات الصوت في «تراويح رمضان» تصل إلى البرلمان المصري

عقوبات تنتظر الأئمة المُخالفين... وإجراءات مشددة على المساجد

معركة مكبرات الصوت في «تراويح رمضان» تصل إلى البرلمان المصري
TT

معركة مكبرات الصوت في «تراويح رمضان» تصل إلى البرلمان المصري

معركة مكبرات الصوت في «تراويح رمضان» تصل إلى البرلمان المصري

قبل أيام من حلول شهر رمضان الكريم، قالت مصادر برلمانية داخل مجلس النواب المصري (البرلمان) إن «عددا من النواب تقدموا بطلبات إحاطة لرفض قرار وزارة الأوقاف بمنع استخدام مكبرات الصوت خلال صلاة التراويح في شهر رمضان». وأضافت المصادر أنه «من المقرر مُناقشة هذه الطلبات خلال الأسبوع الحالي للوصول إلى حل، خاصة أن مكبرات الصوت لها دور كبير في صلاة التراويح».
يأتي هذا في وقت بررت وزارة الأوقاف، وهي المسؤولة عن المساجد، قرارها الأخير المُثير للجدل، لعدم السماح لأي جماعة أو فكر مُتشدد باختراق العمل الدعوي خلال رمضان. والقرار الأخير للأوقاف ضمن حزمة إجراءات وضعتها الوزارة على المساجد في رمضان، ومنها عدم السماح بالاعتكاف خلال رمضان إلا ببطاقة الهوية، وقصر مدة الدروس خلال الشهر. مصدر مسؤول بالوزارة أرجع ذلك «لمنع عناصر الجماعات المتشددة من عقد لقاءاتها خلال فترة ما قبل الإفطار وعقب صلاة التراويح»، لافتا إلى أن الوزارة سوف تتوعد أئمة المساجد المخالفة بعقوبات صارمة.
ويرى مراقبون أن «السلطات في مصر تُشدد من قبضتها على المساجد خلال رمضان، خاصة أن هناك مساجد باتت مركزا للدعاة المتشددين من بعض الجماعات المتطرفة، رغم تأكيدات قيادات الأوقاف أن المساجد تحت سيطرتها».
وقال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف إن «رفع الصوت في مكبرات المساجد لا بد أن يكون للضرورة». وأضاف في تصريحات له أمس أن «مكبرات الصوت لها غرض وهو إيصال الرسالة، نحن لا نمنع وصول كلام الله، حاشا؛ ولكن تداخل مكبرات الصوت، والصوت المرتفع يضر الناس، وقد يؤدى تداخل الأصوات إلى ارتباك الإمام ذاته أو المصلين، ونحن في موسم امتحانات، وتركيز أبنائنا في المذاكرة شيء واجب وأمر مهم، وكثيرا ما أتتنا الشكاوى بهذا».
موضحا أن «الشكاوى تأتى من أن سماعات المساجد الخارجية تكون موجهة إلى المنازل، ففي رمضان ستعمل مكبرات الصوت في المغرب والعشاء والتراويح، ثم التهجد، ثم قرآن قبل الفجر، ثم صلاة الفجر ثم قرآن بعد الفجر... فمتى سينام المرضى ويذاكر الطلاب نحن لا نمنع كلمة الله؛ ولكن نعدل الوضع تماشيا مع الدعوة بالموعظة الحسنة».
وسبق أن دافعت الأوقاف عن قرارها بأن قصر مكبرات الصوت على الأذان وخطبة الجمعة، مع الاكتفاء بالسماعات الداخلية خلال صلاة التراويح من القرارات التنظيمية، لافتة إلى أن ما تقتضيه الضرورة من السماعات الخارجية حال عدم اتساع المسجد للمصلين واضطرار بعضهم للصلاة خارجه، على أن يكون ذلك على قدر الضرورة ومن خلال التنسيق والاعتماد المسبق من الإدارات والمديريات.
ودائما ما يفترش المصريون الشوارع المحيطة بالمساجد خلال صلاة التراويح في رمضان، بسبب صغر مساحتها، ما يدعو كثيرا من المساجد لعمل مكبرات صوت وتشغيلها طوال شهر رمضان.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.