نص اقتراح المبعوث الأممي

نص اقتراح المبعوث الأممي
TT

نص اقتراح المبعوث الأممي

نص اقتراح المبعوث الأممي

حصلت «الشرق الأوسط» على نص اقتراح المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إنشاء «آلية تشاورية» حول الدستور. وفي ما يلي ترجمة للنص:
خلال المشاورات المتوازية المتزامنة لـ«السلال الأربع» في «الجولة الرسمية الخامسة» (في جنيف)، لمس الموفد الخاص الحاجة لبحث أكثر عمقاً للمسائل الدستورية والقانونية مع الجانبين السوريين (النظام والمعارضة)، وذلك من أجل ضمان ألا يحصل أي فراغ دستوري أو قانوني أو مؤسساتي في أي مرحلة زمنية من مراحل التفاوض على مسار الانتقال السياسي.
لهذه الغاية، ومع استمرار «الجلسات الرسمية» حول «السلال الأربع» المتزامنة، يعلن الموفد الخاص عن تأسيس آلية تشاور تقني حول المسائل الدستورية والقانونية، ويدعو الجانبين للمساهمة البناءة.
ويتوجب قراءة هذه الدعوة في إطار «بيان جنيف» المؤرخ يوم 30 يونيو (حزيران) 2012، كما دعمه قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118 (عام 2013)، وقرارات مجلس الأمن 2254 (2015)، و2268 (2016)، و2336 (2016)، والبيانات ذات الصلة من «المجموعة الدولية لدعم سوريا» التي حدد متطلبات أي عملية تفاوضية على مسار الانتقال السياسي لتسوية الأزمة السورية.
* الهدف
«آلية مكتب الموفد الخاص التشاورية حول المسائل الدستورية والقانونية» (الآلية التشاورية) ستوفر الدعم لمباحثات سورية - سورية تساعد المسار للتقدم بسلاسة على أسس تقنية دستورية وقانونية صلبة، ومع مرئيات قانونية محددة، ضمان ألا يكون هناك أي فراغ دستوري أو قانوني أو مؤسساتي في أي مرحلة زمنية، من أي من مراحل التفاوض على مسار الانتقال السياسي.
* التفويض
«الآلية التشاورية» ستدرس على المستوى التقني المسائل الدستورية والقانونية التي يتوجب على الجانبين السوريين أخذها في عين الاعتبار، وبتها بما يتعلق بأي مقترحات ومواقف يمكن أن تطرح في «الجلسات الرسمية». الخطة المبدئية موجودة في «الملحق».
* العضوية وطريقة العمل
سيترأس أعمال «الآلية التشاورية» مكتب الموفد الخاص، يدعمه فريق خبراء مكتب الموفد الخاص. وستشمل «الآلية» مباحثات منفصلة يجري مكتب الموفد الخاص مع فريق الخبراء القانونيين الذي يسميه وفدا «الحكومة» و«المعارضة» في المباحثات السورية - السورية في جنيف. الموفد الخاص أو ممثله سيتوليان العودة إلى الجلسات الخاصة لإعطاء تقارير عن سير عمل «الآلية التشاورية».
ضمن إطار «الآلية التشاورية»، سيشاور الموفد الخاص أيضا خبراء متخصصين من المجتمع المدني، وذلك عبر «غرفة دعم المجتمع المدني» التابعة لمكتب الموفد الخاص و«الهيئة النسائية الإستشارية» أو الخبراء الذين تقترحهم.
ستبدأ «الآلية التشاورية» عملها في جنيف على الفور. ويمكن لـ«الآلية التشاورية» العمل بين الجلسات الرسمية للمباحثات السورية - السورية، ويمكن أن تكون موجودة كذلك لدعم الجلسات الرسمية للمباحثات السورية - السورية.
سيسهل مكتب الموفد الخاص بقوة العمل التقني لـ«الآلية التشاورية». وسيتولى الموفد الخاص أو من يمثله إعطاء تقارير للجلسات الرسمية عن عمل «الآلية التشاورية». ويمكن للموفد الخاص، إذا ومتى كان ذلك مفيداً، أن يشاور الخبراء التقنيين من الدول ذات الصلة لدعم عمل «الآلية التشاورية». وسيراجع الموفد الخاص بالتشاور مع الأفرقاء، من وقت إلى آخر، الهدف والتفويض والعضوية وطريقة العمل، وكذلك وتيرة تقدم «الآلية التشاورية».
* الملحق
الخطة المبدئية لـ«آلية مكتب الموفد الخاص التشاورية حول المسائل الدستورية والقانونية» في بدايات عملها ستسعى (الآلية التشاورية) لتعريف ما يتوجب مراجعته من خيارات محددة حول إعداد المسودة الدستورية، وإدارة مؤتمر وطني للحوار الوطني، وكذلك تعريف ما يتوجب مراجعته من خيارات محددة لضمان دستورية وقانونية صلبة وصالحة لأي إطار يتفق عليه في جنيف، متضمناً حزمة متكاملة، تشمل حكماً جامعاً، لا طائفياً، يتمتع بالصدقية، كما ينص قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
يمكن اقتراح بنود إضافية يقترحها مكتب الموفد الخاص، مع سير أعمال الجلسات الخاصة بالتوازي والتزامن بالنسبة لـ«السلال الأربع».



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.