معرض عقاري مغربي في باريس يجتذب أكثر من 40 ألف زائر

شاركت فيه 60 مدينة و80 عارضاً... وجهة الشرق ضيف شرف

جانب من فعاليات معرض «سماب إيمو باريس 2017»
جانب من فعاليات معرض «سماب إيمو باريس 2017»
TT

معرض عقاري مغربي في باريس يجتذب أكثر من 40 ألف زائر

جانب من فعاليات معرض «سماب إيمو باريس 2017»
جانب من فعاليات معرض «سماب إيمو باريس 2017»

استقطبت الدورة 14 لمعرض العقار المغربي في باريس «سماب إيمو باريس 2017»، التي نظمت خلال الفترة بين 12 و15 مايو (أيار) الحالي، أكثر من 40 ألف زائر وزائرة من فرنسا وكثير من البلدان الأوروبية الأخرى، وهو ما جعل القائمين على المعرض يعتبرونها دورة ناجحة بكل المقاييس.
وشاركت في معرض باريس 60 مدينة مغربية، و80 عارضاً يمثلون المنعشين العقاريين وشركات البناء والوكالات العقارية، إلى جانب عدد من البنوك، وذلك على مساحة قدرها 10 آلاف متر مربع.
وتميز الافتتاح الرسمي للمعرض بحضور نبيل بن عبد الله وزير السكنى وسياسة المدينة وإعداد التراب المغربي، وشكيب بن موسى سفير المغرب في باريس، حيث جالا في مختلف أروقة المعرض، كما شارك الوزير بن عبد الله في ندوة حول القطاع.
وقال الوزير بن عبد الله، في الندوة التي حضرها جمهور واسع من زوار المعرض، إن هدف وزارته يتمثل في بناء 800 ألف مسكن خلال السنوات الخمس المقبلة، مشيراً إلى المبادرات التي قامت بها الوزارة في مجال محاربة السكن غير اللائق، والتقليص من العجز في السكن إلى 200 ألف وحدة سنة 2021، مقابل عجز بلغ 840 ألف وحدة في سنة 2012.
ولم يفوت الوزير بن عبد الله الحديث عن الأهمية التي توليها وزارته لانشغالات المواطنين الذين يشتكون من ممارسات بعض المقاولين العقاريين، وذلك من خلال العمل على تسوية عدد من الأوضاع. وأشار بن عبد الله إلى جهود بلاده من أجل التحسين والمواكبة للعرض في مجال السكن، والتطور الكبير الذي يشهده القطاع، مذكراً بمساهمته المهمة في نمو البلاد. وأضاف أن الطلب القوي في مجال السكن من قبل مغاربة العالم، يعكس ارتباطهم ببلدهم الأصلي، مؤكداً الأهمية التي يتم إيلاؤها لتنويع العرض، بهدف الاستجابة لمتطلبات كل الفئات، وخصوصاً الشباب المتزوج الباحث عن سكن.
بدوره، قال رئيس مجلس إدارة مجموعة «العمران»، بدر الكانوني، إن هذه المقاولة العمومية الاستراتيجية لا تدخر أي جهد من أجل الالتقاء بمغاربة العالم، سواء بمناسبة معرض «سماب» أو عبر معارض أخرى في أوروبا، مبرزاً أن هذا النوع من التظاهرات يتيح تعزيز الروابط مع مغاربة العالم. وذكر الكانوني أن «العمران» تتوفر على فرع في باريس، مجدداً التزام المجموعة بتنفيذ التوجيهات الملكية المغربية والبرنامج الحكومي في مجال السكن والتنمية العمرانية.
وقال الكانوني إن مجموعة «العمران» تقترح مجموعة من المنتجات التي تتماشى مع احتياجات مختلف الفئات، مشيراً إلى أن المجموعة تشجع وتواكب تطور المراكز الحضرية المستدامة المندمجة اجتماعياً والمنتجة اقتصادياً، والصلبة على الصعيد البيئي من أجل أن يستفيد السكان من جودة حياة ملائمة ومن مزايا اقتصادية، وتمركز حضري متحكم فيه.
ويعد معرض باريس أكبر حدث عقاري مغربي في الخارج، ولديه سمعة وتأثير متزايد نظراً لكونه أصبح موعداً كبيراً لجمهور عريض ومتنوع يظهر اهتماماً كبيراً باقتناء العقارات في المغرب.
وقال سمير الشماع، الرئيس التنفيذي لمجموعة «سماب» لـ«الشرق الأوسط»، إن معرض باريس يشكل ملتقى مثالياً للجالية المغربية المقيمة في فرنسا، وللمستثمرين الفرنسيين، والباحثين عن فرص شراء منزل في المغرب.
وفي دورته الـ14، ووفاء منه لرسالته، ركز المعرض على العرض المتنوع، وجديد السوق المغربية في مختلف المناطق، إلى جانب جودة التنظيم والمنتجات العقارية. كل هذا يجعل من المعرض موعداً سنوياً محبوباً لدى أفراد الجالية المغربية، وأعداد كبيرة من الزوار الفرنسيين والأوروبيين.
وتجدر الإشارة إلى أن جهة الشرق كانت ضيف شرف دورة معرض باريس الذي أسدل الستار عليه مساء الاثنين. وكان معرض «سماب إيمو باريس 2016» الذي جرى العام الماضي، قد شهد توافد 38 ألف زائر وزائرة.



«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
TT

«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء

في وقت تجري فيه الاستعدادات لعقد اجتماع بين الصندوق القومي للإسكان ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان، لبحث سبل توفير تمويل لمشروعات الإسكان للمواطنين عبر قروض طويلة الأجل، ألغت الحكومة أول من أمس، وأوقفت، إجراءات تسليم المساكن للموطنين والتقديم لها، خوفاً من حدوث إصابات بـ«كورونا»، أثناء الاصطفاف للتقديم والتسلم.
وكان الصندوق القومي للإسكان قد طرح مباني سكنية جاهزة للمواطنين في معظم المناطق الطرفية بالعاصمة الخرطوم، وبقية الولايات، وذلك ضمن مشروع السودان لتوفير المأوى للمواطنين، الذي سيبدأ بـ100 ألف وحدة سكنية لذوي الدخل المحدود. وقد بدأ المشروع بفئة العمال في القطاعات الحكومية في جميع ولايات السودان العام الماضي، بواقع 5 آلاف منزل للمرحلة الأولى، تسدد بالتقسيط على مدى 7 سنوات. ويتضمن مشروع إسكان عمال السودان 40 مدينة سكنية في جميع مدن البلاد، لصالح محدودي الدخل، ويستفيد من المشروع في عامه الأول أكثر من مليونين.
وقد أقام المواطنون مواقع أمام مقر الصندوق القومي للإسكان، وباتوا يتجمعون يومياً بأعداد كبيرة، ما سبب إزعاجاً لدى إدارة الصندوق والشارع العام، وذلك بعد قرار سياسي من والي ولاية الخرطوم، لدعوة المواطنين للتقديم للحصول على سكن شعبي.
ووفقاً للدكتور عبد الرحمن الطيب أيوبيه الأمين العام المكلف للصندوق القومي للإسكان والتعمير في السودان لـ«الشرق الأوسط» حول دواعي إصدار قرار بوقف إجراءات التسليم والتقديم للإسكان الشعبي، وعما إذا كان «كورونا» هو السبب، أوضح أن تلك التجمعات تسببت في زحام شديد، حيث نصب المتقدمون للوحدات السكنية خياماً أمام مقر الصندوق في شارع الجمهورية، بعد قرار الوالي في وقت سابق من العام الماضي بدعوة المواطنين للتقديم. وظلت تلك التجمعات مصدر إزعاج وإرباك للسلطات، ولم تتعامل معهم إدارة الصندوق، إلى أن جاء قرار الوالي الأخير بمنع هذه التجمعات خوفاً من عدوى «كورونا» الذي ينشط في الزحام.
وبين أيوبيه أن الخطة الإسكانية لا تحتاج لتجمعات أمام مباني الجهات المختصة، حيث هناك ترتيبات وإجراءات للتقديم والتسلم تتم عبر منافذ صناديق الإسكان في البلاد، وعندما تكون هناك وحدات جاهزة للتسليم يتم الإعلان عنها عبر الصحف اليومية، موضحاً أن كل ولاية لديها مكاتب إدارية في كل ولايات السودان، وتتبع الإجراءات نفسها المعمول بها في العاصمة.
ولم يخفِ أيوبيه أزمة السكن في البلاد، والفجوة في المساكن والوحدات السكنية، والمقدرة بنحو مليوني وحدة سكنية في ولاية الخرطوم فقط، لكنه أشار إلى أن لديهم خطة مدروسة لإنشاء 40 ألف مدينة سكنية، تم الفراغ من نسبة عالية في العاصمة الخرطوم، بجانب 10 آلاف وحدة سكنية.
وقال إن هذه المشاريع الإسكانية ستغطي فجوة كبيرة في السكن الشعبي والاقتصادي في البلاد، موضحاً أن العقبة أمام تنفيذها هو التمويل، لكنها كمشاريع جاهزة للتنفيذ والتطبيق، مشيراً إلى أن لديهم جهوداً محلية ودولية لتوفير التمويل لهذه المشاريع.
وقال إن اجتماعاً سيتم بين الصندوق القومي للإسكان وبنك السودان المركزي ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، لتوفير الضمانات بالنسبة للتمويل الخارجي واعتماد مبالغ للإسكان من الاحتياطي القانوني للمصارف المحلية.
وأكد الدكتور عبد الرحمن على أهمية التنسيق والتعاون المشترك بين الجهات المعنية لإنفاذ المشروع القومي للمأوى، وتوفير السكن للشرائح المستهدفة، مجدداً أن أبواب السودان مشرعة للاستثمار في مجال الإسكان. وأشار إلى أن الصندوق القومي للإسكان سيشارك في معرض أكسبو في دبي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وذلك بجناح يعرض فيه الفرص الاستثمارية في السكن والوحدات السكنية في السودان، وسيتم عرض كل الفرص الجاهزة والمتاحة في العاصمة والولايات.
وقال إن هناك آثاراً متوقعة من قرار رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية على البلاد، ومن المتوقع أن يسهم كثيرا في إنعاش سوق العقارات واستقطاب رؤوس أموال لصالح التوسع في مشروعات الإسكان. وأبان أن الصندوق استطاع خلال السنوات الماضية إحداث جسور للتعاون مع دول ومنظمات واتحادات ومؤسسات مختلفة، وحالت العقوبات دون استثمارها بالشكل المطلوب، مشيرا إلى أن جهودهم ستتواصل للاستفادة من الخبرات والموارد المالية المتاحة عبر القروض والمنح والاستثمارات.
وأكمل الصندوق القومي للإسكان في السودان تحديد المواقع والدراسات لمشروع المأوى القومي ومنازل العمال، حيث ستشيد المنازل بأنماط مختلفة من السكن الاقتصادي، الشعبي، الاستثماري، الريفي، والمنتج، بتمويل من البنوك العاملة في البلاد، وفق خطة الصندوق.
وقد طرحت إدارة الصندوق عطاءات منذ بداية العام الجاري لتنفيذ مدن سكنية، كما دعت المستثمرين إلى الدخول في شراكات للاستثمار العقاري بالولايات لتوفير المأوى للشرائح المستهدفة، إلا أن التمويل وقف عثرة أمام تلك المشاريع.
وطرح الصندوق القومي للإسكان في ولاية الخرطوم أن يطرح حالياً نحو 10 آلاف وحدة سكنية لمحدودي الدخل والفئويين والمهنيين في مدن العاصمة الثلاث، كما يطرح العديد من الفرص المتاحة في مجال الإسكان والتطوير العقاري، حيث تم الانتهاء من تجهيز 5 آلاف شقة و15 ألفا للسكن الاقتصادي في مدن الخرطوم الثلاث.
وتم تزويد تلك المساكن بخدمات الكهرباء والطرق والمدارس وبعض المرافق الأخرى، بهدف تسهيل وتوفير تكلفة البناء للأسرة، حيث تتصاعد أسعار مواد البناء في البلاد بشكل جنوني تماشياً مع الارتفاع الذي يشهده الدولار مقابل الجنيه السوداني والأوضاع الاقتصادية المتردية التي تمر بها البلاد حالياً.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان لديه خطة لتوسيع قاعدة السكن لمحدودي الدخل، عبر الإسكان الرأسي، الذي يتكون من مجمعات سكنية، كل مجمع يضم بناية من 7 أدوار، ويتكون الطابق من 10 شقق سكنية، بمساحات من 180 إلى 300 متر مربع.
ويتوقع الصندوق أن يجد مشروع الإسكان الرأسي والشقق، رواجاً وإقبالاً في أوساط السودانيين محدودي الدخل، خاصة أنه أقل تكلفة وأصبح كثير من السودانيين يفضلونه على السكن الأفقي، الأمر الذي دفع الصندوق لتنفيذ برامج إعلامية لرفع مستوى وعي وثقافة المواطنين للتعامل مع السكن الجماعي والتعاون فيما بينهم.
ووفقاً لمسؤول في الصندوق القومي للإسكان فإن برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي، يتضمن كيفية المحافظة على خدمات البناية، ورفع وعيهم بهذا النوع من البناء، حتى تتحول الخرطوم إلى عاصمة حضارية وجاذبة. وأضاف المصدر أن برنامج التوعية بالسكن في الشقق ودوره في تقليل تكلفة السكن، سيتولاه فريق من اتحاد مراكز الخدمات الصحافية، الذي يضم جميع وسائل الإعلام المحلية، مما سيوسع قاعدة انتشار الحملات الإعلامية للسكن الرأسي.
تغير ثقافة المواطن السوداني من السكن التقليدي (الحوش) إلى مساحات صغيرة مغلقة لا تطل على الشارع أو الجيران، ليس أمرا هينا. وبين أن خطوة الصندوق الحالية للاعتماد على السكن الرأسي مهمة لأنها تزيل كثيرا من المفاهيم المغلوطة عن السكن في الشقق السكنية.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان عام 2018 بدأ بالتعاون مع شركة هيتكو البريطانية للاستثمار، لتنفيذ مشروع الإسكان الفئوي الرأسي، الذي يستهدف بناء 50 ألف وحدة سكنية بالعاصمة الخرطوم، وكذلك مشروع لبناء أكبر مسجد في السودان، بمساحة 5 كيلومترات، وبناء 3 آلاف شقة ومحلات تجارية.