عقارات إيطاليا تسعى للتعافي رغم الضغوط الداخلية والأوروبية

السوق فقدت 30 % من قيمتها منذ 2010... وروما وميلانو تقودان «التصحيح»

العقارات في إيطاليا تحتفظ بطابعها الخاص والمتفرد على المستوى الأوروبي (نيويورك تايمز)
العقارات في إيطاليا تحتفظ بطابعها الخاص والمتفرد على المستوى الأوروبي (نيويورك تايمز)
TT

عقارات إيطاليا تسعى للتعافي رغم الضغوط الداخلية والأوروبية

العقارات في إيطاليا تحتفظ بطابعها الخاص والمتفرد على المستوى الأوروبي (نيويورك تايمز)
العقارات في إيطاليا تحتفظ بطابعها الخاص والمتفرد على المستوى الأوروبي (نيويورك تايمز)

هنا في العاصمة الإيطالية روما، تدور هذه الفرصة العقارية المتميزة حول شقة من 3 طوابق فوق أحد الأسطح، تتميز بألوانها البراقة وتتألف من 5 غرف نوم و3 حمامات، ويبلغ إجمالي مساحتها قرابة 2500 قدم مربع. وتطل الشقة على كاتدرائية القديس بطرس. الشقة توجد على سطح مبنى ينتمي إلى القرن الـ19، مما يعد حديثًا تبعًا للمعايير الإيطالية، والمبنى يقع في ضاحية بورغو بيو التي تتميز بمتاجرها الصغيرة ومطاعمها المكدسة داخل أزقة وشوارع ضيقة.
هذه الشقة معروضة للبيع مقابل 1.95 مليون يورو (نحو 2.07 مليون دولار)، ويقع مدخلها الرئيسي، الذي يمكن الوصول إليه عبر المصعد، في الطابق الثالث. ويفتح الباب الأمامي للشقة على غرفة الطعام، وإلى اليسار يوجد مطبخ يتميز بمناضد رخامية وتصميم كلاسيكي، بينما على اليمين توجد غرفة صغيرة لخادمة وحمام ملحق بها.
بعد غرفة الطعام، توجد غرفة المعيشة التي تتميز بوجود مدفأة وأرضية خشبية صلبة. أما الطابق الأدنى، فيمكن الانتقال إليه عبر الدرج من غرفة الطعام، لكنه في الوقت ذاته يمتاز بمدخل منفصل أيضًا. ويضم هذا الطابق 3 غرف نوم وحماماً كبيراً ومنطقة للجلوس وغرفة خزانة صغيرة. أيضًا، توجد منطقة تخزين كبيرة داخل القبو. في الطابق العلوي، توجد غرفة النوم الرئيسية التي تضم حمامًا خاصاً بها ومدفأة وخزانة كتب وشرفة خاصة تطل على أسقف مقببة.
بالنسبة للموقع، يقع ميدان القديس بطرس على بعد 5 دقائق سيرًا على الأقدام، بينما تقع متاحف الفاتيكان على بعد 10 دقائق. وتوجد كذلك سوق مغطاة كبيرة وهي ميركاتو تريونفالي، على بعد 15 دقيقة سيرًا على الأقدام، ومحطة مترو أوتافيانو على بعد 10 دقائق. أما مطار فيوميتشينو فيقع على مسافة 30 دقيقة بالسيارة.
* نظرة عامة على السوق
أعرب ماورتسيو بيزيتا، مالك شركة «لا كوميرسيالي»، عن اعتقاده بأن السوق العقارية الإيطالية بدأت في التحرك صعودًا عام 2014. وفي عام 2015، تمت قرابة 500 ألف صفقة عقارية بمختلف أرجاء البلاد، في ارتفاع عن مستوى نحو 400 ألف صفقة فقط عام 2013 - وإن كان هذا المستوى يظل أقل كثيرًا عن نقطة الذروة التي بلغتها أعداد الصفقات قبل فترة الركود الأخيرة، وبلغت ما يقرب من 845 ألف صفقة خلال عام 2008. يذكر أن «لا كوميرسيالي» وكالة عقارية تعنى بالعقارات الفاخرة وتتخذ من روما مقرًا لها.
وأوضح بيزيتا أن السوق تتحرك على ما يبدو نحو استعادة عافيتها على نحو مستديم، خصوصاً في ظل توافر الرهون العقارية بصورة أفضل، وتزايد المعروض من الوحدات السكنية، والحوافز الحكومية الجديدة الرامية للتشجيع على شراء المنازل وتناغم الأسعار المطلوبة بدرجة أكبر، مع ما يبدي المشترون استعدادًا لدفعه.
ومع ذلك، فإن ثمة أحداثاً مثل «بريكست» والهجمات الإرهابية التي تعرضت لها أوروبا في الفترة الأخيرة، إضافة لقضايا داخلية على رأسها المشكلات الاقتصادية والأزمات السياسية التي تعصف بإيطاليا، تقف حائلاً أمام تعافي الاقتصاد بقوة أكبر، حسبما استطرد بيزيتا.
وأشار فلافيو أنغيليتي، نائب مدير شركة «سانتاندريا العقارية» المتخصصة بمجال العقارات الفاخرة، إلى أنه في المتوسط، فقدت السوق الإيطالية قرابة 30 في المائة من قيمتها منذ عام 2010، في الوقت الذي فقدت فيه السوق العقارية بروما تحديدًا نحو 25 في المائة من قيمتها.
على الجانب الآخر، أشار كارلو غيوردانو، الرئيس التنفيذي لموقع «إيموبيلير» (Immobiliare.it)، الذي يطلق على نفسه أكبر موقع سمسرة عقارية داخل إيطاليا، إلى أن روما تعد ثاني أغلى سوق عقارية داخل إيطاليا، بعد فلورنسا. وأضاف أن الأسعار في روما، مثلما الحال بباقي البلاد، تراجعت بنسبة 2.5 في المائة تقريبًا بين ديسمبر (كانون الأول) 2015 وديسمبر 2016، لكنها تقترب في الوقت الحاضر على ما يبدو من الاستقرار.
تاريخيًا، فإن معدلات الرهن العقاري المنخفضة والحوافز الحكومية الرامية إلى معاونة المشترين للمرة الأولى ومشتري العقارات المتميزة بترشيد الطاقة، أثبتت نجاحها، حسبما ذكر غيوردانو، معربًا عن توقعه بأن تقود روما وميلانو حركة الاقتصاد نحو استعادة عافيته.
من ناحية أخرى، أشارت ديليتا غيورغولا سبينولا، رئيسة شؤون المبيعات بوسط وجنوب إيطاليا لدى شركة «إيتالي سوزبيز إنترناشونال ريالتي»، إلى أن 80 في المائة من الإيطاليين يمتلكون منازل، في الوقت الذي يبدي فيه سياسيون ترددهم إزاء زيادة الضرائب على المساكن الأساسية. كما أضافت أن المنازل الثانية لا تخضع هي الأخرى لمعدلات ضريبية مرتفعة، مقارنة بالحال في دول أوروبية أخرى والولايات المتحدة.
واتفقت سبينولا وغيوردانو على أن استقالة رئيس الوزراء ماتيو رينزي في ديسمبر الماضي كان لها تأثير ضئيل، على ما يبدو، على السوق، نظرًا لأن سوق العقارات الإيطالية تعتبر محصنة نسبيًا في مواجهة الأزمات السياسية. وعن ذلك، شرحت سبينولا أنه: «لو أنه في كل مرة سنشهد تغييرًا سياسيًا سيترك تأثيراً علينا، فإننا سنصبح في تلك الحالة في فوضى حقيقية»... إلا أنها استطردت أن الوضع الاقتصادي في إيطاليا خاصة، وأوروبا عامة، خلف تأثيراً على المستويين الأوسط والأدنى في السوق. وقال بيزيتا إن أسعار الوحدات الفاخرة تراوحت بين 7 آلاف و20 ألف يورو للمتر المربع (ما بين 689 دولاراً و1970 دولارًا للقدم المربع). وأضاف أنه فيما مضى، غالبًا ما كان يجري بيع أغلى الوحدات السكنية في المدينة عبر اتفاق شفهي فحسب. أما اليوم، فإنه كثيرًا ما يجري اللجوء إلى الإعلانات، نظرًا لزيادة المعروض.
وبجانب قلب المدينة التاريخي، فإن المناطق التي تشهد إقبالاً على الشراء فيها تتضمن غيانيكولو ومونتي وباريولي وفيا فينيتو وبينكيانو والمناطق المحيطة بفيلا أدار وفيلا تورلونيا، حسبما أفاد وكلاء عقاريون.
* من يشتري في روما
على الطرف الأدنى من السوق العقارية الفاخرة، ينتمي قرابة 20 في المائة من المشترين إلى الأجانب، حسبما ذكرت سبينولا. ومع ارتفاع الأسعار، يزداد نصيب المشترين الأجانب. وأضافت أن غالبية المشترين الأجانب - نحو 80 في المائة - ينتمون إلى الولايات المتحدة، والذين يحاولون الاستفادة من قوة الدولار وانخفاض الأسعار داخل إيطاليا، ويأتي بعدهم الفرنسيون والبريطانيون والسويسريون.
وعادة ما يتركز اهتمام المشترين الأجانب الأثرياء على المباني التاريخية التي تقع بقلب المدينة، حسبما شرح بيزيتا، مع تفضيلهم الأدوار الأعلى أو الشقق المقامة فوق أسطح بنايات ولها شرفات تطل على مشاهد بانورامية. كما تبدي هذه الفئة من المشترين اهتمامها بالفيلات الملحق بها حدائق قريبًا من قلب المدينة التاريخي.
* معلومات أساسية عن الشراء
نظرًا للتشريعات المتبادلة، يواجه مواطنو بعض الدول قيودًا لدى شراء عقارات داخل إيطاليا، لكن أبناء الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وأستراليا لا ينتمون لهذه الفئة، حسبما أوضح غياندومينيكو دي توليو، أحد المشاركين في شركة «دي توليو للمحاماة» التي تملك مكاتب في روما ولندن.
وأشار وكلاء عقاريون إلى أنه زادت صعوبة حصول الأجانب على رهون عقارية، لكن هذا الأمر ربما لا يؤثر على المشترين للعقارات الفاخرة، لأنهم عادة ما يملكون أموالاً نقدية.
على الجانب الآخر، نبه دي توليو إلى أن القوانين الضريبية الإيطالية تتسم بالتعقيد، ويصعب تقييم تكلفتها النهائية. بصورة عامة، يتعين على المشتري سداد رسوم كاتب وزارة العدل ونصف السمسرة الخاصة بصفقة البيع والضرائب، وأحياناً أجر المحامي. وأشار إلى أنه على خلاف الحال مع كاتبي وزارة العدل والوكلاء الذين يمثلون البائع والمشتري، فإن المحامي «ملتزم بصورة حصرية بمصالح المشتري»... لذا، فإنه من الأفضل الاستعانة بمحامٍ.
* المواقع الإلكترونية
متاحف الفاتيكان: museivaticani.va
موقع السياحة الرسمي في روما: turismoroma.it
* اللغة والعملة
الإيطالية، يورو (1 يورو = 1.06 دولار).
* الضرائب والرسوم
تبلغ الضرائب السنوية على هذا العقار، بما في ذلك الرسوم البلدية، قرابة 4800 يورو (5088 دولاراً). وتبلغ الرسم السنوية للملكية المشتركة قرابة 1800 يورو (1908 دولارات).
* خدمة «نيويورك تايمز»



«المنازل الذكية»... طريق الحياة الجديدة باستخدام التقنية

المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)
المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)
TT

«المنازل الذكية»... طريق الحياة الجديدة باستخدام التقنية

المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)
المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)

تبرز المنازل الذكية خياراً جديداً في أسلوب الحياة مع التسارع الذي تشهده التقنيات المنزلية؛ مما يعتقد أنها تجعل الحياة أسهل من خلال التحكم في مرافق المنازل عبر الهاتف المحمول، الأمر الذي يضم هذا الاستخدام ضمن استخدامات كثيرة عبر تلك الأجهزة المحمولة.
ويمكن الآن التحكم بكل شيء في المنزل وفق طرق سهلة، سواء كان ذلك تشغيل الإضاءة أو فتح الستائر، أو تشغيل الواي فاي، أو تعديل درجة الحرارة، وفتح وإغلاق قفل الباب الأمامي، وحتى إشعال وإطفاء الموقد، حيث يقضي معظم الأفراد أغلب أوقاته في المنزل أكثر من أي مكان آخر، ومع ذلك التفكير بالتكنولوجيا عندما التواجد في المنزل يكون أقل مقارنة بالخارج فيما عدا تقنية الواي فاي.
غدت الصورة عن المنزل التي تتمثل بأنه مكان خالٍ من التكنولوجيا على وشك التغيير، فحان وقت النظر إلى الأجهزة الكثيرة المتناثرة في أنحاء المنزل، سواء كان التلفزيون في غرفة المعيشة، أو الثلاجة في المطبخ، أو المكيّف في غرف النوم، أو حتى جهاز تسخين المياه في الحمامات. وأصبح الأفراد محاطين بالإلكترونيات التي يتم وصفها بالأجهزة الذكية بشكل متزايد كل يوم، فهي تملك أجهزة استشعار تمكّنها من تسجيل البيانات ومشاركتها عبر الإنترنت. ويوجد اليوم نحو 31 مليار جهاز متصل بالإنترنت، ومن المفترض أن يرتفع هذا العدد إلى 75.4 مليار بحلول عام 2025، وفقاً لتقديرات وكالة الأبحاث «ستسيتا».
ولا شك بأن السؤال الذي يسيطر في الوقت الحالي هو، متى ستصبح المنازل أكثر ذكاءً عبر وصل جميع هذه الأجهزة بمركز واحد، ليتم التمكن من القياس والتحكم بكل شيء داخل المنازل. وتتجاوز رؤية المنزل الذكي مفهوم الراحة، حيث ستكون التقنيات الجديدة ذات تأثير عميق وإيجابي على الصحة من خلال مراقبة النظام الغذائي وظروف البيئة المحيطة في الأشخاص ورفاهيتهم بشكل عام. وسيتمكن الأطباء بفضل التكنولوجيا من معرفة حالة الأشخاص بالوقت الفعلي كما سيكون تاريخهم الطبي في متناول اليد قبل حتى إخبار الأطباء به. وعلاوة على ذلك، ستمكن المنازل الذكية العاملين في الرعاية الصحية من علاج الأمراض بشكل استباقي.
وسيمتد تأثير التكنولوجيا أيضاً إلى طريقة التعليم والتعلُّم عند وصل أجهزة التعلم الخاصة بالأطفال بأجهزة معلميهم، لتعزيز التفاعل والتعليم المخصص، وسيزداد التركيز على التدريس عبر الوسائط المتعددة، حيث سنتمكن من تحقيق فكرة غرف الدراسة الافتراضية على أرض الواقع، وسيتمكن البالغون أيضاً من إكمال دراستهم من النقطة التي توقفوا عندها، وذلك عبر الدورات التي تم تطويرها للتعلّم المنزلي والتي يمكن بثها على شاشات الأجهزة.
وتعد البيئة المحرك الأهم لتقنيات المنزل الذكي، وخاصة بما يتعلق بتأثير الأشخاص عليها، حيث تستطيع الأتمتة المنزلية الذكية أن تخفّض استهلاك الطاقة والمياه في المباني إلى حد كبير. وصحيح بأن المستهلك سيستخدم المزيد من الأجهزة التي تعمل بالطاقة الكهربائية، إلا أن حلول المنزل الذكي المدعمة بالذكاء الصناعي تستطيع أن تتعرف على سلوك من يعيشون في المنزل وتشغيل الأجهزة أو إيقافها استناداً إلى الروتين اليومي للمستخدم. وسنتمكن مع هذه الحلول الذكية عبر نظرة واحدة على الهواتف المحمولة من معرفة مقدار الطاقة والمياه المستهلكة وتكلفتها. وبالنظر إلى ارتفاع تكلفتهما بشكل مستمر، سيضطر أصحاب المنازل والمرافق والحكومات إلى البحث عن طرق أفضل وأكثر فاعلية للحد من التلوث البيئي، وجعل الحياة أكثر استدامة.
وقد تبدو هذه الأفكار التقنية بعيدة التحقيق، إلا أنها حالياً في مراحل التصميم في مشاريع مثل «نيوم»، المبادرة التي تبلغ تكلفتها 500 مليار دولار، والتي تعد حجر الأساس في «رؤية السعودية 2030»، كما أنها وصفت كأضخم مشروع حضري في العالم اليوم. وستعيد هذه المبادرة تعريف طريقة العيش وستركز في جزء كبير منها على المنازل.
وقال نجيب النعيم، رئيس مجلس إدارة العمليات في «شنايدر إلكتريك» السعودية: «سيكون لمبادرة (نيوم) تأثير غير مباشر على المنطقة بشكل عام، وينبغي أن تصبح المنازل الذكية القاعدة السائدة في الشرق الأوسط بحلول عام 2030. ويبدو لنا أن المنازل الذكية ستستمر في النمو مستقبلاً؛ مما يعني أن طريقة عيشنا اليومية ستتغير بشكل كبير». وبدأت الشركة الاستثمار في أتمتة المنزل الذكي منذ عقود من الزمن، ويعتقد النعيم بأن طريقة عيشنا «ستكون مختلفة بشكل جذري في المستقبل».

التطورات في تقنيات المنزل الذكي
تتطور التكنولوجيا اليوم بوتيرة متسارعة وتقنيات المنزل الذكي ليست استثناءً، والتساؤل يتمحور في معنى هذا التطور من حيث الأداء العملي، وكيف يمكن أن تؤثر البيوت الذكية على الحياة.
الذكاء الصناعي: سيكون الذكاء الصناعي في صميم التقنيات في المنازل المستقبلية، وستتمكن المنازل الذكية من تتبع موقع الأشخاص داخل المنزل، إما عن طريق جهاز استشعار إلكتروني يتم تركيبه على الملابس أو أجهزة استشعار إلكترونية داخل المنزل. وسيمتلك المنزل القدرة على تحديد هوية الأشخاص وأماكنهم، وسيستخدم هذه المعلومات لتلبية الاحتياجات وتوقعها أيضاً. وسيكون المنزل قادراً على ضبط كل شيء بدءاً من التدفئة والتبريد إلى الموسيقى والإضاءة، وكل ذلك حسب احتياجات الشخص الذي سيدخل من باب المنزل.
الإضاءة الذكية: ستُحدث الإضاءة الذكية ثورة في طريقة إضاءة المنازل، فهي تعمل على ضبط نفسها تلقائياً من خلال الكشف عن وجود الأشخاص في الغرفة، وحال خروجهم من هناك، تصبح الأنوار خافتة أو يتم إطفاؤها تماماً. كما يمكن أن تطبق الإضاءة الذكية على نشاطات الأشخاص؛ فعلى سبيل المثال، يمكن لأجهزة استشعار الضغط إطفاء الأنوار عند الاستلقاء في السرير بعد وقت معين، وستكتشف المستشعرات استيقاظ الأفراد لاستخدام الحمام وتقوم بتشغيل الإنارة. وتضبط الإضاءة درجة سطوعها تلقائياً وفقاً لفترات اليوم، وسيتذكر المنزل الذكي الروتين الخاص بالمستخدم ليتمكن من تخصيص كل جهاز في منزلك حسب الرغبة.
الأقفال الذكية: يمكن أيضاً برمجة الأقفال الذكية وفقاً لاحتياجات الأفراد، فيمكن السماح للزوار بالدخول أو منعهم بناءً على سمات تعريفية محددة. كما يمكنك السماح بالدخول لشخص ما، مثل حامل البريد عن بُعد. ويمكن إرسال رموز فتح الأقفال الافتراضية عبر تطبيق إلكتروني وفتح الباب عبر استخدام الهاتف المحمول.
مراقبة المنزل: تستطيع الأنظمة الأمنية الذكية مراقبة المنزل بشكل مستقل، والإبلاغ عن أي حوادث غير مسبوقة لمالك المنزل، وإبلاغ خدمات الطوارئ إذا لزم الأمر. وتستطيع المنازل الذكية أيضاً مراقبة كبار السن الذين يعيشون بمفردهم، فتقدم لهم يد المساعدة كتذكيرهم بتناول أدويتهم وضمان إتمامهم للمهام اليومية بنجاح وأمان. وفي حالات الطوارئ كالسقوط أو الحوادث، سيتمكن نظام المنزل الذكي من إخطار خدمات الطوارئ والسماح لهم بالدخول تلقائياً.
نظام التكييف: يعد التكييف من الضروريات الأساسية في دول الخليج، وعلى الرغم من ذلك لن يتغير قريباً، فإن الحلول المنزلية الذكية يمكن أن تقلل استهلاك الطاقة التي نستخدمها لتشغيل أنظمة التبريد لدينا في الصيف وأنظمة التدفئة في الشتاء بشكل كبير. فمن خلال التعلم الذاتي لسلوك واحتياجات الأسرة بالنسبة لتدفئة وتبريد المنزل مع مرور الوقت وإقران تلك المعلومات مع درجة الحرارة داخل المنزل وخارجه، يستطيع منظم الحرارة الذكي تقليص قيمة فواتير استهلاك الطاقة بنسبة 15 في المائة أو أكثر؛ مما سيختصر على الوالدين تأنيب الأطفال للتوقف عن العبث بمفتاح الطاقة.
طريقة دمج الأجهزة الذكية بنظام المنزل الذكي: يملك كل واحد منا الكثير من الأجهزة الذكية في المنزل والتي يمكن وصلها بشبكة الإنترنت. وما يحتاج إليه معظم الأشخاص هو وسيلة بسيطة بأسعار معقولة لإيصال جميع هذه الأجهزة بنظام واحد. ويؤمن نجيب النعيم من شركة «شنايدر إلكتريك» بأن تطبيق ويزر الذي أطلقته الشركة ومفهوم المنزل المتصل المتطور (سكوير دي) ربما يكون الحل المثالي لمن يبحثون عن تقنية المنزل الذكي الرائدة اليوم.
وقال النعيم «سيتطلب تحقيق ذلك شركة ذات خبرة بالطاقة والكهرباء والخدمات الرقمية والأجهزة والبرامج لتنشئ جهاز تحكم المنزل الذكي الذي نحتاج إليه جميعاً. ويعمل تطبيق (ويزر) من جهاز واحد نحمله بيدنا دائماً هو الهاتف المتحرك. ومن خلال وصل كل جهاز لدينا في المنزل بالإنترنت والتحكم به عبر (ويزر) سنتمكن من مراقبة كافة أجهزتنا والتحكم بها بطريقة آمنة ومن جهاز واحد».
وتهدف «شنايدر» على المدى الطويل إلى إضافة مستشعرات في جميع المعدات الكهربائية في المنزل لتتيح قياس استهلاك الطاقة والتحكم بالأجهزة، إما مباشرة أو من خلال الذكاء الصناعي، ومساعدة أصحاب المنازل والمباني على إنشاء «شبكات كهربائية صغيرة» من خلال دمج البطاريات وأجهزة الطاقة المتجددة مثل الألواح الشمسية. وبهذا قد تصبح الأسلاك الكهربائية والمقابس والقواطع الخاصة بك العمود الفقري الذكي لمنزلك المستقبلي.
«شنايدر» هي من المشاركين في مبادرة «موطن الابتكار» التابعة لشركة «سابك»، وهي مشروع يهدف إلى إنشاء منزل تجريبي متكامل بأثاثه لتوفير تجربة عيش حديثة ومريحة ومستدامة، وإلى رفد السعودية بالمشاريع المستدامة. ويعرض مشروع «موطن الابتكار» ما يمكن تحقيقه عندما تتعاون الشركات العالمية مع رواد الأبحاث مثل «سابك» لابتكار أفكار جديدة من شأنها أن تثير اهتمام السعوديين وتُطلعهم على ما ستبدو عليه منازلهم في المستقبل.
وقال النعيم: «لم تتغير منازلنا كثيراً على الرغم من كمية التقنيات المحيطة بنا. وأصبح ذلك على وشك التغيير، فسنستذكر مستقبلاً الماضي بعد عقد من الزمن، ونتساءل لماذا لم نختر مفهوم المنزل الذكي في وقت أبكر. وسيحدث ذلك ثورة في طريقة راحتنا وعملنا ولعبنا. وأعتقد أن السعودية ستقود مسيرة التطور التقني في المنازل الذكية بفضل مشاريعها الرائدة مثل (نيوم)».