رجل {سالفاتوري فيراغامو} بوهيمي أرستقراطي للصيف

الأسلوبان البوهيمي والكلاسيكي الإيطالي تزاوجا بنجاح العديد من الإطلالات  -  صورة الرسام نيكولا دي ستايل كانت واضحة في بعض الإطلالات
الأسلوبان البوهيمي والكلاسيكي الإيطالي تزاوجا بنجاح العديد من الإطلالات - صورة الرسام نيكولا دي ستايل كانت واضحة في بعض الإطلالات
TT

رجل {سالفاتوري فيراغامو} بوهيمي أرستقراطي للصيف

الأسلوبان البوهيمي والكلاسيكي الإيطالي تزاوجا بنجاح العديد من الإطلالات  -  صورة الرسام نيكولا دي ستايل كانت واضحة في بعض الإطلالات
الأسلوبان البوهيمي والكلاسيكي الإيطالي تزاوجا بنجاح العديد من الإطلالات - صورة الرسام نيكولا دي ستايل كانت واضحة في بعض الإطلالات

كان الرسام الفرنسي نيكولا دو ستايل ملهم تشكيلة «سالفاتوري فيراغامو» الرجالية لصيف 2017 ما أضفى على التشكيلة مسحة فنية خرجت فيها الدار عن المألوف، في تفاصيلها على الأقل. اختيار الرسام كمُلهم له أسبابه التي تناسب شخصية الدار الإيطالية وفي الوقت ذاته الظروف السياسية الحالية. فإلى جانب أنه من أصل روسي، أي أنه كان مهاجرا، كان أيضا ينتمي إلى الطبقات المخملية، إذ كان والده جنرالاً في جيش القيصر. وحتى بعد أن هرب إلى بروكسل بعد الثورة البولشيفية، تبناه ثري روسي وأمّن له دراسة الفن الكلاسيكي في أكاديمية فنون بروكسل وحياة مرفهة انعكست على أسلوب حياته وأناقته. هذه البوهيمية المرفهة والأناقة الأوروبية، هي التي اعتمد عليها فريق التصميم في دار «سالفاتوري فيراغامو» من خلا الصورة التي رسموها لرجل هذا الموسم. فقد تميزت بكل هذه العناصر مجتمعة إلى جانب رغبة واضحة في الهروب والترحال. ورغم أن الترحال والسفر كانا تيمة مشتركة في عدة عروض فإنه أخذ نكهة فنية متمردة تتوق للاستكشاف في عرض «سالفاتوري فيراغامو»، ليس في الجيوب الكبيرة التي تشرنقت للخارج على غير العادة، بل أيضا في القمصان المفتوحة والسترات المفصلة لكن ببعض الاتساع، إضافة إلى الألوان الطبيعية الغنية والمناديل النحيفة التي تزين الرقبة، والتي ارتبطت بالفنانين عموما في القرون الماضية. الجميل في البدلات المفصلة أنها اكتسبت نعومة كل ثناياها وتفاصيلها تقول بأن الأناقة مسألة نسبة وتناسب في المقام الأول والأخير. فرغم أن رجل فيراغامو يبدو للوهلة الأولى متمردا تواقا للحرية والمغامرة، فإنه يخفي تحت هذه الإطلالة وجوها أخرى. فهو بوهيمي تارة ورياضي تارة أخرى ورسمي في حالات كثيرة، ومع ذلك يبقى الخيط الذي يربط كل هذه الوجوه ببعض ارستقراطيا محضا.
وهذا أساس يصب في صالح الدار كون هذا الأسلوب هو ما تعودت عليه إلى حد أنه أصبح لصيقا بها. فمهما حاولت معانقة الجرأة ومواكبة التطورات هناك دائما قوة تجرها إلى جذورها الكلاسيكية الأنيقة. فـ«بلوزة» مصنوعة من أكثر من مائة ألف قطعة جلد مثلثة، مثلا حيكت هنا بدقة متناهية لتخلق لوحة فنية على شكل أوراق شجر ثلاثية الأبعاد. غني عن القول أن صنعها استغرق ما لا يقل عن 290 ساعة. معطف باللون الأصفر الليموني تألّف من قطعتين أيضا غلبت عليه التفاصيل التي تؤكد على هوس مؤسّس الدار سالفاتوري فيراغامو الدائم بتأمين كل وسائل الراحة سواء تعلق الأمر بحذاء مفصل على القدم أو قطع أزياء للاستعمال اليومي تتزاوج فيها الوظائف العملية والطابع الرسمي مع الرغبة في التحرر والسفر على المستويين الحرفي والمجازي.



اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟

الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)
الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)
TT

اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟

الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)
الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)

لا يختلف اثنان أن الإقبال على درجة الأحمر «العنابي» تحديداً زاد بشكل لافت هذا الموسم، سواء تعلق الأمر بمناسبات النهار أو المساء والسهرة. ثم جاءت أميرة ويلز، كاثرين ميدلتون، لترسِخ مكانته منذ أيام قليلة، لدى مشاركتها مراسيم استقبال الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والشيخة جواهر بنت حمد بن سحيم آل ثاني. ظهرت به من الرأس إلى أخمص القدمين، في لوحة مفعمة بالجرأة والكلاسيكية في الوقت ذاته. هذه اللوحة ساهم في رسمها كل من مصممة دار «ألكسندر ماكوين» السابقة سارة بيرتون من خلال المعطف، ومصممة القبعات «سحر ميليناري» ودار «شانيل» من خلال حقيبة اليد.

الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)

كان هذا اللون كافياً لكي يُضفي عليها رونقاً ودفئاً من دون أن يحتاج إلى أي لون آخر يُسنده. ربما تكون أقراط الأذن والعقد المرصعين باللؤلؤ هما الاستثناء الوحيد.

لكن من يعرف أميرات القصر البريطاني يعرف أن اختياراتهن لا تخضع لتوجهات الموضة وحدها. هن أيضاً حريصات على توظيف إطلالاتهن كلغة دبلوماسية في المناسبات الرسمية. في هذا الحالة، يمكن أن نقرأ أن سبب اختيارها هذا اللون كان من باب الاحتفاء بالضيفين العربيين، بالنظر إلى أنه أحد ألوان العلم القطري.

لكن إذا تقيّدنا بتوجهات الموضة، فإنها ليست أول من اكتشفت جمالياته أو سلّطت الضوء عليه. هي واحدة فقط من بين ملايين من نساء العالم زادت قابليتهن عليه بعد ظهوره على منصات عروض الأزياء الأخيرة.

اختيار أميرة ويلز لهذا اللون من الرأس إلى أخمص القدمين كان مفعماً بالأناقة (رويترز)

«غوغل» مثلاً أكدت أن الاهتمام بمختلف درجاته، من العنابي أو التوتي أو الرماني، بلغ أعلى مستوياته منذ 5 سنوات، في حين ارتفعت عمليات البحث عنه بنسبة 666 في المائة على منصات التسوق الإلكترونية، مثل «ليست» و«نيت أبورتيه» و«مايتريزا» وغيرها.

ورغم أنه لون الخريف والشتاء، لعُمقه ودفئه، فإنه سيبقى معنا طويلاً. فقد دخل تشكيلات الربيع والصيف أيضاً، معتمداً على أقمشة خفيفة مثل الكتان والساتان للنهار والموسلين والحرير للمساء، بالنظر إلى أن أول تسلل له، كان في تشكيلات ربيع وصيف 2024 في عرضي كل من «غوتشي» و«بوتيغا فينيتا». كان جذاباً، الأمر الذي جعله ينتقل إلى تشكيلات الخريف والشتاء الحاليين والربيع والصيف المقبلين.

بغضّ النظر عن المواسم والفصول، كان هناك إجماع عالمي على استقباله بحفاوة جعلته لون الموسم بلا منازع. لم يعد يقتصر على العلامات الكبيرة والغالية مثل «غوتشي» و«برادا» وغيرهما. انتقلت عدواه سريعاً إلى المحلات الكبيرة من «بريمارك» إلى «زارا» و«أيتش أند إم» مروراً بـ«مانغو» وغيرها من المتاجر الشعبية المترامية في شوارع الموضة.

الجميل فيه سهولة تنسيقه مع ألوان كثيرة مثل الرمادي (إ.ب.أ)

ورغم أن أميرة ويلز ارتدته من الرأس إلى القدمين، فإن أحد أهم عناصر جاذبيته أنه من الدرجات التي يسهل تنسيقها مع ألوان أخرى كثيرة، من دون أن يفقد تأثيره. يمكن تنسيقه مثلاً مع الأسود أو البيج أو الرمادي أو الأزرق الغامق. يمكن أيضاً تنسيق كنزة صوفية بأي درجة من درجاته مع بنطلون جينز بسيط، أو الاكتفاء بمعطف منه أو حقيبة أو حذاء حتى قفازات فقط.