«الاتحاد الاشتراكي» المغربي يعقد مؤتمره وسط خلافات حادة

قياديون يطالبون بتأجيل موعده لإنقاذ الحزب من «الوضع الكارثي»

«الاتحاد الاشتراكي» المغربي يعقد مؤتمره وسط خلافات حادة
TT

«الاتحاد الاشتراكي» المغربي يعقد مؤتمره وسط خلافات حادة

«الاتحاد الاشتراكي» المغربي يعقد مؤتمره وسط خلافات حادة

يعقد حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المغربي مؤتمره العام العاشر الجمعة المقبل، وسط خلافات حادة بين عدد من أعضائه وقيادييه وأمينه العام الحالي إدريس لشكر، الذي أعلن الحزب أنه المرشح الوحيد لخلافة نفسه على رأس الحزب.
ويطالب الغاضبون من لشكر بتأجيل انعقاد المؤتمر، ويتهمونه بالانفراد في اتخاذ القرارات. ولم يتردد عشرة من أعضاء المكتب السياسي للحزب عن عقد لقاء صحافي قبل أسبوع للتعبير عن مطالبهم بتأجيل عقد المؤتمر، وأعقب ذلك خطوة مماثلة بأن أصدر نحو 30 من الأسماء البارزة داخل الحزب بيانا شخصوا فيه «الوضع الكارثي» الذي يعيشه الحزب، و«التدهور الكبير» الذي وصل إليه، حتى إنه تحول في نظرهم «إلى مجرد آلة تنظيمية تفقد تدريجيا ومع توالي الوقت الروح والنبض الحي».
وحمل البيان توقيع قيادات وازنة داخل «الاتحاد الاشتراكي»، ضمنهم محمد النشناش رئيس المنظمة المغربية لحقوق الإنسان سابقا وعضو هيئة الإنصاف والمصالحة، وعبد الرحمن العزوزي الكاتب العام للفيدرالية الديمقراطية للشغل، وإدريس أبو الفضل المحامي وعضو المكتب السياسي سابقا، وعبد الرحمن العمراني عضو اللجنة الإدارية، إضافة إلى خديجة القرياني، عضو المكتب السياسي سابقا، ومحمد كرم، ومحمد البقالي، وسهيل المعطي، وخالد مشبال، ومحمد منصور، وعبد العزيز العتيقي، وآخرون.
وقال النشناش، أحد الموقعين على البيان، لـ«الشرق الأوسط»، إن تاريخ «الاتحاد الاشتراكي» يشهد على أنه كان حزب القوات الشعبية الممثلة في الطبقة العاملة والطبقة المثقفة، وحتى الذين لم يكونوا ينتمون إليه يتعاطفون مع مواقفه والتضحيات التي قدمها من أجل الديمقراطية وتقدم البلاد. وأضاف موضحا: «يكفينا عدد الشهداء والمختفين الذين أكدت هيئة الإنصاف والمصالحة أن ثلاثة أرباع ضحايا سنوات الرصاص كانوا بسبب انتمائهم للاتحاد».
وأضاف النشناش، أنه في السنوات الأخيرة بدأ «الاتحاد» يسلك طريقا مغايرا هو طريق البحث عن المقاعد في الانتخابات، و«الذي يبحث عن المقعد لا يهمه إن كان المرشح انتهازيا أو من الأباطرة أو الممولين الكبار الذين يشترون المقاعد»، لافتا إلى أن الطبقة المثقفة والواعية والملتزمة ابتعدت عن الحزب وتقوقعت، ولم تتعامل بشكل إيجابي مع ما آلت إليه الأوضاع داخله، كما لوحظ انفصال الطبقة العاملة عنه رغم أنه بني على أساس أنه حزب الطبقة العاملة.
وأبرز المسؤول الحزبي أن حزب الاتحاد الاشتراكي «عمل على تفرقة الطبقة العاملة وتشتيتها، كما فكك كل الركائز الأساسية التي بني عليها، وبقي حزبا ليس ككل الأحزاب بل أقل منها»، مستشهدا بالنتائج التي حصل عليها في الانتخابات البرلمانية (19 مقعدا) و«هي أقل من المقاعد التي حصلت عليها الأحزاب التي توصف بالإدارية التي لا تملك أي نخبة أو قاعدة»، على حد قوله.
وحول الأسباب التي أدت إلى تراجع الحزب بهذا الشكل قال النشناش: «نحن لا نشخص الأسباب في فلان أو علان، بل إن التنظيم الحزبي والمواقف التي اتخذها في الفترة الأخيرة تشير إلى وجود نقاط استفهام... لذلك يؤلمنا ضميرنا لما يحدث داخل (الاتحاد)، وإذا ما عقد المؤتمر في هذه الظروف فلن نخرج من النفق، وسنجدد السلوكيات الحربائية غير الوطنية وغير الاشتراكية وغير الديمقراطية».
وأشار النشناش إلى أن عددا من أعضاء المكتب السياسي أصبح لديهم نفس الموقف، وبدأوا يطالبون هم أيضا بتأجيل المؤتمر، «لأن هذا هو الصواب من أجل توحيد الصف وتنظيم المؤتمر بشكل محكم حتى يقع تجديد النخب، ونعطي للأشخاص الأكثر كفاءة فرصة للوصول إلى المناصب القيادية»، مضيفا أن المغرب يحتاج إلى حزب قوي وديمقراطي يعمل على المستوى الوطني والدولي من أجل الدفاع عن القضايا الوطنية، والخروج من وضعية الجمود التي يعرفها المشهد السياسي، إذ إنه على الرغم من وجود حكومة جديدة. إلا أنه يصعب فهم كيف يمكنها القيام بأي مبادرة إيجابية وإيجاد حلول للقضايا العاجلة».
وكان لشكر قد اجتمع مع أعضاء المكتب السياسي الغاضبين من أجل طي صفحة الخلاف، إلا أنه لم يستجب لمطلب تأجيل المؤتمر، ودعاهم في المقابل إلى حضوره، ووعد بأنه سيقبل بالتأجيل إذا ما قرر المؤتمرون ذلك، وفق ما أوردته مصادر إعلامية.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».